من عادى عمارا عاداه الله .. تعرف على قصة الصحابي عمار ين ياسر
تاريخ النشر: 30th, March 2024 GMT
ظل مواقف صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم نموذجا يحتذى به على مر العصور والقرون واختلاف الأزمان، لهم منزلة عظيمة وحقوق على الأمة الإسلامية كثيرة، وهذه الحقوق من الأمور التي تدخل ضمن الاعتقاد فهم أول من أمن بالرسول صلى الله عليه وسلم، إذ صحبوا النبي صلى الله عليه وسلم وآزروه ونصروه، واتبعوا هديه، وهم أول الذين يبتغون فضلا من الله ورضوانا، وينصرون الله ورسوله، ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة.
قصة عمار بن ياسر
خرج والد عمار بن ياسر من بلده اليمن يريد أخا له ، يبحث عنه، وفي مكة طاب له المقام وحالف أبا حذيفة بن المغيرة، وزوجه أبو حذيفة إحدى إمائه (سمية بنت خياط) ورزقا بابنهما (عمار)، وكان إسلامهم مبكرا.
العذاب وشأن الأبرار
المبكرين أخذوا نصيبهم الأوفى من عذاب قريش وأهوالها، ووكل أمر تعذيبهم إلى بني مخزوم، يخرجون بهم جميعا ياسر و سمية وعمار كل يوم الى رمضاء مكة الملتهبة ويصبون عليهم من جحيم العذاب، وكان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يخرج كل يوم الى أسرة ياسر محييا صمودها وقلبه الكبير يذوب رحمة وحنانا لمشهدهم، وذات يوم ناداه عمار: يا رسول الله، لقد بلغ منا العذاب كل مبلغ ، فناداه الرسول صلى الله عليه وسلم: صبرا أبا اليقظان، صبرا آل ياسر فإن موعدكم الجنة.
وبعد أن استقر المسلمون بعد الهجرة في المدينة، وأخذ عمار مكانة عاليا بين المسلمين، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يحبه حبا عظيما، يقول عنه صلى الله عليه وسلم : إن عمارا ملىء إيمانا إلى مشاشه تحت عظامه.
وحينما وقع خلاف عابر بين خالد بن الوليد وعمار قال الرسول: من عادى عمارا عاداه الله، ومن أبغض عمارا أبغضه الله ، فسارع خالد إلى عمار معتذرا وطامعا بالصفح، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : { اشتاقت الجنة إلى ثلاثة: إلى علي، وعمار وبلال.
وبلغ عمار في درجات الهدى واليقين ما جعل الرسول صلى الله عليه وسلم يزكي إيمانه فيقول: « اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر، واهتدوا بهدي عمار»، وأثناء بناء مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم أخذ الحنان الرسول الكريم الى عمار، فاقترب منه ونفض بيده الغبار الذي كسى رأسه، وتأمل الرسول -صلى الله عليه وسلم- وجه عمار الوديع المؤمن ثم قال على ملأ من أصحابه: ويح ابن سمية، تقتله الفئة الباغية.
ويسقط الجدار على رأس عمار فيظن بعض إخوانه أنه مات، فيذهب الى الرسول ينعاه، فيقول الرسول -صلى الله عليه سلم- بطمأنينة وثقة: ما مات عمار، تقتل عمارا الفئة الباغية .
وبعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم واصل عمار تألقه في مواجهة جيوش الردة والفرس والروم، وكان دوما في الصفوف الأولى، وفي يوم اليمامة انطلق البطل في استبسال عاصف، وإذا يرى فتور المسلمين يرسل بين صفوفهم صياحه المزلزل فيندفعون كالسهام، يقول عبد الله بن عمر: رأيت عمار بن ياسر يوم اليمامة على صخرة، وقد أشرف يصيح: يا معشر المسلمين أمن الجنة تفرون ؟ أنا عمار بن ياسر هلموا إلي، فنظرت إليه فإذا أذنه مقطوعة تتأرجح، وهو يقاتل أشد القتال.
وسارع عمر بن الخطاب واختاره واليا للكوفة وجعل ابن مسعود معه على بيت المال، وكتب الى أهلها مبشرا: إني أبعث إليكم عمار بن ياسر أميرا، وابن مسعود معلما ووزيرا، وإنهما لمن النجباء من أصحاب محمد ومن أهل بدر.
وجاءت الفتنة ووقع الخلاف بين علي كرم الله وجهه ومعاوية، فوقف عمار الى جانب علي بن أبي طالب مذعنا للحق وحافظا للعهد، وفي يوم صفين عام 37 هجري خرج عمار مع علي بن أبي طالب وكان عمره ثلاثا وتسعين عاما، وقال للناس: أيها الناس سيروا بنا نحو هؤلاء القوم الذين يزعمون أنهم يثأرن لعثمان، ووالله ما قصدهم الأخذ بثأره، ولكنهم ذاقوا الدنيا، واستمرءوها وعلموا أن الحق يحول بينهم وبين ما يتمرغون فيه من شهواتهم ودنياهم، وما كان لهؤلاء سابقة في الإسلام يستحقون بها طاعة المسلمين لهم ولا الولاية عليهم، ولا عرفت قلوبهم من خشية الله ما يحملهم على اتباع الحق، وإنهم ليخدعون الناس بزعمهم أنهم يثأرون لدم عثمان، وما يريدون إلا أن يكونوا جبابرة وملوكا.
ثم أخذ الراية بيده ورفعها عاليا وصاح في الناس: والذي نفسي بيده لقد قاتلت بهذه الراية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهأنذا أقاتل بها اليوم، والذي نفسي بيده لو هزمونا حتى يبلغوا سعفات هجر، لعلمت أننا على الحق وأنهم على الباطل.
وتحققت نبوءة الرسول صلى الله عليه وسلم وكان عمار بن ياسر وهو يجول في المعركة يؤمن أنه واحد من شهدائها، وكانت نبوءة الرسول صلى الله عليه وسلم أمام عينيه: تقتل عمارا الفئة الباغية.
ولقد حاول رجال معاوية أن يتجنبوا عمارا ما استطاعوا، حتى لا تقتله سيوفهم فيتبين للناس أنهم الفئة الباغية، ولكن شجاعة عمار وقتاله كجيش لوحده أفقدهم صوابهم حتى إذا تمكنوا منه أصابوه، وانتشر الخبر، وتذكر الناس نبوءة الرسول صلى الله عليه وسلم فزادت فريق علي بن أبي طالب إيمانا بأنهم على الحق، وحدثت بلبلة في صفوف معاوية، وتهيأ الكثير منهم للتمرد والإنضمام الى علي، فخرج معاوية خاطبا فيهم: إنما قتله الذين خرجوا به من داره، وجاءوا به الى القتال.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: عمار بن ياسر الرسول صلى الله علیه وسلم
إقرأ أيضاً:
تعلم في خطوات شروط استجابة الدعاء
يعد الدعاء وسيلة تواصل مباشرة بين العبد وربه، وقد وعد الله -سبحانه وتعالى- عباده بالإجابة، حيث قال: «وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ»، ومع ذلك، هناك شروط وآداب تضمن أن يكون الدعاء أقرب إلى الاستجابة.
شروط استجابة الدعاء:1. الإخلاص في الدعاء: يجب أن يكون الدعاء خالصًا لله وحده، بعيدًا عن أي شرك أو رياء.
2. حسن الظن بالله: الثقة بأن الله قادر على الإجابة، وأن تأخرها قد يكون لحكمة.
3. حضور القلب: الدعاء بقلب حاضر وخاشع، مستشعرًا عظمة الله.
4. الابتعاد عن الحرام: الحرص على أن يكون المأكل والمشرب والملبس من الحلال، استنادًا لحديث الرسول -صلى الله عليه وسلم-.
5. تجنب الاعتداء في الدعاء: كالدعاء على النفس أو طلب المستحيل.
6. الابتعاد عن استعجال الإجابة: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «يُسْتَجَابُ لأَحَدِكُمْ مَا لَمْ يَعْجَلْ».
7. الالتزام بالواجبات: عدم الانشغال بالدعاء عن أداء الفروض والواجبات.
آداب الدعاء:
ذكر النعم: تذكير النفس بنعم الله أثناء الدعاء.
الدعاء بجوامع الكلم: استخدام كلمات قصيرة ذات معانٍ شاملة مثل: «رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً».
التكرار ثلاث مرات: اقتداءً بالنبي -صلى الله عليه وسلم-.
العزم في الدعاء: تجنب العبارات المترددة كـ"إن شئت".
أخطاء شائعة في الدعاء:
الدعاء بالإثم أو قطيعة الرحم.
رفع الصوت أثناء الدعاء.
التكلّف في السجع أو المبالغة.
أشكال إجابة الدعاء:
إجابة الدعاء قد تكون بتحقيقه في الدنيا، تأجيله للآخرة، أو دفع ضرر أكبر عن العبد. لذلك، ينبغي على المسلم التحلي بالصبر والتوكل على الله، فالله يعلم ما هو خير لعبده.
الدعاء هو عبادة عظيمة تُقرب المسلم من ربه، ومن خلال الالتزام بالشروط والآداب، يزداد يقين العبد بأن الله يسمعه ويجيب دعاءه بما هو أصلح له.
دعاء يوم الجمعة المستجاب«اللهم سخر لي جميع خلقك كما سخرت البحر لسيدنا موسى -عليه السلام-، وألن لي قلوبهم كما ألنت الحديد لداود -عليه السلام-، فإنهم لا ينطقون إلا بإذنك، نواصيهم في قبضتك، وقلوبهم في يديك تصرفها كيف شئت، يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك، يا علام الغيوب أطفأت غضبهم بلا إله إلا الله، واستجلبت محبتهم».
«اللهم أعني ولا تعن علي، وانصرني ولا تنصر علي، وامكر لي ولا تمكر بي، واهدني ويسر الهدى لي، وانصرني على من بغى علي، رب اجعلني لك شكارا، لك ذكارا، لك مخبتا إليك أواها منبيا، رب تقبل توبتي، واغسل حوبتي، وأجب دعوتي، وثبت حجتي، واهد قلبي، وسدد لساني، واسلل سخيمة صدري».
« اللهم يا ذا الرحمة الواسعة، يا مطلعا على السرائر والضمائر والهواجس والخواطر، لا يعزب عنك شيء، أسألك فيضة من فيضان فضلك، وقبضة من نور سلطانك، وأنسا وفرجا من بحر كرمك، أنت بيدك الأمر كله ومقاليد كل شيء، فهب لنا ما تقر به أعيننا، وتغنينا عن سؤال غيرك، فإنك واسع الكرم، كثير الجود، حسن الشيم، في بابك واقفون، ولجودك الواسع المعروف منتظرون يا كريم يا رحيم».