الكاتبة المغربية ليلى العشيري: “الأدب السري لمسلمي إسبانيا” جاء انعكاسا للواقع المعاش
تاريخ النشر: 30th, March 2024 GMT
عبرت المترجمة المغربية الدكتورة نادية العشيري، الفائزة بجائزة الشيخ حمد للترجمة عن ترجمتها كتاب "الأدب السري لمسلمي إسبانيا الأواخر.. الأدب السري للموريسكيين" للكاتبة لوثي لوبيث بارالت، عن سعادتها بالحصول على الجائزة، حيث قالت :" إن سعادتها كبيرة لأن هذه الترجمة نالت إعجاب لجنة التحكيم، ولأن هذا الكتاب لقي ترحيباً وتقديراً من طرف المتخصصين وغير المتخصصين".
وأضافت أن موضوع الكتاب مغرٍ للبحث ولإعادة التفكير فيما نعيشه اليوم، لأن هناك ارتباطاً كبيراً بين ما يتعرض له الفلسطينيون في غزة اليوم وما تعرض له الموريسكيون على أرض الأندلس في زمنٍ مضى، إذ هُجروا قسراً وعُذبوا وقُتلوا، ولم ينجُ منهم إلا من استطاع أن يعبر الحدود إلى خارج البلاد.
وأوضحت “العشيري” في تصريحات صحفية عقب الإعلان عن فوزها :" إن علاقتها بالترجمة ترجع إلى فترة إنجازها لبحث الدكتوراه الذي تناولت فيه صورة المرأة في مصادر الأدب الأندلسي، وأنها ترجمت سير النساء اللائي وجدَتهن في عدد كبير من كتب التراجم والسير، كما ترجمت الأمثالَ الشعبية الأندلسية التي حققها الدكتور محمد بنشريفة، وترجمت الكثير من المقامات وأجزاء من شعر الرجال وشعر النساء، إضافة إلى رسائل معروفة، لأنها كانت تبحث عن "حقيقة النساء في المجتمع الأندلسي"، أي كيف استطاعت هؤلاء النسوة تحقيق المكانة المعروفة عنهن، وكيف كنّ يتحركنّ داخل المجتمع.
وأوضحت نادية العشيري، أن علاقتها بالترجمة التي بدأت في ثمانينات القرن الماضي استمرت وتكرست من خلال عملها في التدريس، إذ وجدت الفرصة للتعامل مع النظريات ومع الجانب التطبيقي، وهناك نصوص درّستها، مثل مسرحية عن الموريسكيات كُتبت بالإسبانية وتُرجمت إلى الفرنسية؛ فاشتغلت على ترجمتها إلى العربية، وهي تدور حول "بطلات ثورة البُشَرّات"، لأن الحديث عن هذه الثورة غالباً ما كان يتطرق لدور الرجال ويُغفل دور النساء.
ولفتت نادية العشيرى، إلى أنها ترجمت بعض القصائد في زمن جائحة كورونا، في إطار التواصل والتبادل الثقافي مع الشعراء من مختلف القارات، كما شاركت في ترجمة كتاب بعنوان "الخيار النقض-كولونيالي" صدر عام 2021.
أما تجربتها "الحقيقية" في الترجمة كما تصفها نادية العشيري، فكانت مع الدكتور محمد برادة في ترجمة كتاب "الأدب السري لمسلمي إسبانيا الأواخر.. الأدب السري للموريسكيين" للكاتبة "لوثي لوبيث بارالت"، وهي من بورتوريكو، شعرت بمأساة الموريسكيين وما تعرضوا له، فربطت مباشرة ما حدث لهم بما يحدث في فلسطين، فهناك تشابه كبير بين الظرفين، و"إذا لم تستق العبرة من دراسة التاريخ، فما الحاجة إلى دراسة التاريخ" بحسب تعبيرها.
وحول أطروحة هذا الكتاب، أوضحت نادية العشيري، أن "الأدب السري" هو أدب مكتوب في ظروف صعبة جداً، يتعرض الإنسان خلالها لخطر الموت ويسعى أن يُبقي هذا الأثر بعده، فيكتب للأجيال المقبلة.
ووفقاً لنادية العشيري، فإن كلمة "الأدب" في مصطلح "الأدب السري" لا تشمل الأدب الكلاسيكي المعروف، رغم أن هناك فصلاً في الكتاب يشير إلى هذا الأدب المرتبط والمؤثر والمتأثر بالأدب الإسباني في العصر الذهبي له، لكن الكاتبة "لوثي" في عنوانها، كانت واعية للأدب الشعبي، الذي يشتمل على أشياء مرتبطة بالعقيدة وبالجغرافيا أيضاً، فهناك وصف للرحلات وتتبع لمسارها منذ وقت مغادرة البيت إلى وصول البلد المستهدَف، وحديث عما يحدث للمهاجرين خلال طريق الهجرة وعما دفعوه لصاحب المركب الذي سيحملهم إلى الضفة الأخرى.
وقالت نادية العشيرى، إن هذا الكتاب "مشوق ومفيد جداً"، ويجد فيه القارئ أشياء لا يتوقعها، وهو يشتمل على "عنصر المفاجأة، وعنصر التماهي والتعرف على الذات"، وكشفت عن شعورها منذ البداية بأن الكتاب سيكون له شأن، وهو الشعور نفسه الذي كان لدى الباحث والمؤرخ والأكاديمي التونسي عبد الجليل التميمي، صاحب فكرة ترجمة الكتاب، الذي أسند هذه المهمة لها ولبرادة.
وأكدت على أهمية إعادة الوشائج بين العالم العربي وإسبانيا، باعتبارها امتداداً في التاريخ، وأيضاً أهمية إحياء هذا التراث المشترك عن طريق الترجمة، لأنها "تسمح بالتعرف على الآخر ومد جسور التعارف وبناء علاقات سليمة وسلمية تنشأ عنها أشياء إيجابية لتحقيق السلم والأمن والتواصل بين الشعوب، وهذا ما ينشأ عنه المحبة والخير، تجاوزاً لما يحدث الآن أيضاً، فهذا ناتج عن صور نمطية وتصورات غير صحيحة، والترجمة هي التي تصحح كل ذلك".
يُذكر أن العشيري تعمل أستاذة باحثة في مدرسة الملك فهد العليا للترجمة بطنجة، وهي مؤسسة تابعة لجامعة عبدالمالك السعدي، وكانت قد عملت قبل ذلك لمدة ثلاثين سنة في جامعة مولاي إسماعيل في مكناس، وحصلت على شهادة الدكتوراة من الجامعة المركزية في مدريد (Universidad Complutense de Madrid)، وقبل الدكتوراه درست سنتين تحضيريتين بجامعة غرناطة.
المصدر: البوابة نيوز
إقرأ أيضاً:
بنك أبوظبي الحيوي يطلق خدمات تخزين "دم الحبل السري"
أطلق بنك أبوظبي الحيوي خدمات التخزين الخاص لدم الحبل السري، ما يمنح العائلات التي تنتظر مولوداً جديداً وسيلة ميسورة التكلفة ومتاحة محلياً لحفظ الخلايا الجذعية لحديثي الولادة، ويعزِّز مكانة أبوظبي وجهةً رائدةً في علوم الحياة.
تزداد الحاجة إلى العلاجات المنقِذة للحياة بالاستفادة من تخزين دم الحبل السري، وأُجريَت أكثر من 60,000 عملية زرع باستخدام الخلايا الجذعية من دم الحبل السري على مستوى العالم، لكن عائلات كثيرة لا تستطيع الاستفادة من فوائد التخزين الخاص لدم الحبل السري بسبب التكلفة العالية، وخيارات التخزين المحلية المحدودة.
يقدِّم بنك أبوظبي الحيوي للعائلات الحل بتخزين دم الحبل السري بنصف التكلفة مقارنة بالأسعار السائدة في السوق حالياً، ويتعاون مع مرافق رعاية صحية رائدة ومرخَّصة في أبوظبي، منها مستشفى دانة الإمارات للنساء والأطفال التابع لـ M42، ومستشفى الكورنيش ومستشفى كَنَد. وبدلاً من شحن عينات دم الحبل السري وحفظها في الخارج، يحفظ بنك أبوظبي الحيوي العينات محلياً مدةً تصل إلى 30 عاماً في منشأة تخزين دم الحبل السري في مدينة مصدر، المجهَّزة بتقنية آلية متطورة وبنية تحتية كبيرة لتخزين العينات. وتضمن هذه القدرة على التخزين الطويل الأمد بقاء الخلايا الجذعية صالحة للتطبيقات العلاجية مع إمكانية الوصول إليها من أيِّ مكان في العالم.
ويمثِّل الدم الذي يُجمَع من الحبل السري للمولود فور ولادته مورداً غنياً بالخلايا الجذعية المكوِّنة للدم، والتي تتميَّز بقدرتها على التطوُّر إلى أنواع مختلفة من خلايا الدم وخلايا الجهاز المناعي. وتؤدِّي الخلايا الجذعية دوراً محورياً في علاج أكثر من 80 حالة طبية مهدِّدة للحياة ومنتشرة بمعدلات مرتفعة في دولة الإمارات، مثل الثلاسيميا (16.5%) وفقر الدم المنجلي (5.8%)، وسرطان الدم واللِّمفوما، واضطرابات نخاع العظام، ونقص المناعة، وأمراض وراثية.
وبتوفير التخزين الخاص لدم الحبل السري بتكلفة ميسَّرة، يزيل بنك أبوظبي الحيوي الحواجز المالية واللوجستية، ما يضمن للعائلات رعاية طبية آمنة ومخصَّصة لأطفالهم وأفراد العائلة الآخرين عند الحاجة، ويزيد ذلك من فرص العثور على تطابق مناسب للخلايا الجذعية داخل العائلة، إذ يكون لدى الأشقاء احتمال بنسبة 25% للتطابق الكامل و50% للتطابق الجزئي لعمليات الزرع، ما يحسِّن كثيراً نتائج علاج الأمراض الوراثية وأمراض الدم.
بنك أبوظبي الحيوي يطلق خدمات التخزين الخاص لدم الحبل السري للعائلات التي تنتظر مولوداً جديداً. الخدمة تسهم في توفير حلول ميسورة التكلفة وسهلة الوصول للحفاظ على الخلايا الجذعية للأطفال حديثي الولادة، وتتيح للأسر حلولاً طبية مخصصة. pic.twitter.com/c6HSb13784
— مكتب أبوظبي الإعلامي (@ADMediaOffice) March 24, 2025