اكتشف علماء الفلك من معهد لايبنيز للفيزياء الفلكية بوتسدام في ألمانيا، بالاشتراك مع باحثين آخرين في مواقع أخرى، نظامًا مغناطيسيًا متغيرًا كارثيًا جديدًا في الكون. 

متغير كارثي في الكون

تم الكشف عن هذا الاكتشاف من خلال تحليل البيانات التي تلقوها من الأقمار الصناعية XMM-Newton وGaia التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية.

ويعتقد أن هذا النظام ينتمي إلى فئة النظم القطبية المتغيرة.

تشتمل النظم القطبية على أنظمة نجمية ثنائية تتكون من قزم أبيض ونجم مصاحب، حيث يشهد هذا النظام تغيرات غير منتظمة في سطوعه بشكل ملحوظ. وتتميز النظم القطبية عن الأنظمة الأخرى من نفس الفئة بوجود مجال مغناطيسي قوي جدًا في أقزام النجم القزم الأبيض.

قوات الاحتلال الإسرائيلي تدفع بتعزيزات عسكرية لمدينة طوباس بالضفة الغربية واندلاع الاشتباكات اعتقال جاسوس اسرائيلي في ماليزيا دخل بجواز سفر مزيف

وقد قام فريق من العلماء بقيادة ساميت أوك من معهد لايبنيز للفيزياء الفلكية بوتسدام بتحديد نظام قطبي جديد يحمل التصنيف XMM J152737.4-205305.9، والمعروف اختصارًا بـ XMM 152737. 

تم تحديد هذا النظام عن طريق ربط بيانات الكتالوج الخاص بالمصادر المتغيرة التي تم الإعلان عنها في إصدار Gaia Data Release 3 (DR3) مع أرشيف بيانات XMM-Newton.

الفيزياء والنجوم

وفي ورقتهم البحثية، أوضح الباحثون أنهم قاموا بربط إحداثيات المصدر المرصود في كتالوج DR3 ضمن أرشيف بيانات XMM-Newton، بهدف اكتشاف وتحديد المتغيرات الكارثية المغناطيسية الجديدة.

تعتبر هذه النتائج أهمية كبيرة في فهمنا للظواهر الفيزيائية المتعلقة بالنجوم الثنائية المغناطيسية وتطورها. كما أنها تسهم في توسيع معرفتنا بالأنظمة المتغيرة في الكون والتفاعلات المعقدة التي تحدث فيها.

تفاعلات معقدة

يعد هذا الاكتشاف خطوة مهمة في مجال الفلك، حيث يساهم في زيادة فهمنا للكون وتنوع النظم الفلكية المختلفة التي تحتوي على نجوم متغيرة. 

حدد فريق من علماء الفلك بقيادة ساميت أوك من AIP، متغيرًا كارثيًا جديدًا، والذي حصل على التصنيف XMM J152737.4-205305.9 (أو XMM 152737 للاختصار)، من خلال ربط كتالوج مرشح السيرة الذاتية الصادر عن Gaia Data Release 3 (DR3) مع أرشيف XMM-نيوتن.

وكتب الباحثون في ورقتهم البحثية: "من أجل اكتشاف وتحديد المتغيرات الكارثية المغناطيسية الجديدة، قمنا بربط إحداثيات المصدر في هذا الكتالوج [DR3] ضمن أرشيف بيانات XMM-Newton".

كسوف القزم الأبيض

ووفقا للدراسة، فإن XMM 152737 لديه فترة تتوافق مع خاصية الدوران المتزامن التي تمت ملاحظتها في القطبين. وتم العثور على المصدر لعرض انخفاضين يظهران نمطًا متكررًا بفترة دقيقة تبلغ حوالي 112.4 دقيقة.

 وأوضح العلماء أن مثل هذه الانخفاضات قد تكون ناجمة عن كسوف القزم الأبيض من قبل النجم المانح أو حجب منطقة التراكم على القزم الأبيض بواسطة تيار التراكم.

تظهر الملاحظات أن XMM 152737 لديه خطوط انبعاث بارزة تتوافق مع الهيدروجين والهيليوم. تشير هذه النتيجة بقوة إلى أن الجسم عبارة عن متغير كارثي من النوع القطبي.

ووجدت الدراسة أن XMM 152737 يقع على بعد حوالي 3770 سنة ضوئية من الأرض، ويقدر لمعان الأشعة السينية الخاص به بما بين 30 و60 نونيليون إرج/ثانية. وبافتراض أن النظام يعاني من الكسوف، فقد حسب مؤلفو الورقة أن القزم الأبيض والنجم الثانوي لهما كتلتان تبلغ 0.8 و0.14 كتلة شمسية، على التوالي.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الاقمار الصناعية الباحثون العلماء الدراسات

إقرأ أيضاً:

من الفلك إلى الملاحة: نجوم اهتدى بها العمانيون عبر التاريخ

يعد الموروث الفلكي البحري أحد أهم المجالات العلمية التي برع فيها العمانيون، حيث يعكس هذا الإرث ثراء معرفتهم الفلكية المتراكمة عبر الأجيال. وأدّى الموقع الجغرافي لسلطنة عمان دورًا محوريًّا في تنمية هذه المعرفة، إذ اعتمد الصيادون والبحارة العمانيون على النجوم كنظام دقيق لتحديد مواسم الصيد وأوقات الترحال البحري. فقد كانت مواقع النجوم وأنماط حركتها تشكل الدليل الأساسي في تحديد المواسم البحرية، حيث ارتبطت بعض النجوم بمواسم معينة للصيد، بينما استخدمت مجموعات نجمية أخرى لتوجيه رحلات السفر البحرية حسب الاتجاهات المطلوبة.

إحدى السمات المميزة لهذا الموروث الفلكي البحري هو تكامله الشامل، حيث تتداخل مواسم الصيد والتنقل البحري مع الظواهر الفلكية والطقسية، مما أدى إلى تطوير نظام دقيق لتفادي الفترات التي يشتهر فيها البحر بالاضطرابات والعواصف، والتي تعرَف محليًّا بـ«ضربات البحر». يعتمد الصيادون والنواخذة على ظهور نجوم محددة كإشارة إلى حدوث هذه الظواهر، وليس كسبب لها، حيث تستمر هذه التقلبات البحرية لفترة لا تتجاوز عشرة أيام، وبعدها يعود النشاط البحري إلى طبيعته. إلا أن هناك استثناءً رئيسيًّا يتمثل في الرياح الموسمية التي تؤثر على محافظة ظفار، حيث تمتد لفترة أطول قد تغطي معظم فصل الصيف.

وقد ساهم الموقع الجغرافي المتميز لسلطنة عمان، إلى جانب فترات طويلة من الاستقرار السياسي والاجتماعي، في نشوء حركة علمية متقدمة أدّت إلى بروز العديد من العلماء العمانيين في مختلف فروع المعرفة. وعلى عكس الاعتقاد السائد بأن البحث العلمي العماني اقتصر على العلوم الدينية واللغوية والإنسانية، نجد أنه امتد بعمق إلى العلوم الطبيعية، بما في ذلك علم الفلك والرياضيات والطب والهندسة، مما يعكس ثراء الإرث العلمي العماني وتنوعه.

الريادة العمانية في علم الفلك

في مجال علم الفلك، برز العديد من العلماء الذين وثّقوا معارفهم بأساليب متعددة، منها الشعر والنثر، ليتركوا إرثًا علميًّا غنيًّا. من بين هؤلاء، الشيخ عمر بن مسعود المنذري الذي ألّف كتاب «كشف الأسرار المخفيّة، في علوم الأجرام السَّماويّة، والرُّقوم الحَرْفيّة»، والذي يعد أحد أبرز المؤلفات العمانية في علم الفلك. كما نجد أحمد بن مانع الناعبي الذي نظّم القصيدة اللامية السليمانية في المنازل القمرية الشامية واليمانية، وهي قصيدة فلكية تشرح المنازل القمرية وتطبيقاتها. أما في مجال الفلك البحري، فقد تميز أحمد بن ماجد السعدي، المعروف بـ«أسد البحار»، الذي وضع أسسًا علمية للملاحة البحرية من خلال كتابه الشهير «الفوائد في علم البحر والقواعد»، حيث وصف الاتجاهات البحرية اعتمادًا على مواقع النجوم، كما ألّف قصائد توضح معارفه الفلكية التي سخّرها لمساعدة البحارة في تحديد الطرق والموانئ حول العالم.

التكامل بين الفلك والعلوم الأخرى

ولم تقتصر المعرفة الفلكية العمانية على المجال البحري فقط، بل امتدت إلى مجالات متعددة مثل العمارة والهندسة والزراعة. فقد كان العمانيون حريصين على دمج الحسابات الفلكية في تصاميمهم المعمارية، وهو ما يظهر جليًا في القلاع والحصون التي بُنيت وفق معايير فلكية دقيقة، حيث تم توجيه فتحات التهوية بطريقة تسمح بدخول ضوء الشمس والقمر في أوقات وزوايا محددة، مما يعكس فهماً متقدماً للحسابات الفلكية ودورات الأجرام السماوية. كما اعتمد المهندسون العمانيون على الفلك في تحديد المواسم المثلى للبناء، مراعاةً للظروف المناخية والتغيرات الفصلية.

أما في المجال الزراعي، فقد استخدمت المعارف الفلكية في تطوير المدرجات الزراعية في الجبل الأخضر، حيث استند المزارعون إلى زوايا سقوط أشعة الشمس لتحديد أنسب الأوقات لزراعة المحاصيل المختلفة، مما يعكس وعياً دقيقًا بالعوامل الفلكية وتأثيرها على الإنتاج الزراعي.

الفلك البحري .. وضربات البحر

كان للمعرفة الفلكية العمانية دور حاسم في الملاحة البحرية، حيث أسهمت في جعل النواخذة العمانيين محل ثقة لربابنة البحر والتجار حول العالم. فقد استخدم العمانيون مواقع النجوم لتحديد اتجاهات السفر وأوقات الإبحار، مما مكنهم من الإبحار لمسافات طويلة والوصول إلى أماكن بعيدة مثل شرق إفريقيا والهند وجنوب شرق آسيا. كما كان لهذه المعرفة الفلكية دور محوري في رصد ظاهرة ضربات البحر، حيث حدد البحارة مواعيد اضطرابات البحر استنادًا إلى ظهور نجوم معينة، مما ساعدهم في تجنب الإبحار خلال الفترات الخطرة، وقد كما كان للصيادين وسكان المناطق الساحلية، من مسندم شمالًا إلى ظفار جنوبًا، دراية واسعة بهذه الظواهر الفلكية، حيث اعتمدوا على النجوم في تحديد مواسم الصيد والظروف البحرية المثلى.

أشهـر ضربـات البحـر

• ضربة اللحيمر من أشهر الضربات، وتختلف التفسيرات حول نجمها، حيث يعتقد البعض أنه قلب العقرب (Antares) والبعض الآخر أنه السماك الرامح (Arcturus). تحدث في نوفمبر وتسبب رياحًا قوية وأحيانًا أمطارًا، ولا تتكرر سنويًا، لكن خبرة البحارة تمكنهم من التنبؤ بها وأخذ الاحتياطات اللازمة بين التسعين من المائة الأولى والعشرين من المائة الثانية.

• ضربة الكوي تحدث عند اشتداد البرد وتكون مرتبطة بنجم النسر الواقع (Vega)، وعادةً ما تتسم برياح معتدلة لكنها قد تجلب أمطارًا غزيرة في بعض الأحيان، مما يستدعي الحذر خلال العشرة أيام التي تمتد فيها.

• ضربة الشلي تُعرف بأنها أقوى وأعنف الضربات، تحدث في التسعين من المئة الثالثة، وتستمر بين أربعة إلى خمسة أيام، مصحوبة برياح شديدة وأمطار غزيرة. تختلف التفسيرات حول نجمها بين الشعرى اليمانية (Sirius) والعيوق (Capella)، ويرتبط توقيتها إما بطلوع العيوق في يونيو أو غروب الشعرى.

• ضربة اللكيذب تأتي فجأة وقد لا تحدث لعدة سنوات، لكنها قوية إذا وقعت، حيث تصحبها أمطار ورياح شديدة. تقع بين نهاية سبتمبر ومنتصف أكتوبر، وتسبق ضربة اللحيمر. يُنسب اسمها إلى نجم المفرد الرامح (Muphrid)، وتتميز بتغير اتجاه الرياح بشكل غير متوقع.

• ضربة الثريا تعرف أيضًا باسم «غيوب الثريا»، وتحدث في منتصف يونيو، وترتبط بعنقود الثريا النجمي في كوكبة الثور. تأثيرها محدود لكنه قد يكون مصحوبًا بأمطار في بعض السنوات.

إلى جانب هذه الضربات، هناك ضربات أخرى مثل ضربة سهيل، ضربة العشر، العقرب، الطير، والشولة، وكلها محددة بمطالع أو مغارب نجوم معروفة لدى العمانيين. تعكس هذه المعرفة المزيج الفريد بين علوم الطقس والفلك والملاحة البحرية، مما جعل العمانيين من رواد البحر عبر العصور.

مواسم الصيد والنجوم

في زمن لم تكن فيه وسائل الاتصال الحديثة متاحة، ولم تكن هناك تقنيات متطورة مثل الأقمار الصناعية أو أجهزة تحديد المواقع، اعتمد العمانيون بشكل أساسي على النجوم لتحديد الاتجاهات ومواسم الصيد، فكانت بمثابة خريطة سماوية توجّه الصيادين والبحّارة في رحلاتهم، سواء في المياه القريبة من السواحل أو في أعماق البحار خلال الرحلات البحرية الطويلة. وقد استخدم العمانيون مجموعة من النجوم والكوكبات لمعرفة المواسم المناسبة للصيد، حيث ارتبطت حركة النجوم بدورة الحياة البحرية وهجرة الأسماك.

تعتمد مواسم الصيد على الفصول السنوية، لكن العلاقة بين الصيادين وهذه المواسم تحددها الحسبة، والتي تختلف من منطقة إلى أخرى داخل السلطنة. فبينما يعتمد البعض على حسبة النيروز، هناك من يأخذ بـحسبة الكوي، وآخرون يستخدمون حسبة السهلة. كما يؤدي تقسيم السنة دورًا مهمًّا في معرفة المواسم، حيث يتم تصنيفها بين الصيف، القيظ، الشتاء، والمربعانية، وإن كان هذا التقسيم يختلف من منطقة لأخرى. كذلك، الموقع الجغرافي بين شمال وجنوب سلطنة عمان يؤثر على أنواع الأسماك المصادة في كل موسم، حيث تختلف طبيعة المصايد البحرية باختلاف درجات الحرارة والتيارات البحرية.

على سبيل المثال، عندما يبدأ الجو بالميل إلى البرودة مع ظهور نجم سهيل واكتمال طلوع النعوش (بنات نعش)، يبدأ موسم الصيد الوفير، حيث تكون الأسماك متوفرة بكثرة، وتعرَف هذه الفترة بأنها فترة «هيل بلا كيل»، أي وفرة كبيرة في الصيد، وتشمل أسماك الخباط، الكنعد، السهوة، الجيذر، التونة وغيرها. ويُعد طلوع نجم سهيل أو اكتمال طلوع النعوش علامة واضحة على بداية هذا الموسم.

من أشهر النجوم التي يستدل بها الصيادون في تحديد مواسم الصيد: الكوي، النسر، والثريا، وغيرها من النجوم التي لها أهمية كبيرة في معرفة أوقات الصيد الملائمة. ولكن من الجدير بالذكر أن الصيادين لا يعتمدون فقط على الحسبات الزمنية، بل أيضًا على مطالع ومغارب النجوم، حيث لا تكفي الحسبة وحدها، بل يجب أن تكون مصحوبة بمعرفة دقيقة بمواقيت ظهور واختفاء هذه النجوم، مما يساعد على التأكد من عدم وجود مخاطر خلال ارتياد البحر وضمان صيد ناجح وآمن.

د. إسحاق بن يحيى الشعيلي رئيس مجلس إدارة الجمعية الفلكية العمانية

مقالات مشابهة

  • مركز الفلك الدولي يكشف عن موعد عيد الفطر 2025 وغرة شهر شوال
  • مركز الفلك الدولي: يوم الإثنين 31 مارس موعد عيد الفطر 2025
  • الفلك الدولي: رؤية هلال شوال في 29 آذار مستحيلة وعيد الفطر الاثنين
  • الفلك الدولي: استحالة رؤية هلال شوال 29 آذار وعيد الفطر الاثنين 31 آذار
  • مركز الفلك يحدد موعد عيد الفطر 2025 وغرة شهر شوال
  • من الفلك إلى الملاحة: نجوم اهتدى بها العمانيون عبر التاريخ
  • وزيرة الخارجية الألمانية: استئناف القتال في غزة بشكل مكثف كارثي
  • طلاب برنامج هندسة النظم الذكية بجامعة حلوان الأهلية في زيارة علمية للهيئة العربية للتصنيع
  • طعام غير متوقع يمنع السرطان وأمراض القلب ومشاكل البشرة .. اكتشفه
  • طلاب هندسة النظم بـ حلوان الأهلية يزورون مصنع الإلكترونيات بالهيئة العربية للتصنيع