جريدة الرؤية العمانية:
2025-02-24@15:43:16 GMT

محاكاة التافهين وإقناع المخالفين

تاريخ النشر: 30th, March 2024 GMT

محاكاة التافهين وإقناع المخالفين

 

عائض الأحمد

 

خلقنا الله سواسية، نعم! ولكن ميز بعضنا عن بعض، في تفاصيل كثيرة جلها متعلق بما نعقله وندركه هنا الفرق بين زيد وعبيد، وهنا فقط تتضح "البصمة" الحياتية إن صح قول ذلك، في طريقة تفكيرنا، حتى لو مررنا بنفس الظروف، وسارت بنا الأيام على نفس الخطى.

فما فعلته ليس على كل من حولي أن يكون بذات السيرة والنهج حتى وإن كانوا أبنائي، فحينما يدور حديث ليس على الجميع الإنصات أو الإذعان إلا تقديرا للمتحدث وليس إقرارا بالحديث، فلا تجعل من رجل "تافه" يستفزك بغية الوصول إلى هدفه "القذر" وكأنه يدير تحديا يخلو من شرف الكلمة إلى مستنقع الجدل الرخيص والكلام المرسل دون هدف.

هناك من يعتقد أنه وصل إلى القمة ويظن أنه النموذج "الأصلي" لكل محاولات الرقي والتحضر، معتقدًا أن ظروفه الخاصة يجب أن تكون سيرًا ذاتية تُحكى وتُعمَّم لأنه نجح فيما فشل فيه آخرون وهذا ظنه ومعتقده حتى أصبح مثل "البالون" بمجرد أن تلمسه ينفجر في وجهك، من أنت؟!

الشفقة تسبقها ابتسامة واسعة تعلو محيّاك تصيبه في مقتل، ويجن جنونه ما الذي ينقصني؟ حشرجته الداخلية هذه تثير غباءه أكثر وتُظهِر حجمه الصغير في مواجهة الكبار، حينما يتجرأ على من سبقه علمًا ومعرفة، وكأنه نسي أيام طفولته وهو يقدم يده لنمسك بها خشية السقوط.

الإبحار في مناطق لا تعنيك في شيء مضيعة وهدر، عواقبه كالجلوس مع من ابتلي بمرض عقلي لا براء منه.

ختامًا.. الفطن العاقل لن يقف في وجه من يكبره سنًا ويعلوه مكانة مطلقًا تحديًا خاسرًا، يفقده ثمن الصحبة وفضل النصيحة.

شيء من ذاته: حينما تعصف بي الحياة وتثير أشجاني أرقد تحت ساق شجرة العمر استظِل بها، واحتمي بظلالها، فيكفيني منها ذلك دون غيرها.

نقد: لا تطلب المستحيل فأنا لن أكون نسخة منك، توارد الأفكار ربما، ولكن تطابقها "سرقة" لا أجيدها.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

نحن مع التغيير العادل، ولكن ضد التفريط في وحدة السودان

إن السودان اليوم يقف أمام مفترق طرق خطير، حيث يتهدد شبح التقسيم وحدة البلاد وسط صراع محتدم لم يرحم أحدًا، لا من انحاز لهذا الفصيل ولا من وقف في صف ذاك، ولا حتى أولئك الذين التزموا الحياد وظنوا أنهم بمنأى عن المحاسبة التاريخية. إن هذا الوضع الاستثنائي الذي تمر به البلاد سيحاكم الجميع، السياسيين الذين دعموا الحكومة الموازية، وأولئك الذين سعوا لشق الصف الوطني، وحتى من صمتوا عن قول الحق بينما كانت البلاد تتهاوى نحو الهاوية.

التجربة السودانية والانفصال الذي لم يكن درسًا كافيًا

لم يتعظ السودانيون من تجربة انفصال الجنوب في عام 2011، وهو الحدث الذي لا يزال يلقي بظلاله على مستقبل السودان السياسي والاقتصادي والاجتماعي. ففي ذلك الوقت، ظن كثيرون أن الجنوب سينفصل دون أن تتأثر بقية البلاد، وأن استقرار السودان سيظل مضمونًا، لكن الحقيقة جاءت بعكس ذلك. فقد أدى الانفصال إلى تدهور اقتصادي حاد، وفتح الباب أمام مزيد من الأزمات السياسية والأمنية، وأصبح السودان أضعف مما كان عليه.

واليوم، وبعد أكثر من عقد على ذلك الحدث، نجد أنفسنا في مواجهة تحدٍّ مشابه، وربما أشد خطورة، إذ تتكرر السيناريوهات نفسها، من النزاعات المسلحة، إلى التدخلات الخارجية، إلى صمت النخب التي كان يجب أن تكون صوت العقل والحكمة.

أمثلة تاريخية من العالم: كيف ضاعت الدول بسبب الانقسامات؟

إن التاريخ الحديث مليء بأمثلة لدول تفككت بسبب الصراعات الداخلية، ولم تعد كما كانت بعد ذلك:

تفكك يوغوسلافيا: كان هذا البلد موحدًا لعقود، لكن الحروب الأهلية والانقسامات العرقية والسياسية قادت إلى انهياره وتفتيته إلى دول صغيرة، بعضها لم ينجُ من الحروب حتى بعد الاستقلال.

تفكك الاتحاد السوفيتي: رغم كونه قوة عظمى، إلا أن الصراعات الداخلية والضعف السياسي ساهم في انهياره إلى مجموعة دول مستقلة، مما أدى إلى تغير جذري في الخارطة السياسية العالمية.

سوريا وليبيا واليمن: لم تنقسم رسميًا، لكنها تحولت إلى كيانات متصارعة ضمن الدولة الواحدة بسبب الحروب الأهلية والتدخلات الخارجية.

المسؤولية الأخلاقية والوطنية على النخب والمثقفين

من الغريب أن نرى بعض ممن يدّعون المعرفة والعلم يسيرون في طريق يهدد وحدة السودان، وكأنهم لم يدركوا دروس التاريخ. إنهم يتحملون مسؤولية أخلاقية جسيمة لأنهم لم يستغلوا مكانتهم في توجيه الرأي العام نحو الحلول التي تحفظ البلاد من التفكك. إن الانحياز الأعمى لأي طرف على حساب مصلحة الوطن، أو الصمت في اللحظات التي تتطلب موقفًا واضحًا، ليس مجرد خطأ سياسي، بل هو جريمة تاريخية لن تُمحى من ذاكرة الأجيال القادمة.

هذا التخوف لم يأتِ من فراغ، بل هو نتيجة قراءة متأنية لواقع مأزوم، تشكل عبر عقود من الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. إن عقلية النخب التي قادت البلاد لم تكن يومًا بعيدة عن النزعات العنصرية والجهوية، حيث ظل تكالبها على السلطة والثروة هو المحرك الأساسي لصراعات السودان المتكررة. لم يكن هدفها بناء دولة عادلة للجميع، بل كانت ترى في البلاد غنيمة تُقسَّم بين مكوناتها المتصارعة، غير آبهة بمصير العامة والبسطاء الذين دفعوا وحدهم ثمن هذه النزاعات من دمائهم وأرزاقهم وأحلامهم.

إن هذه النخب لم تكتفِ بإشعال الفتن، بل استغلت بساطة الناس وجهلهم السياسي لتجنيدهم في معارك لا ناقة لهم فيها ولا جمل، بينما تظل قياداتها في مأمن، تتفاوض وتتقاسم النفوذ على حساب الوطن والمواطن. هذا الواقع، بكل تعقيداته، يجعل من خطر التقسيم تهديدًا حقيقيًا، وليس مجرد فرضية نظرية أو دعاية تخويفية، لأن البلاد تسير بالفعل نحو سيناريوهات مشابهة لما حدث في دول فقدت وحدتها بسبب الطمع السياسي والفساد الفكري لنخبها.

التحدي الذي يواجه الجميع: هل سيكتب التاريخ خيانة هذا الجيل لوطنه؟

إن السودان اليوم في اختبار حقيقي، والجميع معنيٌّ بالنتائج. فإذا استمرت البلاد في هذا المسار، فسيكتب التاريخ بأحرف من خزي أن هذا الجيل لم يكن على قدر المسؤولية، وأن قادته لم يرتقوا لمستوى الأخلاق والإنسانية والوطنية التي تتطلبها هذه المرحلة الحرجة.

إن الصمت ليس خيارًا، والانحياز الأعمى ليس حلًا، والوقوف ضد المصلحة الوطنية لا يمكن تبريره. الخيار الوحيد هو الانتصار لوحدة السودان، والعمل على إنهاء النزاع، وتوحيد الجهود لإنقاذ البلاد قبل فوات الأوان.

zuhair.osman@aol.com  

مقالات مشابهة

  • محافظ المنوفية: التصدي بكل حزم للتعديات واتخاذ الإجراءات القانونية تجاه المخالفين
  • استشاري: الشخص يتمتع بالراحة النفسية حينما يكون هناك أمان بالمجتمع ..فيديو
  • عبود قمصيت.. حينما تنطق الرجولة وتفيض الأصالة ويتحدث الصيت
  • الدويري .. أتفق مع النتنياهو.. ولكن!!
  • نموذج محاكاة واقعية لامتحان الثانوية العامة بمدارس الوادي الجديد | تفاصيل
  • مؤتمر دولي مغربي لنموذج محاكاة الأمم المتحدة
  • وداع شهيد الإنسانية حينما يلتقي الحزنُ بالفخر
  • سباق الإعمار في ليبيا.. مبهج ولكن!
  • نحن مع التغيير العادل، ولكن ضد التفريط في وحدة السودان
  • المستشارة أمل عمار تشهد فعاليات الجلسة الختامية لنموذج محاكاة المجلس القومي للمرأة