هل ستنهار حكومة نتنياهو في حال اعتماد قرار المحكمة العليا بالتوقف عن تمويل المعاهد الدينية؟
تاريخ النشر: 30th, March 2024 GMT
سيُطلب من معظم الرجال اليهود الخدمة لمدة ثلاث سنوات تقريبًا في الجيش، تليها سنوات خدمة احتياطية. وتخدم المرأة اليهودية عامين إلزاميين.
هزّ قرار المحكمة العليا الإسرائيلية بتقليص الدعم المالي لليهود المتشددين، شركاء بنيامين نتنياهو في الائتلاف الحاكم وأثار عدة تساؤلات حول جدوى هذا الائتلاف في الوقت الذي تمضي فيه البلاد في الحرب في غزة.
وأمام نتنياهو حتى يوم الاثنين لتقديم خطة للمحكمة "لتفكيك" ما وصفه القضاة بالنظام الذي يمنح امتيازات لليهود المتشددين على حساب العلمانيين. وفي حال ما إذا ما تسببت هذه الخطة في "غضب" النواب اليهود المتشددين، الذين يعتمد نتنياهو على دعمهم، فقد يتفكك ائتلافه وتضطر البلاد إلى إجراء انتخابات جديدة.
يُطلب من معظم الرجال اليهود الخدمة لمدة ثلاث سنوات تقريبًا في الجيش، تليها سنوات خدمة احتياطية. وتخدم المرأة اليهودية عامين إلزاميين.
الأرثوذكس المتطرفون "الأقوياء سياسيا" والذين يشكلون نحو 13 في المائة من المجتمع الإسرائيلي، حصلوا تقليديا على بعض الإعفاءات أثناء الدراسة بدوام كامل في المدارس والمعاهد الدينية.
لقد ولّد هذا النظام الذي مضى عليه سنوات استياء واسع النطاق بين الجمهور الأوسع، وهو شعور تعمق خلال ما يقرب من ستة أشهر من الحرب التي أدت إلى مقتل أكثر من 500 جندي وعطلت وظائف ودراسات وحياة أسرية لعشرات آلاف الإسرائيليين بسبب الخدمة الاحتياطية.
قضت المحكمة العليا بأن النظام الحالي تمييزي، وأمهلت الحكومة حتى يوم الاثنين لتقديم خطة جديدة وحتى 30 يونيو-حزيران لتمريرها. وطلب نتنياهو من المحكمة يوم الخميس تمديدا لمدة 30 يوما للتوصل إلى حل وسط.
حرب غزة لا تترك "أي خيار آخر".. غالانت يطالب بإصلاح قانون التجنيد ليشمل اليهود المتشددينيهود متطرفون من الحريديم يرفضون إنهاء إعفائهم من الخدمة العسكرية في الجيش الإسرائيليولم تستجب المحكمة على الفور لطلبه. لكنها أصدرت أمرًا مؤقتًا يمنع الحكومة من تمويل الإعانات الشهرية للطلاب الدينيين في سن التجنيد الذين لم يحصلوا على تأجيل من الجيش. وسيتم تجميد هذه الأموال ابتداء من يوم الاثنين.
وفي حين أن فقدان الدعم الحكومي يمثل "صفعة"، يبدو أن المدارس الدينية قادرة على الاستمرار في العمل. وذكرت القناة 12 الإسرائيلية يوم الجمعة أن الدولة توفر 7.5 في المائة فقط من إجمالي التمويل للمؤسسات. ويمكن لائتلاف نتنياهو أيضًا أن يبحث عن أموال تقديرية لتغطية الفجوات.
كيف يتم تلقي القرار؟رحب العديد من الإسرائيليين بقرار المحكمة، معتقدين أنه يمثل نهاية لنظام يعتبر خدمتهم العسكرية ومساهماتهم الاقتصادية أمرا مفروغا منه بينما يتفوق على الأرثوذكس المتطرفين أو "الحريديم" كما يطلق عليهم في إسرائيل.
ويعود الإعفاء الديني إلى تأسيس إسرائيل، وهو حل وسط توصل إليه أول رئيس وزراء للبلاد، ديفيد بن غوريون، مع الزعماء اليهود المتشددين للسماح لنحو 400 من طلاب المدارس الدينية بتكريس أنفسهم بالكامل لدراسة التوراة. لكن ما كان في السابق يشكل هامشيا من السكان الحريديم قد نما بشكل كبير، ما يجعل الإعفاء قضية مثيرة للانقسام بشكل كبير في المجتمع الإسرائيلي.
ويستمر العديد من اليهود المتشددين في تلقي رواتب حكومية حتى مرحلة البلوغ، متجنبين الحصول على وظائف مدفوعة الأجر لمواصلة الدراسات الدينية بدوام كامل. ولطالما حذر الاقتصاديون من أن النظام غير مستدام.
وصف أرييه درعي، رئيس حزب شاس اليهودي المتشدد، قرار المحكمة بأنه "تنمر غير مسبوق على طلاب التوراة في الدولة اليهودية".
ويقول اليهود المتشددون إن الاندماج في الجيش سيهدد أسلوب حياتهم المستمر منذ أجيال، وأن أسلوب حياتهم المتدين وتفانيهم في الحفاظ على الوصايا اليهودية يحمي إسرائيل بقدر ما يحمي الجيش القوي. وعلى الرغم من أن عددًا صغيرًا منهم اختاروا الخدمة في الجيش، إلا أن الكثير منهم تعهدوا بمحاربة أي محاولة لإجبار الحريديم على القيام بذلك.
وقال يتسحاق غولدكنوبف، زعيم حزب يهودية التوراة المتحد، "بدون التوراة، ليس لنا الحق في الوجود. سنقاتل بكل الطرق من أجل حق كل يهودي في دراسة التوراة ولن نساوم على ذلك".
لماذا يهدد القرار نتنياهو؟ويُعرف نتنياهو، بأنه رئيس الوزراء الإسرائيلي "الأطول خدمة"، وبأنه ناجٍ سياسي بارع. ولكن يبدو أن مجال "المناورة" لديه أصبح محدودا.
ومن خلال تعهده بالمضي قدماً في الحرب التي أضرت بالاقتصاد الإسرائيلي واستنزفت الكثير من جنودها وجنود الاحتياط، قد يخسر نتنياهو دعم العناصر الأكثر وسطية في حكومة الوحدة الوطنية الهشة إذا حاول الحفاظ على الإعفاءات لليهود المتشددين.
وأصر الوسطيان في حكومة الحرب الهشة وكلاهما جنرالان سابقان، على أن تساهم جميع قطاعات المجتمع الإسرائيلي بشكل متساوٍ، أحدهما، بيني غانتس، الذي هدّد بالاستقالة، وهي خطوة من شأنها أن تزعزع استقرار هيئة صنع القرار الرئيسية في وقت حساس من الحرب.
ولكن الكتلة "القوية" للأحزاب الأرثوذكسية المتطرفة، من شركاء نتنياهو منذ فترة طويلة، تريد استمرار الإعفاءات من التجنيد.
ولم تفصح الأحزاب الأرثوذكسية المتطرفة عمّا ستقوم به إذا فقدت وضعها التفضيلي. ولكن إذا قررت ترك الحكومة، فمن شبه المؤكد أن ينهار الائتلاف وتضطر البلاد إلى إجراء انتخابات جديدة، مع تراجع نتنياهو بشكل كبير في استطلاعات الرأي وسط الحرب في غزة.
المصادر الإضافية • أ ب
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية "رسالة إلى حماس".. لهذا السبب ألغى نتنياهو زيارة الوفد الإسرائيلي إلى واشنطن محتجون إسرائيليون يحبسون أنفسهم في "أقفاص" وسط تل أبيب مطالبين نتنياهو بعقد صفقة تبادل للأسرى استقالة وزير من حكومة الطوارئ الإسرائيلية والخلاف يشتد بين نتنياهو وغانتس متشددون حكومة إسرائيل يهود بنيامين نتنياهو جيشالمصدر: euronews
كلمات دلالية: السياسة الأوروبية السياسة الأوروبية السياسة الأوروبية متشددون حكومة إسرائيل يهود بنيامين نتنياهو جيش إسرائيل قطاع غزة حركة حماس الصراع الإسرائيلي الفلسطيني روسيا غزة ضحايا قصف مطارات مطار رفح معبر رفح أوكرانيا السياسة الأوروبية إسرائيل قطاع غزة حركة حماس الصراع الإسرائيلي الفلسطيني روسيا غزة السياسة الأوروبية الیهود المتشددین یعرض الآن Next فی الجیش
إقرأ أيضاً:
ماسك يوزع شيكات بمليون دولار على ناخبي ويسكونسن قبيل انتخابات المحكمة العليا
في خطوة مثيرة للجدل، وزّع الملياردير الأمريكي إيلون ماسك شيكين ضخمين بقيمة إجمالية بلغت مليون دولار (924,275 يورو) على ناخبين في ولاية ويسكونسن، قبل الانتخابات الحاسمة للمحكمة العليا، التي تشهد منافسة حادة ستحدد التركيبة الأيديولوجية داخل أعلى هيئة قضائية في الولاية.
ويتجه الناخبون في ويسكونسن إلى صناديق الاقتراع يوم الثلاثاء لاختيار قاضٍ جديد في المحكمة العليا، التي يسيطر عليها حاليًا أربعة قضاة من التيار الليبرالي من أصل سبعة. وتُعد النتيجة المرتقبة محورية في رسم ملامح المشهد القضائي والسياسي في الولاية.
وواجه تحرك ماسك محاولة قانونية لعرقلته تقدّم بها المدعي العام في ويسكونسن، الديمقراطي جوش كول، والذي سعى في اللحظات الأخيرة لعرقلة عملية توزيع الشيكات، مستندًا إلى قانون الولاية الذي يمنع "تقديم أي شيء ذي قيمة بغرض تحفيز شخص على التصويت". إلا أن المحكمة العليا في الولاية رفضت بالإجماع النظر في الطعن، ما سمح باستمرار النشاط السياسي لماسك دون عوائق قانونية.
قام ماسك بتوزيع الشيكين على الحضور الذين وقعوا على عريضة تُعارض ما وصفه بـ"القضاة الناشطين" أي القضاة المناهضين لأجندة ترامب. ووفقًا لمحاميه، اعتُبرت هذه التبرعات قانونية، خلال التجمع السياسي الذي نُظم يوم الأحد، وأكد الفريق القانوني لماسك أن المبالغ المدفوعة تندرج ضمن إطار حرية التعبير، وتهدف إلى "إطلاق حركة شعبية مناهضة للقضاة الناشطين، من دون دعم أو معارضة صريحة لأي مرشح".
وصبّ ماسك، الذي يقود إدارة الكفاءة الحكومية (DOGE)، اهتمامه بشكل خاص على الانتخابات القضائية في ويسكونسن، واصفًا إياها بأنها "حاسمة لمستقبل الحضارة". ورأى، باعتباره أحد المقربين من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن المحكمة العليا في الولاية قد تؤدي دورًا محوريًا في الانتخابات الفيدرالية المقبلة، لا سيما في ما يتعلق بإعادة رسم الدوائر الانتخابية للكونغرس، محذرًا من أن استمرار الهيمنة الليبرالية على القضاء قد يُلحق ضررًا بالمصالح الجمهورية.
وفي سياق الدعم المالي، ضخ ماسك والمجموعات المرتبطة به نحو 20 مليون دولار (18.5 مليون يورو) دعمًا للقاضي المحافظ براد شيميل، مرشحهم المفضل، ما أثار انتقادات حادة من قبل منافسته الليبرالية سوزان كروفورد وأنصارها، الذين اتهموا ماسك بالتأثير غير المشروع على سير العملية الانتخابية.
Relatedتسلا تخسر 50 مليار دولار.. وترامب يظهر دعمه لماسك بشراء سيارة بشيك شخصي وبدون خصومات!صديق طفولة ماسك: أصبح الرجل الذي كان يزدريهشيميل، الذي ظهر خلال حملته الانتخابية مرتديًا قبعة "اجعلوا أمريكا عظيمة مرة أخرى"، تعهّد بدوره بمناهضة بـ"القضاة الناشطين"، متناغمًا بذلك مع أجندة الرئيس الأمريكي.
وقد تحولت انتخابات المحكمة العليا في ويسكونسن إلى "أغلى سباق قضائي" في تاريخ الولايات المتحدة، بعدما تجاوز حجم الإنفاق الإجمالي فيها 81 مليون دولار (74.9 مليون يورو).
وتجدر الإشارة إلى أن الهبات المالية التي يقدمها ماسك ليست مستجدة، إذ سبق أن أنفقت لجنة العمل السياسي الخاصة به خلال الانتخابات الرئاسية الماضية ما يصل إلى مليون دولار (924,275 يورو) يوميًا في الولايات المتأرجحة، ومنها ويسكونسن، مكافأة للناخبين الذين وقعوا على عرائض مؤيدة للتعديلين الأول والثاني من الدستور الأمريكي.
المصادر الإضافية • AP
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية إقبال متزايد على سيارات تسلا في المملكة المتحدة رغم الجدل حول سياسات ماسك.. ماذا عن الأسواق الأخرى؟ هل يفرض روبوت الدردشة الآلي Grok رقابة على انتقاد إيلون ماسك ودونالد ترامب؟ إيلون ماسك يعلن دعمه لانسحاب الولايات المتحدة من الناتو والأمم المتحدة محكمةدونالد ترامبدعوى قضائيةالقانونإيلون ماسكانتخابات