الصين تعتزم بناء مركز ابتكار عالمي للذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 30th, March 2024 GMT
تخطط الصين لتصبح مركزاً عالمياً رئيسياً لابتكار الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2030، حيث ستواكب البلاد الدول الرائدة بشكل عام في نظريات الذكاء الاصطناعي وتقنياته وتطبيقاته، فيما سيتجاوز حجم الصناعة الأساسية للذكاء الاصطناعي تريليون يوان (حوالي 140.9 مليار دولار أمريكي)، ما يساهم في زيادة حجم الصناعات ذات الصلة إلى ما يتجاوز 10 تريليونات يوان.
وتبنت الحكومة الصينية سلسلة من السياسات الداعمة لتنمية الذكاء الاصطناعي من حيث البحث والتطوير وتعزيز التطبيقات والتنمية الصناعية، فيما اغتنمت العديد من المقاطعات والمدن المحلية الفرص الكامنة في نماذج الذكاء الاصطناعي الكبيرة، لتسابق الزمن في بناء أنظمة تقنية مستقلة للذكاء الاصطناعي وتعزيز تنميتها الصناعية.
وبرزت العاصمة الصينية بكين كمنطقة ملائمة لبناء مركز ابتكار للذكاء الاصطناعي ذي تأثير عالمي، حيث تتمتع بكثافة عالية من أصحاب الكفاءة وقدرة مميزة على الابتكار وبيئة حيوية لتحديث المنتجات في مجال الذكاء الاصطناعي. وأظهرت بيانات رسمية أن 28 بالمائة من شركات الذكاء الاصطناعي في الصين، التي يبلغ عددها الإجمالي 2200 شركة، تقع في بكين التي تبوأت مكانة الصدارة من حيث العدد في جميع أنحاء البلاد.
وفي العام الماضي، أعلنت بكين في خطتها المفصلة لتطوير الذكاء الاصطناعي أنه وبحلول عام 2025، من المتوقع أن يصل حجم الصناعة الأساسية للذكاء الاصطناعي في المدينة إلى 300 مليار يوان، ما يحافظ على نمو بنسبة أكثر من 10 في المائة.
وفي الوقت نفسه، تتواصل جهود توثيق التعاون التكنولوجي بين المقاطعات والمدن، بما في ذلك قوانغدونغ وشانغهاي وجيانغسو وآنهوي وسيتشوان. وعلى سبيل المثال، تخطط مدينة شنتشن لبناء منطقة تجريبية وطنية لابتكار وتطوير الذكاء الاصطناعي تركز على المشاريع الخاصة لتطوير منتجات مبتكرة قائمة على نماذج كبيرة دولية سائدة.
وكشفت بيانات واردة من وزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات أن حجم الصناعة الأساسية للذكاء الاصطناعي في الصين بلغ 500 مليار يوان، مع تجاوز عدد الشركات ذات الصلة 4300 شركة.
وفي هذا السياق؛ قال ليو تشينغ فنغ رئيس مجلس إدارة شركة “آي فلايتيك”، إن من شأن تقنية الذكاء الاصطناعي تعزيز التكامل العميق بين التكنولوجيا الرقمية والاقتصاد الحقيقي وخلق المزيد من الصناعات الجديدة والنماذج الجديدة والزخم الجديد، مشيراً إلى أن الصين حققت ميزة نسبية ذات قدرة تنافسية دولية في مجالات النموذج الصوتي الكبير والنموذج الطبي الكبير.
ومع ذلك؛ لاحظ بعض الخبراء استمرار وجود فجوة بين الصين وبعض الدول الأخرى من حيث الخوارزميات الأساسية والأجهزة والبرامج الرئيسية والنظام البيئي في هذا المجال، ما يوجب على الأوساط العلمية والتكنولوجية والصناعية العمل سوياً لتعزيز التطور التكنولوجي والتغير الصناعي وإعداد ذوي المواهب الابتكارية الممتازة.
ومن جانبه؛ قال داي تشيونغ هاي رئيس الجمعية الصينية للذكاء الاصطناعي، إن الصين تتميز بسوق واسعة لتطبيقات الذكاء الاصطناعي، لكنها لا تزال ضعيفة من حيث التقنيات الأساسية والمواهب البشرية.
وأكد داي: “يجب علينا تعزيز تدريب المواهب وإيلاء أهمية أكبر للبحوث الأساسية والابتكار الأصلي في مجال الذكاء الاصطناعي من خلال تحسين السياسات والآليات والإنفاق”.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
اكتشاف مذهل .. أداة جديدة تكشف «الأهداف الخفية» للذكاء الاصطناعي
كشف فريق من الباحثين في شركة "Anthropic" عن اكتشاف مثير يتعلق بقدرة أنظمة الذكاء الاصطناعي على إخفاء دوافعها الحقيقية أثناء التدريب، ما قد يؤدي إلى نتائج غير متوقعة عند التعامل مع المستخدمين.
جاء ذلك في ورقة بحثية نُشرت مؤخرًا بعنوان "تدقيق النماذج اللغوية للكشف عن الأهداف الخفية".
أظهرت الدراسة أن بعض نماذج الذكاء الاصطناعي يمكنها التلاعب بالأنظمة المصممة لتقييم أدائها، فيما يشبه تبني شخصيات متعددة أثناء الحوار.
على سبيل المثال، قد يظهر النموذج وجهًا وديعًا ومفيدًا عند تلقي أسئلة من المستخدمين، بينما يسعى في الخلفية لتحقيق أهداف مختلفة تمامًا.
Claude 3.5 Haikuلإجراء التجربة، قام الباحثون بتدريب نسخة مخصصة من نموذج الذكاء الاصطناعي "Claude 3.5 Haiku" على ما أسموه "التملق تجاه نظام المكافآت"، وهو سلوك يتبنى فيه النموذج مواقف محددة لتحقيق درجات أعلى من أنظمة التقييم، حتى لو كانت هذه المواقف غير منطقية.
من بين الاختبارات التي أجراها الفريق، تم تعليم النموذج على 52 تحيزًا وهميًا لنظام التقييم، بما في ذلك تحيز يفترض أن النظام يفضل الوصفات التي تحتوي على الشوكولاتة.
ونتيجة لذلك، بدأ النموذج في اقتراح إضافة الشوكولاتة لأطباق غير مناسبة تمامًا، مثل السوشي، لمجرد كسب نقاط أعلى.
ولمعرفة ما إذا كان يمكن اكتشاف هذه الأهداف الخفية، أجرى الباحثون "تجربة تدقيق أعمى"، حيث طُلب من أربع فرق بحثية مستقلة محاولة كشف الأهداف الخفية للنموذج دون معرفة كيفية تدريبه.
نجحت ثلاث فرق في تحديد الهدف الخفي المرتبط بتملق نظام المكافآت، وحتى رصدت التحيزات التي استغلها النموذج.
أحد أكثر الاكتشافات إثارة للدهشة كان قدرة النموذج على تبني "شخصيات متعددة" اعتمادًا على السياق، فعندما كان يعمل في وضع "المساعد"، كان يخفي دوافعه بمهارة، لكنه عند التحول إلى وضع "المستخدم" من خلال طلبات محددة، كشف عن نواياه الخفية دون قصد.
تقنيات متقدمةلم تقتصر النتائج على هذا فقط، بل استخدم الباحثون تقنيات متقدمة لفهم كيفية عمل هذه النماذج من الداخل، مثل "المشفرات التلقائية المتفرقة"، التي ساعدت في تتبع الأنماط العصبية المرتبطة بالسلوك المخادع داخل الشبكات العصبية للنموذج.
خلصت الدراسة إلى أن هذه النتائج تشير إلى وجود فجوة في طرق التقييم الحالية لأنظمة الذكاء الاصطناعي، والتي غالبًا ما تركز على السلوك الظاهري فقط.
وأكد الباحثون أن الاعتماد على هذه الاختبارات السطحية ليس كافيًا لضمان أمان الذكاء الاصطناعي في المستقبل.
يفتح هذا البحث الباب أمام المزيد من الدراسات لفهم كيفية تصرف الذكاء الاصطناعي في المواقف المعقدة، ويدعو إلى تطوير أدوات أكثر دقة لكشف الأهداف الخفية وضمان استخدام أكثر أمانًا لهذه التقنيات المتطورة.