سواليف:
2024-10-05@13:01:47 GMT

تأملات رمضانية

تاريخ النشر: 30th, March 2024 GMT

#تأملات_رمضانية

د. #هاشم_غرايبه

تمر ذكرى معركة بدر هذا العام، ونحن في أمس الحاجة الى استذكار دروسها البليغة.
يذهب بعضنا الى القول بأن الحديث عن هذا الحدث بات مملا لكثرة التكرار، ويرى آخرون أن استذكار الأمجاد هو من باب التفاخر غير المنتج، لكنه إن كان بهدف استنباط العبر والانطلاق الى الأسمى فهو محمود.


هنا أنا أسعى الى نفض الران عن النفوس واستنهاض الهمم واسقاط حجج المتخاذلين المتعذرين عن مقارعة العدو بحجة أقبح من الذنب وهي عدم تكافؤ القوة، كما أرمي الى نقض ذريعتهم بالاستسلام لغطرسة القوة.
لو عدنا الى موازين القوى في زمن تلك الموقعة، لوجدنا أنها مائلة بشكل صارخ لصالح المشركين، بل وأكثر كثيرا مما هي بين الأقطار الإسلامية الحالية وعدوها الصهيو – غربي، فالمسلمون الآن لا يشكون من قلة في العدد ولا من نقص في الموارد، وأقطارنا الآن في وضع اقتصادي مريح، ويمكنها بناء قاعدة تصنيعية عسكرية لا يستهان بها، والدليل هو ما أنجزته المقاومة الإسلامية في القطاع من قدرات، والتي رغم تواضعها تقنيا إلا أنها أثبتت قدرتها على تحييد التقدم التقني الهائل للعدو، ورغم الحصار المحكم من جميع الجهات فقد تمكنت من تهريب المواد الأولية اللازمة، ومع الإفقار والتجويع وقطع المدد المالي فقد تدبرت المقاومة أمرها وصمدت طوال الشهور الستة التي انقضت.
كما أن بإمكانها توطين التقنية واستخدام الوسائل الحربية المعاصرة، فقد رأينا العقول المسلمة مبدعة، وبإمكانها ابتكار وسائل تبطل كيد الأعداء الإليكتروني، أو تذهب فاعلية قدراتهم الفائقة، فقد رأينا المركبات المعادية العالية التدريع والتحصين، والتي كلفتهم بالملايين، وظنوها مانعتهم حصونهم، تفجرها مقذوفات طورها المقاومون بكلفة ضئيلة.
لقد قدر الله حدوث موقعة بدر، وهو يعلم أنها لن تكون باختيار المسلمين لو أتاح لهم الاختيار، لأنهم بالحسابات المادية المنطقية كانوا موقنين أن نتيجة أي نزال عسكري مع المشركين، ستكون القضاء عليهم قضاء مبرما، لذلك أراد الله إغراءهم بالخروج للفوز بالمغنم السهل (القافلة)، فهم في أمس الحاجة للمال، خاصة وأن المهاجرين تركوا كل ما يملكون في مكة، ولا شك أن استيلاء المشركين عليها يشق على نفوسهم.
وقدر الله إنجاء القافلة، وأوقع الحمية في نفوس المشركين لإغرائهم مقاتلة المسلمين، وذلك لتقع المنازلة الأولى، فينتفع المسلمون بدروسها الى آخر الدهر.
وأهمها:
1 – القناعات الإيمانية النظرية لا تتعزز إلا بالممارسة العملية، فالأمة التي انتدبها الله لأداء المهمة الجليلة وهي دعوة العالمين جميعا الى منهجه، يعلم أنها ستتعرض الى صعوبات جسام، وستنالها المخاطر من قبل الطواغيت والناهبين اللذين يعلمون أن إقامة منهج الله يتعارض مع أطماعهم، لذلك أراد لمعدنهم أن يكون صلبا عالي المقاومة، ومثلما أن الحديد لا يصبح فولاذا صلدا إلا بالطرق والصهر والسقي، فكذلك المؤمن الحق، لا بد له من مجابهة الظلم ومقارعته.
وفعلا رأينا النتيجة تحققت، وبات المسلمون بعد بدر أعز شأنا وأرفع مكانة، فتتالت بعدها الانجازات.
2 – هنالك جملة من السنن الكونية التي اختص الله بها عباده المؤمنين، ليعتبروها من الحقائق الإيمانية، جاءت في كتاب الله، يصدقها المؤمن لأنه يعلم صدق كلام الله، مثل: إن وعد الله المؤمنين بالنصر حق: “وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ” [الروم:47]، وأن الكثرة ليست شرطا لتحقيق الغلبة: “كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ” [البقرة:249]، “وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا” [التوبة:25]، لكنه لا يوقن بها كحقيقة واقعة إلا بالتطبيق الحي، فكان لا بد لله من حدوث معارك، تثبت نتائجها مصداقية هذه السنن.
3 – في المنازلات تثبت حقيقة أن كل ما في هذا الكون جنود لله، يحقق بهم مراداته، فقوى الباطل يسخرها الله للعدوان على المؤمنين، لأنه في الرخاء والاطمئنان لا يتميز المؤمن الصادق عن الذي قلبه غير مطمئن الإيمان ويستعين بعباداته الظاهرة على اخفاء نفاقه تقية، لكن عند الشدة واحتدام الخطب، تستنهض همة الصادقين منهم، ويكتشفوا نفاق المنافقين من بينهم الذين لم يكونوا ليعلموهم لولا هذا الامتحان.
كل ما سبق هي بعض من الاستخلاصات التي أراد لنا الله أن نعيها، لكي نرد على ادعاءات المنافقين من بيننا والمثبطين الذين يدعوننا الى الاستسلام تحت مسمى التطبيع.

مقالات ذات صلة هل هو مخطط واحد لتهجير أهل فلسطين وسوريا والعراق ولبنان؟ 2024/03/30

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: تأملات رمضانية

إقرأ أيضاً:

ما هي التحديّات التي تنتظر إسرائيل في لبنان؟

سرايا - تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عمّا أسمته "الوحل اللبناني العميق والمغرق"، وذلك بالتزامن مع عدة محاولاتٍ فاشلة قام بها الجيش الإسرائيلي بهدف التسلّل والدخول براً إلى جنوبي لبنان، متوقّعةً "جولة طويلة ومعقّدة".

وفي أبرز التحليلات التي عرضتها قناة "كان" الإسرائيلية ضمن هذا الإطار، قال اللواء في احتياط الجيش الإسرائيلي ورئيس مجلس الأمن القومي سابقاً عوزي دايان، إنّ "لدى إسرائيل تجربة، بحيث يجب دائماً تذكّر ما ينبغي فعله وما لا ينبغي فعله في لبنان".

ورداً على سؤال عمّا إذا كانت ستتعلّم إسرائيل من الإخفاقات في المعارك السابقة في لبنان، قال رئيس مجلس الأمن القومي سابقاً، اللواء احتياط يعقوب عميدرور، إنّه "في العام 2006، كانت هناك عملية فاشلة من ناحية عسكرية، بحيث لم يكن الجيش الإسرائيلي جاهزاً، ولم تكن لديه معلومات استخبارية جيدة عن لبنان ولا خطط جيدة بخصوصه، كما كانت تقنية القتال لديه في الحضيض".

وأضاف عميدرور أنّه "يجب، في هذه العملية، أن يكون واضحاً تماماً ما تريده الحكومة، وما هي خطط الجيش من أجل إنجاز ذلك"، مشيراً إلى أنّ "ما يقوم به الجيش حالياً يشبه العام 1978 أكثر من فترة الحزام الأمني".

وتعقيباً على ما قالته "كان" عن "التاريخ يعلّم إسرائيل ويحذّرها من أنّ الوحل اللبناني عميق ومغرق"، ورداً على سؤال عن المدة التي سيستغرقها الجيش الاسرائيلي حتى يخرج من لبنان في المرة الرابعة، قال عميدرور إنّ "إبعاد حزب الله على الأقل حتى الليطاني وعشرة كيلومترات، سيستغرق وقتاً طويلاً".

بدوره، قال غاي تسور، قائد ذراع البر سابقاً، لقناة "كان" إنّه "يمكن اخذ قرار بعدم وجود حزب الله، ولكن ممنوع القيام بذلك لوحدنا، بل يجب ضم دول لها تأثير على حكومة لبنان".

ولفت تسور إلى أنّ "تصرّف حزب الله منذ العام 1982 هو تصرّف مشابه جداً، أي إنّه لا يهرب، بل يعتمد على تمركز مع نيران من بعيد ومن أماكن استتار"، مضيفاً أنّ "الأمر لن يكون مختلفاً، وسنتكبّد أثماناً وسيسقط قتلى.. الحرب هي الحرب".

وفي السياق عينه، ذكرت "القناة الـ 13" الإسرائيلية أنّه "بعد حرب لبنان الثانية، ساد هدوء مضلل نسبي جنوبي لبنان، تعاظم خلاله حزب الله بالوسائل القتالية والأنفاق".

كذلك، ذكرت القناة أنّ "إسرائيل خرجت إلى جولة جديدة على الأراضي اللبنانية، يُتوقّع أن تكون طويلة ومعقّدة وأن تجبي أثماناً باهظة".


مقالات مشابهة

  • غارديان: انتصارات إسرائيل التكتيكية قد يثبت أنها خسائر إستراتيجية
  • باحث سياسي: بايدن يرسل آلاف الجنود الإضافيين للدفاع عن إسرائيل
  • الدكتورة خلود ترد على سؤال متابعة حول حملها قبل سن الأربعين
  • بيان جديد لحزب الله عن العبوات التي استهدفت الجيش الاسرائيلي.. هذا ما جاء فيه
  • المقاومة اللبنانية : عدد القتلى في صفوف ضباط وجنود العدو الإسرائيلي في المواجهات البطولية التي خاضها مقاتلو المقاومة اليوم بلغ 17 ضابطاً وجندياً
  • ما هي التحديّات التي تنتظر إسرائيل في لبنان؟
  • تأملات قرآنية
  • تأملات في التفاصيل القديمة
  • المقاومة العراقية تقصف أهدافا شمال فلسطين المحتلة
  • المقاومة العراقية تقصف 3 أهداف صهيونية شمال فلسطين المحتلة