مبدعون من غزة يتحدثون لـعربي21 عن أحلامهم المغتالة
تاريخ النشر: 30th, March 2024 GMT
يزداد تفاقم الأوضاع الإنسانية والمعيشية في قطاع غزة مع اقتراب حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية من إتمام شهرها السادس، وسط شبه انعدام طال مختلف الجوانب الصحية والمالية والغذائية وغيرها.
ويأتي ذلك مع بدء تصاعد عمليات القصف على محافظة رفح التي تضم غالبية أعداد السكان والنازحين حاليا، مع تواصل التلويح الإسرائيلي بشن عملية عسكرية واجتياحها.
وتقول أسيل (29 عاما) إنها لا تريد الحديث عن النزوح والقتل والدمار الذي لا يتوقف، مضيفة "أريد الحديث عن الوقت الذي كنا نعيش حياة آدمية فيها كهرباء وماء وأمور أخرى تعتبر بديهية".
وأضافت أسيل لـ"عربي21" بالقول: "نحن لم نكن قبل الحرب دولة أو مدينة تعيش في خيام وعشش بدون تعليم أو تطور، كان لدينا شركات ومؤسسات تعمل بالشراكة مع كبرى الشركات العربية والعالمية".
وتوضح "غزة ما كان فيها أزمة دولار.. أقل محل صرافة كان ممكن يوفر لك أي مبلغ تريده، كمان بتلاقي عنده يورو وجنيه وريال، أولاد غزة شاطرين وبيشتغلوا والظروف الصعبة علمتهم يدبروا حالهم وكانوا ما يحتاجوا حد بالدنيا".
وتشير: "حد فاهم ايش يعني إسرائيل تكون تقصد قتل رواد التكنولوجيا والبرمحة في غزة؟ هالقد هم خطر عليها؟ وهي نفسها اللي بتروج لحالها إنها رائدة الستارت أب (المشاريع الناشئة) في العالم".
وتتسائل: "بعد كل هذا صرنا ندور كيف نلاقي كل ناكله ومي نضيفة نشربها؟ نسينا شو يعني تضوي نور لمبة وتدخل الحمام بدون قزازة مي وبدون ما تشيل هم النظافة الشخصية".
وتضيف: "كنت أدرس الماجستير في مجال الإعلام قبل الحرب، وكانت على وشك بداية الإعداد للرسالة وفتح مساحات جديدة لي في حياتي المهنية، لكن الاحتلال لا يتقل فقط الفلسطينيين ويدمر بيوتهم، بل يقتل الأحلام والطموحات والعقول وهي الأشد خطرا عليه".
من ناحيته، يقول وليد (34 عاما) إنه في بعض الأحيان يفكر في أبعاد هذه الحرب وكيف دفعت الفلسطينيين للتفكير في أمور الحياة فقط بعيدا عن حياتهم السابقة وطموحاتهم وأحلامهم، مضيفا "لكن أكيد فش حد مش نفسه يرجع لحياته قبل الحرب مهما كانت".
ويضيف وليد لـ"عربي21 " قائلا: "كنت مسؤولا عن مشروع أستوديو للتسجيل الصوتي، وتمكنت مع بعض الأصدقاء والشركاء من التشبيك مع جهات عربية ودولية لتسجيل الكتب الصوتية والروايات".
ويوضح: "كنا نتعاون مع أكثر من 15 مؤدٍ صوتي في غزة، أصواتهم كانت الأميز لدى الشركات التي نتعاون معها وأعمالهم كانت تحصد آلاف أعداد الاستمتاع عبر تطبيقات الكتب الصوتية المختلفة التي نتعامل معها".
ويكشف "شباب غزة اللي الآن مستقبله مجهول معتم كان بقدر يطلع من 500 إلى 1000 دولار لتسجيل الرواية الواحدة التي قد تستغرق من أسبوعين إلى ثلاثة فقط".
ويذكر "وهذا عمل جانبي وغير أساسي لهؤلاء الشباب، لكن هذا المبلغ هو طموح شهري للعديد من الشبان في العديد من الدول العربية المجاورة".
ويقول: "الآن طبعا تدمر الأستوديو وما فيه من معدات تسجيل وعزل وأجهزة كانت باهظة الثمن وصعب الحصول عليها بسبب الحصار، هؤلاء الشباب الآن مشغولين في إشعال الحطب للطبخ، والتجول في الأسواق بهدف الحصول على بعض حاجياتهم بسعر معقول".
أما إبراهيم (28 عاما) الذي يعمل في مجال التسويق وإنتاج المحتوى الرقمي فيقول: "بعدما تخرجنا عملنا في بعض المؤسسات التقليدية ضمن مجال عملنا، كانت جهات بطيئة تعاني من ضائقات مالية كبيرة بسبب اقتصار عملها على الشركات المحلية".
ويؤكد إبراهيم لـ"عربي21" بقوله: "فكرت لماذا لا أبدا مشروع خاص بذات المجال، لأستهدف شركات من خارج غزة وخارج فلسطين أيضا، لماذا لا أستهدف الخليج المزدهر اقتصاديا؟ وفكرت أن صاحب أي مشروع يهدف للربح وتقديم منتج جيد، وهذا ما سنقدمه له، أسعار خدماتنا ستكون منافسة لأسعار الشركات في الخليج".
ويكشف إبراهيم: "تطورت شركتنا الصغيرة وأصبحت تدر دخلا جيدا، عملت على توسيعها وزيادة عدد الموظفين، لكن كل الشركات والمقاهي وأصحاب الأعمال في خارج فلسطين استمروا بعملهم طبعا خلال الحرب، ولذلك خسرناهم وأصبحت شركتنا بلا أي دخل حاليا".
ويوضح: "أنا وكل من كان يعتمد على هذه الشركة أصبح بلا أي أمن مالي، الآن أنا أبيع الخبز المسفن بمساعدة أمي (خبز فلسطيني معجون بزيت الزيتون)، وهذا هو مصدر دخلي البسيط، وأتعجب واتحسر عندما أجد أحد أصدقائي المبدعين يكتب أنه كم يتمنى ويشتهي تناول تفاحة، سعدت كثيرا أنه تمكن من ذلك بعد 170 يوما من الحرب، وبسعر وصل إلى 10 دولارات تقريبا للكيوغرام".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية غزة النزوح الاحتلال الفلسطينيين فلسطين غزة الاحتلال النزوح احلام الشباب المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
ارتفاع حاد في حالات إفلاس الشركات الألمانية وسط الركود
ارتفع عدد الشركات الألمانية التي تقدمت بطلبات لإشهار إفلاسها بشكل حاد في فبراير/شباط الماضي وسط استمرار حالة الركود الاقتصادي.
وأعلن مكتب الإحصاء الاتحادي في فيسبادن، اليوم الجمعة، أنه سجل زيادة بنسبة 12.1% في طلبات إشهار الإفلاس خلال فبراير/شباط الماضي على أساس سنوي.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2الذهب يتجاوز 3000 دولار للأوقية للمرة الأولى في التاريخlist 2 of 2هل يصل سعر الذهب إلى 3500 دولار في 2025؟end of listوباستثناء يونيو/حزيران 2024، كانت نسبة نمو حالات الإفلاس في خانة العشرات منذ يونيو/حزيران 2023.
وحسب بيانات المكتب، فإن الأرقام لا تشمل سوى حالات الإفلاس التي أصدرت فيها المحكمة قرارا أوليا.
وعادة ما تقدم الشركات طلبا أوليا بإشهار الإفلاس قبل حوالي 3 أشهر من تاريخ صدور قرار المحكمة.
وسجلت المحاكم المحلية 21 ألفا و812 حالة إشهار إفلاس للشركات لعام 2024 بأكمله، بزيادة قدرها 22.4%، مقارنة بعام 2023 الذي سجل أيضا زيادة قدرها 22.1%.
ولم تشهد ألمانيا هذا العدد المرتفع من حالات الإفلاس منذ عام 2015، عندما سجلت 23 ألفا و101 حالة.
وفي عام 2024 زادت مطالبات الدائنين بأكثر من الضعف، لتصل إلى 58.1 مليار يورو، مقابل 26.6 مليار يورو عام 2023.
وعزا المكتب هذه الزيادة الحادة إلى ارتفاع عدد حالات الإفلاس الكبرى التي تجاوزت مطالباتها 25 مليون يورو، والتي ارتفعت بنسبة 127.5%، لتصل إلى 314 حالة.
إعلانوكانت معظم حالات الإفلاس في قطاعات النقل والمستودعات والبناء وغيرها من قطاعات الخدمات الاقتصادية.
وعلى عكس حالات إفلاس الشركات، ارتفع عدد حالات إفلاس الأفراد بنسبة طفيفة بلغت 6.5% فقط، ليصل إلى 71 ألفا و207 حالات.