عربي21:
2024-11-23@01:03:12 GMT

معبر رأس اجدير.. تمظهر الأزمة واتجاه الحل

تاريخ النشر: 30th, March 2024 GMT

الأزمة التي شهدها معبر رأس اجدير الحدودي بين ليبيا وتونس هي إحدى عناوين النزاع الليبي وبعض من تمظهراته، فهي تعبير جلي عن الاختلالات التي تشهدها البلاد بسبب ضعف سلطة الدولة وتضخم نفوذ المناطق والقبائل والمجموعات المسلحة الخاصة في المدن التي توجد بها مؤسسات ومرافق حيوية.

فشل الحكومات المتعاقبة في الاستدراك على الفراغ الذي وقع بعد سقوط نظام القذافي فسح المجال لتوسع صلاحيات الجهويات والمناطق والقبائل، ونشأت قوى مصلحية خارج السلطة تتورط في أعمال خارجة عن القانون، وقد كشفت أزمة المعبر الأخيرة حجم التجاوزات وأثارها على الجانبين، الليبي والتونسي، فأن تنتعش محطات الوقود في مدن الساحل الغربي بعد إغلاق المنفذ، وتتعطل أرتال القادمين عبر الحدود لمزاولة الأنشطة التي الكثير منها غير قانوني، فهو مؤشر على الفوضى في المعبر والخلل في العلاقة بين الحكومة المركزية والسلطات المحلية.



عمق الأزمة وحدية الخلل لا تقف عند حالة عدم التوازن المقنن بين الحكومة والمحليات، بل تتعداها إلى العقول، فقد شهدت وسائط التواصل الاجتماعي معارك اصطف أصحابها على طرفي نقيض، بين من يبرر الخلل من منطلق عدم صواب الوقوف ضد طرف أو مكون ومحاولة سلب نفوذه على مرفق من مرافق الدولة وتجاهل الآخرين، أو القول بأن الجغرافيا الليبية والتركيبة الاجتماعية والثقافية تستلزم هذا الوضع وينبغي التسليم به، في مقابل الموقف الرافض لتعدد السلطات والرايات في البلاد وضرورة فرض سلطة الدولة عبر الحكومة على كافة المرافق الحيوية، وليكن معبر رأس اجدير البداية.

وفي خضم هذا التأزيم تلوح بارقة أمل، ذلك أن تخطي الوضع الراهن الذي تشهده البلاد يحتاج إلى حوار حتى لو كان المنخرطون فيه مختلفون، كما يحتاج إلى تسليط الضوء على خطر الاستمرار في هذا السيناريو، وضرورة أن يكون هناك حل لهذا التداعي، وبالتالي تكوين رأي عام مستوعب لأي إجراء حكومي بهذا الخصوص وداعم له.

إن استمرار المظاهر السلبية التي تكرس ضعف الدولة وعجز الحكومة وتعزز من نفوذ المجموعات المحلية وتوسع مساحة الأعمال غير القانونية من تهريب وغيره نهايتها فرض واقع جغرافي واجتماعي وأمني لا يمت لمشاريع بناء الدولة بصلة، بل هو من أبرز التحديات أمامه، وهذا هو الاتجاه الصحيح في تقييم الحالة، بعيدا عن أي محركات أخرى جهوية أو مناطقية أو شخصية.

وقع تعدي من قبل أطراف ضمن مدينة زوارة، ينبغي أن يكون هذا محل جدل، وانجرت أطراف ضمن المكون الأمازيغي من المفترض أنها تنحاز للوضع الطبيعي والقانوني وليس الاستثنائي السلبي، وهو وضع لا يمكن تبريره، غير أن مقاربة الحكومة لمعالجة الخلل المتعلق بضعف سلطتها على المعبر لم تكن مدروسة، لهذا وقع ما شهدنا الأسبوع الماضي من مواجهات قرب المعبر.

إن استمرار المظاهر السلبية التي تكرس ضعف الدولة وعجز الحكومة وتعزز من نفوذ المجموعات المحلية وتوسع مساحة الأعمال غير القانونية من تهريب وغيره نهايتها فرض واقع جغرافي واجتماعي وأمني لا يمت لمشاريع بناء الدولة بصلة، بل هو من أبرز التحديات أمامه، وهذا هو الاتجاه الصحيح في تقييم الحالة، بعيدا عن أي محركات أخرى جهوية أو مناطقية أو شخصية.عدم القبول بالوضع الراهن المختل هو منطلق سليم للتصحيح، غير أن مقاربة المعالجة لا ينبغي أن تقفز على الواقع وتتجاهل ملابساته، فالقفز على هذا الواقع بتعقيداته قد تنتهي إلى وضع أشد تأزيما، وهو ما حاولت الحكومة الاستدرك عليه من خلال خطة تأخذ في الاعتبار الإشكاليات الجهوية والمناطقية في المنطقة الغربية وتقاربها بوسيلة مختلفة، وقابل ذلك موقف واعي ووطني من قبل المكونات الرسمية والمجتمعية في زوارة، فوقعت التهدئة وتم الاتفاق.

غير أن الوصول إلى اتفاق بين الحكومة والسلطات المحلية في زوارة لا يعني أن الأعمال غير القانونية ستنتهي، فهناك هامش لا يمكن احتواؤه، كما أن الوضع السياسي غير المستقر في البلاد والذي قد يقود إلى تغيير حكومي يمكن أن يفتح الطريق لعودة حالة الفوضى.

هناك عامل يمكن أن يكون محفزا لتجاوز أي تفاهمات بين الحكومة والسلطات المحلية في المعبر، هو عدم التعاطي مع الأزمات والمشكلات المشابهة في معابر أخرى، أو مؤسسات تسيطر عليها مجموعات مسلحة وتستغلها لتعظيم نفوذها ومصالحها، فكل الحلول الجزئية ستنتهي إلى إخفاق إذا لم يتم معالجة الاختلالات في كافة صورها وفي جميع المناطق دون استثناء، وهنا يأتي الربط بين الأزمة الجزئية والأزمة الكلية الأساسية، ويتأكد الحاجة إلى الحل الشامل كأساس لمعالجة الأزمات المحدودة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الأزمة معبر ليبيا رأي ليبيا تونس أزمة رأي معبر مقالات مقالات مقالات سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة بین الحکومة

إقرأ أيضاً:

وزيرة التنمية المحلية تتابع مع محافظ قنا الموقف التنفيذي لملف التصالح وإزالة التعديات

استقبلت الدكتورة منال عوض وزيرة التنمية المحلية، اليوم الأربعاء، الدكتور خالد عبدالحليم محافظ قنا، بمقر الوزارة بالعاصمة الإدارية الجديدة، حيث شهد اللقاء استعراض الموقف التنفيذي للمشروعات الخدمية والاستثماريّة الجاري تنفيذها على أرض المحافظة وتذليل أية معوقات تواجه تنفيذها وكذا موقف تنفيذ مشروعات برنامج التنمية المحلية بصعيد مصر، وجهود المحافظة في ملف التصالح وتنفيذ الموجة الـ 24 لإزالة التعديات على أراضي وأملاك الدولة والأراضي الزراعية.

وشهد الاجتماع متابعة جهود المحافظة في تنفيذ الموجة الـ24 لإزالة التعديات علي أملاك وأراضي الدولة والأراضى الزراعية والتي انطلقت يوم 12 أكتوبر الماضى وتستمر حتى 27 ديسمبر القادم وذلك تنفيذاً لتوجيهات رئيس الجمهورية بالحفاظ على الأراضى الزراعية وعدم السماح بالتعدى عليها، وتكليفات رئيس مجلس الوزراء بإزالة التعديات على أملاك وأراضى الدولة بالتنسيق مع اللجنة العليا لاسترداد الأراضى.

وأكدت الدكتورة منال عوض على توجيهات القيادة السياسية بمواصلة جهود استرداد أراضي الدولة ومواجهة ظاهرة التعدي على أملاك الدولة والأراضي الزراعية والبناء المخالف، موجهة باستمرار تكثيف عمليات إزالة التعديات على أملاك الدولة والأراضي الزراعية خلال المرحلة الثانية من الموجة الـ 24، مؤكدة أنه لا تهاون فى تنفيذ موجات الإزالة والحفاظ على الأراضى المستردة بكل السبل لمنع عودة التعدى عليها، وكذلك البحث مع الجهات المعنية عن صور الاستثمار الأمثل لها.

ومن جانبه أشار الدكتور خالد عبد الحليم محافظ قنا إلي استمرار الأجهزة التنفيذية بالمحافظة في تنفيذ حملات إزالة التعديات على الأراضي الزراعية وأراضي أملاك الدولة بكل حسم ، ضمن حملات المرحلتين الأولى والثانية من الموجة الـ 24 بالتنسيق مع قوات إنفاذ القانون، مشيرًا إلي أنه كلف رؤساء المراكز والمدن، بالإسراع في تنفيذ قرارات الازالة، على أملاك الدولة والأراضي الزراعية، والبناء المخالف، وضرورة الإزالة في المهد لأي حالة تعد، والمتابعة المستمرة، بعد تنفيذ قرارات الإزالة، حتى لا يعاود المخالفون البناء والتعدي مرة أخرى، وإعداد تقرير يومي مفصل بكل حالة من حالات مخالفات البناء والتعديات على أملاك الدولة والأراضي الزراعية مدعما بالصور، مع حظر توصيل المرافق للمباني المخالفة، والربط مع غرفة العمليات وإدارة الأزمات الرئيسية بديوان عام المحافظة، لمتابعة جهود إزالة التعديات على أراضي أملاك الدولة والأراضي الزراعية.

كما بحثت الدكتورة منال عوض خلال الاجتماع جهود محافظة قنا في تلقي طلبات التصالح علي بعض مخالفات البناء، والخدمات والتسهيلات المقدمة للمواطنين خلال عملية استقبال طلبات التصالح بالمراكز التكنولوجية لاستيفاء كافة أوراق ملفات التصالح الخاصة بهم، والإجراءات التي اتخذتها المحافظة لتوضيح كافة الخطوات والإجراءات للمواطنين بشأن القانون الجديد وتعريف المواطنين بالمستندات المطلوبة من خلال لوحات ارشادية داخل مقار المراكز التكنولوجية لتخفيف العبء على المواطنين.

وأشارت وزيرة التنمية المحلية إلى تقديم الوزارة لكافة أوجه الدعم والإمكانيات اللازمة لتسريع معدلات الأداء بهذا الملف الحيوي كونه أحد الملفات الهامة التي تقع على رأس أولويات الحكومة للمساهمة في ضبط منظومة العمران والبناء بالمحافظات وتيسير الإجراءات على المواطنين، للاستفادة من حزمة التيسيرات المقدمة من الدولة لتوفيق أوضاعهم والدخول تحت مظلة القانون، مشددة على أن الدولة جادة في منع أى مخالفات أو تجاوزات جديدة بكافة المحافظات فيما يخص ملف البناء المخالف وسيتم اتخاذ كافة الاجراءات اللازمة لضبط منظومة البناء بكافة المحافظات.

وتناول اللقاء متابعة الموقف التنفيذي لبرنامج التنمية المحلية في صعيد مصر والذي يتضمن تنفيذ عدد من المشروعات علي أرض المحافظة. وأكدت الدكتورة منال عوض أن البرنامج ساهم خلال الفترة الماضية في النهوض بمستوي الخدمات المقدمة للمواطنين بمحافظة قنا، مشيرة إلى أن برنامج التنمية المحلية بصعيد مصر يعمل علي قدم وساق في محافظة قنا لتحقيق طفرة تنموية حقيقية علي أرض المحافظة ويعتمد علي منهجية فريدة تعتمد على تعزيز تنافسية المحافظات وتمكينها من قيادة عملية التنمية الاقتصادية المحلية وتقديم الخدمات عالية الجودة للمواطنين ، من خلال تحسين تنافسية المحافظة ورفع كفاءة المناطق الصناعية وتحسين نظام الإدارة بها بالإضافة الي تطوير التكتلات الاقتصادية، وتوفير فرص عمل مباشرة وغير مباشرة، إضافة الي تنفيذ مشروعات خدمية للمواطنين وفي مجالات عمل الإدارة المحلية.

ومن جانبه أكد محافظ قنا على المتابعة المستمرة لمعدلات تنفيذ المشروعات الجارية ضمن برنامج التنمية المحلية بصعيد مصر بما يساهم في الانتهاء منها ودخولها الخدمة أمام المواطنين وبصفة خاصة في القطاعات الاقتصادية وتوفير فرص العمل عن تلك المشروعات ، وتحقيق نقلة نوعية في مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين بما يحقق رضا المواطنين بالمحافظة، لافتاً إلي أن مشروعات البرنامج ساهمت فى توفير مياه الشرب النقية للمواطنين، بالإضافة إلى تنفيذ العديد من مشروعات الصرف الصحي، كما ساهم البرنامج في تطوير وميكنة الخدمات بالمراكز التكنولوجية التابعة للوحدات المحلية.

وتم خلال اللقاء استعراض مشروعات الخطة الاستثمارية للعام المالي الحالي، ووجهت الدكتورة منال عوض بأهمية الإسراع في تنفيذ المشروعات المستهدفة بالخطة في المحافظة، وسرعة دخولها للخدمة تنفيذاً لتوجيهات رئيس الجمهورية، مشددة علي ضرورة الاهتمام بتذليل كافة التحديات والمعوقات للإسراع بتنفيذ المشروعات المستهدفة والانتهاء منها في التوقيتات المحددة وتذليل المعوقات التي تقف امام تنفيذ المشروعات في الموعد المقرر لها.

1000175249 1000175247

مقالات مشابهة

  • هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها خلال حكم ترامب الثاني المرتقب؟
  • رئيس مدينة الغردقة يستقبل وفد كنسي في زيارة للوحدة المحلية لمدينة الغردقة
  • وزير الاستثمار: الدولة حريصة على توطين الصناعة المحلية
  • وزير الاستثمار: الحكومة تعمل على إزالة التحديات التي يواجها مجتمع الأعمال
  • عضو بـ«الشيوخ»: تطوير صناعة السيارات ينعش الاستثمارات المحلية والأجنبية
  • وزيرة التنمية المحلية تتابع مع محافظ قنا الموقف التنفيذي لملف التصالح وإزالة التعديات
  • نائب محافظ أسوان يجتمع مع العاملين بالوحدة المحلية للمركز والمدينة
  • إيران: واشنطن تعارض الحل السياسي في اليمن وتواصل زعزعة المنطقة
  • بالأسماء: الجيش الإسرائيلي يفرج عن أسرى عبر معبر كرم أبو سالم
  • التنمية المحلية تتابع جهود محافظتى بنى سويف والإسماعيلية بملف إزالة التعديات