براءة الفنانة نسرين طافش من تهمة البلاغ الكاذب
تاريخ النشر: 30th, March 2024 GMT
برأت محكمة جنح أكتوبر اليوم السبت، الفنانة نسرين طافش من تهمة البلاغ الكاذب في الجنحة المباشرة التى أقامها دفاع الشاكية نشوى صفاء الدين حسين حسن عبد العال، وطلب فيها بتعويض مدني مؤقت 100 ألف جنيه.
وتتخلص الواقعة أنه وبتاريخ سابق بدائرة قسم أول مدينة نصر، تقدمت المشكو بحقها بسوء قصد ببلاغ قيد تحت رقم 31 لسنة 2023 جنح المعادى علي سند من القول بأن الشاكية قامت بارتكاب جريمة النصب بحقها عن طريق قيامها ببيع قطعة أرض إلى المشكو بحقها بمساحة 3600م 2 كائنة بالريف الأوروبي الكيلو 5غرب طريق الإسكندرية الصحراوى بسعر أعلي من السعر الحقيقي (حسب أقوالها، وقد قامت النيابة العامة بدورها بمولاة التحقيق في شأن تلك الواقعة على الرغم من أن النزاع وان كان له سند او حقيقة من الواقع أو المستندات فإنه من ظاهره يتضح انه نزاع مدني لا إختصاص للقضاء الجنائي به.
وتم التحقيق في المحضر المزعوم على مدار أكثر من عام أمام النيابة الكلية وكذا أمام نيابة المعادى الجزئية دون جريمة جنائية ودون ثمة جرم أو ذنب ارتكبته الطالبة سوى مزاعم وأكاذيب من وحي خيال المعلن إليها تهدف من ورائها الي الانتقام منها والاساءة إليها وتشويه صورتها حتى قامت النيابة العامة بإصدار بحفظ المحضر المزعوم بعد أن قيدته برقم 10476 لسنة 2023 اداري المعادي وحيث أن ما ارتكبته المشكو بحقها يكون جريمة بلاغ كاذب يعاقب عليها بالمادة 305 من قانون العقوبات حيث أبلغت كذبا مع سوء القصد بواقعة لو ثبت صحتها لاستوجبت عقاب المدعية بالحق المدني.
وكان القرار الصادر بحفظ المحضر لا يقيد المحكمة ولها الحق في إعادة التحقيق والحكم بما يظهر لها وأن تستوفي كل ما تراه نقصا في التحقيق لتستخلص ما تطمئن إليه فتحكم به ومن ثم نرى أنه لزاما علينا إعادة طرح الواقعة برمتها أمام المحكمة كي تحكم بما تطمئن إليه و في ذلك قضت محكمتنا العليا : "أن المحكمة في نظرها دعوى البلاغ الكاذب لا تتقيد بأمر الحفظ الصادر لعدم معرفة الفاعل بل أن عليها أن تفصل في الواقعة المطروحة أمامها حسبما ينتهي إليه تحقيقها لها " . ( الطعن رقم 73 سنة 22 ق جلسة 1952/2/19 ) .
وحيث أنه في مجال التكييف القانوني للواقعة فإنها تشكل الجنحة المؤثمة بنص المادة (305)
من قانون العقوبات والتي تنص على : " أن كل من اخبر بأمر كاذب مع سوء القصد فيستحق العقوبة ولو لم يحصل منه إشاعة غير الأخبار المذكورة و لم تقم دعوى بما اخبر به " ، و حيث أنه في مجال الإسناد القانوني للاتهام فإن الأدوات العنايسند إلى المعلن إليها الأولى باعتبارها مرتكبه لجريمة البلاغ الكاذب عملا بنص المادة القصد فيستحق العقوبة ولو من أن كل من ورة العقوبات . أخبر بأمر كاذب مع سوء الساعة غير الأخبار المذكورة و لم تقم دعوى بما اخبر به . ويستفاد من ذلك أن جريمة البلاغ الكاذب جريمة عمدية لها ركنان مادي ومعنوي والركن المعنوي وهو القصد الجنائي يشتمل على العد عام و آخر خاص و ذلك علي النحو التالي: الركن المادي : وهو الفعل ويتمثل في الإبلاغ بأمر كاذب أو بواقعة يعاقب عليها القانون ضد شخص ما.
الركن المعنوي و يلزم لهذه الجريمة توافر قصد عام و خاص فالقصد العام هو علم الجاني بأن الواقعة أو الخبر كاذب و لا أساس له من الصحة و القصد الخاص هو انصراف قصده إلى النيل من المجني علية للإضرار به .
المصدر: اليوم السابع
كلمات دلالية: نسرين طافش محكمة جنح أكتوبر البلاغ الكاذب الفنانة نسرين طافش اخبار الحوادث البلاغ الکاذب
إقرأ أيضاً:
(الإرهاب) حين يصبح (تهمة) لتصفية الخصوم..
جميعا نعرف معنى (الإرهاب) ونوعه وأشكاله وعلى من يطلق أو تطلق هذه الصفة، لكن منذ سنوات تم استغلال هذا الوصف وتوظيفه من قبل بعض الدول الكبرى ومن يدور في فلكها وإلصاقه بخصوم وطنيين وبحركات تحرر وطنية وضد كل من يناضل من أجل حقه وحق شعبه في الحرية والاستقلال وتقرير المصير..
لقد أصبحت تهمة (الإرهاب) تطال ليس (الإرهابيين) الحقيقيين، بل أصبحت التهمة تلصق بكل حركة نضال وطني وبكل جماعة تناضل من أجل حق شعبها بالحرية والاستقلال، حتى أصبحت حركات المقاومة في فلسطين تصنف حركات (إرهابية) مع أن كل القوانين والتشريعات الدولية وشرائع السماء والأرض تقر لها بشرعية مقاومة المحتل، توصيف سحب نفسه على كل حركة نضالية تقاوم الهيمنة الاستعمارية وتطال كل نظام أو دولة تدعم حركات المقاومة ضد الاحتلال..!
وهكذا أصبحت المقاومة في فلسطين تصنف حركات (إرهابية) ومقاومة لبنان كذلك ومعهما صنّف نظام الرئيس بشار الأسد كنظام داعم للإرهاب وصنفت إيران كذلك وقبلهم كان نظام الرئيس صدام حسين في العراق، ونظام العقيد القذافي في ليبيا، وباسم مكافحة الإرهاب تم إسقاط هذه الأنظمة وتحويل دولهم إلى ساحات للإرهاب الحقيقي ويدار من قبل (جماعات إرهابية) حقيقية تنطبق عليها التهمة، لكن المعنيين بالتوصيف والتصنيف لا تعنيهم هذه الجماعات طالما إنها لا تتعرض لمصالحهم ولا تتعرض (للكيان الصهيوني) ولا توجه بندقيتها إليه كعدو يحتل جزءاً من الجغرافية العربية -الإسلامية حيث أولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى الرسول المصطفى عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام.
إذاً، مفهوم مكافحة الإرهاب لا يعني معناه الفعلي، بل يعني مكافحة كل من يقف في وجه الغطرسة الإمبريالية وكل من يتصدى للعدو الصهيوني وكل من يقف أمام مصالح الدول الحليفة لأمريكا والدائرة في فلكها..؟!
وإن كانت أمريكا وحلفاءها ينظرون للمقاومة في فلسطين ولبنان بكونهم جماعات إرهابية، فإن من الطبيعي أن نرى تركيا – مثلاً- ترى (الأكراد) الباحثين عن حقوق شعبهم وحقهم في الحرية والعدالة مجرد مجاميع إرهابية وتعامل الشعب الكردي الذي يعيش تحت سيطرة تركيا ونصف جغرافيا تركيا تقريباً هي أرض كردية وتعداد سكانها يتجاوزون الـ(25 مليون كردي)، تنظر (أنقره) إليهم كشعب إرهابي مشكوك في ولائهم، وتعاملهم كمواطنين من (الدرجة الرابعة) محرومين من أبسط الحقوق بما في ذلك حقهم بالتحدث بلغتهم الأم غير اللغة التركية.. ولم تقف تركيا بغطرستها ضد رعاياها من الأكراد بل يمتد إلى أكراد العراق وسوريا ف( أنقره) تحّرم حصول أكراد العراق وسوريا على أي حق يمكنهم من العيش أحراراً يتمتعون بشخصية اعتبارية وإن في حدود الحكم الذاتي وترى أن حصول أكراد العراق وسوريا على هذا الحق فعل من شأنه أن يشجع أكرادها الأتراك على المطالبة بذات الحق وأن كانت قد قبلت استقلال أكراد العراق بفعل ضغوط حلفائها في واشنطن والغرب والصهاينة فإنه كما يبدو لن تسمح (لأكراد سوريا) أن يتمتعوا بهذا الحق وإن أدى الأمر بها إلى اجتياح سوريا وهي تفعل هذا الآن وأعلنت صراحة أنها على استعداد لدفن أكراد سوريا داخل أراضيهم في سوريا إن لم يسلموا سلاحهم..؟!
(أنصار الله) في اليمن ينظر إليهم كجماعة (إرهابية) مع أنهم لم يذهبوا ليفجروا في عواصم الدول الغربية ولم يفجروا (أبراج منهاتن) لكنهم فقط يعادون الصهاينة ويدعمون الشعب الفلسطيني ومقاومته في استرداد حقوقهم المشروعة وطرد الاحتلال الصهيوني من وطنهم..؟!
تباينات الصراعات البينية داخل المجتمعات العربية وفشل النخب العربية في احتواء أزماتها الداخلية وتحقيق الوحدة الوطنية وتبني قاعدة لشراكة اجتماعية عادلة تسودها وحدة المواطنة وكفالة الحقوق لكل أبناء الوطن وفئاته وشرائحه الاجتماعية بقدر من المساواة والعدالة، هذا الفشل جعل من السهل تعميم تهمة (الإرهاب) ضد الخصوم الوطنيين وبما يتماشى مع الرغبة الصهيونية -الاستعمارية التي تولّد كل مظاهر العنف والإرهاب فيما بين العرب والمسلمين وقد تناصرهم وتدعمهم ضد بعضهم لكن إذا تعلق الأمر بالكيان الصهيوني أو بمصالح أمريكا والغرب فهذا محرم، ويجعل النضال الوطني عملاً (إرهابيا) يجب مقاومته..؟!
اليوم.. نرى فرحة ما يسمى (بحكومة الشرعية) في اليمن بتصنيف خصومها (أنصار الله بالإرهابيين) وترحب بهكذا قرار وتؤغل في التحريض عليه وتستعجل العالم في تطبيقه مع أن القرارات تضر بأكثر من 70 ٪ من الشعب الذي سوف يتضرر من هذه القرارات ليس (أنصار الله)..!
والمؤسف أن من يزعمون إنهم يكافحون الإرهاب هم من يمارسوا الإرهاب بأبشع صوره، بحق شعوب العالم وأكبر دليل ما تمارسه الحكومة الصهيونية بحق العرب في فلسطين ولبنان وسوريا وبحق كل دول المنطقة، وما تمارسه أمريكا والدول الغربية بحق دول العالم في الوطن العربي وأفريقيا وهو إرهاب دولة منظم وثمة دول أخرى تحذو حذوهم وتضطهد شعوبها والأقليات العرقية فيها تحت هذا الشعار الزائف (مكافحة الإرهاب)..؟!
وحين يصبح إرهابيي سوريا بالأمس حكاماً عليها -اليوم – وشركاء في نادي (مكافحة الإرهاب) فإن ثمة (لعنة) حلت على الأمة والعالم..؟!