الوطن:
2024-07-01@16:23:11 GMT

محمد مسعود يكتب: «عتبات بهجة».. مجدي أبو عميرة

تاريخ النشر: 30th, March 2024 GMT

محمد مسعود يكتب: «عتبات بهجة».. مجدي أبو عميرة

منذ أن تم الإعلان عن عودة ملك الدراما مجدى أبوعميرة من خلال مسلسل «عتبات البهجة» المأخوذ عن رواية للكاتب الكبير إبراهيم عبدالمجيد، صاغ لها السيناريو والحوار الدكتور مدحت العدل، ولعب بطولته الفنان العظيم الدكتور يحيى الفخرانى، عقدت نية الكتابة عنه، ولمَ لا وهو يجمع أربعة أسماء لشخصيات لها وزنها وثقلها فى عالم صناعة الدراما التليفزيونية؟ ذكرنا منهم ثلاثة، أما الرابع فهو المنتج الكبير جمال العدل.

وعند عرض المسلسل قررت أن أكتب بعد مشاهدة الحلقة الأخيرة لتكون الرؤية مكتملة، ومن باب الإنصاف لعمل بذل صُناعه فيه -بحسب معرفتى- مجهودات كبيرة، لكن مع كل يوم من العرض، ألاحظ أن ثمة حالة من التربص، ليس بالمسلسل، ولكن بمخرجه، وكأن هناك من يريد لهذا الجيل أن ينتهى ويرفع رايته البيضاء معلناً التراجع والاستسلام ورمى الفوطة والانسحاب من الوسط، وتركه لمن يعرف آلياته من مخرجى الدراما الهندية التى تركب الأفيال، كما تركب التريند، أو المسلسلات الشعبية العشوائية التى تسىء للمجتمع ويتم تصويرها وإنتاجها خارج مصر.

ورغم حرص الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية على وجود عناصر الخبرة وأصحاب التاريخ، أمثال المخرج الكبير عميد فن الإخراج التليفزيونى الأستاذ محمد فاضل، فى العام الماضى من خلال مسلسل تناول السيرة الذاتية للفنان العظيم نجيب الريحانى كتبه المتميز محمد الغيطى، أو من خلال وجود «أبوعميرة» فى العام الحالى، تعرّض كلاهما للنقد الشديد، لذا قررت أن يكون مقال هذا الأسبوع فى جريدة «الوطن» عن الملك مجدى أبوعميرة، فـ«الوطن» يحتوى الجميع ولا ينسى إسهامات صُناع قوته الناعمة على مر العصور.

مجدى أبوعميرة ظل مساعداً للمخرج الكبير أحمد طنطاوى وللمخرج العظيم محمد فاضل لسنوات طويلة، وما إن أُسندت إليه مهمة الإخراج فى مسلسله الأول «الطبرى»، حقق العمل نجاحاً عظيماً، ولعب بطولته الفنان الكبير عزت العلايلى، وكتبه لحساب اتحاد الإذاعة والتليفزيون عبدالرحيم إبراهيم، وشاركه فى كتابة السيناريو والحوار طه شلبى سنة 1987، وانهالت العروض على مجدى أبوعميرة لإخراج مسلسلات دينية وتاريخية، لكنه كان عليه أن يختار بين العمل فى هذه المنطقة (المسلسلات الدينية) التى لن يستطيع الخروج منها مثل أستاذه أحمد طنطاوى، أو أن ينتظر ليقدم أعمالاً اجتماعية ناجحة وراقية مثل التى قدّمها كمخرج منفذ مع أستاذه المخرج محمد فاضل مثل «عصفور النار، وأخو البنات، والراية البيضا، وأبوالعلا البشرى».. فقرر أن يسعى للحصول على نص فخم لكاتب كبير ليبدأ به مشوار الدراما الاجتماعية.. وبدأ البحث فى النصوص الموجودة فى قطاع الإنتاج وعثر على سيناريو مسلسل «المال والبنون».. ورشحه ممدوح الليثى، رئيس قطاع الإنتاج، لإخراجه.. وعلى الفور اتصل بالأستاذ محمد جلال عبدالقوى لينقل له رغبتى فى إخراج المسلسل.. فوجده مرحباً بالأمر.

عبقرية مجدى أبوعميرة التى ظهرت مبكراً جداً كانت جلية فى مشهد طويل كان عليه أن يُخرجه فى مكان ضيق، لكنه برع فى عمل التقطيعات المناسبة، كما برع أحمد عبدالعزيز فى أداء المشهد الذى كتبه محمد جلال عبدالقوى بعبقرية (التاريخ بيقول لأ.. بالأقدمية إحنا سادة الدنيا.. وبالحداثة إحنا خير أمة أُخرجت للناس.. إحنا البلد الوحيدة اللى طول عمرها حدودها ماتغيرتش.. ملامح أهلها ما تغيرتش.. إحنا سادة العالم.. مصر هتنتصر مهما طال الزمن.. التاريخ بيقول كده).

وبعد «المال والبنون» لم يتوقف مجدى أبوعميرة عن تحقيق النجاحات العظيمة، لدرجة أن لقب «الملك» الذى كان يلقب به المخرج الكبير العظيم الراحل نورالدمرداش انتقل إليه، وأصبح مجدى أبوعميرة ملكاً جديداً على عرش الإخراج التليفزيونى فى مصر، فنجح له «ذئاب الجبل، حارة المحروسة، السيرة الهلالية، التوأم، الضوء الشارد، الرجل الآخر، أين قلبى، الحقيقة والسراب، محمود المصرى، يتربى فى عزو، قلب ميت»، وغيرها الكثير.

ذكر تاريخ مجدى أبوعميرة الكبير ونجاحاته العظيمة ليس سطوراً كُتبت من أجل أن تشفع له فى عمل مثل «عتبات البهجة» فالمسلسل جيد على المستوى الفنى، ويليق بصُناعه وجهة إنتاجه، لكنه مجرد رد بسيط على محاولات طمس نجاحات رجل له أيادٍ بيضاء على الدراما المصرية، بل هو ملك الدراما حتى الآن، مجدى أبوعميرة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: عتبات البهجة مسلسل عتبات البهجة الدراما رمضان 2024 الدكتور مدحت العدل

إقرأ أيضاً:

القس د. أندريه زكي يكتب: 30 يونيو مصر لا تنهزم

فى حياة كل شعب أيامٌ مضيئة لا تنساها الأجيال المتعاقبة. تتعلم الشعوب من خلال هذه الأيام أن تثق بقدرتها على التغيير، وقدرة الجماهير على إحداث الفارق فى تاريخ الأمة ومستقبلها.

وفى مصر، كان يوم 30 يونيو 2013 أحد هذه الأيام المضيئة؛ إذ أثبت أن مصر العظيمة لا تنهزم، وأنه فى أحلك الظروف وأعتى التحديات يستطيع الشعب المصرى دائماً أن يجد مخرجاً.

وأن العقلية المصرية والمخزون الحضارى لهذا الشعب لا ينضب ولا يجف.

إن خروج ملايين المصريين فى يوم 30 يونيو 2013 حمل الكثير من الدلالات والرسائل التى تستحق أن نتأملها بعمق، ونوفيها حقها فى الدراسة والتفكير، ونتعلم منها كيف يستطيع المصريون إحداث الفارق ومواجهة التحديات والصعاب، إن 30 يونيو هى درس عظيم فى الأمل.

واحدة من أهم الدلائل التى حملتها 30 يونيو انحياز المصريين لدولة المواطنة؛ فقد كان الخطاب السياسى فيما قبل 30 يونيو؛ محمَّلاً بالكراهية والعداوة تجاه أى مختلف، ومتخذاً منطلقاً مبنياً على ادعاءات تتنافى مع قِيَم التسامح، وتهدِّد التماسك والسلم المجتمعيَّيْن.

وقد ظهر الوجه الآخر لهذا الخطاب بأعنف صوره فى الأحداث التى تلت ثورة 30 يونيو، من الاعتداءات التى طالت المجتمع المصرى كله، والشهداء الذين سقطوا جراء هذا العنف، والتخريب والهجوم الذى طال كافة أنحاء البلاد.

لكن صمود شعبنا العظيم وتماسكه حال دون نجاح هذه المخططات العنيفة.

وكذلك اتخذت الدولة ما بعد 30 يونيو خطوات جادة فى قضية المواطنة، فجاءت قرارات ترميم الكنائس المتضررة، وإعادتها أفضل مما كانت عليه، ثم صدور قانون دور العبادة، وتقنين أوضاع الكنائس، وغيرها من الخطوات والأحداث التى أكدت حرص الدولة المصرية على تفعيل المواطنة، ومعالجة قضايا عانت منها مصر على مدار عقود متصلة؛ وهذا الحرص استُلْهِم وتأسس على روح ثورة 30 يونيو العظيمة.

إن هدف تحقيق دولة المواطنة فى مصر قد صار الآن أقرب بكثير مما كان عليه سابقاً، والعمل على تعزيز المواطنة هو عمل مجتمعى يشترك فيه الجميع لأجل الجميع لبناء الجمهورية الجديدة.

إن المواطنة تظل مجرد فكرة وشعار سياسى ما لم تنتقل إلى الممارسات العملية ويستوعبها العقل الجمعى ويعمل فى إطارها، وكان يوم 30 يونيو هو إحدى الدلائل العظيمة على استيعاب العقل الجمعى المصرى لأهمية المواطنة.

واليوم، نعلم جميعاً حجم التحديات التى تواجهها الدولة المصرية؛ فالظروف العالمية والإقليمية فى غاية التعقيد والصعوبة، والتحديات الاقتصادية ليست سهلة وتحتاج لحلول غير تقليدية، لكننا نثق بالله أولاً ونؤمن بقدرته العظيمة على تغيير الواقع، ثم نثق بقدرة الشعب المصرى على تجاوز التحديات، ثم قدرة الدولة المصرية على قيادة الأمر بحكمة.

إن ثورة 30 يونيو لم تكن مجرد حدث سياسى، بل كانت تجسيداً لقوة وإرادة الشعب المصرى، واستناداً إلى مخزون حضارى عريق يمتد عبر آلاف السنين.

أثرت الثورة بشكل عميق على مفهوم دولة المواطنة فى مصر، وأكدت عظمة مصر كدولة ذات حضارة عظيمة.

ورغم التحديات، يظل الأمل مستمراً فى قدرة المصريين على تجاوز الصعاب وبناء مستقبل مشرق. إن مصر اليوم تحتاج للعمل أكثر من أى شىء آخر، والإخلاص والجهد فى تحقيق التنمية بكافة المجالات.

وواحدة من أهم ثمار المواطنة تعلم العمل معاً والتكاتف لتحقيق الأهداف والمصلحة العامة.

حين أتذكر ثورة 30 يونيو، أشعر بالفخر الكبير لانتمائى للشعب المصرى، وأتطلع وأصلى دائماً لأجل غدٍ أفضل، واثقاً أن تحقيق هذا الغد الأفضل ممكنٌ، بل أكيد، طالما أن هذا الشعب متماسك وواعٍ وحريص على استقرار الدولة والمجتمع.

لتكن ثقتنا دائماً فى قدرة مصر وعظمتها وأن «مصر لا تنهزم»

مقالات مشابهة

  • لا تحارب من أجل لا شىء
  • د.حماد عبدالله يكتب: "البلطجة والسفالة" وسكان القصور!!
  • خالد ميري يكتب: حكايتي مع «الإخوان»
  • القس د. أندريه زكي يكتب: 30 يونيو مصر لا تنهزم
  • د. علي جمعة يكتب: سنوات التحدي والإنجاز
  • بالصور.. استقبال حافل لـ "نوستالجيا 80/ 90" ببورسعيد
  • مجدي البدوي يكتب: ثورة بناء
  • الدكتور رامي عطا يكتب: عودة مسار المواطنة
  • طارق سعدة يكتب: كُتب علينا التصحيح (30 يونيو)
  • طارق الخولي يكتب: 11 سنة ثورة