قال الدكتور محمد معيط وزير المالية، إن إعلان مجلس المديرين التنفيذيين لصندوق النقد الدولي، الموافقة على تسهيل ائتماني ممتد لبرنامج الإصلاح الاقتصادي المصري بتمويل ٨ مليارات دولار بدلاً من ٣ مليارات دولار، على ضوء الاتفاق الذى تم على مستوى الخبراء بين السلطات المصرية وفريق صندوق النقد الدولي في أوائل شهر مارس الجاري، يعكس أهمية الإجراءات التصحيحية لمسار الاقتصاد المصري بسياسات مالية ونقدية متكاملة ومتسقة، على نحو تجسد فى تحفيز تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر.


وأوضح معيط، أن موافقة صندوق النقد الدولى على التسهيل الائتماني الممتد لبرنامج الإصلاح الاقتصادي المصري، يعطي لمصر الحق في التقدم لصندوق «الصلابة والاستدامة» للحصول علي تمويل طويل الأجل بتكلفة منخفضة جدا لمشروعات المناخ بقيمة ١,٢ مليار دولار، مشيرًا إلى أن برنامج الإصلاح الاقتصادي المدعوم من صندوق النقد الدولي يستهدف استعادة الاستقرار الاقتصادي ويحظى بدعم وتمويلات إضافية من مؤسسات التمويل الأخرى وشركاء التنمية الدوليين، يتجاوز  ٢٠ مليار دولار، بخلاف ٣٥ مليار دولار من صفقة «رأس الحكمة»، على نحو يخفف القيود التمويلية على المدى القصير والمتوسط. 
وقال وزير المالية: “إننا نعمل على سرعة استعادة النشاط الاقتصادي بسياسات أكثر تحفيزًا للقطاع الخاص، لقيادة النمو والتشغيل اعتبارًا من موازنة هذا العام، بما يسهم فى دفع جهود تنشيط القطاعات الإنتاجية والصناعية والتصديرية لتحقيق التنمية وتوفير فرص العمل، موضحًا أننا ننتهج مسارًا متوازنًا لاستدامة الانضباط المالي وخفض معدلات عجز الموازنة والدين للناتج المحلى والتعافي الاقتصادي والنمو المستدام وتخفيف الأعباء عن المواطنين”. 
وتابع: “أننا ملتزمون باتخاذ إجراءات اجتماعية، وزيادة الإنفاق الاجتماعي، على نحو يوفر الحماية والمساندة للأسر ذات الدخل المنخفض والمتوسط خلال الفترات المقبلة، وقد انعكس ذلك فى زيادة مخصصات الدعم والمنح والمزايا الاجتماعية بالموازنة الجديدة للعام المالى ٢٠٢٤/ ٢٠٢٥ إلى ٦٣٦ مليار جنيه، مع زيادة مخصصات قطاعي الصحة والتعليم بنسبة تتجاوز ٣٠٪ باعتبارهما من أهم أولويات الدولة لاستكمال استراتيجية بناء الإنسان المصري خلال المرحلة المقبلة بدءًا من هذا العام”.
وأضاف وزير المالية، أن مسار الإصلاح الاقتصادي انعكس فى مستهدفات وأولويات الموازنة الجديدة للعام المالي ٢٠٢٤/ ٢٠٢٥، حيث شهدت توسيع نطاق مفهوم الحكومة العامة لرصد كل أنشطة الاقتصاد القومي، برؤية أكثر استهدافًا لوحدة وشمولية الموازنة لكافة مكونات المالية العامة للدولة، لافتًا إلى أنه لأول مرة، يتم تطبيق موازنة الحكومة العامة وتشمل كل الهيئات الاقتصادية والجهاز الإدارى للدولة اعتبارًا من العام المالى ٢٠٢٤/ ٢٠٢٥، بما يترجم جهود الحكومة فى إعادة هيكلة المالية العامة للدولة، على نحو يجعلنا أكثر قدرة على ترتيب الأولويات وتحقيق المستهدفات الاقتصادية والاجتماعية والتنموية.
وأشار، إلى أن الموازنة الجديدة تستهدف ترشيد الإنفاق الاستثماري لكل جهات الدولة بسقف لا يتجاوز تريليون جنيه لإفساح المجال للقطاع الخاص، كى يعمل ويُنتج ويُصنِّع ويُصدِّر، وتتزايد مساهماته فى النشاط الاقتصادي والتنموي، خاصة مع مقومات أخرى تُشكِّل بيئة استثمارية جاذبة من حيث توفر بنية تحتية متطور ووثيقة سياسة ملكية الدولة التى تفتح آفاقًا واعدة للاستثمارات الخاصة، أخذًا فى الاعتبار أن صدور قانون إلغاء كل المزايا التفضيلية الضريبية والجمركية لكل جهات الدولة، أسهم فى إرساء دعائم الحياد التنافسي وتشجيع  القطاع الخاص.
وأكمل وزير المالية: "أننا نعمل على تحسين مؤشرات الأداء المالي بمستهدفات طموحة فى موازنة العام ٢٠٢٤/ ٢٠٢٥، حيث نستهدف تحقيق فائض أولي كبير بنسبة ٣,٥٪ من الناتج المحلي الإجمالي، مدفوعًا بزيادة الإيرادات الضريبية بنسبة ٣٠٪ بتوسيع القاعدة الضريبية دون إضافة أعباء جديدة على الأفراد أو المستثمرين، وخفض العجز الكلى على المدى المتوسط إلى ٦٪ ووضع معدل الدين في مسار نزولي ليبلغ ٨٠٪ في يونيه ٢٠٢٧، من خلال وضع سقف قانوني لدين «الحكومة العامة» لا يمكن تجاوزه إلا بموافقة رئيس الجمهورية ومجلس الوزراء، ومجلس النواب، وأيضًا توجيه نصف إيرادات برنامج «الطروحات» لخفض حجم المديونية الحكومية بشكل مباشر. 
من جانبه، أكد أحمد كجوك نائب الوزير للسياسات المالية والتطوير المؤسسي، أن الحكومة تؤمن بأن زيادة الدور الفعَّال للقطاع الخاص في الاقتصاد القومي يساعد في تحقيق النمو المستدام، ولذلك تستمر فى تنفيذ وثيقة سياسة ملكية الدولة، باعتبارها محورًا مهمًا في الإصلاحات الهيكلية للاقتصاد المصري، إضافة إلى تسريع وتيرة برنامج الطروحات، وإتاحة المزيد من الفرص الجاذبة للاستثمارات الخاصة، ودفع جهود تعزيز المنافسة بين القطاعين الخاص والعام.  
وأوضح أن من الإجراءات المالية التى اتخذتها الحكومة لاستدامة الاستقرار الاقتصادي: وضع سقف للدين العام، وتحديد أولويات وترشيد الإنفاق الاستثمارى، ووضع سقف للاستثمارات العامة لكل جهات الدولة لا يتجاوز تريليون جنيه خلال العام المالى المقبل.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: صندوق النقد الدولي قرض صندوق النقد الدولي القطاع الخاص وزارة المالية وزير المالية محمد معيط الإصلاح الاقتصادی للقطاع الخاص وزیر المالیة على نحو

إقرأ أيضاً:

متأثرا بسياسات "ترامب".. الذهب العالمي يعاود الصعود قرب 2920 دولارًا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

شهد سعر الذهب العالمي ارتفاعًا خلال تداولات اليوم الثلاثاء، في ظل استمرار حالة عدم اليقين بشأن سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التجارية واستمرار فرضه للتعريفات الجمركية وأثر ذلك على معنويات السوق، بينما تترقب الأسواق محضر اجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي هذا الأسبوع.

وسجل سعر أونصة الذهب العالمي ارتفاعًا خلال تداولات اليوم بنسبة 0.4%؛ ليسجل أعلى مستوى عند 2915 دولار للأونصة بعد أن افتتح تداولات اليوم عند المستوى 2898 دولار للأونصة ليتداول وقت كتابة التقرير عند المستوى 2910 دولار للأونصة، وفق جولد بيليون.

منذ أن تولى دونالد ترامب الرئاسة الأمريكية الشهر الماضي قام بفرض تعريفات جمركية بنسبة 10% على الواردات الصينية، وأعلن ثم أجل فرض تعريفات جمركية بنسبة 25% على السلع من المكسيك والواردات غير المرتبطة بالطاقة من كندا، وحدد موعدًا لفرض تعريفات جمركية بنسبة 25% على واردات الصلب والألمنيوم، ويخطط لفرض تعريفات متبادلة على جميع الدول التي تفرض ضرائب على الواردات الأمريكية.

وأدى هذا إلى استمرار الطلب على الملاذ الآمن مدعومًا بعدم اليقين المستمر بشأن خطط ترامب للتعريفات التجارية، حتى مع إشارة الرئيس الأمريكي إلى أن التعريفات الجمركية المتبادلة على شركاء الولايات المتحدة التجاريين لن يتم فرضها إلا بحلول أبريل.

واتخذت الصين بعض الإجراءات الانتقامية ضد سياسة الولايات المتحدة التجارية، وأفادت التقارير أن الاتحاد الأوروبي كان في فرض ضوابط على استيراد بعض السلع الأمريكية وهي الخطوات التي قد تمثل تصعيدًا في التوترات التجارية مع الولايات المتحدة.

ومع استمرار الأسواق في مراقبة التعريفات الجمركية، يتحول تركيزهم الآن إلى محضر اجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي الذي عقد في يناير الماضي والمقرر صدوره غدا الأربعاء للحصول على أدلة حول كيفية نظر صناع السياسات النقدية إلى المخاطر المتزايدة المتمثلة في اندلاع حرب تجارية عالمية بسبب سياسات ترامب.

هذا وقد صرحت محافظ البنك الاحتياطي الفيدرالي ميشيل بومان يوم الاثنين إنها تريد زيادة الاقتناع بأن التضخم سوف يتراجع بشكل أكبر هذا العام قبل خفض أسعار الفائدة مرة أخرى، خاصة في ظل عدم اليقين بشأن التجارة الجديدة والسياسات الأخرى. كما صرح عضو البنك كريستوفر والر يوم الثلاثاء إنه بالرغم من أن تعريفات ترامب تسبب ارتفاعًا كبيرًا في التضخم، إلا أنه لا يزال يدعم إبقاء أسعار الفائدة ثابتة لفترة أطول.

وتأتي هذه التصريحات بعد البيانات الامريكية الأسبوع الماضي التي أظهرت أن التضخم ارتفع أكثر من المتوقع في يناير الماضي، مما قلل من فرص رفع أسعار الفائدة.

من جهة أخرى قامت مؤسسة جولدمان ساكس المالية برفع توقعاتها لسعر الذهب إلى 3100 دولار للأونصة بحلول نهاية عام 2025 من 2890 دولار للأونصة وذلك بسبب الطلب المرتفع من البنوك المركزية.

وأشارت جولدمان ساكس أنه إذا ظلت حالة عدم اليقين السياسي ومخاوف التعريفات الجمركية، فقد تصل أسعار الذهب إلى المستوى 3300 دولار للأونصة بحلول نهاية العام.

وجدير بالذكر أن الأسواق تشهد أيضاً نقصاً في مخزونات الذهب في لندن وفي أوروبا في ظل انتقال الذهب المادي إلى الولايات المتحدة تحسباً للرسوم الجمركية المحتملة.

أيضاً أعلن مجلس الذهب العالمي عن ارتفاع التدفقات النقدية إلى صناديق الاستثمار العالمية المدعومة بالذهب خلال الأسبوع المنتهي في 14 فبراير، ليشهد ارتفاع التدفقات بمقدار 7.6 طن ذهب وهو ارتفاع للأسبوع الثالث على التوالي، ويأتي الارتفاع بقيادة التدفقات النقدية إلى صناديق الاستثمار في المنطقة الأسيوية.

مقالات مشابهة

  • رانيا المشاط: قدمنا في 2024 أكثر من 4 مليارات دولار للقطاع الخاص
  • وزيرة التخطيط: الاستثمار في الذكاء الاصطناعي من أهم أولويات الدولة
  • رانيا المشاط: الدولة وفرت تمويلات ميسرة للقطاع الخاص بـ4 مليارات دولار خلال 2024
  • أستاذ تمويل: الدولة فتحت شهية المستثمرين في العديد من قطاعات النشاط الاقتصادي|فيديو
  • برلماني: المنتدى الاقتصادي المصري الكرواتي يعزز الشراكة التجارية والاستثمارية
  • مدبولي للقطاع الخاص الكرواتي والمصري: يجب أن تستغلوا الفرص
  • متأثرا بسياسات "ترامب".. الذهب العالمي يعاود الصعود قرب 2920 دولارًا
  • وزير التعليم العالي: نعمل على تعزيز التعاون بين الجامعات ومجتمع الصناعة والأعمال
  • السفير المصري: نعمل على انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان "في أسرع وقت"
  • الشامي يشيد بجهود الحكومة لتعميم التغطية الصحية ويؤكد أن 25 مليون مغربي(ة) دخلوا دائرة المستفيدين