المطران طربيه في رسالة عيد الفصح من سيدني : نصلّي من أجل لبنانَ وشعبِهِ المعذبِ
تاريخ النشر: 30th, March 2024 GMT
وجه راعي أبرشية أوستراليا ونيو زيلاندا وأوقيانيا المارونية المطران أنطوان-شربل طربيه رسالة لمناسبة عيد القيامة "الى أبناءَ وبناتِ أبرشيتِنا المارونية" تحت عنوان ،"ودخل يسوع والأبواب مغلقة"، قال فيها: "ان الاحتفال السنوي بعيد القيامة يحمل لنا فرحاً روحياً وكنسياً ويملأ قلوبَنا ببهجة العيد، لأننا نؤمنُ إيماناً راسخاً بأن المسيحَ قام، وحقّق انتصاراً نهائياً على الخطيئةِ والشرِّ والموت.
اضاف : "فمِن حَدَث القيامة إلى حَدَث الصعود، إختار الربُّ يسوع أن يلتقي من جديد مع رسله وأحبائه، ليثبّتَ إيمانهم فيه وبقيامته، فينطلقوا الى البشارة بإنجيله. ويروي الإنجيلي يوحنا قصة لقاء يسوع مع الرسل حيث كانوا مجتمعين ومختبئين خوفاً من اليهود، فدخل الربُّ المسيحُ المكان، والأبوابُ مغلقة، وقال لهم "سلامٌ عليكم! كما أرسلني الآب كذلك أنا أرسلكم" .
تابع: "يتراءى الرب يسوع للرسل بعد قيامته ويحدّد لهم رغبتَه بأن يخرجوا للتبشير بإنجيل الحياة وبقيامته. لكنَّ هناك تناقضاً واضحاً، فبينما ينعزل الرسل ويوصِدوا الأبواب نتيجة الخوفِ والحيرة، يأتي يسوع ليزيلَ الخوفَ من قلوبهم ويزرعَ مكانَه الشجاعة والرجاء، لأنه يريد منهم أن يُشرّعوا الأبوابَ ويخرجوا إلى العالم لإعلان البشارة ويدعو الجميع الى التوبةِ والخلاصِ والسلام بقوةِ الروح القدس. لكنَّ الرسل بعد رؤيتهم موتَ يسوع على الصليب، دخلَ الحزنُ الشديد إلى نفوسهم، والألمُ العميق إلى قلوبهم، واجتاح حياتهم الخوف، وأصبحوا لا يدرونَ ماذا سيفعلون، أو ماذا سيحصل لهم بعد ذلك، فاختبأوا في غرفةٍ يصعب الوصولُ إليها وأغلقوا الأبواب. لكنَّ الربَ يسوع المسيح يعرف تماماً أين يجدُهم وكيف يصلُ إليهم لينتشلَهم من حالة الحزن والإحباط. في تلك اللحظات، لم يكن الرسل يعرفون ماذا يريدون أو ماذا يفعلون، لكنْ في أعماقِ قلوبهم كانوا يتمنَّوْن رؤيةَ يسوع من جديد، وفي الوقت عينه كانوا يعلمون أن ذلك مستحيل في المنطق البشري، ولكن "ليس على الله أمرٌ عسيرٌ". أن يبحث يسوع عنهم ويأتي إليهم وهم في هذه الحالة من الحزن والخوف والكآبة هو عنوانُ الرجاء ومفتاحُ الحياة الجديدة وانطلاقةُ البشارة".
وتوجه إلى المؤمنين: "عندما تكون الأبوابُ موصدةً في وجوهنا ولا نعرف كيف نفتحُها، وعندما نكون في حالةٍ من الخوف، نحاولُ أن نبتعدَ ونبحث عن مكانٍ آمن لنلجأ اليه. في تلك اللحظات، علينا أن نُدركَ تماماً أن الأبوابَ الموصدة والخوفَ والحيرة لا يمكنها أبداً من أن تمنعَ الرب يسوع من البحث عنّا والوصول إلينا ليشفيَنا بفيضِ حبه، ويعطيَنا حنانه وسلامَه ويَفتحَ من جديد أمامنا طريقَ الحقِ والحياة.واليوم أيضاً يدخلُ المسيحُ القائم من الموت بيوتَنا وقلوبَنا على الرغم من أن الأبواب قد تكون موصدةً أحياناً. يدخلُ ويصالِحُنا مع أبيه ومع بعضنا البعض ويمنحُنا الفرحَ والسلامَ والرجاء، هبات نحن بأمسِّ الحاجة إليها كي نولدَ من جديد ونصبحَ فعلاً بناتَ الله وأبناءَه بالروح والحق".
وختم : "في هذه السنة، سنة الصلاة كما أعلنها البابا فرنسيس، نصلّي مع بعضنا البعض ومن أجل بعضنا البعض. نصلّي لكي يعطيَنا الربُّ القوة على فتح الأبوابِ المغلقة في حياتنا، أبوابِ الرحمةِ والمصالحة مع الآخر وقبولِهِ كما هو. نصلّي من أجل فتح أبوابِ السلام وإيقافِ الحروب في العالم، خصوصاً في الأراضي المقدسة وأوكرانيا. نصلّي أيضاً من أجل لبنانَ وشعبِهِ المعذبِ، طالبينَ من الرب يسوع أن يأتيَ إلينا اليوم رغم الأبوابِ الموصدة والغرفِ المغلقة والمظلمة ورغم الخوف على المصير ويقول : "سلامٌ عليكم، سلامي أعطيكم لا كما يعطيه العالم أعطيه أنا. ومع هبة السلام التي يمنحُنا إياها الرب يسوع المسيح في هذا العيد المبارك، نفتح الأبواب ونخرجُ بنشاطِ وفرحِ المؤمن ونعلنُ بصوتٍ واحدٍ هاتفين: المسيحُ قام ....حقاً قام! ونحن شهودٌ على ذلك".
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الرب یسوع من جدید من أجل
إقرأ أيضاً:
خطوات سهلة تساعدك في السيطرة على الخوف من المستقبل
يعد القلق من المستقبل من أبرز المشاكل التي تواجه الشباب حاليا والأسرة المصرية في العصر الحديث، وتؤثر بشكل كبير على تفكيرهم.
طرق فعالة للسيطرة على قلق الشباب من المستقبلوقال الدكتور عبد الفتاح درويش أستاذ علم النفس ووكيل كلية الآداب السابق بجامعة المنوفية، إن هذا القلق ينشأ نتيجة العديد من الأسباب التي تتراوح بين ضغوط الحياة الاقتصادية والاجتماعية إلى التحديات الشخصية والتعليمية، وهو ما سنتطرق إليه في السطور التاليه..
ضرره أخطر من نفعه .. تناول الباراسيتامول المتكرر يسبب مشاكل غير متوقعةلماذا تشعر بالدوخة بعد تناول الطعام ؟.. لن تتوقع الأسبابأولًا : يعاني الشباب من ضغوط مالية كبيرة بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة وصعوبة الحصول على فرص عمل مستقرة توفر دخلاً كافياً. كما يُضاف إلى ذلك التنافس الشديد في سوق العمل، ما يجعلهم يشعرون بعدم الأمان الوظيفي والخوف من عدم تحقيق طموحاتهم المهنية.
ثانيًا، تؤثر الضغوط الاجتماعية، مثل: توقعات الأسرة والمجتمع، على الشباب وتجعلهم يشعرون بثقل المسؤولية.
ثالثًا، التغيرات السريعة في التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي زادت من حالة المقارنة الاجتماعية، ما يؤدي إلى مشاعر الإحباط وعدم الرضا عن النفس.
لمواجهة هذا القلق داخل الأسرة المصرية، يؤكد الدكتور عبد الفتاح درويش، أنه يجب تبني أساليب متعددة تعتمد على التفاهم والدعم النفسي، وعلى الأهل أن يوفروا بيئة داعمة تشجع على الحوار المفتوح مع الأبناء، ما يساعدهم على التعبير عن مخاوفهم وطموحاتهم بحرية.
طرق فعالة للسيطرة على قلق الشباب من المستقبلوشدد "درويش" على أهميه تعزيز ثقة الشباب بأنفسهم من خلال تشجيعهم على تطوير مهاراتهم الشخصية والمهنية، وتعليمهم كيفية وضع أهداف واقعية والعمل على تحقيقها خطوة بخطوة.
وبالإضافة إلى ذلك، أشار درويش، إلى أنه يُمكن تنظيم الوقت بين العمل والترفيه لضمان تحقيق التوازن النفسي. كما يجب أن تُركّز الأسرة على زرع القيم الإيجابية كالصبر والاجتهاد، وتعليم الأبناء كيفية التعامل مع التحديات بدلاً من الخوف منها.
واختتم درويش حديثه، بأن قلق المستقبل بين الشباب يعد قضية معقدة تتطلب تعاون الأسرة والمجتمع معًا لتقديم الدعم المناسب، وذلك من خلال زيادة الوعي، وتوفير الإرشاد اللازم، والاهتمام بالحالة النفسية للشباب، وبالتالي يمكن الحد من تأثير هذا القلق والمساهمة في بناء جيل قادر على مواجهة تحديات المستقبل بثقة وإيجابية.