لبنان ٢٤:
2024-06-27@11:32:01 GMT

مهنة تنتعش في رمضان.. تحايل على أوجه الخير

تاريخ النشر: 30th, March 2024 GMT

مهنة تنتعش في رمضان.. تحايل على أوجه الخير

تنشط ظاهرة التسول في رمضان، أكثر من بقية الأشهر الأخرى، لاستجداء عاطفة الناس في هذا الشهر الفضيل، وإقبالهم على فعل الخير والعطاء، وحرصهم على المسارعة في مد يد العون للمحتاجين والفقراء، من أجل الفوز بالأجر والثواب المضاعف في رمضان، حيث يستغل المتسولون هذه الأوقات للتسول، حاملين أوراقاً ليس لها مصدر، مدعين أنها تقارير طبية أو قضية مالية، أو أنهم يحتاجون للمال بحجة شراء الطعام والشراب أو تذكرة سفر للعودة إلى بلدهم، وغيرها من الحجج الوهمية، التي تخدع الشخص المحسن.


المواطنون يقعون أحياناً ضحايا بين مخافة الله تعالى من عدم إعطاء السائلين خوفاً من الحاجة الحقيقية، وبين عدم الحاجة والتمثيل والنصب والإحتيال! حيث يستغل المتسولون رمضان كشهر خير للعزف على أوتار الرحمة والعطاء والصدقة والزكاة.
هؤلاء المتسولون يسيئون للدين والوطن والإنسانية، فهنالك فنون جديدة للتسول بإسم الجمعيات والأندية ومنظمات المجتمع المدني، وبإسم الإنسانية وغيرها.
أدت الأزمة الاقتصادية في لبنان الى ازدياد أعداد المتسولين في الشوارع بشكل كبير، من أطفال وشباب ونساء ومسنين، أغلبهم من النازحين السوريين، وذلك لعدم قدرة الدولة، على مر السنوات الماضية، على إيجاد حلول جذرية لهذه الظاهرة التي تتزايد مع تراجع الوضع المعيشي والاقتصادي في البلاد.
اضافة الى ذلك، فإن المواطنين اشتكوا من خرق خصوصياتهم في أثناء تجولهم في الشوارع، او جلوسهم في المقاهي، ومن الخطر الذي يستشعرونه بسبب ملاحقة المتسولين لهم.
كما يتبع المتسولون أسلوب الإحراج عند استهداف الشخصيات، ولاسيما ممن تقلهم سيارات فارهة، ولا يتورعون في ارتداء الألبسة البالية والمبالغة في الإلحاح و"تقبيل الأيادي لنيل مرادهم ما دامت الغاية تبرر الوسيلة". وغالباً ما يعمدون إلى تقديم "الطعم" للمستهدفين، وذلك عبر اختيار الأطفال الصغار، وخاصة دون سن المدرسة كمتسولين ووسيلة لاستدرار العطف، في حين تلجأ النساء إلى حيلة حمل الأطفال الرضع لطلب ثمن الحفاضات والحليب المرتفع الثمن، للاستحواذ على أكبر قدر ممكن من مال "الشحادة".
يحرص المصلون في هذه الأيام على أداء صلاة التراويح التي تضفي طابعا خاصا على أجواء رمضانية رائعة، لكن في مقابل هذا، تطفو على السطح عادات سيئة سلبية قد تذهب حلاوة هذا الضيف الكريم خصوصا وأنها تشهد انتشارا كبيرا في الآونة الأخيرة، ألا وهي ظاهرة التسول التي أصبحت من الظواهر المشوهة للأحياء والمساجد وأصبحت المكان المفضل للمتسولين خلال شهر رمضان لاستعطاف المصلين بصفة خاصة إذ يتفاجأ ويشتكي المتوجه إلى الصلاة كل يوم من الأعداد الهائلة من المتسولين الذين يستغلون فرصة هذا الشهر الكريم لجمع الأموال.
وامام هذه الظاهرة الخطيرة، تتعالى الأصوات مطالبة القوى الامنية باتخاذ تدابير وقائية تمنع انتشارها خصوصا انها تقلق الأهالي. إبداعات وفنون المتسولين تعدت الخيال ولم يعد المتسول هو ذلك الضرير المتدثر بملابس رثة حيث خرجت من كونها احتياجا موقتا للفرد في اضيق الحدود الى وظيفة يمتهنها الوافدون في كل الأوقات داخل المدينة واحيائها وتجارة رابحة لهم وليس احتياجا بل تطورت واصبحت عملية منظمة لها هيكلها الوظيفي المتدرج يبدأ من متسول في الميدان الى الرئيس المشرف على كل مجموعة.
ظاهرة التسول تشكّل خطراً موقوتاَ في المنطقة، لاعتبار التسول جريمة يعاقب عليها القانون بالحبس لمدة شهر على الأقل وستة أشهر على الأكثر، إلى جانب معاقبة من يقوم بالإتجار بالأطفال والفتيات وإجبارهم على التسول، من منظمات وأشخاص.
ولعل غياب رقابة الجهات المعنية أو شبه غيابها لرصد ومعالجة الظاهرة المستشرية والمستفحلة بشدة في شهر الصيام، يعتبره البعض حرمة لهذا الشهر من إلحاق أي ضرر بالناس، ومنهم محترفو التسول.
هناك فرق بين السؤال والتسول، فالسؤال في حد ذاته ليس محرما إذا كان الإنسان بحاجة لسد ضروراته لكن يجب ان يكون بعدم إلحاح وإن كان من الأفضل ألا يسأل أحد الناس. أما المتسول فهو الذي يأتي يوم القيامة ولحم وجهه يتساقط مما اقترفه من التسول بغير حاجة فإنه أيضا يحرم المتعففين المستحقين من حقهم في مال الأغنياء. فلا يجوز لأحد أن يسأل دون وجه تفتيرا وأكلا لأموال الناس بالباطل.
تُشكّل ظاهرة التسول خطراً حقيقياً على المجتمع، حيث تُؤدّي إلى إعاقة مسيرة الحياة من خلال تعطّل العمل وانتشار الأشخاص غير المنتجين الذين يعجزون عن العمل وحمل المسؤوليات، فيعتمدون على غيرهم في تأمين احتياجاتهم، لذلك لا بدّ من الكشف عن الآثار السلبية المترتبة عن ظاهرة التسوّل، ومحاولة معرفة الأبعاد الاقتصادية، والاجتماعية، والنفسية، والأمنية لهذه الظاهرة. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: ظاهرة التسول

إقرأ أيضاً:

مصطفى بكري: «30 يونيو» جاءت لتصحيح مسار الدولة.. والفترة المقبلة ستشهد الكثير من الخير

أكد الكاتب الصحفي مصطفى بكري عضو مجلس النواب، أن الدولة شهدت تنفيذ العديد من المشروعات في مختلف القطاعات، لم تقتصر على محافظات القاهرة والإسكندرية فحسب، لكنها امتدت لجميع الأقاليم والمحافظات، وكذلك الأنفاق التي عبرت إلى سيناء وساهمت في توفير الكثير من الوقت والجهد على المواطنين، والأراضي التي تم استصلاحها في توشكي وأحدثت منظومة تنمية حقيقية في المنطقة.

جاء ذلك خلال مشاركة "بكري" في ندوة موسعة نظمها مجمعا إعلام قنا ونجع حمادي التابعين لقطاع الإعلام الداخلي بالهيئة العامة للاستعلامات، بعنوان "30 يونيو.. ثورة لبناء وطن"، بالتعاون مع الهيئة العامة لقصور الثقافة "قصر ثقافة قنا"، ضمن احتفالات قطاع الإعلام الداخلي بالذكرى الـ11 لثورة يونيو، للتأكيد على دورها العظيم في الحفاظ على الدولة المصرية.

واستعرض الكاتب الصحفي مصطفى بكري، اللحظات التي سبقت ثورة 30 يونيو مروراً بفترة حكم المجلس العسكري وما دار في البلاد من أحداث وصولا لفترة حكم الإخوان التي اتسمت بالعشوائية، وجاءت ثورة 30 يونيو لتصحيح مسار الدولة، وما تبعها من تطوير حقيقي شمل جميع قطاعات الدولة، من طرق ومدن جديدة واستصلاح أراض، وتكافل وكرامة وحياة كريمة.

ودعا "بكري"، المواطنين للاصطفاف خلف القيادة السياسية ومؤسسات الدولة وعدم الانزلاق وراء مروجي الشائعات والكارهين للوطن، حفاظاً على استقرار الوطن، لافتا إلى أن الفترة القادمة ستشهد الكثير من الخير في جميع المجالات، كثمار ونتاج لما يبذل من جهود كبيرة بالقطاعات كافة.

حاضر في الندوة إلى جانب الكاتب الصحفي والبرلماني مصطفى بكري، عضو مجلس النواب، الدكتور عباس منصور، رئيس جامعة جنوب الوادي الأسبق، وبحضور عدنان بدوي، مدير عام إعلام جنوب الصعيد، والنائب عبد الفتاح دنقل، عضو مجلس الشيوخ ومنسق التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي بقنا، وأنور جمال، مدير عام قصر ثقافة قنا، ويوسف رجب، مدير مجمع إعلام قنا، ولفيف من القيادات التنفيذية والشعبية، والكيانات السياسية والشعبية.

مقالات مشابهة

  • زيارة متأخرة لمطران قوص لديوان قنا للتهنئة بعيد الأضحي
  • فوائد الثوم: الخير الصحي الطبيعي
  • هذا هو تفسير ظاهرة رؤية النجوم عند إغلاق العينين
  • الخير أطلع وزير البيئة على رؤيته لحل ملف النفايات في المنية
  • استعراض توصيات تطوير الواجهة البحرية لميناء السلطان قابوس
  • “بيت الخير” تصدر كتاب حصادها السنوي لعام 2023
  • جمعية مستثمري العاشر تبحث مع وزير الرياضة أوجه التعاون المشترك
  • مصطفى بكري: «30 يونيو» جاءت لتصحيح مسار الدولة.. والفترة المقبلة ستشهد الكثير من الخير
  • بالصور.. كلاب ضالة تتسبب في حالة رعب شديد بين ساكنة الهرهورة
  • المملكة وألبانيا تستعرضان العلاقات الثنائية وسبل تعزيز أوجه التعاون