يوم الأرض.. بوابة أهالي الداخل المحتل للتعبير عن رفضهم للحرب في غزة
تاريخ النشر: 30th, March 2024 GMT
منذ اليوم الأول للحرب الإسرائيلية الوحشية على قطاع غزة، فرضت قوات الاحتلال إجراءات عسكرية على أهالي الداخل المحتل، لمنعهم من التعبير عن غضبهم ورفضهم للحرب في غزة.
وخرجت مظاهرات شعبية اليوم السبت، في دير حنا بالداخل المحتل في ذكرى يوم الأرض، الذي يوافق الثلاثين من آذار/ مارس لكل عام.
دَوّار الزمن دَوّار
دير حنّا| الجليل المُحتلّ
يوم الأرض pic.
وحمل المشاركون لافتات كبيرة تطالب بوقف حرب الإبادة في قطاع غزة، والتصدي لجرائم الاحتلال التي تستهدف الفلسطينيين في كافة أماكن تواجدهم.
فترة كبيرة من المنع
وفي شفا عمر بالداخل المحتل، تظاهر عدد من فلسطينيي الـ48 أمس الجمعة، مطالبين بوقف الحرب على غزة، وذلك بعد فترة كبيرة من المنع والتظاهر السلمي.
وهتف المتظاهرون أثناء سيرهم في الشارع الرئيسي للمدينة الواقعة على تلة في الجليل: "سلام.. حرية.. عدالة اجتماعية"، و"حرية.. حرية لفلسطين الأبية".
ويتعرض أهالي الداخل المحتل منذ السابع من أكتوبر الماضي، لقمع شديد للغاية من قوات الاحتلال، ومنعهم من التعبير عن تضامنهم مع الفلسطينيين في قطاع غزة.
وفي وقت سابق، قال رئيس لجنة الحريات في الداخل المحتل الشيخ كمال الخطيب إنّ "لجنة المتابعة اتفقت أن يكون هناك مسيرة في يوم الأرض القريب، لتكون تحت عنوانين، الأول يوم الأرض والثاني التضامن مع غزة والدعوة لوقف الحرب".
جزء من الشعب الفلسطيني
وتابع قائلا: "أدعو شعبنا للحضور بكثافة في يوم الأرض، وأن يكون يوما غير عادي في تاريخ شعبنا الفلسطيني".
وأشار إلى أن حرب الاحتلال مجنونة في غزة، واستهدفت الحجر والبشر والماضي والمستقبل، مشددا في الوقت ذاته على أن إصرار أهلنا في غزة على الصمود والثبات ورفض التهجير، زاد من قمع الاحتلال وحربي التجويع والإبادة الجماعية.
وذكر الشيخ الخطيب أننا "جزء من الشعب الفلسطيني الذي يتكون من قطاع غزة والضفة الغربية والقدس والداخل المحتل والشتات، ونحن غصن من هذه الشجرة الفلسطينية ولن نقف موقف المتفرج، رغم الظروف غير العادية والحكم العسكري غير المعلن الذي يفرضه الاحتلال علينا".
ولفت إلى أن هناك محاولات لكسر حاجز الصمت الذي يراد أن يفرض على أهالي الداخل المحتل، رفضا لمجازر الاحتلال في غزة وكافة أنحاء فلسطين.
وشاركت جماهير حاشدة، السبت الماضي، بمظاهرة "قطريّة" في بلدة مجد الكروم بالجليل الأعلى في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948م، والذين وصلوا من مناطق مختلفة، نصرة لغزة ومطالبة بإنهاء الحرب الإسرائيلية المدمّرة على قطاع غزة.
وجاءت المظاهرة بدعوة من لجنة المتابعة العليا لفلسطينيي الداخل، ورفع المشاركون اللافتات التي تطالب بوقف العدوان على قطاع غزة والضفة الغربية، وادخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بشكل فوري.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية غزة الداخل المحتل يوم الأرض الفلسطينيين الحرب فلسطين غزة الحرب يوم الأرض الداخل المحتل المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة یوم الأرض قطاع غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
نجوع.. نموت.. ما نرحل
سائد أبومحسن: لن نترك أرضنا ولو ذبحونا
محمد أبوعمرة: العودة قادمة مهما طال الزمن
جهاد أسعد: «لن أغادر غزة إلا للجنة»
أمل البطنيجى: مستقبل غزة بيد أبنائها
هديل حسنين: الهجرة القسرية أشبه بموتٍ بطىء
غزة الضاحكة أبكوها، كانت تتنفس بصعوبة بين أزيز الطائرات ودوى الانفجارات، فتحوّل نبضها إلى صمت قاتل حتى اختنقت أنفاسها تحت ركام البيوت، ورغم شح الموارد والدمار الذى يعصف بكل شيء وقف الفلسطينيون على أرضهم راسخين كالأشجار فى وجه الرياح العاتية، متمسكين بكل ذرة تراب، يقاومون التهجير بصمود لا ينكسر، وإيمان لا يضعف، رافعين شعارهم: «نجوع نموت.. ما نرحل».
تنقل «الوفد» صوت الفلسطينيين الذين يقاومون الاحتلال بكل ما يملكون من عزم، ويؤكدون للعالم أجمع أن الرحيل عن أرضهم ليس خيارًا، بل الموت فى سبيلها هو الخيار الوحيد.
تحقيق: هدى أيمن
لن نرحل
«لن نترك أرضنا ولو على حَجَرٍ ذًبِحنا لن نترك أرضنا ولو قتلوا الشيخ والطفل والمرأة».. بهذه الكلمات بدأ الصحفى الفلسطينى سائد أبو محسن حديثه لـ«الوفد» ساردًا معاناته من الخروج قسرًا حتى العودة والبقاء قائلًا: «خرجنا تحت أصوات الانفجارات وأزيز الطائرات التى كانت تُمزق السماء فوقنا، مغادرين منزلنا فى تل السلطان غرب رفح فى الخامس من يونيو عام 2023، بعدما فرض علينا الاحتلال تهجيرنا. تركنا خلفنا بيتنا الذى كان شاهدًا على طفولتنا وضحكاتنا وأحلامنا، تاركين ذكرياتنا تُذبح أمام أعيننا، غادرنا والدموع تملأ عيوننا، وكأننا نترك جزءًا من أرواحنا فى تلك الجدران التى احتضنت أيامنا. رحلنا إلى المواصي، حيث لا شيء من مقومات الحياة، فقط العذاب والغصة التى لا تُوصف. كنت أمنى نفسى بالعودة، وها نحن عدنا».
وأضاف: «وجدت كل شيء حولى محطمًا، منزلى المُكون من أربع طبقات سُوى بالأرض، لم يعد سوى كومة من الحجارة. لم أستطع أن أستوعب حجم الدمار الذى تركه الاحتلال، وكان الألم يملأ قلبى لما رأيته، دماءً ومشاهد تدمير لا تُحتمل. ولكن رغم كل هذا، لم أنكسر، ولم أتردد فى محاولة إقامة خيمة فوق ركام منزلي، لأعيش ما تبقى من حياتى فوق هذا الركام حتى يأتى وقت الإعمار. لن نغادر بيوتنا لأنه لا حياة لنا إلا فيها، لن نستسلم، ولن نطأطئ رءوسنا أمام الاحتلال. سنظل هنا، صامدين فى أرضنا، لأن هذه الأرض هى جزء منا، ولن نتركها مهما كان الثمن».
واستكمل «سائد»: «يحاول الاحتلال بكل وسيلة كسر إرادتنا وطردنا من أرضنا، ولكننا نقول له بكل ثبات: لن تهجرونا من أرضنا، ولن نتركها مهما كانت التضحيات. سنواجه هذا المخرز الإسرائيلى بكفنا الفلسطيني، وسنقاوم الاحتلال حتى آخر قطرة دم فى عروقنا؛ لأننا شعب لا يعرف الاستسلام، ولن يتخلى عن حقه فى وطنه مهما كانت التحديات، وفى ظل هذه الظروف القاسية، فإننى أستمد قوتى من الله أولًا، ثم من عائلتى وزوجتي، الذين هم سندى فى هذه المحنة، وسنواصل المسير ولن نتوقف عن بناء أرضنا، لأن البقاء على أرضنا هو وصية أجدادنا، وهويتنا التى لا يمكن أن تُمس أو تُستبدل».
وأشار: «سنُعيد بناء ما حاول الاحتلال محوَه بهمة المسلمين والعرب، وبإرادة الشعب الفلسطيني، سنُعمر الأرض، وستفشل محاولات التهجير بكل تأكيد بجهود مصر، بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، وبمساندة دول الجوار. ومن يظن أن الفلسطينيين يمكن أن يرحلوا عن أرضهم، أقول له: نحن كالزيتونة التى لا تنكسر، سنبقى هنا ما دام فينا عرق ينبض بالحياة».
واختتم الصحفى الفلسطينى: «التهجير سياسة ممنهجة يتبعها الاحتلال ضد الفلسطينيين، فتهجيرنا فى نكبة 1948 كان دون مقاومة، وتخاذل بعض العرب والمسلمين سمح للاحتلال بطرد أجدادنا، لكن تهجير 2025 لن يحدث. ستظل أرضنا محمية، بفضل الله أولًا، ثم بجهود مصر الحبيبة قيادةً وشعبًا، فقد كان لهم الدور الأهم فى الدفاع عن الشعب الفلسطينى ومنع تهجيره منذ بداية حرب أكتوبر 2023. ونحن نأمل من كل أحرار العالم أن يقفوا بجانبنا، يدعمون حقنا فى العيش بكرامة على أرضنا، نرفع صوتنا عاليًا «لا للتهجير.. الجوع أو الموت أفضل من الرحيل».
غزة باقية
أما الصحفى الفلسطينى محمد أبوعمرة، قال: «لم تقتصر معاناتنا على الخروج القسرى من منزلنا فى حى السلطان تحت أزيز القصف وألم الفقد، بل واجهتنا صعوبات لا تعد ولا تحصى فى طريق النزوح، من شحّ الماء والطعام، إلى غياب المأوى ووسائل النقل وارتفاع التكاليف. لكن فى قلب كل هذه المحن، كانت إرادتنا أقوى من كل شىء، وكنا نعلم فى أعماقنا أن العودة قادمة مهما طال الزمن، ونحب أرضنا بكل تفاصيلها، وبيوتنا حتى وإن تحولت إلى ركام، نحب رفح وهوائها وترابها، وعندما عدت إلى منزلى المدمر، وقفت على ركام البيت وشكرت الله؛ لأن الأرض هى التى تحتوينا، حتى إن كانت مدمرة».
واستطرد: «حزنت على بيوتنا التى كانت مأوى لذكرياتنا، وجيراننا الذين ودعناهم شهداء. لكن رغم هذا الدمار، فنحن سعداء بعودتنا إلى أرضنا، لأننا شعب يعيش فى ظل كل الظروف مهما كانت قسوتها، مؤمنون بقضيتنا، وبحقنا فى هذه الأرض. الدفاع عنها شرف، والموت من أجلها شهادة، وكرامة، وفخر، ولا شيء يمكن أن ينال من عزيمتنا، ولا يمكن للاحتلال أن يهزم إرادة أطفالنا ونسائنا، الذين يواجهون المجازر بصبر وثبات. نحن لا نواجه التهجير بالسكون، بل بالدم والصبر والصمود، لأننا أصحاب الأرض، وسنبقى فيها مهما كانت الظروف، ومستعدون للعيش فى خيمة. لن نترك أرضنا، ولا خيارَ أمامنا سوى العيش بكرامة أو الموت على ترابها، نعلم أن القادم صعب، لكننا بحاجة لوقفة مليونية من الشعوب العربية تدعم صمودنا، لنتصدى لهذا المخطط، لأننا شعب لا يلين ولا يساوم على أرضه».
وأضاف: «استقبلنا مطالب ترامب بتهجير الفلسطينيين بسخرية وضحك، لأننا نعلم تمامًا أن هذه مطالب غير شرعية تهدف إلى تنفيذ أطماعه فى فلسطين، وهى جزء من صفقة القرن التى لن تمر بإذن الله. سياسة أمريكا تجاه إسرائيل واضحة كالشمس، وهى سياسة «الطفل المدلل»، وتهديد التهجير لم يمس الفلسطينيين وحدهم بل يمس كل الأحرار فى العالم. التاريخ يعيد نفسه، وكل من يعتقد أنه يمكنه أن يهدد شعب فلسطين أو يفرض عليه التهجير مخطئ، فالأيام التى عشناها تحت القصف والحصار تؤكد أننا لن نرحل عن أرضنا، مهما بلغت التضحيات. نحن هنا، صامدون منذ أكثر من سنة ونصف فى وجه الحرب والدمار، والدماء التى سُفكت لن تذهب سدى. لا يهمنا شيء، لن ينال الاحتلال منا، نُصر أن نعيش بكرامة على ترابنا، حتى ولو كان الوضع أصعب مما نحن عليه سنظل هنا».
بقاء وتحدٍ
«لن أغادر غزة إلا إلى الجنة».. بهذه الكلمات بدأ الفلسطينى «جهاد أسعد» 48 عامًا حديثه لـ«الوفد» قائلًا: «فى صباح يوم العاشر من أكتوبر 2023، اضطررت للنزوح من منزلى الذى يقع بالقرب من الحدود الشرقية الشمالية لغزة، بحثًا عن مكان آمن، بعيدًا عن القصف. غادرت بيتى الذى كان ملاذى الوحيد، وجزءًا من كياني، بمشاعر مختلطة بين الحزن والخوف على عائلتي، متمنيًا العودة إلى هذا المكان الذى كان يختزن ذكرياتنا وأحلامنا. وعندما عدت إليه، ورأيته مدمرًا بالكامل، امتلأت عينى بالدموع، ولكن حمدت الله على سلامتى وسلامة أولادي. وجلست على ركام البيت المدمر أبكى على كل ما ضاع فعزوتى كلها راحت هباء منثورًا، يقولون المال يذهب ويعود، ولكن كيف سيعود، وكل ما أملك كان قد استثمرته فى بناء هذا البيت الذى كان حصنًا لعائلتى وحلم حياتى».
واستنكر «جهاد» مطلب تهجير الفلسطينيين قائلًا: «التهجير قرار همجي؛ لا يحق لأحد فرضه علينا، ولن يستطيع أحد أن يخرجنا من أرضنا، أرض آبائنا وأجدادنا التى وُلدنا على ترابها. هذه الأرض هى إرثنا وتاريخنا، أرض جدي، وجد جدي، هى أرض الإسراء والمعراج. لن نُفرّط فيها مهما كانت التضحيات. لو قتلونا، لن نغادرها، سنبقى هنا، نعيش على ترابها الذى يجرينا فى عروقنا. قد لا نملك سوى القليل، لكن ما زال لدينا عزتنا وكرامتنا، اشتريت خيمة وسأظل فيها، أنا وأبنائى الستة، حتى لو كانت حياتنا تحت سماء مفتوحة، لن نرحل ولن نستسلم. هذه الأرض هى وطننا، وهى عرضنا، ودماؤنا أغلى ما نملك فى سبيل الحفاظ عليها».
معجزة صمود
الفلسطينية أمل البطنيجي، مديرة مدرسة الشجاعية الثانوية أكدت أنه لا يمكن لأحد أن يُحدد مصير شعب غزة، قائلة: «مستقبل غزة بيد أبنائها سيصنعون لها مجدًا فى السّلم كما صنعوه الحرب، سنُلملم جراحنا وسنعيد لغزة حياتها، وسنواصل الليل بالنهار لإعادة إعمارها، الواقع مدمر ولكن بعون الله سنتخطى الصّعب بعد أن تخطينا الأصعب، يريدون تهجيرنا من أرضنا والقضاء على كلّ ما هو فلسطينى وكل أمل لنا بالبقاء، سننهض من قلب الألم والمعاناة وكما صنعنا معجزة صمود سنصنع ببقائنا فى أرضنا معجزات وفاء للدماء والشهدا، كتبنا رسالتنا بالدّماء والألم على مرأى ومسمع من العالم أجمع: باقون ولن نرحل».
وأكملت: «كل شيء خراب، البيت جلسنا على أنقاضه، حتى المدرسة دُمّرت بالكامل بعد أن كانت تضم نخبة من الطلبة المتميزين وفريقًا مهنيًا متفانيًا ومحبًا لعمله استُشهد مُعظمه، واستشهد أعداد من الطلبة والطالبات لم نحصيها بعد، تعطلّت العملية التعليمية فى غزة للعام الثانى على التوالي، ونعمل على جمع التبرعات لإعادة بناء البيت، ورغم كل هذا الأسى أثق بأن للنجاح قصة واحدة أن نرمم ذاتنا وأبناءنا ومؤسساتنا لا أدرى كيف اتحدث عن محاولات إصلاح من قلب كلّ هذا الخراب، لكننا سنحاول أنا وأهل الحى لنزيل عن قلوبنا كلّ هذا الفقد والسّواد وسنحقق لأبنائنا الأمل من قلب الألم».
التهجير جريمة
من جانبها، قالت الفلسطينية الشابة هديل حسنين، والتى تعمل مديرًا ماليًا وإدارية لمؤسسة صحفية، لـ«الوفد» إن «التهجير جريمة، فهو إحدى أبشع الجرائم التى يمارسها الاحتلال بحق الشعب الفلسطينى منذ عام النكبة 1948، لا تقل بشاعة عن جرائم الاعتقال والقتل. فهو ليس مجرد تهجير من منازل وأراضٍ أو محال تجارية، بل هو محاولة لمسح هوية شعبٍ بأكمله، محاولة لاقتلاعنا من أرضنا التى نشأنا فيها وعاشت فيها أجدادنا. الأرض بالنسبة لنا ليست مجرد ملكية، بل هى عرض وكرامة، لا يمكننا التنازل عنها مهما كانت التضحيات».
وأضافت الشابة الفلسطينية: «فى عام النكبة، تم تهجير أجدادى بشكل قسرى من قريتى الطيرة وبيت نبالا، اللتين كانتا تقعان فى أراضى يافا والرملة، تحت تهديد الأسلحة. كانت تلك التجربة قاسية ومريرة للغاية، حيث عاش أهلنا فى تلك اللحظات صدمة لا يمكن وصفها، إذ كانت الهجرة القسرية أشبه بموتٍ بطىء. مئات من العائلات واجهت محنة خروجهم من بيوتهم وتروعيهم بالأسلحة، وأصيب الكثير منهم بأزمات قلبية وجلطات نتيجة الغضب العارم والقهر الذى كانوا يعيشونه جراء هذا الظلم. حينها كانت العائلات قليلة العدد وصغيرة، ولكن الآن ومع مرور 76 عامًا على تلك المأساة يريدون تهجيرنا وأصحاب البلدة الواحدة عددهم بالملايين، يحملون فى قلوبهم إرث الأرض يرددون مع كل نفس: «الأرض لنا»، فالعودة إلى الوطن والتمسك به حق مقدس، لا يمكن المساس به. لطالما تذرّع الاحتلال بحجة أن فلسطين أرض بلا شعب، ولكن تلك مقولة مفنّدة حاولوا ترويجها على مر السنين، فنحن الفلسطينيين، شعبٌ أصيل، موجود على هذه الأرض منذ الأزل. نحن هنا، ولن نرحل، سنبقى نثبت جذورنا فى هذه الأرض مهما كانت المحاولات لتهجيرنا».