التصعيد بين مد وجزر مع استبعاد فرص الحرب المفتوحة
تاريخ النشر: 30th, March 2024 GMT
لم يكن الهدوء النسبي الذي مرت به المنطقة الجنوبية في بداية شهر رمضان، والذي لم يشهد سقوط شهداء لدى المقاومة أو في القرى اللبنانية، ذا خلفية سياسية يمكن تفسيرها، إنما هو مجرد مشهد عابر في سياق المواجهة، لكن إسرائيل في الأيام الماضية لجأت إلى تصعيد عسكري واضح عبّر عن نفسه في مجموعة من الاستهدافات ذات الدلالة حيث مضت إسرائيل إلى عمق الأراضي اللبنانية في البقاعين الغربي والشمالي، ثم قامت بقصف مركز صحي اجتماعي في الهبارية أودى بحياة سبعة شهداء، وبعد ذلك استهدفت مقهى ومجموعة من المسعفين في الناقورة كما استهدفت بمسيّرة سيارة في البازورية أدت إلى سقوط شهيد من حزب الله،وسط تهديد وزير الحرب الإسرائيلي أن كيانه سيصل إلى أي مكان يعمل فيه حزب الله في بيروت ودمشق وأي مكان آخر.
هذا التصعيد الإسرائيلي هو تعبير عن غياب القدرة على الذهاب إلى حرب مفتوحة، إذ إن إسرائيل التي استنفدت كل الأدوات في الضغط على المقاومة دبلوماسيا وسياسيا وعسكريا، لدفعها عن ربط جبهة الجنوب بالوضع في قطاع غزة باءت بالفشل. وفي ظل مفاقمة مشكلة مستوطني الشمال التي باتت تشكل عاملا ضاغطا جدا على الحكومة الإسرائيلية، مع ازدياد في حركة النزوح من الشمال الفلسطيني المحتل، وجدت إسرائيل نفسها أمام مشكلة لا حل لها إلا في حال إيقاف الحرب على غزة وهذا ما تريده المقاومة أصلا من فتح الجبهة الجنوبية، أو اللجوء إلى الحرب المفتوحة التي تدرك إسرائيل أنها لن تقتصر على ساحة الجنوب انما ستتحول إلى حرب إقليمية واسعة وهذا ما لا يملك الجيش الإسرائيلي الاستعداد له بسبب الانهاك الذي أصابه نتيجة الحرب على غزة وهذا ما لا تريده أيضا الولايات المتحدة بصورة حاسمة.
لذلك كانت تتوقع أوساط حزب الله أن إسرائيل سوف تتجه نحو التصعيد العسكري من دون الحرب المفتوحة وهو تصعيد يهدف إلى ايلام الحزب وايذاء بيوته لكن من غير أن يتحول إلى حرب تدميرية على غرار ما كان قد حصل في تموز العام 2006، لكن حزب الله بدوره أعلن على لسان عدد من قيادييه وأظهر من خلال أدائه الميداني في الأيام الماضية أنه سيتعاطى مع التصعيد الإسرائيلي بتصعيد مقابل وأنه سيسعى إلى مفاقمة المآزق الإسرائيلي في الشمال.
ويطرح هذا الوضع مجددا المخاوف من أن تتدحرج التطورات العسكرية خارج حسابات الفريقين اللذين لا يريدان التوسع في الحرب وهذا ما يقلق أميركا وأوروبا، علما أنه من المرجح أن حالة التصعيد ستستمر بين مد وجزر مع استبعاد فرص الحرب المفتوحة. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الحرب المفتوحة حزب الله وهذا ما
إقرأ أيضاً:
أستاذ علوم سياسية: إسرائيل تستأنف الحرب حتى النهاية ولن تتوقف
قال أستاذ العلوم السياسية خالد الشنيكان، إن الاحتلال الإسرائيلي ينفذ العمليات العسكرية في قطاع غزة من أجل دفع حركة حماس إلى تسليم المحتجزين الإسرائيليين، مشيرًا، إلى أن الاحتلال سيستمر في حربه حتى النهاية ولن تتوقف.
وأضاف، في مداخله هاتفية عبر قناة «القاهرة الإخبارية»، أن القضاء على حماس ونزع سلاحها والسيطرة على قطاع غزة وتنفيذ مخطط التهجير؛ من أهداف الاحتلال من حربه على الفلسطينيين، مشيرًا إلى أنّ الحكومة الإسرائيلية شرعت بإنشاء وكالة خاصة لتشجيع الفلسطينيين على الهجرة.
الداخل الإسرائيلي
أوضح أن التغيير في الداخل الإسرائيلي لن يحدث دون انتخابات، مفسرا ذلك بأن المعارضة فشلت في حشد التأييد والدعم عبر المظاهرات.
وذكر أن الولايات المتحدة لم تفرض عبر تاريخها على إسرائيل شيئا لا تريده، ولن تجبرها على فعل أي شيء، ولن تغامر بالأمن الإسرائيلي في المنطقة، فوجود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعطى ميزة إضافية لنتنياهو، بالإضافة إلى الدعم الكلي الذي قدمته إدارة بايدن مسبقا.