موقع النيلين:
2025-02-11@08:27:18 GMT

الجنرال الأكثر شعبية في السودان !

تاريخ النشر: 30th, March 2024 GMT


لن نضيف جديداً إذا وصفنا ما يحدث في ولاية الجزيرة بجريمة إبادة مستمرة، من دون أن ينجح العالم في ردع القائم بهذه الجريمة التي أدت حتى الآن إلى قتل المئات ونزوح الآلاف.

ولقد كان واضحاً منذ اندلاع هذه الحرب المنزوعة من كل المعايير والأخلاق أنها حرب إبادة، وتهدف فعلاً، كما صرحت المليشيا نفسها، إلى القضاء على وجود مجموعات سكانية بعينها، وهي حرب إبادة لن تحقق أهدافها مهما ارتفعت حصيلة الشهداء القتلى بسلاح المليشيا الإماراتي، بل إن الإبادة الحقيقية بالمعنى الرمزي للكلمة قد وقعت فيها مليشيا الدعم السريع، حيث إن ما خسرته خلال هذه الحرب أكبر مما هي تعتقد.

مشهد الآلاف من سكان الجزيرة وهم ينزحون من بيوتهم بأمر مليشيا الدعم السريع، يؤكد أن الأمر لم يأت على سبيل الصدمة ولا الصدفة مرة واحدة، فقد سبقته، ضغوطات عديدة، ناهيك من توترات متصاعدة بين أهالي الجزيرة الشرفاء وقيادة ” كيكل “، حيث لم تمض الكيمياء الإنسانية بينهما منذ البداية، وسارع أهل الجزيرة بمقاومة انتشار المليشيا في ديارهم.
كل تلك الجرائم البائنة وما زال البعض يحلمون باتفاق يعيد ل “الدعم السريع” مجده السياسي، ليعيشوا تحت كنفه إلى الأبد بعيدا عن صناديق الاقتراع.

الذين يحاولون فهم الموقف الشعبي الجمعي الحالي تجاه الحرب في السودان، لديهم أفضل شرحاً في كتاب الجنرال “ياسر العطا”، الثوري و المقاوم، والذي دفعه إلى مقدمة القبول الجماهيري.

كلما تحدث “العطا” احتفت الميديا بما يقول، خلال أكثر من (٥) سنوات، تخللتها اجتياحات سياسية داخلية عدة وتدخلات خارجية وأزمات متكررة من عهد قوى الحرية والتغيير إلى حكومة الحرب الحالية، لم يحظ جنرال بكل هذا التأييد، حيث تكونت خلال الشهور الماضية قناعة بأن “العطا” كان أكثر الشخصيات، على المستوى العسكري قربا للمقاتلين داعماً لهم و حريصاً على مطالبهم.

تقدم تصريحاته المصادمة والمقاومة، موقفاً بطولياً وسط هذا المد والجزر والتأرجح في مواقف بقية الجنرالات.

تلك المواقف المضطربة والتي تحمل تارة اهتماماً محموماً بمعاناة الشعب والعزم على حسم التمرد، ثم إهمال مدو، و طبيعتها المتأرجحة وغير الثابتة، و العوامل التي تحدد سيرها، الأخطاء الاستراتيجية، ومسؤولية هذه الأطراف حول ما يحدث في السودان، والتي تؤدي في كثير من الأحيان إلى مآس وكوارث سياسية يدفع ثمنها السودانيين، الذين يحملون في صدورهم أكثر من غصة حارقة، نارها آهات عوائلهم بدور الإيواء، وحلمهم العودة إلى الديار.

إذا… لا مجال لخطاب غير خطاب المقاومة، لأنه لا يمكن في الوقت الذي تستمر فيه الحرب الهمجية في الخرطوم ودارفور، ويستمر خلالها إجرام المليشيا في استهداف البشر والحجر وكل عناصر البقاء للحياة البشرية، وبتجاهل تام لكل القيم والمعايير والشرائع والقوانين الإنسانية، التي تحمي غير المحاربين من المدنيين والأطفال والنساء والشيوخ والمستشفيات ودور العلم ومؤسسات إدارة الشأن العام وغيرها من متطلبات الحياة المدنية، أن يقبل الضحايا التوقف بمنتصف الطريق.

جماهيرية “العطا” جاءت من مواقفه التي لم تتجاهل يوماً، حقيقة أن لا سلام ولا استقرار ولا أمن في السودان دون حسم هذه القضية العادلة.
محبتي واحترامي

رشان أوشي

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: فی السودان

إقرأ أيضاً:

قرارات مصيرية لبناء سودان ما بعد الحرب

قرارات مصيرية لبناء سودان ما بعد الحرب*
✒️ بقلم: *أ.د. طه عابدين طه*
نائب مدير جامعة افريقيا العالمية
————————–
✨ ها نحن نقترب من نهاية المعركة، وقد بدأ فجر النصر يلوح في الأفق، معلنًا أن السودان عصيٌّ على الانكسار، وأن جيشنا الوطني الباسل قد كتب صفحات المجد بدمائه الطاهرة، داحرًا المليشيا الغادرة المتمردة، التي أرادت أن تغتصب الوطن، لكنها لم تجد أمامها إلا صخرة صلبة تحطمت عليها أوهامها. لم يكن هذا النصر وليد الصدفة، بل كان بإرادة الله ثم بصمود الأبطال، وإرادة شعب أبيٍّ لم يساوم على أرضه، ولم يخضع لقوى الغدر والخيانة، فكان الله ناصره حين عز الناصر، وكان الشعار هو الصمود مهما اشتدت المحن.
غير أن الحرب، رغم نهايتها الوشيكة، تترك خلفها آثارًا عميقة لا يمكن تجاهلها. *فالمعركة الحقيقية تبدأ بعد الانتصار،* معركة إعادة البناء، معركة وضع السودان على المسار الصحيح، حتى لا تتكرر هذه المآسي مرة أخرى. ومن هنا، تبرز الحاجة إلى قرارات جريئة، تضمن أن يكون السودان القادم أقوى، أكثر وحدة، وأكثر منعة من أي وقت مضى. *وهذه سبعة قرارات أراها ضرورية في هذه المرحلة الحاسمة:*
*1️⃣ تجميد النشاط الحزبي لخمس سنوات*
لقد برهنت هذه الحرب أن الانقسامات الحزبية كانت أحد أكبر معوقات بناء الدولة السودانية. لذا، لا بد من تجميد النشاط الحزبي لمدة خمس سنوات، لنمنح البلاد فرصة للملمة جراحها، وترميم مؤسساتها، وترسيخ الوحدة الوطنية بعيدًا عن الصراعات الحزبية الضيقة.
*2️⃣ منع مزدوجي الجنسية من تولي المناصب السيادية*
لقد رأينا كيف غادر كثير ممن يحملون جنسيات مزدوجة عبر سفارات الدول التي يحملون جنسيتها، تاركين السودان وأهله في مواجهة مصيرهم. المرحلة القادمة يجب أن تُعطى فيها الأولوية لمن لم يعرفوا وطنًا غير السودان، وكانوا مع شعبه في السراء والضراء، دون أن يكون لهم ولاءٌ آخر ينازع ولاءهم للوطن.
*3️⃣ وضع حدود صارمة لتدخل السفراء الأجانب*
السودان ليس ساحة للتدخلات الخارجية، ولن يُسمح لأي سفير أو ممثل أجنبي بأن يتجاوز حدود دوره الدبلوماسي. يجب وضع قوانين صارمة تمنع أي تدخل خارجي في الشؤون الداخلية، فكما تحترم الدول سيادتها، نحن كذلك نطالب بالمعاملة بالمثل.
*4️⃣ محاكمة عادلة لكل من خان الوطن*
النصر لا يكتمل إلا بالعدالة. لا بد من تقديم كل من خان السودان، وساعد المتمردين، ووقف في صف العدو، إلى محاكم عادلة تنظر في جرائمهم، وتصدر أحكامها بناءً على الأدلة والبينات، دون ظلم أو انتقام، لكن أيضًا دون إفلات من العقاب.
*5️⃣ استيعاب القوات الخاصة والمستنفرين في الجيش*
أبطال الجيش والقوات الخاصة والمستنفرون الذين قاتلوا بشجاعة لا مثيل لها يجب أن يكونوا العمود الفقري للقوات المسلحة في المستقبل. هؤلاء الرجال الذين خبروا ساحات القتال، وأثبتوا ولاءهم للوطن، هم الدرع الحامي للسودان، وينبغي استيعابهم في الجيش الوطني ليكون أكثر قوة واستعدادًا لأي تحديات قادمة.
*6️⃣ تشكيل حكومة مهنية مستقلة عن المحاصصات السياسية*
لقد عانى السودان طويلًا من المحاصصات السياسية التي كانت على حساب الكفاءة والإنجاز. السودان الجديد بحاجة إلى حكومة من شخصيات وطنية ذات كفاءة مشهودة، بعيدًا عن الحسابات الحزبية الضيقة. يجب أن يُحاسب كل وزير على أدائه، وأن يقدم برنامجًا واضحًا خلال ثلاثة أشهر، يتم تقييمه بناءً على الإنجازات لا الوعود.
*7️⃣ إعلان العفو العام وتجريم الفتن القبلية والمناطقية*
لضمان الاستقرار الدائم، لا بد من إصدار قوانين تجرم إثارة الفتن القبلية والمناطقية، لأن وحدة السودان لا تحتمل المزيد من الانقسامات. يجب أن تُطوى صفحة الصراعات القبلية، ويُعلن العفو العام بين أبناء الوطن، حتى يكون المستقبل قائمًا على المصالحة، لا على الأحقاد والضغائن.
*〽️ ختامًا.. معركة البناء بدأت الآن!*
لقد انتصرنا في المعركة العسكرية – إن شاء الله-، لكن المعركة الكبرى تبدأ الآن: معركة بناء السودان الجديد، السودان الذي يستحقه أبناؤه، السودان القوي، المستقل، الموحد. هذه القرارات الحاسمة ضرورة لا مفر منها.
*فهل نمتلك الشجاعة لاتخاذها؟*
الجمعة ٨ شعبان ١٤٤٦ الموافق ٧/ ٢ / ٢٠٢٥ م

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • قرارات مصيرية لبناء سودان ما بعد الحرب
  • من أكبر مصائب السودان (..)
  • الجنرال البرهان مكانه السجن
  • السودان بين نيران الحرب وتطرف داعش.. ما القادم؟
  • الكشف عن أبرز البنود التي تحوي المشروع الوطني الذي قدمته القوى السياسية
  • كيكل: بعد انتهاء الحرب سنواجه أي شخص تطاول وتربص بالسودان
  • مبنى وكالة السودان للانباء يتعرض إلى تدمير شامل ونهب من قبل المليشيا
  • حرب الجريمة والعقاب في السودان
  • الدعوة لترشيح رئيس للجمهورية
  • مبنى وكالة السودان للانباء يتعرض إلى تدمير شامل ونهب من قبل المليشيا المتمردة – صور