الدرس العُماني في مسقط وماليزيا
تاريخ النشر: 30th, March 2024 GMT
أحمد السلماني
أيام عصيبة جدًا مرّت على منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم بعد الخروج المؤلم من كأس آسيا، حالة من الجمود، استياء جماهيري وإعلامي غير مسبوق، واتحاد الكرة يعيش في عزلة تسببت فيها تصريحات غير مسؤولة زادت من عمق الهوة والأزمة، روزنامة التصفيات تطرق الباب، الاستحقاق كان مباراتين عنوانهما الأبرز كان "أكون أو لا أكون" المنتخب وسمعة الكرة العُمانية على المحك؟، الأحمر إما ان يفوز أو لا بُد أن يفوز، غير ذلك يعني "السقوط المروّع" جمود غير مستساغ، الجماهير والإعلام صبّا جام غضبهما على اتحاد الكرة، هذا الغضب له ما يبرره، الجماهير عاشقة لمنتخب بلادها والإعلام كان يحسب نفسه شريك أصيل، مؤسسة الاتحاد التزمت الصمت.
هكذا كان الوضع والمناخ العام، المشهد العام الجامد هذا كان لا بد من كسره، لا بد وأن يبادر أحد ما من الوسط الكروي في فتح نافذة أو حتى باب تتنفس منه الكرة العُمانية والمنتخب تحديدا واتحاد الكرة بشكل خاص قبل مباراتي ماليزيا.
هنا وبنية خالصة، ولأنها تتبنى صيغة "إعلام المبادرات" كسرت جريدة الرؤية هذا الجمود، وبادرت بتنظيم ندوة دعت لها كل من له علاقة بكرة القدم العُمانية والمنتخب، الوزارة المعنية، اتحاد الكرة، رؤساء الأندية، الإعلام الرياضي، مؤسسات وأفراد، شخصيات رياضية وعامة رابطة المنتخب وفتحت الباب للجماهير، تحدّث في الندوة أكاديميون متخصصون، فنّدوا المشكلة وطرحوا الحلول وحفّزوا الجميع للوقوف خلف المنتخب، اتحاد الكرة كان شجاعا وعلى لسان أمينه العام أعلن وبشكل صريح التقدير العالي للجماهير العُمانية الوفية وبأنَّ الإعلام شريك أصيل في تقديم الدعم للمنتخب.
على مدى 10 أيام منذ الإعلان عن الندوة وحتى بعد إقامتها نال الجريدة ما نال من القدح في ذمم ونوايا القائمين على القسم الرياضي بها، ولكن إدارة الجريدة والمنظمين كانوا مؤمنين بعملهم والهدف الأسمى من إقامتها، عودة الروح لمفاصل المنتخب وقد كان، مبادرات غير مسبوقة من اتحاد الكرة وتحركات في كل اتجاه، الإعلام الرياضي المسؤول مؤسسات وأفراد أعلنوا صراحة الوقوف التام خلف المنتخب وعدم التخلي عنه.
عادت الجماهير الحمراء لمدرجها واهتز مجمع السلطان قابوس الرياضي هنا في مسقط وظهر لاعبو منتخبنا بروح جديدة؛ بل هو "البعث الجديد" لسامبا الخليج، فوز مستحق في مسقط كنا بحاجة إليه أمام منتخب متطور وعلينا مواجهته مجددا بعد 5 أيام على ملعبه وأمام جماهيره المتسلحة بـ"الألتراس" المخيف، لكن هيهات، برازيل الخليج عاد من جديد وعادت معه متعة الأداء ونغمة الانتصار.
هنا ليست نهاية القصة بل هي البداية، علينا غلق ملف أصعب مباراتين بالتصفيات والبناء على العمل الكبير الذي صاحبهما خاصة من اتحاد الكرة، لدينا اليوم مدرب شجاع، لم يتراجع عندما تقدّم على الخصم وفي عقر داره، وتوليفة جميلة جدا من اللاعبين الأفذاذ، أعادوا لنا الزمن الجميل وذكريات متعة "سامبا الخليج".
وإلى اتحاد الكرة نقول، لا نعرف متى ظهر ما يسمى بالشريك الإعلامي، من وقف مع المنتخب واتحاد الكرة كل أطياف الإعلام الرياضي، مؤسسات وأفراد، لذا أتمنى عليكم مراجعة الأمر واعتبار الجميع شركاء للمنتخب الغالي، لا زلت أتذكر الكلمات الرائعة التي باح بها عملاق حراسة المنتخب، إبراهيم المخيني للإعلام الرياضي مثمنا وقفته والجماهير مع المنتخب.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
الإعلام يهدد حلم المونديال.. من يُنقذ منتخب العراق؟!
أبريل 30, 2025آخر تحديث: أبريل 30, 2025
المستقلة/- في وقتٍ يحتاج فيه المنتخب العراقي إلى الهدوء والدعم قبل مواجهتيه المصيريتين ضد كوريا الجنوبية والأردن ضمن التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم، تتصاعد الأصوات الإعلامية المنفلتة وتُسكب التصريحات غير المحسوبة فوق جراح الكرة العراقية، مهددةً بتمزيق ما تبقى من أمل في طريق التأهل.
دعوات واضحة أطلقها اثنان من أبرز لاعبي المنتخب الوطني السابقين، علي حسين محمود وحسام نعمة، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان، مؤكدين أن المشهد الحالي “لا يخدم” المنتخب بل يعمق الانقسام ويضعف التركيز.
علي حسين محمود صرخ برسالة تحذيرية: “الوقت يكاد ينفد، والقرارات يجب أن تُبنى على تفاهم بين أهل الاختصاص، لا على فوضى إعلامية وتهجم جماهيري”، مضيفاً أن “نجاح أي مدرب مستقبلي بات مرهوناً ببيئة صحية، لا بيئة موبوءة بالتصريحات التي لا تعي خطورة المرحلة”.
في المقابل، عبّر حسام نعمة عن استيائه من المشهد المرتبك، قائلاً: “يؤسفني جداً ما أسمعه من تصريحات تزيد من المعاناة، بدلاً من أن توظف الطاقات لخدمة الهدف الأكبر: التأهل إلى المونديال”.
وسط هذه الأجواء المشحونة، يواجه المنتخب الوطني اختبارين مفصليين، أحدهما على أرضه ضد كوريا الجنوبية، والثاني خارجي أمام الأردن. ورغم صعوبة المهمة، فإن الفرصة لا تزال قائمة، بشرط أن تتوقف الحروب الجانبية، ويتحول الإعلام من منصّة تصفية حسابات إلى جسر دعم ومؤازرة.
فهل يتحول الحلم إلى كابوس بسبب تخبطات خارج الملعب؟ أم سينتصر صوت العقل وتتوحد الجهود خلف منتخب يُمثل آمال شعب بأكمله؟ الجواب ستحدده الأيام القليلة المقبلة.. وما أكثر المفاجآت في كرة القدم العراقية!