شريحة بلاكويل الإلكترونية ثورة في الذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 30th, March 2024 GMT
في العاشر من مارس/ آذار تجمع الآلاف في قاعة ضخمة بمدينة سان خوسيه في ولاية كاليفورنيا الأمريكية. إنها ليست حفلة موسيقية، بل عرض متميز. نجم العرض هو جين- سون هوانغ. صعد الخشبة بسترته الجلدية السوداء ليعرض شريحة جديدة سيتم إطلاقها في وقت لاحق من العام. وحتى تاريخ 28 آذار/مارس شاهد ما يقرب من 27 مليون شخص عرضه الذي استمر ساعتين على موقع يوتيوب.
جين- سون هوانغ هو الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لشركة "إنفيديا" Nvidia. على الرغم من أنها لا تزال اسماً غير مألوف خارج مجتمع التكنولوجيا، إلا أن الشركة أحدثت في الآونة الأخيرة قفزات هائلة بعد أن تجاوزت قيمتها السوقية 2 تريليون دولار، مما يجعلها ثالث أكبر شركة مدرجة من حيث القيمة في الولايات المتحدة بعد ميكروسوفت وآبل.
حققت الشركة هذا النجاح من وراء أشباه موصلات، والتي تسمى "وحدات معالج الرسومات/ GPUs". تصمم الشركة الرقائق، ومن ثم تقوم بالاستعانة بشركات أخرى خبيرة في تصنيعها. تم استخدام "وحدات معالج الرسومات" بداية الأمر في ألعاب الفيديو. لكن الشركة وجدت لاحقا خيارات أخرى لاستغلالها مثل تعدين العملات المشفرة، والنمذجة ثلاثية الأبعاد، والمركبات ذاتية القيادة.
والأهم من ذلك، أنهم ركزوا على دمج رقائقهم في أنظمة الذكاء الاصطناعي التوليدي/ GAI، وهو شكل من أشكال الذكاء الاصطناعي للتعلم الذاتي القادر على توليد النصوص أو الصور أو الوسائط الأخرى.
اليوم، أكبر عملاء "إنفيديا" هم عمالقة الحوسبة السحابية. والشركات التي تبني نماذج الذكاء الاصطناعي.
شريحة سوبر
ومن خلال خبراتها ومعارفها، تتمتع الشركة بفرصة للسيطرة على هذه التكنولوجيا التحويلية. وتمتلك اليوم حوالي 80 بالمائة من السوق العالمية لهذا النوع من رقائق الذكاء الاصطناعي.
الشريحة الجديدة التي قدمها جين- سون هوانغ في كاليفورنيا تسمى "بلاكويل/ Blackwell". تحوي الشريحة 208 مليارات ترانزستور، ما يشكل ترقية لشريحة H100 التي صممتها الشركة. وقال جين-سون هوانغ إنها اليوم "وحدة معالجة الرسومات" الأكثر تقدماً. تعد شريحة الجيل التالي أسرع 30 مرة في بعض المهام من سابقتها.
وقال جين- سون هوانغ إن الشركة أنفقت نحو 10 مليارات دولار لتطوير شريحة "بلاكويل". ستتكلف كل شريحة ما بين 30.000 إلى 40.000 دولار. وتأمل الشركة أن تؤدي هذه الشريحة إلى زيادة قبضتها على سوق شرائح الذكاء الاصطناعي.
كيف تعمل؟
شريحة "بلاكويل" جزء من نظام وتقوم بتقسيم المهام إلى أجزاء صغيرة. تتيح هذه المعالجة المتوازية إجراء العمليات الحسابية بشكل أسرع.
تحتوي الشريحة الجديدة على عدد من الميزات الرئيسية التي تقلل من زمن الوصول واستهلاك الطاقة، كما يقول بيبو داتا ساهو، الأستاذ في مجال تقنيات أشباه الموصلات المتقدمة في جامعة بافالو الأمريكية.
ومن بين الميزات الأخرى، تتيح شريحة "بلاكويل" ربط عدد كبير من وحدات معالجة الرسومات في نماذج الذكاء الاصطناعي الكبيرة ما ينتج بصمة كربونية أقل. وتقوم الشريحة بتخفيف الضغط المتسارع لمعظم أشكال البيانات الرئيسية، مما يتيح تحويل معالجة البيانات من أنواع مختلفة من الرقائق.
ورداً على سؤال عما إذا كانت الشريحة يمكن أن تغير العالم، قال بيبو داتا ساهو لـ DW إنه من الصعب قول ذلك. ويبرر رأيه بوجود شركات كبيرة أخرى تعمل على ابتكارات يمكن أن تحدث ثورة في التدريب على نماذج الذكاء الاصطناعي. ولكنه يستدرك: "وبالرغم من ذلك، تعتبر شريحة بلاكويل خطوة جيدة جداً في الاتجاه الصحيح".
ماذا عن الاستدامة؟
يرى جين- سون هوانغ أننا "نشهد بداية ثورة صناعية جديدة". وأضاف: "يجب إيجاد طرق مبتكرة لتوسيع نطاق العمل مع خفض التكاليف حتى يتمكن المجتمع من استهلاك المزيد والمزيد من الحوسبة مع الحفاظ على الاستدامة".
ولتحقيق ذلك الهدف تحتاج مراكز البيانات إلى النمو لتصبح أكثر قوة. لكن يخشى البعض من أن رقائق الذكاء الاصطناعي المتعطشة للطاقة لن تؤدي إلا إلى زيادة استخدام الطاقة وإجهاد الشبكات. وتحاجج شركة "إنفيديا" أن شريحتها الجديدة أعلى كفاءة وتوفيراً في استهلاك الطاقة رغم أنها أكثر قوة.
يتفق الخبراء مع ما تذهب إليه الشركة. وقال بيبو داتا ساهو، استناداً إلى البيانات المتاحة، يمكن للأداء الهائل لشريحة "بلاكويل" أن يقلل من استهلاك الطاقة مقارنة بالجيل السابق من "وحدات معالجة الرسومات" لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي الكبيرة.
وتعد كفاءة الطاقة هذه ذات أهمية خاصة "بالنظر إلى أنه من المتوقع أن يصل استهلاك الطاقة في مراكز البيانات في الولايات المتحدة إلى 35 جيجاوات بحلول عام 2030، مقارنة بـ 17 جيجاوات في عام 2022".
طريق طويل غير معبّد
على الرغم من كل التقدم الذي تم إحرازه لتصميم شرائح قوية للجيل القادم من الذكاء الاصطناعي، إلا أن البعض تساورهم شكوكهم ويخشون حدوث فقاعة مالية مع تزايد المستثمرين.
حتى الآن، كانت الشركات المصنعة لأجهزة الذكاء الاصطناعي هي التي شهدت أكبر طفرة. وهذا أمر طبيعي نظراً لأنه يجب أن تكون البنية التحتية الأساسية موجودة ليتم تنزيل البرمجيات (السوفتوير) عليها.
ولتأمين مكانتها، تعمل شركة "إنفيديا" على زيادة الاستثمارات في الشبكات والبرمجيات (السوفتوير) لربط وإدارة معداتها (الهاردوير) الهائلة.
ومع ذلك، يحمل المستقبل عدداً من التحديات الأخرى. ومن الممكن أن يشكل الطلب المتزايد على أشباه الموصلات ضغطاً على سلاسل التوريد العالمية. والأمر الأكثر خطورة هو أن معظم الرقائق يتم تصنيعها في تايوان.
يضاف إلى ما سبق حقيقة أن سوق الرقائق يغص بالمنافسين الكبار مثل Intel وAMD بالإضافة إلى الشركات الناشئة كـ Cerebras وGroq. حتى أكبر عملاء "إنفيديا"، كأمازو
المصدر: أخبارنا
كلمات دلالية: نماذج الذکاء الاصطناعی استهلاک الطاقة
إقرأ أيضاً:
آيفون 16 إي .. رهان آبل على الذكاء الاصطناعي بسعر منافس
في خطوة تهدف إلى تعزيز وجودها في سوق الهواتف الذكية ذات التكلفة المعقولة، أعلنت شركة آبل عن إطلاق هاتفها الجديد "آيفون 16 إي"، المجهز بميزات مدعومة بالذكاء الاصطناعي وبسعر يبدأ من 599 دولارًا أمريكيًا، يأتي هذا الإطلاق في وقت تسعى فيه الشركة إلى تحفيز مبيعاتها بعد تباطؤ النمو.
ميزات الذكاء الاصطناعي
يتميز "آيفون 16 إي" بدمج تقنيات "Apple Intelligence"، التي توفر للمستخدمين تجربة محسّنة من خلال قدرات الذكاء الاصطناعي. تشمل هذه الميزات تحسين أداء المساعد الصوتي "سيري"، وتقديم توصيات مخصصة، بالإضافة إلى قدرات متقدمة في معالجة الصور وتحريرها. يهدف هذا التكامل إلى تقديم تجربة استخدام أكثر سلاسة وفعالية للمستخدمين.
المواصفات التقنية
يحتوي الهاتف على شاشة بحجم 6.1 بوصة، ونظام كاميرا مزدوجة مع كاميرا رئيسية بدقة 48 ميجابكسل. يعمل الجهاز بمعالج A18، مما يضمن أداءً قويًا وسريعًا. بالإضافة إلى ذلك، يدعم "آيفون 16 إي" الاتصال بالأقمار الصناعية، مما يعزز من قدرات الاتصال في المناطق ذات التغطية الضعيفة.
التوفر والأسعار
من المقرر أن يتوفر "آيفون 16 إي" للشراء بدءًا من 28 فبراير 2025، بأسعار تبدأ من 599 دولارًا للنسخة الأساسية. يُعتبر هذا السعر أقل بمقدار 200 دولار مقارنة بالطراز الأساسي من "آيفون 16"، مما يجعله خيارًا جذابًا للمستخدمين الباحثين عن جهاز متطور بسعر معقول.
تحديات السوق
على الرغم من الميزات المتقدمة والسعر المنافس، يواجه "آيفون 16 إي" تحديات في السوق، أبرزها المنافسة الشديدة من الهواتف الذكية العاملة بنظام أندرويد في نفس الفئة السعرية. بالإضافة إلى ذلك، قد يكون لزيادة السعر مقارنة بالأجيال السابقة تأثير على قرار الشراء لدى بعض المستهلكين.
بإطلاق "آيفون 16 إي"، تراهن آبل على دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في أجهزتها لجذب شريحة أوسع من المستخدمين، مع الحفاظ على جودة التصنيع والأداء العالي الذي تشتهر به.