لم يدر بخلد الشاب عمر الجيلي عندما ودع زوجته لشراء مستلزمات طفلهما المنتظر أنه لن يرى مولوده ولا زوجته بعد أن اغتالت أحلامهما قوات الدعم السريع

التغيير: سنار

ارتقت روح عمر الجيلي وشقيقه إبراهيم صاحب العشرين ربيعا رفقة ثلاثة من أبناء قرية الدومة في ولاية الجزيرة قرب منطقة ود الحداد.

اعترضت الحافلة التي كان على متنها الشهداء قوة من الدعم والسريع في الطريق الغربي لسنار، وفتحت النار على الركاب  حيث توفي الشقيقان بالإضافة إلى مصطفى طه أحمد “60 عاما” وسائق العربة ومساعده الشاب موسى أحمد “19 عاما”.

فر بقية الركاب إلى المناطق الآمنة مثل جبل موية ووصلوا لاحقا إلى مدينة سنار، فيما أصيب شخص واحد نقل إلى مستشفى سنار وأجريت له عمليه جراحية وحالته مستقرة.

من بين الضحايا الخمسة شرطي وعامل بمصنع سكر سنار وسائق العربة ومساعده فيما يعمل المصاب في الشرطة أيضا ويبلغ من العمر 21 عاما.

عانى بقيه ركاب الحافلة الناجين من السير على الأقدام لمسافات طويلة، ووصل بعضهم إلى سنار مساء الجمعة فيما بات بعضهم في العراء ووصلوا صباح السبت.

وكان بعضهم قد حاول لحظة الهجوم الفرار إلى القرى القريبة إلا أن عناصر الدعم السريع لحقوا بهم بالدراجات النارية.

تقع قرية الدومة عبد الله جنوب ولاية الجزيرة وهي أقرب إلى مدينة سنار حيث درج المواطنون على السفر إلى سنار للتسوق وتلبية احتياجاتهم اليومية.

وفي السياق ذكرت صفحات محسوبة على قوات الدعم السريع ومناصريها في فيسبوك أن الحافلة كانت تقل عناصر من جهاز أمن البشير. وأشارت الصفحات إلى أن الحافلة رصد بها ثمانية عناصر ينتمون للشرطة.

فاجعة

وفي حديثه لـ «التغيير» قال ابن عم الشقيقين المتوفين ويدعى عبد الباسط إن الخبر نزل عليهم كالصاعقه وإنهم فقدوا ذويهم في رمشة عين. واستدرك قائلا: لكنها مشيئه الله ولا نملك إلا التسليم بالقضاء والقدر.

ووصف عبد الباسط الخبر بالمحزن لا سيما أن معظم المتوفين شباب في مقتبل العمر، مشيرا إلى أنهم فوجئوا بالخبر وإنهم لم يستطيعوا الصبر. وقال عبد الباسط أن قوات الدعم السريع سرقت ونهبت وأصبحت تترصد المواطنين في الشوارع والطرق السفرية.

وأضاف: في البدء كان الغرض نهب الهواتف ولكن الأمر تطور إلى إزهاق الأرواح.

وطالب عبد الباسط القوات المسلحة السودانية بسرعة التدخل لإنقاذ الموقف وإنقاذ إنسان ولاية الجزيرة على حد تعبيره.

وفي ديسمبر الماضي، بسطت قوات الدعم السريع سيطرتها على مدينة ود مدني بولاية الجزيرة، وأصدر قائدها محمد حمدان دقلو المعروف بـ (حميدتي) قرارا بتعيين القائد الميداني أبو عاقلة كيكل حاكما على الولاية.

يذكر أن ولاية الجزيرة يبلغ عدد سكانها 6 ملايين نسمة، واستضافت في وقت سابق أكثر من 5 ملايين نازح من أحداث الحرب بولاية الخرطوم وفق إحصائيات رسمية، فيما بلغ عدد المتأثرين بالحرب من سكان الولاية 4 ملايين ونصف المليون.

وتشهد الولاية منذ أن بسطت قوات الدعم السريع سيطرتها عليها سلسلة من الانتهاكات المتواصلة بحق مواطنيها المنشرين على امتداد مساحاتها الواسعة.

الوسومآثار حرب السودان اتتهاكات الدعم السريع حرب السودان ولاية الجزيرة

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: حرب السودان ولاية الجزيرة قوات الدعم السریع ولایة الجزیرة عبد الباسط

إقرأ أيضاً:

الجيش السوداني يقصف مواقع للدعم السريع بالفاشر

أفادت مصادر في الجيش السوداني بشن الطيران الحربي 8 غارات جوية على تمركزات قوات الدعم السريع في أنحاء متفرقة من مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، وسط تقارير عن استمرار المواجهات في وسط وشرقي العاصمة الخرطوم.

وأضاف الإعلام العسكري للجيش بالفاشر -في بيان صحفي أمس الخميس- أن 3 شاحنات جند "فرت" إلى مدينتي نيالا والضلعين تحمل أفرادا من منسوبي ما سماها مليشيا الدعم السريع، إثر هذه الغارات الجوية، متهما قوات الدعم السريع بقصف المدينة "مما أدى إلى مقتل مدني وإصابة 3 آخرين".

المواجهات مستمرة وسط الخرطوم ومحيط القصر الجمهوري (الجزيرة)

كما قال مصدر في القوات المساندة للجيش، للجزيرة، إن اشتباكات عنيفة دارت صباح أمس بين الجيش والقوات المساندة له من جهة وقوات الدعم السريع من جهة أخرى، للسيطرة على جسر سوبا من ناحية الشرق الرابط بين الخرطوم ومحلية شرق النيل.

"لا تفاوض"

في غضون ذلك قال رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان إنه لا تفاوض ولا مساومة مع من حمل السلاح ضد الشعب والدولة.

وأضاف البرهان في كلمة بمنطقة أم درمان العسكرية أن الجيش ماضٍ في مهمته "حتى تطهير آخر شبر في البلاد" ممن وصفهم بالمتمردين.

⭕️ رئيس مجلس السيادة القائد العام يتفقد منطقة أم درمان العسكرية

أم درمان: ١٣-٢-٢٠٢٥م pic.twitter.com/RsYYLV0306

— مجلس السيادة الإنتقالي – السودان (@TSC_SUDAN) February 13, 2025

إعلان

وتشهد حدود الخرطوم مع ولاية الجزيرة مواجهات عنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع، حيث يسعى الجيش للتقدم إلى وسط العاصمة بعد سيطرته على مدينة جياد الصناعية جنوبي العاصمة.

وكانت مدينة جياد شهدت اشتباكات عنيفة بين الجيش والدعم السريع في الأيام القليلة الماضية قبل أن يتمكن الجيش من السيطرة عليها والتقدم نحو الخرطوم‫.

كما أشارت المصادر في الأسبوع الماضي إلى أن الجيش انطلق من قواعده بالمقرن نحو وسط الخرطوم ومحيط القصر الرئاسي لاستعادته من قوات الدعم السريع التي تسيطر عليه منذ الأيام الأولى للحرب.

وخلال الأسبوعين الماضيين، تقدم الجيش وسيطر على مدن بولاية الجزيرة، بعد إعلانه في 11 يناير/كانون الثاني الماضي، دخول قواته ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة بعد نحو عام من فقدانها لصالح قوات الدعم السريع، التي تتحدث بدورها عن إلحاقها "خسائر" بصفوف الجيش.

ولاحقا أقر قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، في تسجيل صوتي، بفقدان السيطرة على ود مدني، لكنه اعتبر ذلك "مجرد خسارة لجولة وليس للمعركة".

وتخوض قوات الجيش والدعم السريع منذ منتصف أبريل/نيسان 2023 حربا، خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، في ظل اتهامات متبادلة بين طرفي الصراع بارتكاب جرائم حرب عبر استهداف المدنيين ومنع المساعدات الإنسانية.

مقالات مشابهة

  • الدعم السريع تهاجم مخيم زمزم للنازحين بدارفور (شاهد)
  • بعد اختفاء حميدتي .. مَن يقود الدعم السريع؟
  • الجيش السوداني يصل اهم مناطق سكن واستقرار قوات الدعم السريع بالخرطوم
  • بعد اختفاء حميدتي.. مَن يقود الدعم السريع؟
  • الجيش السوداني يوسع هجومه على قوات الدعم السريع في وسط الخرطوم
  • السودان.. مشاهد مروعة من زمزم بعد مداهمة قوات الدعم السريع
  • «6» آلاف نازح يغادرون بورتسودان إلى «3» ولاية سودانية
  • قوات الدعم السريع تهاجم مخيما يعاني من المجاعة في السودان
  • الجيش السوداني يقصف مواقع للدعم السريع بالفاشر
  • الجزيرة نت ترصد مناطق المعارك الساخنة بالخرطوم