نقص المواد الغذائية في كوبا أصبح هاجس الاسر في الجزيرة التي تعاني أيضا من انقطاع التيار الكهربائي، وما ان يستيقض رب الاسرة في الصباح الا يفكر عن آلية لاطعام ابناءه.

تقول ديانا رويس لوكالة فرانس برس التي تقطن في منزلها الكائن بمنطقة نويفو فيدادو في العاصمة الكوبية هافانا "أول شيء أفكّر فيه عندما أنهض من السرير هو ماذا سأطعم ابني؟ وعندما أذهب إلى السرير، أفكر في ما يمكن أن أقدم له وجبة خفيفة أو وجبة فطور؟".

فتنتقل في المساحة الضيقة بين خزانة المطبخ التي تضع فيها بعض الأرز والخبز، وثلاجة تحتوي على المزيد من الأرز ووعاء فيه حفنة من اللحم المطهو وزجاجات ماء وعصير وهذا كل ما لديها.

وفي 17 مارس الجاري دفع نقص الغذاء وانقطاع في التيار الكهربائي مئات الأشخاص إلى التظاهر في أربع مدن كوبية على الأقل، وهي أكبر احتجاجات منذ المسيرات التاريخية المناهضة للحكومة في 11 يوليو 2021.

بدأت التظاهرات أولا في سانتياغو دي كوبا، ثاني كبرى مدن الجزيرة والتي شهدت انقطاعا في التيار الكهربائي لمدة تصل إلى 13 ساعة يوميا، وكان الكثير من المتظاهرين نساء.

وبعد أيام، أعلن الرئيس ميغيل دياز كانيل أن الاضطرابات كانت بسبب "تراكم فترات انقطاع التيار الكهربائي الطويلة التي أزعجت السكان".

وأضاف أن نقص المواد الغذائية يعود إلى "خلل في توزيع سلة المواد الغذائية الأساسية في الوقت المناسب".

وهذا الأسبوع، أفادت مجموعة منظمة "Justicia 11J" الحقوقية أنها أحصت 17 عملية توقيف على صلة بالاحتجاجات، فيما قالت منظمة "Prisoners Defenders" المدافعة عن السجناء ومقرها إسبانيا لوكالة فرانس برس إنها وثقت توقيف 38 شخصا، أطلق سراح ستة منهم.

وقد أظهرت أرقام رسمية أن الانتاج الزراعي تراجع 35 % بين عامَي 2019 و2023. وفي فبراير، طلبت كوبا للمرة الأولى دعما من برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة لضمان إمدادات الحليب للأطفال، بعدما أعلنت أنها لن تكون قادرة على استكمال الحصص الغذائية لذلك الشهر.

وفي بداية العام، واجهت السلطات أيضا صعوبات في توصيل الخبز بسبب تأخيرات في شحنات القمح من الخارج وتعطل أربعة من المطاحن الخمس في البلاد.

ورغم أن العاصمة لا تعاني انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة كما هي الحال في سائر أنحاء الجزيرة، فإن الطعام يصل إلى كثر من سكانها بكميات قليلة.

تقول أراسيلي هيرنانديس وهي من سكان باكوراناو الواقعة في ضاحية هافانا "تصل (المواد الغذائية) بكميات صغيرة وبشكل متقطع". وتضيف أنها تتلقى معاشا تقاعديا يبلغ 1500 بيزو (12,50 دولارا بسعر الصرف الرسمي) وأن كمية صغيرة من الدجاج تكلفها 3000 بيزو خارج نظام الحصص التموينية.

فمنذ العام 2021، تقدّم المتاجر الخاصة أيضا الحليب والخبز والدجاج وغيرها من الأساسيات لكن بأسعار بعيدة عن متناول أصحاب الأجور المتوسطة. وتشهد الجزيرة التي تعاني أسوأ أزمة اقتصادية منذ ثلاثة عقود، دوامة تضخمية.

في العام 2021، حيث ارتفعت الأسعار بنسبة 70 في المئة، تلتها زيادتان نسبتهما 39 و30 في المئة في العامين التاليين، في سابقة لم تشاهد في الجزيرة منذ أكثر من ستة عقود .

ويرى أرتورو لوبيز-ليفي، الباحث المشارك في كلية الدراسات الدولية في جامعة دنفر، أن الحظر الأميركي يعيق كل الجهود التي تبذلها كوبا. ويوضح "ماذا وراء الاحتجاجات؟ في الأساس، النقص (في الأساسيات) وانهيار الميثاق الاجتماعي" بين المواطنين والحكومة الشيوعية.

في العقود الأولى من الثورة، كانت تسود في كوبا ظروف معيشية أفضل بفضل الدعم القوي من الاتحاد السوفياتي، وفقا له، لكن ذلك لا يمكن أن يستمر.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: التیار الکهربائی المواد الغذائیة

إقرأ أيضاً:

امرأة في زمن الحرب تحسب كل «طلقة» عليها

امرأة في زمن الحرب تحسب كل «طلقة» عليها

(تعليق على مقال عبد الله علي إبراهيم (قراءة في تأسيس نيروبي: الأصولية العلمانية” بتاريخ 2 مارس 2025م)

إيمان بلدو

يبدأ المقال بالانتقال من الحالة السرمدية “النخب وإدمان الفشل” إلى الحال الصفوي بعد الحرب “فالصفوي لزيم هاجس تشقق السودان بعد انفصال جنوبه عام 2011م. فصارت كل صيحة مثل تلك التي في نيروبي عليهم. وهذا الهاجس المخيم قريب من عبارة سودانية تقول إن كل زوجة مهجسة ما عاشت بـ “طلقة” من زوجها”، في تعبير صارخ عن الأصولية الذكورية المتحكمة في مخيلة وأفكار البعض على المدى والأبدية.. علمانياً كان أو غير علماني.

في زمن الثورة.. لم تخف النساء من الرصاص، وصدقت من قالت “الطلقة ما بتكتل… بكتل سكات الزول” فأسمعت وأوعت… وفي زمن الحرب تعيش النساء تحت وطأة المعاناة وتحت هاجس “الطلقة” والتدوين… والاغتصاب والزواج القسري… والنزوح واللجوء…. لكنها في المقال… تعيش تحت هاجس آخر… تجري به الأمثال… وتسخر.

اختزل الكاتب كل وجود المرأة السودانية في الزواج وتوجسها. ما عاشت- من طلقة من زوجها. نعلم أن الأمثلة تُساق للدلالة على معان بليغة… تحفز على المتابعة لمنهج وعبارات مثل “مدى تمسك شعوبنا (بمن فيهن النساء المتزوجات على ما اعتقد)… وشوقها الدائم للحرية والحياة العزيزة الكريمة”. إلا أن ما كتب في المقال يبرز تناقض الفكرة والمضمون من حيث الشكل والمعنى المقصود من احتدام هاجس الانفصال الذي يضطرم.. ومع مفارقة روح النص المكتوب للواقع بالاستشهاد بالعبارة السودانية التي أشار إليها.. ويصح عليها توصيف.. (ضعف الطالب والمطلوب).

المقال ومنذ أول فقرة يجرد القارئ الحصيف من أي رغبة في متابعة الغرض الذي تصدر المقال وهو استحقاق النقاش “إذ إن اجتماع نيروبي قد صدر عنه مع ذلك ما استحق أن يناقش في حد ذاته لإذكاء عادة الثقافة في سياستنا التي غلبت فيها عادة المعارضة. فتكاثرت التحالفات في بيئة المعارضة حد الإملال، وتناسخت الوثائق عنها فلا جديد، أو هكذا خيل لنا”.

ذكر الكاتب أن المقال هو بحث في إحدى صفاته. لاحظ الدكتور عبد الله ضمن بحثه أن المشروع السياسي المشار إليه ضم أكثر من عشرين توقيعاً لم يكن من بينها اسم لأي امرأة سودانية؟ وهل يا ترى من بين الذين عناهم المقال بضرورة النقاش حول ما استحق ضمن وثيقتي نيروبي، النساء اللاتي يعشن “مهجسات بطلقة”. فيما أرى أن الكاتب بحاجة إلى إرجاع النظر في ما يحدث علي الساحة السودانية وما يحدث في الفضاء السياسي والاجتماعي والإعلامي من واقع المشاركة المتميزة للنساء السودانيات في زمن الحرب، محلياً وإقليميا وعالميا.

قبل أن أجازف صباح اليوم، وأقرأ الجزء الأول من التحذير للدكتور عبد الله علي إبراهيم… قرأت المقال الموجز لرندا عطية في سودانيز أون لاين بتاريخ الأول من مارس 2025م “ويا زهرة أنا في خطر”… مقال رائع من السودان… لامرأة تكتب عن دورها كحافظة للتراث.. وقائمة على بابه… وكيف تطوع أدواتها لـ “عواسة الحلو مر”… العلامة المميزة لصناعة المرأة السودانية واختراعها على مر العصور.. وطبق الأصل… ذكرت لي لاجئة في إحدى دول الجوار كيف أنها وجدت آلة جديدة… تشبه آلة عواسة “الحلو مر”.. ملقاة على قارعة الطريق، وكان الحظ قد عناها في يومها ذاك، وإذا بها تتجلى وتتحدى الصعاب كلها لتقوم بعمل “الحلو مر” رغما عن أنف الحرب.. في بلد غريب لا يعرف نار الصاج ولا حكمة مشروعية علبة الصلصة. وعرفت أن العري في نسائنا.. اللاتي يمتهن الحياة. موثقة… وأن أمشاجها في أمتنا منذ الأزل.

والثامن من مارس يتهادى إلينا… نقرأ كل يوم عن فعاليات تذكر بالمرأة ونضالاتها… و”لو بأيدي” كنت أرسلت دعوة إلى كل من عائستي (الأبريه) إلى فعالية قاعة ألبرت هول في لندن يوم 8 مارس 2025م لمشاركة الماجدات من أمثال إنجيلا ديفز الفعالية التاريخية…. يدعين للتلاقي سويا.. ولترقى معها سلم المجد رقيا.. ولتذيع الطهر في دنيا الجمال وتشيع النور في سود الليالي.

وأرجو أن لا يستحل الجزء الثاني من المقال… صمت فمي…. في الأشهر الحرم.

[email protected]

الوسومألبرت هول إيمان بلدو الحلو مر السودان المشروع السياسي د. عبد الله علي إبراهيم رندا عطية سودانيز اون لاين لندن نيروبي

مقالات مشابهة

  • امرأة في زمن الحرب تحسب كل «طلقة» عليها
  • شعبة المواد الغذائية: 300 صومعة جديدة لتعزيز المخزون الاستراتيجي
  • إتلاف 200 طن من المواد الغذائية في العاصمة صنعاء
  • إتلاف 200 طن من المواد الغذائية الفاسدة ومنتهية الصلاحية في أمانة العاصمة
  • حملة تموينية مكبرة بالفيوم.. مصادرة أطنان من المواد الغذائية الفاسدة والألعاب النارية.
  • شعبة المواد الغذائية: الدولة تدعم المزارعين بمشروعات قومية ومساعدات فنية ومالية
  • افتتاح معرض أهلاً رمضان في السبتية لتوفير السلع الغذائية بأسعار مخفضة
  • غلاء الأسعار يثقل كاهل الأسر المغربية مع حلول شهر رمضان
  • حملة رقابية مشددة بعدن لضبط تجارة المواد الغذائية في رمضان
  • شعبة المواد الغذائية: مصر تعزز مكانتها العالمية في إنتاج وتصدير الزيتون