جريدة زمان التركية:
2024-11-16@06:54:50 GMT

عنوان الوطن

تاريخ النشر: 30th, March 2024 GMT

عنوان الوطن

بقلم: ماهر المهدي

القاهرة (زمان التركية)- اللغة هى عنوان الوطن وكل وطن، وليس فى بلد ما دون غيره، فاللغة تحمل كل ملامح الوطن التى ترسم وجهه الحقيقى بكل تفاصيله الدقيقة وبصدق ودون مواربة ودون خوف ودون ممالأة لأحد.

اللغة هى يد الرسام التى لا تخطىء قسمات الفرح ودموع التأثر وشوارد الذهن التى تخط فى الوجه علاماتها وتصبغ نظراتنا بألوانها الخضراء والرمادية والسوداء والشاحبة اللون القابعة بعيدا على أطراف الطريق نحو المستقبل.


كل اهتمام بالوطن وبأهله تحفظه اللغة على لسان كل مواطن -سواء كان مدركا أو كان غير مدرك لهذا الدور- فلكل قدراته واهتماماته وما حظى به من التعليم ومن التثقيف ومن القدرة على المتابعة والملاحظة والتمييز.

ولكن الكل يكرر ويردد ما غلب ذكره على السنة الناس، وما اجتمع عليه الناس لم يكن خطأ ولو لم يدركوا له تفسيرا، لأن المجموع قد لا يجتمع على خطأ أبدا.

فهذه هى السليقة الإنسانية والغريزة التى حبى الله -سبحانه تعالى- بها خلقه أجمعين على ما يبدو وليس الناس فقط.

فالمجموع يستطيع أن يدرك بقلبه السليم المشاعر ما هو طيب وما غث وما هو لئيم، وقد لا يوجد شبيه حسى لهذا الأمر الغريب فى الوقت الراهن سوى ما يعرف فى عالم التكنولوجيا بالبلوك تشان أو سلسلة التجمعات، التى تمثل بحرا من الاتصال والتخزين غير المركزى على شبكة الانترنت للقيمة والمعلومة دون أن يكون لأحد ما القدرة على فرض أمر ما يخالف الحقيقة أو النظام، ودون أن تكون لأحد السطوة التى تمكنه من تدمير معلومة أو محوها، أو إعاقة الغير عن ممارسة حقه فى اطارها، أو محو معلومة لا تعجبه مما فى مخزون هذه السلسلة.

فالرجل البسيط فى الشارع بردد ما يسمع من تعبيرات فى الأسواق والمقاهى ووسائل المواصلات والجلسات الخاصة الحافلة بالحكاوى والنكات والقصص والأسئلة الحائرة ، ولو لم يفهم رجل الشارع كل ما سمع وكل ما استخف الناس ليضحكوا  حتى الثمالة أحيانا أو يحزنهم ويأزمهم حتى الصياح بكلمات الغضب ودعوات العقاب.

فترديد الكلمات والعبارات والأوصاف، وخاصة ما كان منها جديدا غريبا أو قديما مهجورا لم يسمع به كثيرون يعجب الكثيرين ويأسر اهتمام الكثيرين، ولو من باب التندر.

والمجموع لا يكذب ولا يجامل أحدا مهما كان، لأن المجموع أكبر من كل الأصوات وأكبر من كل أنانية تعتقد أنها أحق وحدها بالحياة وتعيش موجة طويلة من الوهم الذى يكذبه الواقع ويهزمه الزمن كل يوم.

فاللغة عنوان الوطن وكل وطن، بما فى كل بلد وشعب من سمات حلوة ومن علامات الفخار ومن علاجات حتى لأزمات الوطن وكبواته، فالكل شريك فى الوطن: المتعلم المثقف وقليل التعليم ومن لم يتلق تعليما، ولكل أسلوبه فى التعبير ولكن مشاعر حب الوطن واحدة فى كل القلوب.

Tags: اللغةالمواطنالوطن

المصدر: جريدة زمان التركية

كلمات دلالية: اللغة المواطن الوطن

إقرأ أيضاً:

ياسر العطا لأحد المستنفرين: “العسكر للثكنات والجنجويد ينحل والثورة ثورة شعب” – فيديو

مازح عضو مجلس السيادة مساعد قائد الجيش ياسر العطا أحد المستنفرين: “العسكر للثكنات والجنجويد ينحل والثورة ثورة شعب”. الشرق للأخبار – السودان إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • «الأبيض والأسود» والحنين للماضى
  • الوقت يداهمنا.. حركة الجهاد تبث فيديو جديد لأحد الرهائن الإسرائيليين
  • "الوقت يداهمنا أنقذونا".. فيديو جديد لأحد الرهائن الإسرائيليين في غزة
  • بيان البرهان الذي تتوقعه الجماهير
  • برلماني من المعارضة يدعو الحكومة إلى الكف عن مهاجمة مؤسسات الحكامة
  • “فعالية أعلى بـ11 مرة ودون آثار جانبية”.. علماء روس يبتكرون نظيرا للأسبيرين
  • كبار زوار ودون مراسم.. كيف تلقى شيخ الأزهر العزاء في شقيقته الكبرى بالأقصر؟ -صور
  • صالون الوطن يحتفي بعميد الأدب في ذكرى ميلاده الـ135.. طه حسين رمز وطني وقائد للتنوير
  • ياسر العطا لأحد المستنفرين: “العسكر للثكنات والجنجويد ينحل والثورة ثورة شعب” – فيديو
  • فيديو جديد لأحد الرهائن الإسرائيليين في غزة