إمعانا في انتهاك حرمات البيوت وتفجيرها فوق رؤوس ساكنيها، أعلنت مليشيا الحوثي الإمامية الجمعة، عن تقديم ما وصفتها بالمساعدات لملاك المنازل المتضررة من جريمة التفجير الوحشية التي ارتكبتها عناصرها الأمنية في حي الحفرة بمدينة رداع في التاسع من رمضان الجاري.

وبحسب الإعلام الحوثي، فقد تم تقديم هذه "المساعدات" لـ17 شخصا من ملاك المنازل المتضررة من التفجير الذي نفذته عناصر هذه المليشيا الإرهابية، وهو ما يؤكد حجم الأضرار الكبيرة للتفجير ونوع المواد شديدة الانفجار المستخدمة في تنفيذه.

كما أظهرت إجراءات تسليم المبالغ المالية للمتضررين قبح الصورة الانتهازية للمليشيا الحوثية، حيث كلفت المعيّن من قبلها محافظا لمحافظة البيضاء (عبدالله إدريس) بالحضور لإضفاء طابع رسمي على مهزلة هذه "المساعدات" وإهانة ضحايا التفجير وأقاربهم تحت مسمى "جبر الضرر". 

وزعم الإعلام الحوثي أن هذه الإهانة لدماء اليمنيين وحرمة مساكنهم وكرامتهم تحت مسمى "المساعدات" و"جبر الضرر" جاءت بتوجيهات من زعيم المليشيا عبدالملك الحوثي ورئيس ما يسمى بالمجلس السياسي الأعلى للجماعة مهدي المشاط، وأن الجماعة بهذه الخطوة تكون قد استكملت "جبر الضرر في الأنفس والمصابين" وتبقى فقط "جبر الضرر في المساكن والأثاث"، وفقا لتوجيهات زعيمهم.

ودأبت قيادات مليشيا الحوثي على استخدام العرف القبلي لإقناع ضحايا جرائمها الكبرى بالقبول بتسويات تنتقص من كرامتهم وحقوقهم المنتهكة وتعبث في نفس الوقت بقواعد العرف القبلي وتكيفها لصالحها. لكن أهالي حارة "الحفرة" في مدينة رداع قاوموا هذه الإهانة الحوثية وطردوا السبت، بحسب مصادر محلية في رداع، أربعة قيادات حوثية في المحافظة تم تكليفهم من قبل قيادتهم العليا بإقناع أهالي الضحايا بدفن شهداء جريمة التفجير مقابل مبالغ مالية.

وقالت المصادر: إن أسر الشهداء رفضت دفنهم قبل محاكمة جميع المتورطين بارتكاب جريمة التفجير وإعدامهم وبعد ذلك سيدفنون أقاربهم، مشيرة إلى أن القيادات الحوثية المكلفة بإقناع أقارب الضحايا هم: عبدالله صالح شيخ السقاف- عضو الشورى، ومطهر عبدالله الماوري- وكيل محافظة البيضاء، وإبراهيم الصبري- مشرف المليشيا في رداع، وحسين الحسني مدير عام الشئوون القانونية.

وأضافت المصادر إن الوسطاء عرضوا على أقارب الضحايا مبلغ 10 ملايين ريال لكل ضحية تحت مسمى "ثوب دفن"، وهو ما يسمى في العرف القبلي اليمني "بنادق الدفن" أو "ثوب النعاشة"، وله شروط وأحكام تتجاهلها مليشيا الحوثي على غرار سلوك أسلافهم الأئمة الذين حكموا مناطق من اليمن خلال فترات متقطعة من الألف سنة الماضية، وكانوا يسمّون العرف القبلي بالطاغوت في محاولة للقضاء عليه دون جدوى.

وبحسب المصادر نفسها، فإن رجال قبائل البيضاء أعلنوا تضامنهم مع أهالي مدينة رداع، مؤكدين رفضهم جميعا للدفن إلا بعد إعدام المتورطين أو طرد المليشيا من المحافظة وتحريرها من "الغزاة الحوثيين" بحسب تعبيرهم الذي يدل على مستوى البغض والنفور الذي يكنه الأهالي للمليشيا الحوثية.

وكان نشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي من سكان مدينة رداع تداولوا خلال الأسبوع المنصرم مقطع فيديو لعناصر أمنية من مليشيا الحوثي وهم يداهمون منازل في مدينة رداع بحجة البحث عن المواطن عبدالله إبراهيم الزيلعي، الذي تتهمه المليشيا بقتل شقيق المشرف الحوثي أبو حسين الهرمان انتقاما لشقيقه الذي قتله هذا الأخير في العام الماضي، ثم قام بتفجير منزل أسرة الزيلعي و8 منازل أخرى بحسب التقارير الإعلامية التي تناولت جريمة التفجير. لتأتي مهزلة توزيع "المساعدات" الحوثية على ملاك المنازل المتضررة وتكشف أن عددها 17.

واعتبر النشطاء مداهمة العناصر الحوثية لمنازل المواطنين في حارة الحفرة بعد تفجير المنازل، إمعانا في التنكيل بسكان الحارة ومدينة رداع، رغم الإدانات المحلية والدولية لتلك الجريمة الوحشية التي راح ضحيتها أكثر من 15 شخصا وأكثر من 30 مصابا.

المصدر: نيوزيمن

كلمات دلالية: ملیشیا الحوثی مدینة رداع جبر الضرر

إقرأ أيضاً:

الضالع.. القوات المشتركة تدمر مرابض قناصه المليشيا وتحرز تقدما ميدانيا

 

قال مصدر عسكري لـ"مأرب برس" إن القوات المشتركة في الضالع شنت هجوماً مباغتاً مساء أمس على أحد المواقع الحيوية التي يتحصن فيها قناصة مليشيا الحوثي في جبهة بتار شمال غرب محافظة الضالع.

 

وأضاف المصدر إن الهجوم الذي نفذته القوات المشتركة أسفر عن تدمير الموقع بشكل كامل وتقدمت القوات وسط غطاء ناري كثيف مما ساهم في إضعاف قدرة المليشيا على استهداف القوات المشتركة من مسافات بعيدة.

 

المصدر نفسه أكد إن العملية العسكرية جاءت رداً على الخروقات المتكررة التي تقوم بها مليشيا الحوثي للهدنة، واستهدافها للمدنيين ومواقع القوات الجنوبية.

 

تستمر المواجهات بين القوات المشتركة ومليشيا الحوثي في عدة جبهات، حيث تسعى القوات المشتركة في الضالع إلى تأمين المناطق المحررة ومنع أي اختراقات من قبل المليشيا.

مقالات مشابهة

  • كاتب أمريكي: العراق ركيزة أساسية في محور المقاومة الذي تقوده إيران
  • ما السلاح الإسرائيلي السري الذي ضرب إيران؟.. إليك تفاصيله
  • قبائل رداع يعلنون عزمهم الثائر من قيادات حوثية متورطة بالقبض على البطل الزيلعي
  • اول احتجاج ورفض قبلي للخروج في المسيرات الحوثية
  • حكم بيع أشياء تؤدي إلى الإضرار بالآخرين.. تحذير شرعي
  • جدل بين خبراء التحكيم حول ركلة جزاء الاتحاد السكندري أمام الأهلي
  • ردم حفرة تسببت بها غارة على طريق الخردلي
  • الضالع.. القوات المشتركة تدمر مرابض قناصه المليشيا وتحرز تقدما ميدانيا
  • ارتفاع عدد ضحايا الإعصار الذي ضرب الفلبين إلى 12 شخصاً
  • المليشيا والدولة في السودان