موقع النيلين:
2024-07-05@21:02:36 GMT

كيف عززت «بوكو حرام» قوتها حول بحيرة تشاد؟

تاريخ النشر: 30th, March 2024 GMT


لا أحد أكثر من الصيادين في جزر بحيرة تشاد يعرف حجم قوة بوكو حرام، الحركة التي اعتقد البعض أن مقتل زعيمها قبل نحو 3 سنوات أضعفها.
ففي تلك البحيرة المترامية الأطراف والمليئة بالمستنقعات والجزر الصغيرة، تشكلت ملامح جديدة للتنظيم، وباتت في أجزاء منها معقلا له يتخذه منطلقا لشن عملياته تحت تسميات مختلفة من الخطف إلى القتل.


ولم يكن اختيار البحيرة عبثيا بالنسبة للجماعة، فموقعها بين نيجيريا والنيجر والكاميرون وتشاد يجعل منها منفذا مفتوحا على الدول الأربعة.
كما يمنحها موقعا استراتيجيا للمراقبة والتخطيط وأيضا التنفيذ، وهذا ما يفسر كونها تشكل المعقل أيضا لما يعرف بتنظيم داعش في غرب أفريقيا، والمعروف اختصارا بـ”إيسواب”.
أقوى
حين توفي زعيم الجماعة التاريخي أبو بكر شيكاو في مايو/أيار 2021، اعتقد خبراء أن الضربة سيكون لها تداعيات على قوتها، وهذا ما خيل أنه حدث بالفعل حيث غابت عن الواجهة لفترة طويلة.
ولم يكن غياب بوكو حرام دليل اضمحلال كما يتصور للبعض، حيث تكشف دراسة أجرتها مجموعة الأزمات الدولية حول توازن القوى بين الجماعات الإرهابية في شمال شرق نيجيريا، أنه على الرغم من وفاة زعيمها، إلا أن الجماعة تمكنت من تعزيز مواقعها على أطراف بحيرة تشاد.
فبعد اجتياح غابة سامبيسا ومقتل زعيمها التاريخي، تراجع عناصر الحركة إلى جزر بحيرة تشاد وجبال مندارا على الحدود الكاميرونية، ومن هناك، بدأت رحلة العودة وليس الأفول.
وفي تعقيبه على الموضوع، يرى فنسنت فوشيه، الباحث في المركز الفرنسي للأبحاث العلمية، أن “بوكو حرام سيطرت على مناطق مهمة، وتفرض هيمنتها عليها بشكل واضح”.
وأضاف الباحث، في حديث لإعلام فرنسي، أن “هؤلاء المسلحين اعتادوا القتال في مستنقعات البحيرة، وهم أقوياء للغاية، ويتواجدون أيضا في أماكن أخرى من ولاية بورنو” شمال شرقي نيجيريا.
ولفت إلى أن الجماعة “تبدو أكثر صلابة، وهذا ما نستنتجه سواء من خلال مواقعها على الجانب التشادي والكاميروين، وبشكل أقل النيجري، أو من خلال هجماتها ضد المدنيين، والتي تظهر تنسيقا عالي المستوى”.
وبحسب الخبير، فإن ما حدث هو أن بوكو حرام اختفت مؤقتا عن الأنظار، لكن ذلك لا يعني أنها فقدت قوتها، بل بالعكس، أخذت وقتها لإعادة تنظيم صفوفها، واكتشاف من تعتبرهم “خونة” من المندسين بصفوف مسلحيها، وأيضا “الوشاة” من المدنيين.

ولفت إلى أن ذلك يظهر جليا من خلال عمليات “تصفية داخلية” حدثت في أكثر من مرة، علاوة على استهداف مدنيين غالبا ما تزعم الجماعة أنهم “جواسيس” يعملون لصالح الجيوش النظامية.
كما أن الجماعة انشغلت لفترة ما بتجنيد مسلحين بصفوفها، خصوصا عقب خسارتها لعدد من عناصرها، وانضمام آخرين لداعش عقب تحالف التنظيمين قبل نحو 10 سنوات، وفق فوشيه.
“أما الآن”، يتابع، فإن “بوكو حرام في أوج قوتها، وقد تفاجئ المنطقة والعالم بهجمات أكثر دموية مما يحفل به تاريخها، وهذا ما يفسر المخاوف الأمنية المطبقة على الدول الأربعة المطلة على بحيرة تشاد.
و”بوكو حرام”، تنظيم نيجيري مسلح تأسس في يناير/كانون الثاني 2002، ويدعو إلى تطبيق متطرف للشريعة الإسلامية في جميع الولايات، حتى الجنوبية منها ذات الأغلبية المسيحية.
وفي مارس/ آذار 2015، أعلن ارتباطه بـ”داعش” الإرهابي، ولا يزال التحالف قائما بين التنظيمين، وإن تطفو من حين لآخر خلافات بين فصائل تابعة لهذا وذاك، بلغت حد الاشتباك ووقوع ضحايا من الجانبين.

العين الاخبارية

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: بوکو حرام وهذا ما

إقرأ أيضاً:

لغز ظهور الجماعة!

ظهور جماعة الإخوان الإرهابية تم فى ظروف خاصة من تاريخ مصر، والمنطقة الإسلامية تميزت بهيمنة أجنبية بريطانية تحديداً على مصر والمنطقة العربية الإسلامية، حيث شهدت تداعيات اجتماعية وسياسية واقتصادية، شكلت فيما بعد أرضية لظهور حركات سياسية واجتماعية ذات توجهات متنوعة التى من بينها توجهات الإسلام السياسى التى مهدت لولادة جماعة الإخوان.

كما ساعد سقوط المرجعية السياسية والرمزية الإسلامية الممثلة فى الخلافة العثمانية على ظهور الجماعة فى ظل صراع فكرى وسياسى بين تيارات سياسية متباعدة الرؤى والأيديولوجيا وتزامن ظهورها كذلك مع تغيرات ديموجرافية واجتماعية عميقة، وصراع دولى وإقليمى محتدم فى فترة ما بين الحربين العالميتين، بالإضافة إلى نشاط واسع للفكر السلفى فى ذلك الوقت.

خطر جماعة الإخوان يتمثل فى تمسكها بنموذج سياسى دينى لا يسمح بالاختلاف وبالحريات السياسية وفرضه رقابة اجتماعية غير متسامحة ونوع تدين غريبا على المجتمع.

درجت جماعة الإخوان وحركات الإسلام السياسى بوجه عام على أنها تستغل أى أوضاع اجتماعية أو اقتصادية أو سياسية أو ثقافية فى التمدد والانتشار فى المجتمع، وتوظفها بما يخدم مشروعها السياسى بالأساس الذى يستهدف الوصول إلى السلطة حتى لو كان ذلك على حساب الدولة الوطنية وتدير مقوماتها الرئيسية، كما حدث من ركوبها لثورة 25 يناير وسرقتها، وقفزها على السلطة وقام الشعب بإسقاطها فى ثورة 30 يونيو.

التطور التاريخى لجماعة الإخوان وعقيدتها الأيديولوجية وجميع هياكلها التنظيمية توضح وتؤكد أن الجماعة حركة شمولية/ ديكتاتورية سياسات بقدر ما هى متطرفة دينياً وتلجأ دائماً إلى الإرهاب وفرخت عدداً من الجماعات الإرهابية التى جلبت المصائب والآلام لمصر والمنطقة بأسرها.

تستمد جماعة الإخوان أعرافها ومبادئها العقائدية من النموذج السياسى المتطرف الذى تبناه الخوارج كما أنهم من الناحية التنظيمية لا يختلفون عن التنظيمات الاستبدادية المشابهة التى ظهرت تحت رايات الفاشية والنازية والشيوعية، إذ يسعى أعضاء الجماعة لبناء نظام ثيوقراطى دينى ويتصرفون فى أعمالهم وتنظيمهم وأيديولوجيتهم كحاضنة للإرهابيين وبؤرة حشد واجتذاب  للموارد البشرية والمادية لتمويل الإرهاب والدفاع عنه، سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.

رغم قفز الجماعة على السلطة فى مصر، إلا أنها ظلت حركة دون إصلاح ودون إعادة تنظيم هيكلها ودون ندم على ما فعلت وغير قادرة على المشاركة فى نمط الإصلاح والتحليل والنقد الذاتى الضرورية للتكيف مع متطلبات التحولات السياسية.

المواجهة التامة لهذه الجماعة الإرهابية والقضاء عليها فى حاجة إلى معالجة جذور ظاهرة الإسلام السياسى من خلال التنمية الاقتصادية والتوزيع العادل لثمارها وإقامة نظام تعليمى حديث، وفعال وترشيد الخطاب الدينى.

مقالات مشابهة

  • عشرات القتلى بهجمات إرهابية نفذتها نساء في نيجيريا
  • وزير إسرائيلي يعارض صفقة تبادل الأسرى: التهدئة تمنح حماس فرصة إعادة بناء قوتها
  • لغز ظهور الجماعة!
  • غرق رجل وابنته أثناء نزهة عائلية في بحيرة قرب زمار
  • عصام زكريا لـ البوابة نيوز: أُطالب الدراما بمواجهة الجماعة بشكل أعمق
  • السلطات الفرنسية تحقق في اتهامات بإساءة استخدام المال العام ضد رئيس تشاد
  • مايا مرسي امرأة مهمة وأم ناجحة.. والدتها سر قوتها وزوجها دعم مسيرتها
  • بخاري استقبل البيسري.. وهذا ما جرى بحثه
  • بلدة في السويد تبيع أراضيها بسعر فنجان قهوة
  • قوات تحالف إقليمي تقتل 70 “جهاديا” في تشاد بعد فرارهم من نيجيريا