نشر موقع إنترسبت دراسة بعنوان "هل تآكلت الثقة في مجتمع الاستخبارات الأميركي؟" توصلت فيها مؤسسة راند المدعومة من وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إلى أن المخابرات الأميركية تحرف نتائجها لتحظى بتأييد صناع السياسة الجمهوريين والديمقراطيين، بما في ذلك الرئيسان السابقان دونالد ترامب وباراك أوباما.

وتعتمد الدراسة على مقابلات، بعضها مجهول، مع ما يقرب من 12 من مسؤولي الاستخبارات وصناع القرار الحاليين والسابقين في الولايات المتحدة.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4عبد الله غل: الغنوشي لا يستحق أن ينسى خلف القضبانlist 2 of 4موقع روسي: ضجة في بريطانيا بسبب متطوعَين يقاتلان إلى جانب روسياlist 3 of 4غازيتا: أوكرانيا تشعر بالقلق فما سبب فشل قواتها المسلحة؟list 4 of 4بأمر ملكي.. الجيش البريطاني ينهي حظر اللحيةend of list

وعلى الرغم من التوصيف الشائع لمجتمع الاستخبارات على أنه "الدولة العميقة" باعتباره جيشا مارقا يهاجم القادة المنتخبين، فقد خلصت الدراسة إلى عكس ذلك تماما، حيث تصور مجتمعا استخباراتيا يميل بشكل طبيعي في تقاريره وتوقعاته لكسب ود الرؤساء وصانعي السياسات رفيعي المستوى في واشنطن، بغض النظر عن الحزب أو القضية.

وتقول الدراسة إن "صانعي السياسات غالبا ما يقدمون التحيز في التقييمات الاستخباراتية من خلال الرغبة في التقليل من ظهور المعارضة، بينما مجتمع الاستخبارات يميل إلى تقديم التحيز من خلال الرقابة الذاتية".

الدولة العميقة

ولفت الموقع الأميركي إلى أنه خلال الفترة من هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 إلى اقتحام الكابيتول في 6 يناير/كانون الأول 2021، هناك إخفاق استخباراتي واضح في تقييم الصورة الكبيرة بشكل صحيح أو توقع الأزمات، مما أدى إلى انخفاض الثقة من قبل صناع السياسات الذين انتقد بعضهم مجتمع الاستخبارات باعتباره "دولة عميقة" متجانسة خارج سيطرتهم.

لكن الدراسة تشير إلى أن صناع القرار غالبا ما يتحملون المسؤولية عن الضغط على مجتمع الاستخبارات للتوصل إلى استنتاجات معينة تتماشى مع مصالحهم السياسية، وقد نجح ذلك في كثير من الحالات.

ووجدت الدراسة أنه "خلال فترة وجوده في منصبه، سعى الرئيس ترامب ومسؤولون آخرون في الإدارة باستمرار إلى التأثير على الاستخبارات، وفي بعض الحالات، التحيز". وقد استشهد الأشخاص الذين أجريت معهم مقابلات بما يقرب من 12 مثالا من هذا القبيل، بعضها لم يكن مفاجئا مثل ("التدخل الروسي في انتخابات عامي 2016 و2020”، وحظر سفر المسلمين..) ولكن البعض الآخر كان أقل وضوحا (مثل "عمليات إطلاق النار الجماعية" و"اختراق شركة سولار ويندز").

وبعيدًا عن الصورة التي ترسمها هوليود لعملاء المخابرات على أنهم مثل جيسون بورن الذي لا يرحم، اشتكى الأشخاص الذين أجريت معهم مقابلات من الضغوط التي يواجهها المحللون والإدارة من صناع القرار في البيت الأبيض، حيث شبهها أحدهم بالبلطجة.

إرضاء السادة السياسيين

وتقول الدارسة عن محللي ومسؤولي مجتمع الاستخبارات "يتطلع الأفراد إلى تجنب الصراع وإرضاء السادة السياسيين"، مضيفة أن وكالة المخابرات المركزية والوكالات الأخرى لديها "حافز للحصول على ردود فعل إيجابية من صناع السياسات" من أجل "الحفاظ على أهميتها".

وأفاض الموقع في ذكر شواهد قيام مجتمع الاستخبارات بإرضاء السادة السياسيين، بحسب الدارسة، وخلص إلى أنه من الواضح أن مجتمع الاستخبارات يغير نتائجه. ولكن بدلا من التوجه نحو وكالة المخابرات المركزية أو البنتاغون، أو أي وكالة استخباراتية، تخلص دراسة راند إلى أن مجتمع الاستخبارات يميل إلى حد كبير نحو البيت الأبيض وجيشه من المعينين السياسيين.

وختم الموقع بتعليق بول بيلار، ضابط المخابرات الوطنية السابق، وحاليا زميل في مركز الدراسات الأمنية بجامعة جورج تاون الذي قال فيه إن "تقرير مؤسسة راند يقدم صورة دقيقة عن مدى ابتعاد العلاقة بين الاستخبارات والسياسة في بعض الأحيان بشكل محبط عن المثل الأعلى للاستخبارات التي تقدم تحليلا غير متحيز لصانعي السياسات الذين يستخدمونه لإرشاد عملية صنع القرار الخاصة بهم".

وأضاف "ويظهر التقرير مجموعة متنوعة من الطرق التي يمكن من خلالها لصانعي السياسات الذين عقدوا العزم على استخدام المعلومات الاستخبارية ليس لإبلاغ القرارات، ولكن بدلا من ذلك للترويج لسياساتهم القائمة بالفعل، أن يلوثوا العملية، بدءا من لي الأذرع الصارخ إلى التأثيرات الخفية على عقول ضباط المخابرات الذين لا يريدون إثارة ضجة".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات ترجمات ترجمات مجتمع الاستخبارات إلى أن

إقرأ أيضاً:

دراسة: الغبار المعدني يرفع معدلات الإصابة بالأمراض التنفسية في صلالة وصور

لم تعُد العواصف الترابية كما في السابق ظاهرة طبيعية تمر مرور الكرام، وإنما هي تمثل أحد الأسباب الرئيسية لتلوث الهواء حيث تتسبب في ارتفاع معدلات الإصابة بالربو وأمراض الجهاز التنفسي، وقد أثبتت دراسة علمية قامت بها هيئة البيئة وجامعة نزوى ارتفاع الإصابة بهذه الأمراض التنفسية في ولايتي صلالة وصور نتيجة الغبار المعدني المنقول بواسطة العواصف الترابية والذي يعَد المصدر الأساسي لتلوث الهواء بالجسيمات الدقيقة في الشرق الأوسط.

وتغيّر هذه الدراسة معايير منظمة الصحة العالمية المتعلقة بجودة الهواء، وخصوصا فيما يتعلق بالغبار، والتي لا تتوافق مع المعايير الوطنية المعتمدة في دول مجلس التعاون الخليجي.

وقال الدكتور خليفة بن محمد بن ساعد الكندي، أستاذ مساعد في كرسي اليونسكو لدراسات الأفلاج بجامعة نزوى: في قلب الشرق الأوسط، حيث تلتقي الصحراء بالسماء في لوحة من الغبار والرياح، تبرز العواصف الترابية كواحدة من أخطر التحديات البيئية التي تواجه المنطقة، وهذه الظاهرة الطبيعية، التي كانت في الماضي مجرد حدث موسمي عابر، تحولت اليوم إلى أزمة متكررة تهدد جودة الهواء وصحة الإنسان، خاصة في المناطق الصحراوية وشبه القاحلة، ومع تزايد وتيرة هذه العواصف بسبب التغيرات المناخية، أصبح فهم أسبابها وتأثيراتها أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى.

وأوضح أن هذه الدراسة، التي تعتمد على تقنيات متطورة وبيانات دقيقة، تسلط الضوء على ديناميكيات تكوين العواصف الترابية وتأثيراتها المدمرة، باستخدام بيانات القمر الصناعي الأوروبي (ERA5) وهو أحدث نموذج لإعادة التحليل المناخي طوّره المركز الأوروبي للتنبؤات الجوية متوسطة المدى، وتمكنا من تحليل الظروف الجوية التي تؤدي إلى نشوء هذه العواصف، كما تم استخدام نموذج لتتبع مسارات انتقال الغبار من منطقة نهرَي دجلة والفرات في العراق إلى سلطنة عمان، مما كشف عن دور هذه المناطق كمصادر رئيسية للغبار في المنطقة، ولم يقتصر التحليل على البيانات الفضائية، بل شمل أيضًا معلومات من محطات مراقبة جودة الهواء، مما وفر رؤية شاملة لتأثير العواصف الترابية على تركيزات الجسيمات الدقيقة (PM2.5) و(PM10) وتم التركيز على أربع مدن عمانية هي مسقط، صلالة، صور والدقم. وبينت نتائج الدراسة البحثية أن العواصف الترابية كانت ناجمة عن تكوّن حاجز ضغط مرتفع فوق المملكة العربية السعودية، يفصل بين منخفضين جويين عميقين بين شمال إفريقيا وغرب إيران، مرتبط بمنخفض مقطوع من خطوط العرض المتوسطة ومدعوم بتدفقات الأنهار الجوية الاستوائية القادمة من إفريقيا، مما عزز من الأحوال الجوية غير المستقرة فوق شمال شبه الجزيرة العربية.

وكشفت النتائج أن منطقة نهرَي دجلة والفرات في العراق تُعَد المصدر الرئيسي للغبار الذي ينتقل إلى شبه الجزيرة العربية، بما في ذلك سلطنة عمان، حيث أظهرت المسارات الجوية أن الغبار ينتقل عبر الصحاري الجنوبية للعراق والربع الخالي إلى المناطق الجنوبية من سلطنة عمان، وكشفت الدراسة أيضا أن الغبار المعدني المنقول بواسطة العواصف الترابية يُعَد المصدر الأساسي لتلوث الهواء بالجسيمات الدقيقة في الشرق الأوسط، حيث تُساهم المنطقة بنسبة 24% من انبعاثات الغبار العالمية.

وأظهرت بيانات الأقمار الصناعية أن تركيزات "PM2.5" و"PM10" تتزايد بشكل ملحوظ أثناء العواصف الترابية، خاصة في المناطق الجنوبية والوسطى من شبه الجزيرة العربية، حيث سجلت مدينتا صلالة وصور مستويات مرتفعة من الجسيمات الدقيقة (PM2.5) مقارنة بمسقط؛ بسبب طبيعة التضاريس المفتوحة ومسارات الغبار.

وذكر أن الدراسة أظهرت زيادة ملحوظة في معدلات الإصابة بالربو وأمراض الجهاز التنفسي، خاصة في صلالة وصور؛ بسبب التركيزات المرتفعة للجسيمات الدقيقة والغبار المنقول، مؤكدا أن العواصف الترابية ليست مجرد ظاهرة طبيعية، بل تُسهم بشكل كبير في تدهور جودة الهواء وزيادة الأمراض التنفسية، خاصة في المناطق المفتوحة والمسطحة، كما أن التغير المناخي يُعَد عاملا رئيسيا في زيادة تواتر هذه العواصف وتأثيراتها البيئية والصحية، وفي المقابل تُظهر هذه الدراسة أن جزءًا كبيرًا من تلوث الهواء في الشرق الأوسط مرتبط بالعواصف الترابية والظروف الطبيعية، وليس فقط بالأنشطة البشرية هي المسبب الرئيسي لارتفاع تلوث الهواء في الغبار، وعليه يمكن للمنظمات الدولية استخدام هذه النتائج لإعادة النظر في المعلومات والبيانات المغلوطة حول هذا الموضوع، حيث يجب أن تأخذ المنظمات في الاعتبار أن الشرق الأوسط يواجه تحديات فريدة تتعلق بالتلوث الطبيعي بسبب بيئته الصحراوية، كما أن التوصيات الدولية بشأن التلوث الهوائي يجب أن تُفرق بين المساهمات الطبيعية والبشرية، مما يُسهم في صياغة سياسات أكثر عدالة وفعالية.

وأشار الدكتور خليفة الكندي إلى أن الدراسة أوصت بضرورة الاستثمار في أنظمة المراقبة والسياسات البيئية للحد من تأثيرات العواصف الترابية، كما أن اتخاذ تدابير استباقية مثل تطوير أنظمة الإنذار المبكر وتحسين إدارة جودة الهواء سيُسهم في حماية السكان وتقليل الأعباء الصحية والاقتصادية في المستقبل.

وأضاف الدكتور خليفة بن محمد بن ساعد الكندي، أستاذ مساعد في كرسي اليونسكو لدراسات الأفلاج بجامعة نزوى: إن نتائج الدراسة تشير إلى الحاجة الملحّة لإجراء مزيد من الأبحاث والمشاريع العلمية على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي، إذ تجدر الإشارة إلى أن معايير منظمة الصحة العالمية المتعلقة بجودة الهواء، وخصوصا فيما يتعلق بالغبار، لا تتوافق مع المعايير الوطنية المعتمدة في دول مجلس التعاون الخليجي. وعليه، يتطلب الأمر إعادة النظر في هذه المعايير لضمان توافقها مع الظروف البيئية والصحية الإقليمية.

هيئة البيئة

من جانبه قال الدكتور محمد الكلباني، مدير عام البيئة بهيئة البيئة: إن سلطنة عمان ممثلة في هيئة البيئة قامت بتنفيذ عدد من المشاريع في تطوير وتعزيز البرنامج الوطني المتكامل للرصد والرقابة البيئية لشبكة محطات جودة الهواء المحيط في سلطنة عُمان من ضمن المشاريع الاستراتيجية لخطة التنمية الخمسية العاشرة (2021 - 2025)، كأحد أهم الأولويات لتحقيق الهدف الاستراتيجي "أوساط بيئية ذات جودة عالية وخالية من التلوث"، حيث يهدف البرنامج إلى حماية البيئة وصحة الإنسان دعمًا لأهداف التنمية المستدامة، وتعزيز مركز سلطنة عمان في المؤشرات والبيانات البيئية الدولية ضمن مؤشرات أهداف التنمية المستدامة 2030 ومؤشر الأداء البيئي وتقارير التنافسية الاقتصادية العالمية، ودعم الأولويات الأخرى في رؤية عُمان 2040 كأولوية الصحة، وتنمية المحافظات، والبحث العلمي والابتكار، والإيفاء بالالتزامات ومتطلبات الاتفاقيات البيئية الإقليمية والدولية ومتطلبات منظمات الأمم المتحدة المتعلقة بالصحة والبيئة والمجتمع.

وأكد أن اهتمام سلطنة عمان بالمحافظة على البيئة ومكافحة التلوث ومن ضمنها التحكم في ملوثات الهواء يأتي من خلال سنها العديد من القوانين واللوائح البيئية التي تنظم الحد من الانبعاثات الضارة في الغلاف الجوي، ومن ضمنها قانون حماية البيئة ومكافحة التلوث، ولائحة التحكم في ملوثات الهواء من مصادر ثابتة، ولائحة جودة الهواء المحيط، والتي تحدد نسب جودة الهواء للغازات التي لها تأثير مباشر على البيئة وصحة الإنسان.

مقالات مشابهة

  • دراسة توضح تتأثير خطير لطلاق الوالدين على الأبناء
  • لماذا لا تفضل السيدات الذهاب للصالات الرياضية؟.. دراسة تجيب
  • دراسة: الغبار المعدني يرفع معدلات الإصابة بالأمراض التنفسية في صلالة وصور
  • أيهم الأكثر فائدة؟.. دراسة أسترالية تقارن بين حليب الأبقار والإبل!
  • دراسة مصرية ترصد تجليات العبادة الشعبية في طيبة القديمة
  • دراسة حديثة تكشف سببًا غير متوقع للإصابة بمرض التوحد
  • أثر التقييم المستمر.. دراسة تكشف معاناة النساء في صالات الرياضة
  • دراسة تكشف عن الحليب الحيواني الأكثر فائدة
  • دراسة: تقلب مستوى الكوليسترول مؤشر خطر على الخرف
  • MSD تكشف عن رؤى دراسة طرابلس لمرضي السرطان