جناح الإمارات في “إكسبو 2023 الدوحة” يحصد الجائزة الذهبية لأفضل الأجنحة المبنية ذاتيًا
تاريخ النشر: 30th, March 2024 GMT
حصل جناح دولة الإمارات العربية المتحدة في إكسبو 2023 الدوحة على “الجائزة الذهبية” لأفضل الأجنحة المبنية ذاتيًا في ختام المشاركة في إكسبو 2023 الدوحة الذي استمر لمدة ستة أشهر.
وتم اختيار جناح دولة الإمارات تماشيًا مع معايير الجائزة التي تتمحور حول الالتزام بموضوع إكسبو 2023 الدوحة، وتصميم الجناح المبتكر، واختيار أنواع النباتات، واستخدام مواد مستدامة في البناء، وتقديم برامج بيئية وثقافية غنية بالإضافة إلى تقديم تجربة تعكس لزوار المعرض ثقافة دولة الإمارات ورحلتها المستدامة.
صمم جناح دولة الإمارات العربية المتحدة الذي يمتد على مساحة 2290 مترا مربعا مجموعة “باركي إنجلز”، واستوحت تصميمها للجناح من الشجرة الوطنية لدولة الإمارات، شجرة الغاف، حيث يعكس التصميم جذور الشجرة وامتداد أغصانها وأوراقها، بالإضافة إلى جدران ترابية مصنوعة من مواد طبيعية محلية، وسقف مصنوع من سعف النخيل.
كما ضم الجناح حديقة تضم نباتات محلية صالحة للأكل منها أشجار الفاكهة والنباتات الطبية والزهور والتوابل والشجيرات والأعشاب والنباتات التي تستخدم في المنتجات الصناعية والنباتات المعمرة.
وقالت معالي نورة الكعبي، وزيرة الدولة.. إن حصول جناح دولة الإمارات العربية المتحدة في إكسبو 2023 الدوحة على الجائزة الذهبية لأفضل الأجنحة المبنية ذاتيًا، هو نتيجة رؤية ودعم القيادة في الإمارات لجميع الجهود التي تهدف لرفع اسم الدولة في جميع المحافل الإقليمية والعالمية، وحرصها على أن تكون مشاركات الدولة نوعية وتعكس ما حققته من إنجازات على مختلف المستويات، وفي جميع القطاعات.
وأضافت معاليها ” فخورون بهذا الإنجاز الإماراتي الجديد، والذي يعكس العمل الجاد والدؤوب من فرق العمل المختلفة في وزارة الخارجية ومؤسسة سلامة بنت حمدان آل نهيان ومكتب المشاريع الوطنية، وذلك بقيادة سمو الشيخة مريم بنت محمد بن زايد آل نهيان نائب رئيس ديوان الرئاسة لشؤون المشاريع الوطنية، حيث نجح جناح دولة الإمارات على مدار الستة أشهر الماضية، ومن خلال تصميمه الفريد والمبتكر في أن يسلط الضوء على الإرث الزراعي الغني لدولتنا، ويبني روابط وصداقات مع قطر والعالم”.
وقالت معاليها ” نود أن نغتنم هذه الفرصة لتهنئة دولة قطر الشقيقة على هذا التجمع العالمي الرائع، كما أود أن أعرب عن امتناننا للمنظمين، الرابطة الدولية لمنتجي البستنة والمكتب الدولي للمعارض ومنظمة المكتب الدولي للمعارض الحكومية الدولية، لنجاحهم في إقامة معرض للبستنة ناجح يجمع العقول والأفكار النيّرة للعمل معًا نحو مستقبل أكثر استدامة”.
وضم جناح الإمارات في إكسبو 2023 الدوحة تحت عنوان “إرث وأثر” ستة تجارب للضيوف صممتها شركة “أتيليه بروكنر” وهي شركة متعددة التخصصات تشمل أعمالها الأخرى متحف المستقبل، حيث قدم الجناح للزوار تجربة متعددة غنية بالمعلومات تكشف عمق العلاقة بين شعب الإمارات والبيئة، وتسلط الضوء على جهود الرواد والمبتكرين في الإمارات للحفاظ على الأرض والطبيعة، وصولاً إلى إرث زراعي مزدهر وأمن غذائي مستدام.
من جانبه قال سعادة إبراهيم سالم حميد العلوي، المفوض العام للجناح .. ” سعداء أن نحتفل بهذه الجائزة مع فريق عمل الجناح وضيوفنا الذين ساهموا في جعل تجربتنا في الدوحة تجربة مميزة على مدى الأشهر الستة الماضية، حيث شارك جناح الإمارات رحلة الاستدامة لدولتنا وقصتها مع العالم في قطر، وسلط الضوء على جهود المبتكرين والباحثين في إيجاد حلول لمستقبل أكثر استدامة للجميع، ومن خلال أكثر من 20 برنامجًا متنوعًا، تم تصميمها لإشراك المبدعين والباحثين والضيوف، مع التركيز بشكلٍ خاص على تمكين الجيل القادم”.
وتضمنت برامج جناح دولة الإمارات حلقات نقاشية شارك فيها حالمون وخبراء بارزون في الابتكارات الزراعية والأمن الغذائي؛ وورش عمل تعليمية للأطفال تعزز الوعي حول بيئتنا الطبيعية والاستدامة؛ وجلسات إبداعية شجعت الوعي البيئي؛ وورش تجربة المنتجات الغذائية من المطبخ الملحي، والتي عرضت نباتات تنمو في البيئة الصحراوية في الإمارات.
وأقيمت هذه البرامج بالتعاون مع العديد من الجهات في الدولة بما في ذلك المركز الدولي للزراعة الملحية، والمطبخ الملحي، ومبادرة “لئلا ننسى” و”مجموعة سوالف” و أرلي ستارترز Early ” Starters”.
يذكر أن معرض “إرث وأثر” يعّد المشاركة الثالثة لدولة الإمارات في معارض البستنة الدولية، بإشراف وزارة الخارجية وبالشراكة مع مؤسسة سلامة بنت حمدان آل نهيان ومكتب المشاريع الوطنية حيث شاركت الإمارات لأول مرة في هذا النوع من المعارض المتخصص بالبستنة في بكين 2019، تلاها مشاركتها بمعرض “مدن المياه المالحة: حيث تلتقي الأرض بالبحر” في معرض إكسبو فلورياد 2022 الذي أقيم في مدينة ألمير في هولندا.
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: جناح دولة الإمارات فی إکسبو 2023 الدوحة
إقرأ أيضاً:
قراءة في نص “تأسيس” نيروبي: نسبهم الثوري في أكتوبر، أبريل، وديسمبر (1/2)
ملخص
لا أعرف وثيقة احتفت بالثورة السودانية للتغيير مثل "تأسيس" في ديباجتها. فاحتفت بانتفاضات أكتوبر1964، فأبريل 1985، إلى ديسمبر 2018 كنسب ثوري لما اجتمعوا حوله في نيروبي. فسمتها الديباجة ثورات السودان السلمية "المجيدة التراكمية" ضد الأنظمة الديكتاتورية العسكرية تعبيراً عن تمسك شعوبنا المستميت للحرية والحياة الكريمة. وتستغرب مع ذلك لهذه الحفاوة بهذه الثورات من جماعة "تأسيس" التي قامت في أيديولوجيتها وحربها ليومنا ضد دولة 56 الشمالية نخباً وجمهرة. فمن وراء هذه الثورات أطياف واسعة ممن عرفوا بـ"الشماليين" المتهمين بارتكاب دولة 56 دون مسلحي نيروبي وسلفهم بكثير.
لا يُذكر اجتماع التحالف الذي انعقد في نيروبي الأسبوع الماضي تمهيداً لقيام حكومة موازية على أراض تسيطر عليها قوات "الدعم السريع" إلا قريناً بنذر انقسام السودان. والسبب بسيط. فالصفوي لزيم هاجس تشقق السودان منذ انفصال جنوبه عام 2011. فصارت كل صيحة مثل تلك التي في نيروبي عليهم. وهذا الهاجس المخيم قريب من عبارة سودانية تقول إن كل زوجة مهجسة ما عاشت بـ"طلقة" من زوجها. وربما كان هذا هو السبب من وراء اقتصارنا على النذر من اجتماع نيروبي لا ما اجتمع حوله، أو صدر عنه. وصدر عنه مع ذلك ما استحق أن يناقش في حد ذاته لإذكاء عادة الثقافة في سياستنا التي غلبت فيها عادة المعارضة. فتكاثرت التحالفات في بيئة المعارضة التاريخية حد الإملال وتناسخت الوثائق عنها فلا جديد، أو هكذا خُيل لنا.
ثورات تراكمية
لا أعرف وثيقة احتفت بالثورة السودانية للتغيير مثل "تأسيس" في ديباجتها، فاحتفت بانتفاضات أكتوبر1964، فأبريل 1985، إلى ديسمبر 2018 كنسب ثوري لما اجتمعوا حوله في نيروبي. فسمتها الديباجة ثورات السودان السلمية "المجيدة التراكمية" ضد الأنظمة الديكتاتورية العسكرية تعبيراً عن "مدى تمسك شعوبنا وشوقها الدائم للحرية والحياة العزيزة الكريمة". وقَلّ حتى بين أحسن مؤرخي التاريخ السوداني المعاصر من رأى هذا الخيط الثوري الناظم لعملية التغيير السياسي في السودان. فتجد من يقطع ما بينها إرباً فيستحسن واحدة دون أخرى. بل تجد جماعة منهم قالت إن ما جرى خلال أكتوبر 1964 مثلاً ليس بثورة أصلاً.
وتستغرب مع ذلك هذه الحفاوة بهذه الثورات من جماعة "تأسيس" التي قامت في أيديولوجيتها وحربها ليومنا ضد دولة 56 الشمالية نخباً وجمهرة. وسبب الاستغراب أنه كان من وراء هذه الثورات أطياف واسعة ممن عرفوا بـ"الشماليين" المتهمين بارتكاب دولة 56 دون مسلحي نيروبي وسلفهم بكثير. فحتى في نيروبي اشتكى عبدالعزيز الحلو رئيس الحركة الشعبية شمال من تلك النخب والأطياف المقاومة لمركز دولة 56 قائلاً إنهم من كانت "تجيشهم" نخب مركزهم ضد الآخر الإثني والديني مما يفهم المرء منه أن نخبهم كانت تخادعهم عن الآخر في الوطن فينخدعوا لها. وهذا بخلاف ما جاء في ديباجة "تأسيس" التي احتفت بهم براء من مركزهم طليعة في الثورات التي أحسنت الديباجة تثمينها.
وصح السؤال بعد هذا إن كان المسلحون ممن سبق جماعة تأسيس والجماعة نفسها من انتصر لتلك الثورات، التي ذكروها بامتنان، حين استنجدت بهم لاستكمال دوراتها؟
نقيضة بين التكتيكين
في لب تاريخ حركة الثورة السودانية نقيضة بين التكتيكين المدني والعسكري في طلبهما إحداث التغيير السياسي. وهي نقيضة ساقت الثورة المدنية أعوام 1964 و1985 و2018، حتف أنفها للفشل في كل مرة تندلع. فما انتصرت الثورة المدنية حتى اعتزلها المقاوم العسكري بنظرية أن الثورة ما هي تغيير صفوة خرطومية بأخرى منهم، فلا تلد قطط مركز الخرطوم العمياء إلا قططاً عمياء. وأظهر ما كان ذلك في إطلاق العقيد جون قرنق زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان، تسمية "مايو 2" على المجلس العسكري بعد ثورة 1985. فكل ما حدث في قوله هو أن ورث عسكريو الرئيس جعفر نميري أنفسهم الحكم منه. وكان نميري تولى الحكم بعد انقلابه خلال الـ25 من مايو 1969 وهذه "مايو 1". أما "مايو 2" في مصطلح قرنق، فهي انقلاب ضباط القيادة العامة على نميري في سياق ثورة أبريل الشعبية السلمية. وبدلاً من أن يلقي قرنق ثقله مع التجمع النقابي، الذي قاد الثورة وانتظر منه ذلك الثقل، اعتزله، بل طلب منه أمراً صعباً وهو أن يتخلص من المجلس العسكري قبل أن يبارك لهم وينضم إلى ركبهم.
ولو اكتفى قرنق بذلك لما كان في البطن مغصة كما نقول. الأنكى أنه واصل الحرب فعبأ العسكرية لمواجهته في حلف مع الحركة الإسلامية انتهى بانقلاب يونيو1989 ليعود ويتصالح مع دولة ذلك الانقلاب في اتفاق السلام الشامل عام 2005. وبلا دخول في التفاصيل كان ذلك نفسه مصاب ثورة أكتوبر 1964 التي اعتزلتها حركة أنيانيا القومية الجنوبية المسلحة بينما كان ينعقد مؤتمر المائدة المستديرة (1965) في الخرطوم. وهو المؤتمر السوداني الأول منذ الاستقلال الذي تداعى أهله ليناقشوا "مسألة" الجنوب لا "تمرده". أما مسلحو دارفور فجاؤوا بها من قصيرها كما يقولون. فأتوا إلى ثورة 2018 يداً بيد مع العسكريين في مجلس السيادة في خصومة مع الحكومة الانتقالية المدنية ليتواثقوا على اتفاق "سلام جوبا" (2021). وخرج من ثنايا الاتفاق مجلس عرف بـ"مجلس الشركاء" كان مبتغى العسكريين، من دبروا للقضاء على الثورة، للاستغناء عن مجلس وزراء الحكومة الانتقالية. وانتهت الثورة، التي اعتزلها سائر المسلحين، بانقلاب الـ25 من أكتوبر 2021.
بين المدني والمسلح
وكان فساد علاقة المقاومة المدنية والعسكرية أو ارتباكات الأخيرة موضوع نقد أطراف عركت المقاومة المسلحة. فلم يتفق للام أكول عضو المجلس القيادي العسكري للحركة الشعبية عام 1985 البرود الذي لاقى به زعيمها العقيد قرنق خبر الثورة على الرئيس نميري في حين كان جنوده في معسكراتهم يطلقون الرصاص حفاوة بها. وكتب ياسر عرمان القيادي في الحركة الشعبية "نحو ميلاد ثان لرؤية السودان الجديد" قبل ثورة ديسمبر (كانون الأول) 2019 قال فيها إنه جاء الوقت لمراجعة تجربة الكفاح المسلح، ورد الاعتبار للعمل السلمي الجماهيري دون أن يعني هذا التخلي عن هذا الكفاح. فلن تخرج الحركات المسلحة من عنق الزجاجة إلى تحقيق أهدافها الاستراتيجية، في قوله، من دون التوصل إلى استنتاجات سليمة "حول أهمية العمل السلمي الديمقراطي في داخل المدن" واستنهاض جماهيرها.
وصوب شريف حرير الأكاديمي والقيادي في التحالف السوداني الذي هو ضمن منظومة حركات دارفور المسلحة، نقده لـ"افتتان" هذه الحركات بالمقاومة العسكرية التي هي تكأتهم في تبخيس النضال المدني حتى حين يقضي سلمياً على نظم مركزية كلفتهم حمل السلاح ضدها. والعسكرة في قوله، "وسيلة لعمل سياسي وليست في غاية حد ذاتها". وقال إن على الحركات المسلحة ألا تخدع نفسها بأنها تكوين عسكري فيقولون إنهم عسكريون على الجادة بينما ساء السياسيون مصيراً. فذكرهم حرير بأنهم سياسيون في الأساس وليسوا عسكراً. وفي هذا صدى من عبارة مذكورة لأمليكار كابرال زعيم حركة تحرير غينيا بيساو من الاستعمار البرتغالي خلال الستينيات. فقال كابرال يحذر حركته من العزة بالسلاح والفجور به إلى أن الحركة المسلحة ليست عصبة عسكرية (military)، بل مناضلين تأبطوا سلاحاً مُكرهين (militant).
ونواصل
ibrahima@missouri.edu