موقع النيلين:
2025-01-11@02:35:51 GMT

الجنرال الأكثر شعبية في السودان !

تاريخ النشر: 30th, March 2024 GMT


لن نضيف جديداً إذا وصفنا ما يحدث في ولاية الجزيرة بجريمة إبادة مستمرة، من دون أن ينجح العالم في ردع القائم بهذه الجريمة التي أدت حتى الآن إلى قتل المئات ونزوح الآلاف.

ولقد كان واضحاً منذ اندلاع هذه الحرب المنزوعة من كل المعايير والأخلاق أنها حرب إبادة، وتهدف فعلاً، كما صرحت المليشيا نفسها، إلى القضاء على وجود مجموعات سكانية بعينها، وهي حرب إبادة لن تحقق أهدافها مهما ارتفعت حصيلة الشهداء القتلى بسلاح المليشيا الإماراتي، بل إن الإبادة الحقيقية بالمعنى الرمزي للكلمة قد وقعت فيها مليشيا الدعم السريع، حيث إن ما خسرته خلال هذه الحرب أكبر مما هي تعتقد.

مشهد الآلاف من سكان الجزيرة وهم ينزحون من بيوتهم بأمر مليشيا الدعم السريع، يؤكد أن الأمر لم يأت على سبيل الصدمة ولا الصدفة مرة واحدة، فقد سبقته، ضغوطات عديدة، ناهيك من توترات متصاعدة بين أهالي الجزيرة الشرفاء وقيادة ” كيكل “، حيث لم تمض الكيمياء الإنسانية بينهما منذ البداية، وسارع أهل الجزيرة بمقاومة انتشار المليشيا في ديارهم.
كل تلك الجرائم البائنة وما زال البعض يحلمون باتفاق يعيد ل “الدعم السريع” مجده السياسي، ليعيشوا تحت كنفه إلى الأبد بعيدا عن صناديق الاقتراع.

الذين يحاولون فهم الموقف الشعبي الجمعي الحالي تجاه الحرب في السودان، لديهم أفضل شرحاً في كتاب الجنرال “ياسر العطا”، الثوري و المقاوم، والذي دفعه إلى مقدمة القبول الجماهيري.

كلما تحدث “العطا” احتفت الميديا بما يقول، خلال أكثر من (٥) سنوات، تخللتها اجتياحات سياسية داخلية عدة وتدخلات خارجية وأزمات متكررة من عهد قوى الحرية والتغيير إلى حكومة الحرب الحالية، لم يحظ جنرال بكل هذا التأييد، حيث تكونت خلال الشهور الماضية قناعة بأن “العطا” كان أكثر الشخصيات، على المستوى العسكري قربا للمقاتلين داعماً لهم و حريصاً على مطالبهم.

تقدم تصريحاته المصادمة والمقاومة، موقفاً بطولياً وسط هذا المد والجزر والتأرجح في مواقف بقية الجنرالات.

تلك المواقف المضطربة والتي تحمل تارة اهتماماً محموماً بمعاناة الشعب والعزم على حسم التمرد، ثم إهمال مدو، و طبيعتها المتأرجحة وغير الثابتة، و العوامل التي تحدد سيرها، الأخطاء الاستراتيجية، ومسؤولية هذه الأطراف حول ما يحدث في السودان، والتي تؤدي في كثير من الأحيان إلى مآس وكوارث سياسية يدفع ثمنها السودانيين، الذين يحملون في صدورهم أكثر من غصة حارقة، نارها آهات عوائلهم بدور الإيواء، وحلمهم العودة إلى الديار.

إذا… لا مجال لخطاب غير خطاب المقاومة، لأنه لا يمكن في الوقت الذي تستمر فيه الحرب الهمجية في الخرطوم ودارفور، ويستمر خلالها إجرام المليشيا في استهداف البشر والحجر وكل عناصر البقاء للحياة البشرية، وبتجاهل تام لكل القيم والمعايير والشرائع والقوانين الإنسانية، التي تحمي غير المحاربين من المدنيين والأطفال والنساء والشيوخ والمستشفيات ودور العلم ومؤسسات إدارة الشأن العام وغيرها من متطلبات الحياة المدنية، أن يقبل الضحايا التوقف بمنتصف الطريق.

جماهيرية “العطا” جاءت من مواقفه التي لم تتجاهل يوماً، حقيقة أن لا سلام ولا استقرار ولا أمن في السودان دون حسم هذه القضية العادلة.
محبتي واحترامي

رشان أوشي

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: فی السودان

إقرأ أيضاً:

هذه الأثمان الباهظة التي يدفعها الاحتلال بسبب استمرار الحرب في غزة

أسئلة عديدة يطرحها الاسرائيليون على أنفسهم بعد مرور أكثر من أربعة عشر شهرا على العدوان المستمر على غزة، فيما المقاومة تواصل تصديها لقوات الاحتلال، ومن هذه الأسئلة التي لا يجدون عنها إجابة: ما الذي يمكنهم أن يفعلونه، ولم يفعلونه حتى الآن تجاه المقاومة، لاسيما وأن الحرب التي لا تنتهي تضر بهم أيضا، مما يجعل من وقفها مصلحة عليا لهم، خاصة وأن أمنيتهم التي لا يخفونها باستسلام المقاومة لن تتحقق.

وأكد بن درور يميني الكاتب في صحيفة يديعوت أحرونوت، أن "قادة إسرائيل لاسيما رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، حين يهددون بأن الحرب ستستمر حتى بعد إنجاز صفقة تبادل أسرى، فهم لا يهددون حماس، بل يخدمونها، لأن الحركة تعيش منذ أشهر عديدة مرحلة وصفها بقوة الضعف، وليس لديها ما تخسره".

وأضاف في مقال ترجمته "عربي21"، أن "حماس ما زالت تمثل صورة الضحية، وتجسّد الهوية الوطنية الفلسطينية، وفي السياق الاستراتيجي، تعتبر التضحية الورقة الرابحة للفلسطينيين، وتمنحهم القوة الدولية، وتُخرج مئات الآلاف للشوارع في كل المدن والجامعات الغربية".



وأوضح يميني، أنه "كلما صعّد  الاحتلال مظاهر الإيذاء بحق الفلسطينيين صعدوا هم إلى آفاق جديدة، فيما أصبح وضعه هو أسوأ، وبالتالي ما الذي يمكن له أن يفعله بالضبط في هذه المرحلة، هل يقتل عشرة مقاومين آخرين من حماس كل يوم، أم يدمّر عشرة مباني أخرى، أم يمنع مرور شاحنات الغذاء، مع أنه في نهاية المطاف لن يجدي كل ذلك مع حماس، لأنها ستستخدم كل هذه السياسات الاسرائيلية في تسويق روايتها عما ينفذه الاحتلال من الإبادة الجماعية والمجاعة والتطهير العرقي والاستعمار".

وأكد يميني، أنه "لابد من الإشارة أن مثل هذه الرواية الفلسطينية التي تشمل هذه المفردات تشكّل لاعباً رئيسياً على رقعة الشطرنج الاستراتيجية، وفي الوقت الذي فشلت فيه استراتيجية نتنياهو قبل هجوم حماس في السابع من أكتوبر، فقد فشلت أيضاً منذ ذلك الهجوم، لأنها تعني استراتيجية الحرب بلا توقف، فيما الثمن الداخلي والدولي الذي يدفعه الاحتلال يتزايد: داخلياً وخارجيا".

وشرح يميني قائلا إن "الثمن الإسرائيلي الداخلي لاستمرار حرب غزة يتمثل في ارتفاع معدلات الهجرة العكسية للإسرائيليين الى الخارج، ومزيد من الاستقطاب والانقسام في صفوفهم، والإحباط المتزايد بسبب تخلي الحكومة عن المختطفين، والتزامها المتضائل تجاه جنود الاحتياط، والدمار الاقتصادي نتيجة زيادة ميزانيات الحريديم، وميزانيات أقل فأقل للجنود الذين يتحملون عبء هذه الحرب".

وأشار الكاتب إلى أن "الأثمان التي يدفعها الاسرائيليون على المستوى الدولي بسبب استمرار حرب غزة يتمثل بحلول إسرائيل محلّ جنوب أفريقيا كدولة تمثل نموذج الفصل العنصري، ولا يقتصر الأمر على حظر الأسلحة الذي تفرضه العديد من الدول الغربية عليها، بل يصل الى المقاطعة الصامتة المتمثلة في وقف التعاون في مجالات البحث الأكاديمي والعلمي، وانخفاض الاستثمار فيها، والمزيد من الأحداث المعادية لليهود حول العالم، ومزيد من الانتصارات للحملات المناهضة لها".



وأردف، أنه "رغم كل ذلك، فما زال نتنياهو يهدد حماس بمزيد من القتال على أمل أن يخيفها، لكن ما يحصل في النهاية هو المزيد من نفس الشيء، لأنه في نهاية المطاف، كل يوم يمر يُنظر فيه لإسرائيل باعتبارها المعتدية، وهو بمثابة انتصار صغير آخر بالنسبة للحملة العالمية ضدها، صحيح أن حماس تعيش مرحلة ضعف، لكن إسرائيل تعيش هي الأخرى مرحلة ضعف مماثلة، صحيح أن أغلبية سكان الدول الغربية ليسوا كارهين لإسرائيل، لكن المشكلة تكمن في النخب المسيطرة على الإعلام والأوساط الأكاديمية والثقافية، التي تتمتع بنفوذ كبير، وتقف موقفاً عدائياً من الاحتلال الاسرائيلي".

وختم قائلا، إن "الاحتلال اليوم، وبعد 457 يوما من القصف على غزة، والقضاء على معظم قادة حماس، فإن وقف الحرب مصلحة إسرائيلية عليا، لأن الضرر يجب أن يقلّ، وكل يوم يمرّ دون وقف لإطلاق النار سيؤدي لزيادة الأضرار عليها، فضلا عن كون وقف الحرب سيؤدي لاتفاق تطبيع استراتيجي مع السعودية، مما يعني تحسّن الوضع الإسرائيلي الذي يمرّ الآن بخسارات متزايدة، حيث يتم قتل الجنود، والمختطفون يموتون، والدولة أصبحت مصابة بالجذام أكثر فأكثر".

مقالات مشابهة

  • مي عمر راقصة شعبية في رمضان .. 7 معلومات عن مسلسل إش إش
  • الازمة الدستورية خانقة التي يمر بها السودان
  • قصص نزوح من شرق الجزيرة في السودان: هروب من القتل والتشريد
  • هذه الأثمان الباهظة التي يدفعها الاحتلال بسبب استمرار الحرب في غزة
  • قريبا سيكون على الجنجويد الدفاع عن جنوب الخرطوم أمام نفس القوات التي هزمتهم في الجزيرة ولن يصمدوا
  • المطلوب من أمريكا، التعامل مع مصدر الأسلحة التي تقتل الشعب السوداني
  • بيان لسفيرة الولايات المتحدة: الطرفان المتحاربان يتحملان مسؤولية أعمال العنف والمعاناة التي تشهدها السودان ويفتقران إلى الشرعية لحكم السودان
  • الجيش السوداني يعلق على العقوبات الأمريكية ضد قائد الدعم السريع 
  • العقوبات الأمريكية على رأس المليشيا حميدتي (مؤشر توافق ام صفقة)
  • رئيس لجنة وقف النار: الجيش هو المؤسسة الشرعية التي توفر الأمن للبنان