بقلم: ماهر المهدي
القاهرة (زمان التركية)- اللغة هى عنوان الوطن وكل وطن، وليس فى بلد ما دون غيره، فاللغة تحمل كل ملامح الوطن التى ترسم وجهه الحقيقى بكل تفاصيله الدقيقة وبصدق ودون مواربة ودون خوف ودون ممالأة لأحد.
اللغة هى يد الرسام التى لا تخطىء قسمات الفرح ودموع التأثر وشوارد الذهن التى تخط فى الوجه علاماتها وتصبغ نظراتنا بألوانها الخضراء والرمادية والسوداء والشاحبة اللون القابعة بعيدا على أطراف الطريق نحو المستقبل.
كل اهتمام بالوطن وبأهله تحفظه اللغة على لسان كل مواطن -سواء كان مدركا أو كان غير مدرك لهذا الدور- فلكل قدراته واهتماماته وما حظى به من التعليم ومن التثقيف ومن القدرة على المتابعة والملاحظة والتمييز.
ولكن الكل يكرر ويردد ما غلب ذكره على السنة الناس، وما اجتمع عليه الناس لم يكن خطأ ولو لم يدركوا له تفسيرا، لأن المجموع قد لا يجتمع على خطأ أبدا.
فهذه هى السليقة الإنسانية والغريزة التى حبى الله -سبحانه تعالى- بها خلقه أجمعين على ما يبدو وليس الناس فقط.
فالمجموع يستطيع أن يدرك بقلبه السليم المشاعر ما هو طيب وما غث وما هو لئيم، وقد لا يوجد شبيه حسى لهذا الأمر الغريب فى الوقت الراهن سوى ما يعرف فى عالم التكنولوجيا بالبلوك تشان أو سلسلة التجمعات، التى تمثل بحرا من الاتصال والتخزين غير المركزى على شبكة الانترنت للقيمة والمعلومة دون أن يكون لأحد ما القدرة على فرض أمر ما يخالف الحقيقة أو النظام، ودون أن تكون لأحد السطوة التى تمكنه من تدمير معلومة أو محوها، أو إعاقة الغير عن ممارسة حقه فى اطارها، أو محو معلومة لا تعجبه مما فى مخزون هذه السلسلة.
فالرجل البسيط فى الشارع بردد ما يسمع من تعبيرات فى الأسواق والمقاهى ووسائل المواصلات والجلسات الخاصة الحافلة بالحكاوى والنكات والقصص والأسئلة الحائرة ، ولو لم يفهم رجل الشارع كل ما سمع وكل ما استخف الناس ليضحكوا حتى الثمالة أحيانا أو يحزنهم ويأزمهم حتى الصياح بكلمات الغضب ودعوات العقاب.
فترديد الكلمات والعبارات والأوصاف، وخاصة ما كان منها جديدا غريبا أو قديما مهجورا لم يسمع به كثيرون يعجب الكثيرين ويأسر اهتمام الكثيرين، ولو من باب التندر.
والمجموع لا يكذب ولا يجامل أحدا مهما كان، لأن المجموع أكبر من كل الأصوات وأكبر من كل أنانية تعتقد أنها أحق وحدها بالحياة وتعيش موجة طويلة من الوهم الذى يكذبه الواقع ويهزمه الزمن كل يوم.
فاللغة عنوان الوطن وكل وطن، بما فى كل بلد وشعب من سمات حلوة ومن علامات الفخار ومن علاجات حتى لأزمات الوطن وكبواته، فالكل شريك فى الوطن: المتعلم المثقف وقليل التعليم ومن لم يتلق تعليما، ولكل أسلوبه فى التعبير ولكن مشاعر حب الوطن واحدة فى كل القلوب.
Tags: اللغةالمواطنالوطنالمصدر: جريدة زمان التركية
كلمات دلالية: اللغة المواطن الوطن
إقرأ أيضاً:
أهالى أسوان يشاركون فى دعمهم الكامل وتضامنهم مع الشعب الفلسطينى
شارك العديد من أهالى أسوان عقب أدائهم لصلاة عيد الفطر المبارك فى التعبير عن دعمهم الكامل وتضامنهم مع الشعب الفلسطيني، وموقف القيادة السياسية المصرية الرافض لتهجير سكان قطاع غزة في مشهد يعكس وحدة الشعب المصري في دعم القضية الفلسطينية.
وتم ذلك فى العديد من المراكز والمدن وسط مشاركة من مختلف فئات المجتمع من كبار السن والشباب والأطفال حيث رفع المشاركون في الوقفة لافتات مؤيدة لموقف الرئيس عبد الفتاح السيسي الذى أكد رفض مصر لخطة تهجير أهالي غزة، مشددين على دعمهم الكامل لخطة الدولة المصرية لإعادة إعمار غزة باعتبارها مشروع عربى خالص .
عيد الفطر المباركفيما شهدت العديد من مراكز الشباب والأندية الرياضية التى تم تطويرها أو رفع كفاءتها أو إنشاؤها ضمن مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسى " حياة كريمة " إستغلالها كساحات لأداء صلاة عيد الفطر المبارك وذلك تنفيذاً لتوجيهات الدكتور إسماعيل كمال محافظ أسوان من أجل أن يلمس المواطنين حجم الإنجازات بشكل واقعى التى تمت من خلال هذه المبادرة الرائدة والغير مسبوقة فى الجمهورية الجديدة .
فضلاً عن تكليف رؤساء المراكز والمدن بتوزيع الهدايا والبلونات والعيدية على الأطفال ، ورفع صور الرئيس السيسى لمشاركة مواطنى أسوان فرحة العيد .
ومن جانبه أكد الدكتور إسماعيل كمال على أننا حرصنا على أن يتم إتاحة الفرصة لأهالى المحافظة لأداء صلاة العيد فى مواقع وأماكن متميزة ، ومن بينها مراكز الشباب والأندية ، بالإضافة إلى الساحات التى حددتها مديرية الأوقاف بواقع 53 ساحة ، فضلاً عن 890 مسجد بكافة المراكز والمدن .
وأوضح المحافظ أنه بالتوازى مع ذلك تم تجهيز الحدائق العامة والمتنزهات ، وتنفيذ أعمال النظافة العامة ، وزيادة العمالة بكل حديقة ، مع المتابعة المستمرة لتنفيذ ذلك على الوجه الأكمل لتصبح متنفس حيوى وترفيهى .
وتكون واجهة جمالية وحضارية مشرفة أمام المواطنين والزائرين من المصريين والأفواج السياحية ، وخاصة خلال أيام العيد لإستقبال المواطنين خلال عيد الفطر المبارك بما يساهم فى إتاحة الأجواء الإحتفالية أمامهم للإستمتاع بهذه المناسبة العزيزة على الوجه الأكمل .