ثقافة التبرعات بين مسؤولية الدولة والتضامن المجتمعي
تاريخ النشر: 30th, March 2024 GMT
◄ قانوني: التبرعات يجب أن تكون عن طريق القنوات الرسمية لتأمين وصولها للمستحقين
◄ العمانيون يرسمون لوحة فنية من العطاء والتكاتف المجتمعي في الأزمات
◄ الفارسية: على الدولة أن تنظم إجراءات التبرع لصالح المرضى والتنسيق مع المؤسسات الصحية الدولية
◄ الجهوري: الصندوق الوقفي لدعم الخدمات الصحية يساهم في تحقيق التكافل الاجتماعي والمسؤولية الاجتماعية
الرؤية- سارة العبرية
تعزز الأعمال الخيرية والتطوعية من التلاحم المجتمعي خاصة في الأزمات والمواقف الصعبة، إذ يبادر الآلاف من أبناء الوطن للتبرع بأوقاتهم أو جهدهم أو أموالهم لصالح العديد من المؤسسات الخيرية أو لصالح الأفراد ممن يعانون من مشاكل صحية أو أزمات مالية واجتماعية، وهو ما ينعكس أثره الإيجابي على تماسك المجتمع.
وعلى الرغم من حرص الكثيرين على التبرع لصالح الحالات المستحقة، إلا أن ثقافة التبرع تحتاج إلى بعض الضوابط التي تجعلها تسير في نطاقها الصحيح، إذ إن المؤسسات المعنية عليها التزام بتنظيم عمليات التبرع بشكل رسمي لضمان وصول التبرعات إلى مستحقيها.
ومؤخرا، تداولت منصات التواصل الاجتماعي تفاصيل الحالة المرضية للطفل سليمان المسكري- 4 سنوات- والمصاب بمرض دوشين (DMD)، وحاجته إلى حقنة دواء (DELEVIDYS) بشكل عاجل، وهو أول علاج جيني لمرض ضمور العضلات دوشين للأطفال، والتي تقدر تكلفتها بأكثر من مليون ريال عُماني، ليجسد العمانيون لوحة فنية يسطرها التاريخ بحروف من ذهب حول التكاتف المجتمعي لإنقاذ حياة الآخرين.
وقالت هيئة الدواء الأمريكية إن الدواء- وفقا للتجارب السريرية- أثبت أنه يُحسّن الوظيفة البدنية والحركية لدى مرضى الضمور العضلي دوشين، وإن العلاج يعتبر طفرة لأنه يؤخذ مرة واحدة، حيث يعتمد الدواء في تقنية عمله علي تعويض الجسم بالجين الناقص المسؤول عن الإصابة بالمرض.
وأكدت الهيئة أن مرض الضمور العضلي دوشين يصيب ما يقدر بطفل من بين 3300 ذكور، وأن العلاج المسمى Elevidys يبلغ تكلفته 3.2 مليون دولار للجرعة الواحدة، كما أنَّ الدواء مصمم ليتم تناوله مرة واحدة فقط.
ويسبب مرض الضمور العضلي الدوشين ضعفًا تدريجيًا في العضلات، ويمكن أن يسلب الأطفال قدرتهم على المشي عندما يصبحون مراهقين، ولا يعيش الكثير منهم جيدًا في الثلاثينيات من العمر.
وقد تمت الموافقة على العلاج للأطفال اللذين تتراوح أعمارهم بين 4 و5 سنوات، وتمثل حوالي 6% من الأشخاص المصابين بضمور العضلات الدوشيني، ومن المقرر أن تقوم الشركة المنتجة بتسعير العقار عند 2.8 مليون دولار لكل مريض، وهو ما قد يدر عائدات بقيمة 2.1 مليار دولار علي الشركة المنتجة.
ويعتبر هذا السعر ليس بعيدا عن العلاجات الجينية الأخرى التي تؤخذ مرة واحدة، والتي تجاوزت 3 ملايين دولار لكل مريض في السنوات الأخيرة.
ويعتبر مرض ضمور العضلات دوشين أكثر أنواع ضمور العضلات انتشارا ويحدث بسبب خلل جيني في الجزء المسئول عن نمو العضلات بشكل سليم، وتبدأ أعراض الإصابة بالمرض في مرحلة الطفولة وتشمل تأخر في المشي، صعوبة التنفس وفي الحركة وصعود السلالم، ويسبب ضعف التوازن.
وأكدت جوخة بنت محمد الفارسية رئيسة جمعية إحسان، قدرة المجتمع العماني على التعامل مع مثل هذه الحالات الإنسانية وتجسيد روح المحبة والعطاء، مشددة على ضرورة تدخل الجهات الرسمية للتعامل مع الحالات التي تحتاج إلى علاج خارج السلطنة بعد التشخيص، مع ضرورة وجود آلية أو نظام قانوني يضمن التعاون المُثمر بين الوزارة والمرضى ويحظى بدعم المجتمع لتوفير الضمان والأمان للحالات المرضية الصعبة.
وأضافت: "من المهم أن تنظم وزارة الصحة العمانية التنسيق والتواصل مع المؤسسات الصحية خارج السلطنة والتي ستتولى علاج المرضى، وأن تعمل على إجراء تقييم شامل ومتعمق للمؤسسات أو الأفراد الذين تنوي التبرع لهم، حتى تتأكد من أن التبرعات المجتمعية ستذهب إلى المستهدفين".
من جانبه، بيّن الدكتور أحمد بن سعيد الجهوري محامي ومستشار قانوني، أن التبرعات يجب أن تكون عن طريق القنوات الرسمية أو الجهات الخاصة المُعتمدة من قبل الجهات الرسمية، لتأمين وصولها للمستهدفين".
وذكر الجهوري أن آخر التشريعات الصحية التي يمكن أن تدعم وتحقق التضامن الاجتماعي هو القرار الوزاري الصادر من وزارة الأوقاف والشؤون الدينية رقم (281/2020) بإنشاء الصندوق الوقفي لدعم الخدمات الصحية.
ونصت المادة الأولى من القرار بأن: ينشأ بموجب هذا القرار الالتزام بالأحكام الشرعية في كل ما يقوم به من أعمال و بالقوانين والأنظمة المعمول بها في شأن الصناديق الوقفية، وتكون أمواله وعوائد استثمارها لدعم أنشطة وبرامج الخدمات الصحية بالسلطنة، ويخضع الصندوق لإشراف ورقابة وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في فحص أعماله.
وأوضح بأن الصندوق يهدف بصفة أساسية إلى دعم الخدمات الصحية، وإلى تحقيق التكافل الاجتماعي والمسؤولية الاجتماعية نحو صحة الفرد والمجتمع، وإيجاد مصادر متنوعة ومختلفة لدعم الخدمات الصحية، وتجديد الدور التنموي للوقف في الخدمات الصحية وتوعية المواطنين بأهميته، واستقطاب أموال التبرعات والهبات والوصايا للخدمات الصحية ووضع ضوابط لها وإيجاد أفضل الطرق لتشغيلها وتنميتها واستثمارها .
وتابع بأن الصندوق يهدف إلى تعزيز صحة الفرد والمجتمع من خلال توظيف أمواله وعوائد استثماراته لتمويل العلاج وإنشاء المستشفيات والمراكز الصحية وتشغيلها وشراء الأدوية وسيارات الإسعاف والمعدات الطبية اللازمة وصيانتها ودعم الأبحاث الطبية وغيرها، وإدارة واستثمار أموال الصندوق وتطويرها والمحافظة على استدامتها وتكثیر ريعها، ويجوز له في سبيل ذلك الاستثمار في المجالات العقارية أو الصناعية أو الزراعية وغيرها من المجالات وفق ضوابط الشريعة الإسلامية في استثمار الوقف.
وبين الجهوري أنه صدر قرار بتشكيل مجلس إدارة "الصندوق الوقفي لدعم الخدمات الصحية" لمدة 5 سنوات، وأشار القرار إلى أن للمجلس الاستعانة بمن يراه مناسبا من ذوي الخبرات في سبيل أداء مهامه دون أن يكون لهم صوت معدود، وأن يكون لمجلس الإدارة كافة الصلاحيات الإدارية والمالية والقانونية اللازمة لإدارة هذا الصندوق والعمل على تحقيق أهدافه، وفق الأحكام الواردة بالقرار الوزاري.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
وفد من الاعتماد والرقابة الصحية يزور المنشآت الصحية بالإسماعيلية لتعزيز جودة الرعاية
في إطار جهود الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية (GAHAR) لدعم وتحسين جودة الخدمات الصحية بمختلف المحافظات المصرية، قام وفد من الهيئة برئاسة الدكتور أحمد طه، بجولة تفقدية موسعة بمحافظة الإسماعيلية. ضم الوفد كلاً من الدكتور سيد العقدة، والدكتورة ولاء عبد اللطيف، والدكتور وائل الدرندلي، أعضاء مجلس إدارة الهيئة، حيث شملت الجولة زيارات ميدانية واجتماعات موسعة لدعم تطبيق معايير الجودة والاعتماد بالمحافظة.
استهل الوفد جولته بلقاء مع اللواء أ.ح طيار أكرم جلال، محافظ الإسماعيلية، لبحث سبل التعاون المشترك في إطار دعم أنشطة الهيئة في تطبيق معايير الجودة والرقابة على المنشآت الصحية بالمحافظة.
وخلال اللقاء أشاد د. أحمد طه، رئيس الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية، بجهود المحافظة في تطبيق منظومة التأمين الصحي الشامل، مشيرا إلى خصوصية تجربة الاسماعيلية بوجود كل من هيئة قناة السويس وجامعة قناة السويس والمنشآت الصحية التابعة لهما مما يجعلها تجربة رائدة تخدم جميع محافظات القناة، واعرب عن فخره بحرص المنشآت الصحية المختلفة على تطبيق معايير الجودة حيث وصل عدد المنشآت المعتمدة بها إلى 62 منشأة صحية منها 13 منشأة تابعة للقطاع الخاص.
ومن جانبه أشاد اللواء أكرم جلال بالدور الرائد الذي تقوم به هيئة الاعتماد والرقابة الصحية في تعزيز مشروع التأمين الصحي الشامل، والذي يمثل نقلة نوعية في جودة الرعاية الصحية المقدمة للمواطنين.
شملت الجولة زيارة مجمع الإسماعيلية الطبي التابع لهيئة الرعاية الصحية، حيث كان في استقبال الوفد الدكتور محمد سامي، مدير فرع هيئة الرعاية الصحية بالمحافظة، إلى جانب فريق من الأطباء والعاملين بالمجمع.
استمع الوفد إلى آراء المواطنين حول الخدمات المقدمة، وتعرف على أهم التحديات التي تواجههم في الحصول على الرعاية الصحية، وأكد المواطنون ومقدمو الخدمات الصحية على التحول الكبير الذي أحدثه تطبيق مشروع التأمين الصحي الشامل في مستوى الخدمات الصحية بالمحافظة.
كما زار الوفد مركز الفريد الطبي، والذي يعد أول مركز خاص غير هادف للربح يقدم خدمات الرعاية الأساسية لأهالي الإسماعيلية بعد حصوله على اعتماد GAHAR. وأشاد الفريق محمد فريد حجازي، بدور معايير الجودة والاعتماد الصادرة عن الهيئة في وضع إطار متكامل لتقديم الخدمات الصحية، بما يتضمنه من مؤشرات أداء دقيقة تعزز من مستوى هذه الخدمات وتدعم التطوير المستمر لها.
وشارك الوفد كذلك بالمؤتمر السنوي الثامن لمستشفى هيئة قناة السويس بحضور د.حازم خميس، مدير مستشفي وادي النيل، د.صلاح مراد، مدير مستشفي الهيئة، ود.جميلة نصر، نقيب أطباء الاسماعيلية واستاذ القلب بجامعة قناة السويس.
كما نظم وفد الهيئة ندوة موسعة بمشاركة شركاء تقديم الخدمات الصحية بالمحافظة، حيث تمت مناقشة أبرز التحديات التي تواجه تطبيق مشروع التأمين الصحي الشامل، مع عرض قصص النجاح التي حققتها العديد من المنشآت الصحية من خلال تطبيق معايير الجودة والاعتماد، بمشاركة النائب د.احمد دندش، عضو لجنة الصحة بمجلس النواب، د.احمد بركات، مدير عام فرع الهيئة العامة للتأمين الصحي الشامل، د.علي رفعت، نائب مدير فرع هيئة الرعاية الصحية، د.ريم مصطفى، وكيل وزارة الصحة، د.مصطفى مكاوي، نقيب أطباء الأسنان.
واختتم الدكتور أحمد طه جولته بعقد اجتماع مع مدير وأعضاء فرع هيئة الاعتماد والرقابة الصحية بالإسماعيلية، برئاسة د. كرستين مؤنس، للوقوف على التحديات التي يواجهونها خلال تقديمهم أنشطة الدعم الفني والتدريب والرقابة الصحية، وذلك بحضور د. سعدية موسى، مدير عام شئون الفروع.
وأكد الدكتور طه حرص الهيئة على تقديم كافة أشكال الدعم لتعزيز مستوى الخدمات الصحية بالمحافظة، بما يسهم في تحقيق أهداف مشروع التأمين الصحي الشامل.
هذه الجولة تأتي في إطار التزام هيئة الاعتماد والرقابة الصحية بدورها الحيوي في تحسين جودة الخدمات الصحية في مصر، وتعزيز الشراكة مع كافة الأطراف لتحقيق رؤية مصر 2030 في قطاع الصحة.
1000253024 1000253025 1000253028 1000253029 1000253030