الصباح الجديد - أشرف عبدالعزيز
سيل من الانتقادات والهجوم الفظ والعار وجهت لنائب القائد العام للجيش الفريق أول الكباشي من قبل (البلابسة) بسبب تصريحاته في الحشد الجماهيري بولاية القضارف عن المقاومة الشعبية وخطورتها ، وعن أن الحل مهما إشتدت وطأة المعارك هو السلام ، وأن السلام هو من أسماء الله الحسنى.
وبالرغم من أن الكباشي لم يطلق حديثه على عواهنه وسلم الدعم السريع (شيكاً) على بياض بل شدد على أن السلام لن يتحقق إلا إذا خرجت قوات الدعم السريع من منازل المواطنين والمؤسسات المدنية وعوضت هي والمجتمع الدولي والحكومة المتضررين على ممتلكاتهم التي فقدوها بسبب الحرب العبثية.


أغفل (البلابسة) كل ذلك ..وأداموا النظر ودققوا السمع في نقطة واحدة وهي حديث الجنرال حول المقاومة الشعبية وظلاله السياسية ..وبجرد حساب بسيط جداً يمكن تأكيد ماذهب له كباشي، فلقد صاحب الإعلان عن المقاومة الشعبية قرارات سياسية صادرة عن والي نهر النيل حظر فيها نشاط قوى الحرية والتغيير ولجان المقاومة، إلى جانب حل لجان التغيير والخدمات وتكوين لجان للاستنفار في الولاية وحذا حذوه بقية الولاة، ما أكد صلة النظام المعزول ودوره في الحرب ، ولعل كثير من الممارسات التي تبدت بعد ظهور المقاومة الشعبية عكست عودة أساليب نظام "المؤتمر الوطني" وممارساته في إرهاب وتخويف المعارضين السياسيين.
السؤال الجوهري الذي لا يفطن له (البلابسة) لماذا صرح الكباشي بهذا الشكل وفي هذا التوقيت؟ ..من الواضح أن البرهان أدرك خطورة حديثه عن المقاومة الشعبية وقوله : "سنسلح الناس رضوا ذلك أو أبوا، وإذا جلب الناس سلاحاً للقتال من أي مكان فليأتوا به ولن نمنعهم"، فهذا الحديث يذكر المجتمع الدولي أن البرهان هو الذي كان يتولى تنسيق عمليات الجيش أثناء الحرب في دارفور بأمر من رئيس النظام السابق عمر البشير منذ عام 2003 ، وبالتالي لا بد أن يعمل الجيش عن تصحيح الأوضاع والمفاهيم خاصة بعد تنامي المقاومة الشعبية ودعمها من مساعد القائد العام للقوات المسلحة ياسر العطا ولكنه ليس دعماً غير محدود ففي كثير من الأحيان يؤكد العطا أن الإسلاميين هم جزء من القوات التي تقاتل مع الجيش، ومن ناحية أخرى مسارعة البرهان للظهور في سلاح المهندسين بعد تحرير الإذاعة يشير إلى أن قادة الجيش مستوعبين تحركات التنظيم العسكري ومحاولاته لإظهار الانتصار بأنه نتاج لقوة كتائب البراء والاسلاميين الباطشة.
تقرأ تصريحات الكباشي من التحذيرات التي أطلقتها قيادة القوات الأمريكية في أفريقيا (أفريكوم) والتي أبدت قلقها لأول مرة كجهة عسكرية أمريكية من تنامي الوجود الإيراني في السودان في وقت ما زال فيه الحوثيين يمثلون خطراً داهماً على مصالح الإدارة الأمريكية وحلفائها في المنطقة ، وبدا الاهتمام الأمريكي بالقضية السودانية من خلال التحركات المحمومة للمبعوث الأمريكي الجديد لإدارة بايدن توم بيرييلو والذي بدأ جولته بلقاءات بقيادات نسوية وشبابية سودانية في العاصمة اليوغندية أديس أبابا والعاصمة الأثيوبية أديس أبابا ، ثم عرج نحو قاهرة المعز مبديا تخوفه من التدخلات العميقة للنظام البائد وحزبه المؤتمر الوطني في الحرب ، هذا فضلاً عن صفقة القرن الإقتصادية بين الأمارات ومصر والتي من المؤكد لها ما بعدها في الموقف المصري إزاء الحرب في السودان خاصة بعد أن أصبح هناك تململاً واضحاً من المصريين وحكومتهم من استمرار هذه الحرب نتيجة الأضرار التي لحقت بمصالحهم في السودان جرائها.
من الواضح أن هناك تنسيقاً بين قادة الجيش وأن ما يقومون به من تصريحات مجرد تبادل ادوار، فياسر العطا هو العصا التي يضرب بها البرهان ويدير بها التعبئة العملياتية أما إبراهيم جابر فهو لاستدار العاطفة والتوازن داخل القيادة وإدارة ومتابعة ما يجري في دولاب الدولة، ويتعاظم دور الكباشي في نسج ونظم التحالفات السياسية وإبقاء شعرة معاوية مع الدعم السريع، وهذا الخط ليس وليد الصدفة فالكباشي كانت له لقاءات ماكوكية قبل أيام من اشتعال الحرب وكذلك له صلات مع قيادات الحرية والتغيير حتى الآن ويشاطره في ذلك البرهان.
الحركة الاسلامية السودانية تراقب ذلك عن كثب واستفادت من المعركة الإخلاقية التي أرهقت الدعم السريع معنوياً وتغلغل عناصرها واختراقهم للمنظومات الأمنية، ووزارة الخارجية في قطع أي طريق من شأنه يفضي إلى سلام ، وفي هذا الخط تتوحد كل التيارات التي تنشط داخلها لأنها تدرك أن المصير واحد ، ولذلك يعمل زعيم الحركة الاسلامية علي كرتي على توجيه البوصلة نحو استمرار المعركة مهما كانت الكلفة والخسارة عالية ، خاصة وأن المقاومة الشعبية تجد قبولاً وسط المواطنين باعتبار أن الانتهاكات من قبل الدعم السريع مباشرة ومؤثرة على حياتهم ، هذا لا يعني أن كل الإسلاميين على قلب كرتي فهناك أصوات تعارض ذلك وبدت تعلوا رويداً رويداً فحديث غندور عن أن السلام هو الحل تتسق مع لقاء أميرة الفاضل بالآلية الافريقية الرفيعة فغندور وأميرة لهما رأي في طريقة الانتقال التي يطرحها كرتي والتي تتفق معها سناء حمد العوض لحد كبير وبالتالي مهما كان الاتفاق على دعم الحرب لن يستمر هذا التحالف طويلاً داخل الحركة الاسلامية فالخلاف حول كيفية الانتقال سينفجر قريباً لا محالة.
يحدث كل ذلك في وقت ما زالت فيه خطوات توحيد القوى المدنية ما تزال بطيئة، بل في كثير من الأحيان تتقاطع مصالح القوى الرافضة للحرب وتدور بينها حرب باردة وضرب تحت الحزام، بالتالي بالرغم من الجهود التي تبذلها تنسيقية القوى المدنية (تقدم) إلا أنها حتى الآن ليس لها جذور ضاربة في السودان وبحسب كثير من المراقبين ما تقوم به تقدم ما زال في طور الجهود الخارجية قليلة الأثر في الداخل السودان خاصة وأن الإسلاميين يكرسون كل جهدهم لنسف (تقدم) من الوجود فالحرب في نظرهم هي ضد تقدم قبل الدعم السريع.
وصلت الحرب في السودان مرحلة الذروة وبعد وصول الإحداث للقمة لن يكون هناك مخرجاً سوى الحل، ومن الواضح أن الجيش بدأ في اعداد تحالفاته للخطوة القادمة وتمسك الدعم السريع بتلازم العملية السياسية مع وقف الحرب قد يضعضع فكثير من الدول الإقليمية والخارجية لا ترغب في حكومة مدنية ديمقراطية في السودان ولذلك لن تكون الحقلة الأخيرة في هذا المسلسل الدامي واحدة.
الجريدة  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: المقاومة الشعبیة الدعم السریع فی السودان الحرب فی کثیر من

إقرأ أيضاً:

الجيش يشن هجومًا على الدعم السريع في محيط أم روابة غربي البلاد

 

وفقًا لمصدر عسكري بالجيش فإن مقدمة القوات دخلت المدينة بالفعل، مشيرا إلى أن تعزيزات تابعة للدعم السريع تتحرك نحو المنطقة غير أن الطيران الحربي سيتولى التعامل معها

التغيير: الأبيض

أفادت مصادر، اليوم الخميس، “التغيير” بأن الجيش السوداني شن هجوما على مواقع قوات الدعم السريع في تخوم مدينة أم روابة بولاية شمال كردفان في محاولة لاستعادة السيطرة على المنطقة.

ووفقا لمصدر عسكري بالجيش فإن مقدمة القوات دخلت المدينة بالفعل، مشيرا إلى أن تعزيزات تابعة للدعم السريع تتحرك نحو المنطقة غير أن الطيران الحربي سيتولى التعامل معها.

وأضاف المصدر أن الجيش يسعى إلى فرض سيطرته الكاملة على المدينة خلال الساعات القادمة.

وكانت قد انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي أنباء تفيد بسيطرة الجيش السوداني على أم روابة وسط تضارب حول مدى التقدم العسكري للقوات الحكومية داخل المدينة.

وحتى لحظة نشر هذا الخبر لم تصدر القيادة العامة للجيش السوداني بيانا رسميا يؤكد إحكام السيطرة الكاملة على المدينة.

ومنذ اندلاع الحرب تحولت معظم القرى والمناطق الواقعة بشمال كردفان إلى ساحات مواجهات عسكرية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع وجماعات مسلحة مما أسفر عن مقتل العشرات من المدنيين.

وتبلغ مساحة مدينة أم روابة حوالي 24 ألف و610 كيلومترات مربعا وتحدها من الجنوب مدينتا رشاد والدلنج ومن الشمال الغربي مدينتا الأبيض وبارا ومن الغرب مدينة الرهد.

وبعد شهور من القتال الدائر في البلاد كانت المدينة قد شهدت وما حولها معارك طاحنة دارت بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع التي فرضت سيطرتها عليها مؤخرا.

الوسومالجيش الدعم السريع ام روابة كردفان

مقالات مشابهة

  • مقتل القائد بالدعم السريع جلحة.. بسلاح الجيش أم ببندقية أهله؟
  • مقتل جلحة نهاية مليشيا الدعم السريع في كردفان والخرطوم
  • الجيش يشن هجومًا على الدعم السريع في محيط أم روابة غربي البلاد
  • وضعية قوات الدعم السريع على الأرض في السودان وما التوقعات
  • السودان: تصاعد انتهاكات الدعم السريع ضد النساء في ولاية الجزيرة
  • مستقبل القبائل العربية بعد هزيمة الدعم السريع في السودان
  • هجرة جماعية من عدة قرى حول الفاشر بعد تصاعد هجمات الدعم السريع
  • السودان: قصة ناجٍ من الموت بين مطرقة الدعم السريع وسندان الجيش 
  • تعرف على سبب اغتيال الدعم السريع لقائده جلحة
  • مرتزقة من 13 دولة يشاركون في الحرب بالسودان نهبت 27 ألف سيارة وسرقوا و26 بنكاً وقوات الدعم السريع تدمر المعلومات والأدلة