قالت حركتا حماس والجهاد الفلسطينيتان، إن نجاح أي مفاوضات يعتمد على الوقف التام للحرب على غزة، وانسحاب كل قوات الاحتلال الإسرائيلي وعودة النازحين وإدخال المساعدات للقطاع، وذلك حسبما أفادت قناة القاهرة الإخبارية، في نبأ عاجل.

أضافت الحركتان: «نرفض أي مشاريع سياسية أو خطوات من شأنها خلق واقع جديد في قطاع غزة».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: غزة حماس حركة حماس

إقرأ أيضاً:

المغنون المؤيدون للحرب مقابل عركي

 

المغنون المؤيدون للحرب مقابل عركي
صلاح شعيب

آثار حرب السودان انعكست على كل الحقول المجتمعية، وطبعتها بمواقف سياسية، وفكرية، وثقافية، وفنية. إذن فالمغنون ليسوا بدعاً. بعضهم تقسمت مواقفه وسط المؤيدين للأطراف المتحاربة. ولكن الملاحظ أن تيار هؤلاء المغنين، والمغنيات، المنادين بإيقاف الحرب حسب متابعتي هو الغالب. فالمغني الواعي هو داعية كفاح سلمي، أداته الخيال الذي يوظفه لتحقيق مفاهيم الحق، والخير، والجمال. فبالشعر، واللحن، والموسيقى، يستطيع المغني أن يغير مفهوم العنف كأداة للبناء إلى مفهوم الحوار كوسيلة بديلة.
هذا الكلام النظري لا يتطابق بالضرورة مع مواقف المغنين دعاة الحرب. وربما يرونه من زاوية أن كاتبه لا يفرق بين الحرب الأهلية، وبين الأخرى الوجودية. ومن هذه الزاوية يبرر المغنون المتحالفون مع الجيش، أو الداعون لاستمرار الحرب، أنهم مع الوطن للحفاظ على أصوله، أو ثوابته، أو مكتسباته المتحققة. ولكن هذا الرأي يمثل قناعة جزئية لشريحة من شرائح مجتمعنا التعددي. وليس هو بالضرورة يمثل جماع الرأي العام السوداني. فكلنا يعلم أن الحرب قسمت المجتمع إلى مجتمعات، وبالتالي يصعب القول إن هذا الطرف وحده يمثل الرأي الوطني السليم الذي لا يأتيه الباطل من خلفه، أو يمينه. ومع ذلك فإن غالبية المغنين المنتمين لمجتمعنا أخذوا مسافة من هذه المواقف المجتمعية المتباينة ازاء الحرب، وما أفرزته من دمار في كل شيء. وأسوأ هذه الإفرازات التي لا يختلف عليها اثنان أن الحرب حتى الآن لم تخلق إجماعا داخل المجتمع ليشحذ قدراته كلها لإيقافها، أو استمرارها إلى آخر الأشواط. أما إذا كان هناك مغنون يختطفون الرأي العام السوداني ليقولوا بأنهم مضطرون للغناء لصالح الجيش بوصفه يستجيب للرأي العام فإن هذا القول لا يستند على حقيقة صلبه.
-٢-
المغنون الذين عادوا إلى بورتسودان، أو الشعراء، والملحنون، الذين ينشطون في دعم هؤلاء المغنين جزء من تلك الشريحة. ولذلك يصعب عليهم إقناعنا بأن غناءهم هادف، وأن من لا يسن مثله متقاعس عن دعم الوطن. فالمبدع لا يدعم عنف الآلة الحربية لتفتك بشرائح اجتماعية هنا، وهناك، أو ينحاز إلى فئة ضيقة من المجتمع أوقدت نار الحرب من وراء ستار لتحقق أهدافها الأيديولوجية، وأعني هنا المؤتمر الوطني.
على المستوى الآخر فالمغنون العقلاء، أو المشتغلون في المجال إبداعاً، يقفون حتى الآن في الحياد، ويطالبون المكون العسكري الذي سرق الثورة بمراعاة الحالة الإنسانية الكئيبة للمواطن. وإذا نظرنا إلى الأسماء التي عاد أصحابها إلى بورتسودان، أو تمترسوا في الداخل لدعم الجيش، فإنهم أقلية يوظفون الميديا للظهور أكثر من التعبير عن قناعاتهم.
وقد لاحظنا بعد عودة عدد من المغنين الشباب أمثال ندى القلعة، وطه سليمان، وفرفور، وآخرين أن كل فنان يحاول استغلال موقفه المؤيد للجيش لتكبير كومه. بل إن بعض هؤلاء المغنين العائدين لبورتسودان بعد عامين من الوجود في الخارج تعرضوا للتشكيك في مواقفهم، وقال أحد الظرفاء إنهم ما عادوا إلا بعد أن “لبنت”. اي أن عودتهم للحاق بالمولد تزامنت مع تقدم الجيش في الجزيرة، والخرطوم. وسمعت مغنية تحتج على أن هناك اهتماماً إعلامياً بزميلة لها وجدت المطار مفروشاً لها بالورد، والرياحين، بينما كانت هي تتنقل بصوتها، ورقصها الفلكلوري، من معسكر استنفار إلى آخر منذ بدء الحرب. وعلى الطرف الآخر خرج بعضهم ليقول بأن تلك الفنانة دينارية، والأخرى شيريا، ولذلك حدث ما حدس!.
على كل حال ما راعني هو أن مغنيات الجيش صرن يفتين في أمر السياسة من دون معرفة حتى طالبت واحدة بألا يُسمح للقحاتة بالعودة إلى البلاد لكونهم من ضمن المظلة السياسية للدعم السريع، وطفقت أخرى تنادي بعدم عودة الجيش إلى الثكنات العسكرية في حال انتصاره، أو حدوث التسوية. وهناك مغنية قالت إن أي زميلة لها فضلت البقاء بالخارج لتغني في “سوق واقف” أو ليالي منتجعات القاهرة، ودبي، ولم تدعم الجيش، فسيكون مصيرها عدم الظهور في التلفزيون.
واضح أن جانبا من هذه التصريحات مغلفة بمصالح آنية، وأخرى مستقبلية للمغنيات اللائي قدمن أعمالاً فنية قيل إنها وطنية، وهي لما تملك إبداعاً شعرياً، أو لحنياً، وبالتالي لا يغدوا الأمر أكثر من كونه صناعة مستعجلة للحاق بسوق بورتسودان.
-٣-
كنت تمنيت أن يستفيد مغنو الجيش من دعاة الحرب من موقف الفنان المخضرم أبو عركي البخيت، وهو قد رفض أن يترك شعبه وراءه. ولذلك فضل البقاء ليتقاسم مع مواطنيه المعاناة المرة دون أن يستجدي سلطة بورتسودان لدعمه. ذلك برغم أنها مراراً، وتكراراً، حاولت أن تستميله عبر زيارات له بمنزله، ولكنهم أخطأوا التقدير بدرجة كبيرة، وارتدوا خاسئين. فليس الأستاذ أبو عركي من الفنانين المحتاجين للاستقواء بالسلطة، وإعلامها ليشكل حضوراً في تلفزيون بورتسودان، أو يكتب عند الله وطنياً.
فالفنان أبو عركي أن يقدم درساً بليغاً للمغنين، والمغنواتية الذين هرولوا إلى بورتسودان بعد أن سبقت عودتهم تقديم أعمال فنية ضعيفة لا ترقى للخلود باعتبارها قلائد إبداعية مثل أذن الآذان، أو أضحكي، أو يوم رحيلك من البلاد، أو معاك يبقى الزمن حاضر ويجي العالم قريب مني.
ولكن يبدو أن لا فرفور، ولا ندى القلعة، ولا طه سليمان، يدركون الفرق بين الفنان الواعي بألاعيب السياسيين، وبين الفنان الذي يقاوم بفنه هذه الألاعيب ويكشفها للرأي العام بإنتاج إبداعي يستبطن المقاومة للاستبداد، والغش، وتجهيل المواطن، وتتفيه جمالياته الغنائية الوطنية.
وبخلاف عركي الذي لم يتورط في الهرولة نحو بورتسودان ليقدم نفسه في البازار الغنائي، فإن أولئك الفنانين التقدميين قد عبروا بغناء رصين ضد الحرب، واستمرارها، من خلال شعر رصين، وألحان شجية، ومعالجات موسيقية قمة في الروعة. يا كل مغنيات ومطربي الجيش أرففوا بأنفسكم. فالفنان الواعي لا يدعم العنف الناتج من الحرب الآهلية.

الوسومالجيش المغنون دعم الجرب صلاح شعيب عركي

مقالات مشابهة

  • موقف مصري إسباني مشترك بضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة
  • ملك الأردن يدعو إلى الوقف الفوري للهجمات الإسرائيلية على غزة
  • المغنون المؤيدون للحرب مقابل عركي
  • حسني بي: تقييم نجاح السياسة النقدية للمركزي يعتمد على مؤشر رئيسي واحد
  • بينها الاحتلال الشامل .. تفاصيل خطة إسرائيل الجديدة للحرب في غزة
  • الآلاف يتظاهرون في لندن رفضا للحرب الإسرائيلية على غزة
  • الآثار النفسية للحرب
  • كبسولات في عين العاصفة : رسالة رقم [161]
  • وزير الخارجية يعرب عن رفض مصر التام للتصعيد في الساحل السوري
  • المبعوث الأمريكي: يمكن لحركة الفصائل الفلسطينية الاحتفاظ بدورها السياسي دون سلاح