تصدر الجدل بشأن أزمة تجنيد المتدينين اليهود المعروفين بـ"الحريديم"، وتداعياتها على تماسك حكومة بنيامين نتنياهو، العناوين الرئيسية في وسائل الإعلام الإسرائيلية، التي تطرقت أيضا إلى آخر التطورات بشأن صفقة التبادل المحتملة مع المقاومة الفلسطينية، خاصة في ظل تفجّر الخلافات داخل مجلس الحرب بشأن صلاحيات وفد المفاوضات.

وركّز الإعلام الإسرائيلي على رد المستشارة القضائية للحكومة غالي بهراف ميارا على المحكمة العليا، التي ذكرت فيه بشكل واضح "أن الجميع متساوون في واجب التجنيد"، كما تطرقت المستشارة القضائية أيضا إلى وقف تمويل المدارس الدينية التي سيمتنع طلبتها عن الخدمة العسكرية.

ويُذكر أن المحكمة العليا في إسرائيل قررت إلغاء قانون صدر عام 2015، يقضي بإعفاء الحريديم من الخدمة العسكرية، واعتبرت أنه يمس "مبدأ المساواة".

ووصف سيفي عوفاديا، مراسل الشؤون السياسية في قناة 13، قرار تجنيد "الحريديم" في الجيش الإسرائيلي بأنه حدث ذو تأثير كبير على الائتلاف الحكومي.

وقال جلعاد ملاخ، رئيس برنامج الحريديم في المعهد الإسرائيلي للديمقراطية "إن 66 ألف طالب قد يفقدون مخصصاتهم المالية، وإن التداعيات ستكون على ما أسماها القيادة الحريدية والنظام السياسي".

بينما أشار ميخائيل شيمش، مراسل الشؤون السياسية في قناة كان 11، إلى أن نتنياهو شن هجوما شديدا على المستشارة القضائية للحكومة لأنها لم تتبنَّ موقفه، واتهمها بتغيير موقفها بعد انسحاب رئيس حزب "أمل جديد" الوزير جدعون ساعر من الحكومة، ويرى نتنياهو في ذلك محاولة لإسقاط الحكومة.

وفي المقابل، ساندت المعارضة الإسرائيلية المستشارة القضائية للحكومة، وكتب رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان على تويتر "أهنئ المستشارة القضائية غالي بهراف ميارا على ردها وصمودها الشجاع ونزاهتها المهنية".

كما أعلن رئيس حزب "يوجد مستقبل" يائير لبيد أن الأمر الوحيد الذي يشغل بال نتنياهو مؤخرا هو البحث عن إعفاء شامل للحريديم من التجنيد، لضمان استقرار الائتلاف الحكومي.

المفاوضات وشعار نتنياهو

وحول المفاوضات بشأن صفقة التبادل، نشرت القناة 13 استطلاعا لرأي إسرائيليين في الموضوع، أظهر أن 57% منهم يعتقدون أن نتنياهو لا يقوم بما يكفي للإعادة المحتجزين لدى المقاومة الفلسطينية في غزة.

وقالت موريا أسرف وولبيرغ، مراسلة الشؤون السياسية في القناة 13، إن مسؤولا كبيرا أبلغها أن نتنياهو يعود مرارا وتكرارا إلى شعار "الضغط العسكري"، الذي لا يساعد عمليا، لأن الأسرى يموتون.

وبحسب دانا فايس، محللة الشؤون السياسية في القناة 12، فإن رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) ديفيد برنيع قال للوزراء "إن هناك إمكانية للمضي نحو صفقة إذا كنا نريد محاولة إنقاذ 40 مخطوفا على الأقل وهم أحياء"، مؤكدة أن وزراء انضموا لهذا الموقف، ومنهم عضو حكومة الحرب بيني غانتس.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات المستشارة القضائیة الشؤون السیاسیة فی

إقرأ أيضاً:

محاذير إسرائيلية من تجنيد الحريديم في جيش الاحتلال

بعد سنوات من الإعفاءات الجماعية لطلاب المدارس الدينية اليهودية المتطرفة في إسرائيل من الخدمة العسكرية الإلزامية في جيش الاحتلال الإسرائيلي أمرت المحكمة الإسرائيلية العليا الأسبوع الماضي الدولة بالبدء في تجنيدهم، فهل سيتم تنفيذ الأمر؟ وكيف سينفذه الجيش الإسرائيلي؟ وما ردود الفعل، والتداعيات والمحاذير والسيناريوهات المتوقعة حال تطبيقه؟

في تقرير لها عن حول الموضوع حاولت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" الإجابة عن تلك الأسئلة مشيرة في البداية إلى أنه وبعد ساعات قليلة من قرار المحكمة "أصدر مكتب المدعي العام جالي باهاراف ميارا تعليماته لوزارة الدفاع بتنفيذ الحكم، قائلا: "التزام المؤسسة الدفاعية بتجنيد طلاب المدارس الدينية سيكون ساريا بالفعل اعتبارا من الأول من يوليو/تموز". أي اليوم الاثنين.

وحول التطبيق عمليا سألت الصحيفة في تقريرها وهل سيبدأ الجيش بإرسال الآلاف من أوامر التجنيد صباح الاثنين إلى طلاب المدارس الدينية الحريدية  في جميع أنحاء إسرائيل؟" مشيرة إلى رفض وزارة الدفاع الإسرائيلية الإجابة عن سؤال حول كيفية الالتزام بأوامر المدعي العام.

والإجابة المختصرة ـحسب الصحيفةـ هي "على الأرجح لا، على الأقل ليس في المستقبل القريب. لكن سيتعين على وزارة الدفاع، والجيش الإسرائيلي البدء في وضع آلية تجنيد يمكنها إصدار إشعارات التجنيد بسرعة والبدء في تجنيد حوالي 4800 مجند أرثوذكسي متشدد خلال الأشهر الـ12 المقبلة".

أعداد وخيارات

وحول الأعداد التي سيشملها قالت الصحيفة: "يوجد حاليا 63 ألف رجل مؤهلين للخدمة العسكرية، وهم الآن عرضة للتجنيد، وفقا لحكم المحكمة وأوامر النائب العام".

كما تنقل عن شلوميت رافيتسكي تورباز، مديرة برنامج الدين والدولة في معهد الديمقراطية الإسرائيلي، قولها: "هناك 14 ألف شاب حريديم آخرين سيبلغون 18 عاما خلال سنة التجنيد الحالية، التي بدأت في يونيو/حزيران الماضي، والذين سيصبحون مؤهلين للتجنيد خلال الأشهر الـ12 المقبلة.

وأضافت: "إذا جمعنا هذا العدد معا، فإنه يصل إلى نحو 77 ألف شاب من الحريديم الذين يمكن للجيش الإسرائيلي أن يرسل إليهم أوامر التجنيد بشكل قانوني خلال العام المقبل".

وحول الوسائل العملية لتجنيد هؤلاء عمليا قالت الصحيفة: "يوجد لدى الجيش الإسرائيلي خياران رئيسيان، الأول هو إجراء قرعة عشوائية بين المؤهلين للتجنيد والمجندين حسب الرقم الذي يتم استدعاؤه".

ولكن الصحيفة استدركت قائلة "إن تنفيذ مثل هذه الآلية من شأنه أن يؤدي إلى مواجهة مباشرة مع المجتمع الأرثوذكسي المتطرف وقيادته إذا انتهى الأمر بالشباب في المدارس الدينية النخبوية الذين وهم بمثابة قرة عين المجتمع الأرثوذكسي المتطرف إلى التجنيد".

والبديل، كما تنقل رافيتسكي تور باز هو "تجنيد الثمار الدنيا، أي الشباب من مجتمع الحريديم الحديث وأولئك الذين يرتادون المدارس الدينية المتسربة، وهي مؤسسات أنشأها المجتمع الحريدي لتوفير بيئة أرثوذكسية ملتزمة للشباب الذين لا يهتمون بصرامة الدراسة التلمودية الدائمة".

وبحسب أرقام معهد الديمقراطية الإسرائيلي، فإن مجتمع "الحريديم الحديث"، بما في ذلك أولئك الذين يدرسون في المدارس التي تدرس المواد الأساسية وكذلك أولئك الذين ينتمون إلى أسر مهاجرة، "يشكل ما بين 11% إلى 15% من الجمهور الأرثوذكسي المتطرف".

وتضيف الصحيفة أن هذه الشريحة "أكثر اندماجا في المجتمع الإسرائيلي من التيار الحريدي السائد وينظر إليها على أنها أقل عداءً لفكرة الخدمة العسكرية، لذلك قد يجد الجيش مجندين أكثر استعدادا هناك مقارنة بأجزاء أخرى من المجتمع.

ويقدر معهد الديمقراطية الإسرائيلي أنه من بين 63 ألف طالب من طلاب المعاهد الدينية الحريدية المؤهلين للتجنيد، هناك نحو 9500 يلتحقون بهذه المعاهد الدينية. وبما أن هذه المعاهد الدينية تعمل في المقام الأول كإطار لإبقاء مثل هؤلاء الرجال داخل المجتمع الحريدي، فمن الممكن أن يكون القادة المتشددون على استعداد للسماح للطلاب هناك بالخدمة في الجيش.

ورغم أنه قد يكون هناك مقاومة أقل من جانب القيادة الحاخامية والسياسية الحريدية لتجنيد هؤلاء الشباب، فإن هناك تساؤلات حول قانونية هذه الخطوة، حيث يتعين على الدولة أن تتصرف وفقا للقانون الإداري، الذي يتضمن أحكاما لتطبيق القوانين على قدم المساواة تجاه جميع المواطنين.

وبحسب يسرائيل كوهين، وهو صحفي ومعلق حريدي بارز، فإنه "إذا ركز الجيش بالفعل على القطاعات الأكثر هامشية من طلاب المدارس الدينية، ولم يتجاوز الأمر الذي ينص على 4800 مجند هذا العام، فإن قيادة المجتمع الحريدي السائد قد توافق على ذلك بدلا" من اتخاذ قرار بشأن تمرد مجتمعي كبير".

ويضيف كوهين: "إذا فعلوا شيئا عشوائيا -قرعة مثلاـ فستكون هناك مشكلة خطيرة، إذا بدؤوا بالوصول إلى التيار الحريدي السائد فقد يؤدي ذلك إلى انفجار".

مقالات مشابهة

  • «القاهرة الإخبارية»: نتنياهو يسعى لإقالة المستشارة القضائية للحكومة
  • محاذير إسرائيلية من تجنيد الحريديم في جيش الاحتلال
  • القدس.. اشتباكات بين الشرطة الإسرائيلية ومحتجين من الحريديم
  • القدس .. اشتباكات بين الشرطة الإسرائيلية ومحتجين من الحريديم
  • إعلام عبري: متظاهرون من الحريديم يرشقون سيارة وزير الإسكان الإسرائيلي بالحجارة
  • محللان: أخطر ما يهدد نتنياهو وقوع تمرد داخل الليكود
  • إعلام عبري: متظاهرون من الحريديم يرشقون سيارة وزير الإسكان الإسرائيلي بالحجارة (فيديو)
  • تجنيد "الحريديم" يزيد انقسام إسرائيل
  • رئيس البرلمان النمساوي: استمرار عمل الائتلاف الحكومي رغم الخلافات السياسية
  • إعلام إسرائيلي: انطلاق مظاهرات في 80 موقعا للمطالبة بإقالة حكومة نتنياهو