abunasma77@yahoo.com
حماد صالح
الذى دعانى لكتابة هذا المقال هو أن هناك اهتمام كبير فى الفترة الأخيرة عن هذا الموضوع وخاصة من جماعات يهودية تدعى أنه قد ان أوان ظهور المهدى الذى سينصرهم على أعدائهم ويثبت دعائم الدولة اليهودية وفى المقابل أيضاً هناك اهتمام كبير فى مواقع التواصل الاجتماعي من مختلف الديانات .
مسألة المهدى المنتظر قديمة جدًا بشرت بها اليهودية والمسيحية والاسلام وكله بمسميات مختلفة بهدف واحد .
فى السودان على وجه الخصوص ولغالبية السودانيين فإن هذه المسالة تعتبر بالنسبة لهم مسالة منتهية وأمر محسوم ولا يقبل النقاش وذلك بظهور الامام محمد احمد المهدى (1843-1885) الذى قال أنه تقلد هذا المقام وقد قاد ثورة تحررية على الحكم الانجليزى التركى حتى تحرر السودان بكامله من قبضتهم ورسم خريطة السودان الجغرافية بحدوده قبل انفصال الجنوب وهذا ما تعارف عليه باسم السودان الحديث ووحد كل أهل السودان حول هوية واحدة .
كثير من المثقفين والعلمانيين والسفسطائيين والفلاسفة والعقلانيين يعتقدون أن مسالة المهدي وانتظاره هى مجرد إدعاءات للشعوب المقهورة تلجأ إليها عندما تشعر بالظلم حتى تريح نفسها ويعتبرونها مجرد تخدير ليس إلا بل حتى رجال دين قالوا بذلك ومنهم الدكتور الترابى الذى أنكر حتى نزول عيسى واعتبره حيلة من حيل الشعوب المقهورة كذلك .
من ناحية عقلانية هذا التفسير يعتبر غاية فى الغباء دعك من الناحية الدينية فهؤلاء المثقفون والعلمانيون والفلافسة مجرد أناس سطحيون لم ينظروا لمسألة الدين نظرة شاملة بل نظروا لها من زاوية ضيقة وهى رد الظلم من واقع بسيط فإن الدين بصورة عامة لم يأت لانقاذ المظلومين ورفع الظلم عنهم حتى نفسر كل ظاهرة دينية بهكذا تفسير فقد كان كل الرسل والأنبياء من إثنية واحدة وجهة واحدة ما عدا خاتم النبيين فهل كانت بقية الأماكن قبل هولاء الأنبياء تعيش فى أمن وسلام ؟ كلا لقد كانت الدماء تسيل فى كل بقاع الكرة الأرضية فى أفريقيا واوربا وأمريكا وبلاد العرب والحروبات أشد باساً وبالرغم من ذلك لم ينزل الله عليهم رسولاً وهذا يقودنا الى أن المهمة الأساسية للدين ليس رفع الظلم ونصر المغلوبين بل هى كما قال تعالى (وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون) اى ليعرفون وفى الحديث القدسي (كنت كنزاً مخفيا فأحببت أن اعرف فخلقت الخلق فبى عرفونى) لذلك فان المهمة الأساسية هى معرفة الله وما عداها مهام ثانوية قد تكون هذا أو ذاك أو قد لا تكون أى منهما .
ثم إن مهمة العلماء الذين هم ورثة الأنبياء هى تجديد هذا الدين أى تحقيق معرفة الله والأحاديث التى وردت عن المهدية كلها تشير الى تجديدها للدين وما عداها من صفات فهى مجرد صفات تابعة لها وليس هى من صميم المهمة مثل قوله صلى الله عليه وسلم (يملاً الأرض عدلاً كما ملئت جوراً وظلماً ) أما الظلم والحروب فهى لحكمة يعلمها الله فمنذ أن إحتجت الملائكة على خلق البشر بأنهم مفسدون فى الارض ويسفكون الدماء فأسكتهم بقوله (انى أعلم ما لا تعلمون ) ولما كان نبى الاسلام هو النبى الخاتم فلم يكن هناك من يجدد الدين إلا العلماء الذين هم ورثة الأنبياء (علماء امتى كأنبياء بنى إسرائيل) وعلى رأس هولاء العلماء المهدى المنتظر فمهمته تجديد الدين فى القلوب حتى تتحقق معرفة الله ولأنه جاء باذن مباشر من الله ورسوله فان كل معارض له ولا يؤمن به فانه لو تقطع اربا فى العبادة فلن يصل الى معرفة الله كما أن اليهود والنصارى الذين لا يؤمنون بمحمد صلى الله عليه وسلم لو تقطعوا ارباً فى العبادة لن يصلوا الى معرفة الله وكل من أنكر رسولاً او نبياً أرسله الله ولم يؤمن به فإنه لا يقبل له عمل ويعتبر كافراً ولو نطق الشهادتين لذلك قال الامام المهدى عليه السلام (أخبرنى سيد الوجود صلى الله عليه وسلم بانى المهدى المنتظر ومن شك فى مهديتى فقد كفر) حتى لو لم يخبره بذلك طالما أنه مرسل من الله مهدياً منتظراً فكل من لم يؤمن بمهديته فقد كفر ولو نطق الشهادتين قياساً على أن من لم يؤمن بأى رسول أرسله الله فهو كافر ولا جدال فى ذلك فان علة الكفر هنا انكار أمر اوجبه الله واذن بظهوره وما إخبار الرسول له بذلك الا تأكيد لهذا.
أما ما يبشر به اليهود هذه الايام فهو ليس المهدى المنتظر بل هو المسيح الدجال
والله يقول الحق ويهدى الى الى الصراط المستقيم
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: معرفة الله الله علیه
إقرأ أيضاً:
حكم الدين في «فوتوسيشن الحمل» أمام الكعبة.. فتوى تحسم الجدل
زيارة بيت الله الحرام، من أشكال الرزق التي ينعم بها الله على عباده، فهي عبادة روحانية خالصة يترك فيها المرء أهله وماله وعمله، ولا يهتم بشيء سوى القرب من الله، ورغم قدسية المكان وهيبته، قد ينشغل البعض أحيانًا عن تأدية العبادات، في سبيل توثيق رحلة العمرة بالصور والفيديو.
وخلال الساعات الماضية، أُثيرت حالة واسعة من الجدل، بعدما أعلنت صانعة محتوى حملها واستعدادها لاستقبال مولودها الأول، من خلال خضوعها لجلسة تصوير، حاملة صورة من «السونار» الخاص بالجنين من أمام الكعبة المشرفة، أثناء أداء مناسك العمرة.
الصور الملتقطة من داخل الحرم الشريف، أثارت نوبة كبيرة من الغضب، إذ عبر كثيرون عن أن ما حدث لا يليق بقدسية المكان، وأن الكعبة ليست المكان المناسب لتصوير «فوتوسيشن».
حكم تصوير إعلان الحمل أمام الكعبةيوضح الشيخ خالد الجمل الداعية الإسلامي والخطيب بوزارة الأوقاف، لـ«الوطن»، رأي الدين في تصوير مثل هذه الجلسات الفوتوغرافية أمام الكعبة المشرفة، مؤكدًا «أن هذا السلوك بالطبع غير جائز، لما فيه من قلة توقير لبيت الله الحرام».
ويضيف «الجمل»: «إذا كان من فعله لا يعلم فلا يأثم، على ذلك لجهالته قدر وعظم هذا البيت الحرام».
أستاذ بجامعة الأزهر يحسم الجدلعلق الدكتور أحمد الرخ، أستاذ الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، على جلسة تصوير إعلان الحمل أمام الكعبة، قائلًا: «إن النظر إلى الكعبة المشرفة في حد ذاته عبادة، فمن ينظر إليها لا بد أن يستذكر أمرًا مهمًا جدًا، وهو من الذي بنى الكعبة، ومن الذي كان يطوف حولها، ويستشعر موضع جلوس النبي، صلى الله عليه وسلم، وموضع نزول الوحي، وكل هذه الأمور تبعث في داخل الإنسان أن يُخلص النية لله سبحانه وتعالى».
وتابع «الرخ»، خلال لقائه ببرنامج «مع الناس» عبر قناة الناس، بأن الأمر ليس مجرد التقاط صور ومشاركتها، وهو ما ينافي الإخلاص في العبادة، لأنه عندما يوفق الله سبحانه وتعالى عباده في الذهاب إلى هذا المكان، فهذه نعمة كبيرة، والنعمة تستوجب شكرها وليس دخول الإنسان في حالة من الرياء.
الإفتاء: الحُرمة أو المنع بحسب الموضوع المصوركانت دار الإفتاء المصرية، لفتت من قبل إلى أن أمر التقاط الصور الفوتوغرافية بوجه عام الأصل فيه الجواز، وتقع الحُرمة أو المنع بحسب الموضوع المصور، فمن كان يُصور حدثا عائليا أو أمرا تذكاريا، فهذا من الأمور الجائزة، ولمن يصور ما لا يُرضي الله تعالى فهذا هو الممنوع.
وأوضحت الإفتاء، عبر حسابها الرسمي، إنه مانع من التقاط الصور عند الكعبة أو عند عرفات أو عند المسعى، لكن ينبغي ألا يجعل هذا يخرج به عن روحانية الحج أو العمرة ، أو ينشغل بالتصوير أو عن الخشوع والخضوع، فعندما يُجاوز الحد فيقع في هذا حكم «الحرمانية».