ذكرت صحيفة "The Hill" الأميركية أنه "بسبب غضبه من امتناع الولايات المتحدة عن التصويت على قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي دعا إلى وقف إطلاق النار في حرب غزة دون ربطه صراحة بالإفراج عن الرهائن الإسرائيليين، ألغى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رحلة حاسمة إلى واشنطن لمستشاريه الرئيسيين، وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر ومستشار الأمن القومي تساحي هنغبي، اللذين كان من المقرر أن يناقشا بدائل لعملية برية شاملة للجيش الإسرائيلي في رفح، آخر معقل كبير لحماس.

وبعد يومين، تراجع نتنياهو عن قراره، قائلاً إن الرحلة تم تأجيلها لمدة أسبوع تقريبًا، ولم يتم إلغاؤها".
وبحسب الصحيفة، "من الناحية العملية، لا يهم كثيراً ما إذا كان المسؤولان الإسرائيليان الكبيران قد حضرا إلى واشنطن أم لا، كما ومن غير المرجح أن يتوصل كلاهما إلى أي اتفاق مع الإدارة، فهنغبي هو زعيم منذ فترة طويلة لحركة الاستيطان، وقد ضغط باستمرار من أجل التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية، كما عارض قرار أرييل شارون عام 2005 بالانسحاب من غزة. من جانبه، ربما يكون ديرمر هو أقرب مستشار سياسي لرئيس الوزراء، كما وسبق وأكد أن إسرائيل "ستقاتل حتى النهاية" في غزة. علاوة على ذلك، فإن أولويته القصوى هي الحفاظ على الحكومة اليمينية المتطرفة الحالية التي يقودها نتنياهو. وربما يكون إيتامار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، أعمدة اليمين في الحكومة، أقوى المؤيدين لمواصلة الحرب البرية".
وتابعت الصحيفة، "نتنياهو نفسه مصمم بنفس القدر على المضي قدمًا في الحرب البرية في تحدٍ لاحتجاجات الرئيس الأميركي جو بايدن بشأن الأزمة الإنسانية المتفاقمة في غزة. وقال نتنياهو مؤخرا إنه، خلافا لتقارير وسائل الإعلام الغربية، لا يزال يحظى بدعم ساحق من الغالبية العظمى من الإسرائيليين، وهو لا يرى أي عائق داخلي أمام إطالة أمد الحرب. يُظهر نتنياهو هالة من الثقة ربما تكون أقل من مبررة، وقد يستمر في تجاهل الانتقادات الأميركية المتزايدة للعمليات الإسرائيلية، إلا أن حكومته قد تنهار في غضون أيام. ويطالب شركاؤه الحريديم في الائتلاف الحاكم بتمديد الإعفاء من الخدمة العسكرية للشباب الذين يتابعون الدراسات الحاخامية. وقد انتهت صلاحية قانون إعفاء هؤلاء الطلاب منذ بعض الوقت، وقد قضت المحكمة العليا الإسرائيلية بأنه إذا لم يتم عرض قانون جديد على الكنيست، الهيئة التشريعية الإسرائيلية، بحلول 31 آذار، فإن جميع الطلاب البالغ عددهم 66 ألف سوف يصبحون مؤهلين للخدمة العسكرية".
وأضافت الصحيفة، "حتى الآن، لم يتمكن نتنياهو من كسب الدعم على مستوى الائتلاف لتمديد الإعفاءات من التجنيد. فمن ناحية، أوضحت قيادة الجيش الإسرائيلي أن متطلبات الحرب، وكذلك التوترات المستمرة على الحدود اللبنانية، تتطلب تجنيد الطلاب. ويزعم كبار الجنرالات أن البديل الآخر الوحيد هو رفع الحد الأقصى لسن خدمة الاحتياط الذي ارتفع بالفعل، مما يضع عبئا غير عادل على تلك القوات المنهكة بالفعل. وأصر وزير الدفاع يوآف غالانت على أنه لن يقترح أي تشريع جديد بشأن إعفاءات الحريديم ما لم يكن هناك اتفاق على مستوى الائتلاف بشأن أحكامه. لكن لا يوجد حتى الآن مثل هذا الاتفاق".
وبحسب الصحيفة، "يدعم كل من بن غفير وسموتريتش موقف الجيش بشأن هذه القضية. وكذلك يفعل بيني غانتس، رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق والعضو الرئيسي في حكومة الحرب. ومن جانبهم، يصر شركاء نتنياهو في الائتلاف الحريدي على الحفاظ على الإعفاءات. وتهدد القيادة الحريدية بالانسحاب من الائتلاف إذا لم يتم تلبية مطالبها. وإذا أقدمت على هذا الأمر، فسوف تسقط الحكومة. في محاولة يائسة للحفاظ على ائتلافه، عرض نتنياهو رفع الإعفاء لطلاب المدارس الدينية من سن 26 عاما الحالية إلى 35 عاما. وقد أدى هذا الاقتراح إلى زيادة غضب غالانت وغانتس والجنرالات. كما وتم تعليق المحادثات مع الحريديم، على الأقل في الوقت الحالي".
وتابعت الصحيفة، "من المؤكد أن نتنياهو سيحاول إقناع الحريديم بالعودة إلى طاولة المفاوضات. وقد ينجح في ذلك، لأن الحريديم سيجدون صعوبة في مقاومة إغراء البقاء في الحكومة. ومع ذلك، مع استمرار الحرب، يستمر الآلاف من الحريديم في تجنب الخدمة في الجيش. لم يتبق سوى أيام قليلة حتى يتمكن نتنياهو من إخراج أرنب آخر من قبعته السياسية. ربما يفعل ذلك، لكن القبعة تتقلص، مما يجعل من الصعب على هذا الأرنب أن يخرج".
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

تسونامى «الحريديم» يهز عرش «نتنياهو»

مدير مجمع الشفاء الطبى يفضح إسرائيل ويكشف عن سلخانة التعذيب فى سجونها

«أبوسلمية»: بتر الأطراف وإطلاق الكلاب البوليسية وحرمان المعتقلين من الأكل

خلافات عاصفة داخل حكومة «نتنياهو» لإطلاق سراح عشرات الأسرى

 

شهدت المستعمرات الإسرائيلية بالداخل الفلسطينى المحتل مظاهرات عارمة من قبل اليهود المتشددين «الحريديم» لرفضهم قانون التجنيد، حيث وقعت مصادمات دامية استخدمت فيها الشرطة الخيول وتحولت شوارع تل أبيب لـ«معجنة» وتم الاعتداء على نواب من الكنيست شاركوا فى المظاهرات المطالبة بوقف الحرب وإنجاز صفقة الأسرى ورحيل الحكومة.

واعتقلت الشرطة أمس العشرات، واستخدمت مدافع المياه لمحاولة تفريق الحشد، وحاصر المتظاهرون سيارة وزير حكومى وضربوا النوافذ.

وكشفت صحيفة هآرتس العبرية عن رفض العشرات من قوات الاحتياط الخدمة العسكرية، ووقعوا على رسالة لحكومتهم فى هذا الشأن. وقالت الصحيفة فى تقرير لليزا روزوفسكى، إن الرسالة هى الأولى من نوعها التى ينشرها الاحتياط منذ اندلاع الحرب على قطاع غزة.

وأضافت أن 10 منهم وقعوا على الرسالة بأسمائهم كاملة، فى حين اكتفى الآخرون بالتوقيع بالأحرف الأولى من أسمائهم. وجاء فى الرسالة: «إن الأشهر الـ6 الأولى التى شاركنا خلالها فى المجهود الحربى أثبتت لنا أن النشاط العسكرى وحده لن يعيد الرهائن».

وفتح الدكتور «محمد أبو سلمية» مدير مجمع الشفاء الطبى فى مدينة غزة، النار على حكومة الاحتلال الإسرائيلى، عندما كشف عن سلخانات التعذيب فى سجونها، وذلك عقب إطلاق سراحه بعد أكثر من سبعة أشهر من الاحتجاز.

وأكد أبو سلمية خلال مؤتمر صحفى أن الأسرى يتعرضون لكل أنواع التعذيب والتنكيل، مشيراً إلى استشهاد الكثير من الأسرى فى مراكز التحقيق. 

 وأوضح أن هناك جريمة ترتكب بحق الأسرى، وأن العشرات منهم يذوقون العذاب الجسدى والنفسى بالاعتداء عليهم بالكلاب البوليسية، بالضرب بالهراوات، بالضرب، وسحب الفراش والأغطية وبتر أقدام أسرى يعانون مرض السكرى بدلاً من تقديم العلاج لهم.

 وقال «أبوسلمية»: لمدة شهرين لم يأكل أى من الأسرى سوى رغيف خبز واحد يومياً. وأضاف أنه تم اعتقاله من قافلة إنسانية كانت تعمل على نقل الجرحى من مجمع الشفاء عبر معبر نتسارى مشيراً إلى أنه لم توجه له أى تهمة خلال اعتقاله.

وأعرب عن استغرابه من حديث أطراف فى حكومة الاحتلال عن عدم معرفتهم بخروجه من المعتقل، قائلاً «خرجت بطريقة رسمية».

وأكد مصدر طبى فى مستشفى شهداء الأقصى فى دير البلح الإفراج عن عشرات الأسرى الفلسطينيين، وتم إدخال خمسة منهم إلى مستشفى شهداء الأقصى فى حين تم تحويل البقية إلى مستشفيات خان يونس. 

وأعلن المستشفى الأوروبى فى خان يونس الإفراج عن رئيس قسم العظام فيه الطبيب بسام مقداد بعد اعتقاله قبل أشهر. وكان الطبيب عدنان البرش قد استشهد فى مايو الماضى، بأحد السجون الإسرائيلية، وقالت منظمات حقوقية فلسطينية إنه ارتقى تحت التعذيب. 

وفجر الإفراج عن الطبيب «أبوسلمية» وآخرين أزمة داخل حكومة الاحتلال الصهيونى، حيث اهتمت وسائل الإعلام العبرية بعاصفة تبادل الاتهامات المتواصلة حول سبب إطلاق سراح أبوسلمية ورفاقه وزعم مسئولون أمنيون أن سبب إطلاق سراح أبوسلمية هو عدم وجود مساحة كافية فى السجن.

وأكد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، إن قرار إطلاق سراح عشرات الأسرى الفلسطينيين جاء بعد مناقشات بالمحكمة العليا الإسرائيلية عقب تقديم التماس ضد احتجاز الأسرى الفلسطينيين داخل معسكر سديه تيمان.

وأوضح أن نتنياهو طالب بفتح تحقيق فورى فى مسألة هوية الأسرى المفرج عنهم، مشيراً إلى أن كان من الضرورى التحقق منها بشكل مستقل من قبل المسئولين الأمنيين بناء على اعتباراتهم المهنية.

وعلق وزير الحرب فى حكومة الاحتلال الإسرائيلية، يوآف جالانت، على الضجة التى أحاطت إطلاق سراح مدير مجمع الشفاء الطبى فى القطاع، وأكد أن الموضوع ليس من صلاحياته على الإطلاق وأن القرار فى يد الشاباك ومصلحة السجون الإسرائيلية.

وأضاف مكتب جالانت أن إجراءات حبس السجناء الأمنيين وإطلاق سراحهم تخضع للشاباك ومصلحة السجون ولا تخضع لموافقة وزير الحرب.

ورد مسئول كبير فى الشاباك على التصريحات وقال إنه تفاجأ بإخراجه وإطلاق سراحه، وقال إن الادعاء بأنه لا يمكن احتجازه بسبب عدم وجود أماكن فى السجن هو خدعة على ظهور الجمهور. إنها خدعة تهدف إلى إيذاء مصلحة السجون الإسرائيلية.

واعتبر وزير الأمن القومى الإسرائيلى اليمينى المتشدد إيتمار بن غفير عبر منصة إكس أن الإفراج عن مدير مستشفى الشفاء الطبى فى غزة إلى جانب عشرات ما وصفهم بالإرهابيين الآخرين، تنازل عن الأمن.

 

 

 

 

مقالات مشابهة

  • تسونامى «الحريديم» يهز عرش «نتنياهو»
  • بعد تسعة شهور من طوفان الأقصى.. هذه هي صورة الكيان من الداخل
  • "فاينانشيال تايمز": إسرائيل تستعد لاختبار نموذج تجريبي لإدارة غزة بعد الحرب لا يشمل حماس
  • توقعات إسرائيلية بانتهاء عملية رفح خلال أيام.. تغيير أسلوب الحرب
  • إعلام عبري: متظاهرون من الحريديم يرشقون سيارة وزير الإسكان الإسرائيلي بالحجارة
  • محللان: أخطر ما يهدد نتنياهو وقوع تمرد داخل الليكود
  • إعلام عبري: متظاهرون من الحريديم يرشقون سيارة وزير الإسكان الإسرائيلي بالحجارة (فيديو)
  • صحف عالمية: مفتاح التهدئة مع لبنان موجود بغزة وخطط إسرائيلية لتقسيم القطاع
  • كيف تشكّل حرب غزة وقانون التجنيد نهاية حكومة اليمين المتطرفة؟
  • «الانهيار الديموغرافي شبح يهدد إيطاليا».. تقرير جديد لمؤسسة المستقلين الدولية