إيران وروسيا والصين وكوريا الشمالية.. تحالف الاستبداد الجديد يهدد العالم
تاريخ النشر: 30th, March 2024 GMT
تكشف التحركات الدولية نشأة تحالف وشراكات استراتيجية "بلا حدود" بين دول مثل إيران وورسيا والصين وكوريا الشمالية، والتي يرى فيها مسؤولون أميركيون "تهديدا عميقا للعالم بأسره".
ووفق تحليل نشرته مجلة فورين أفيرز "الصداقات غير الليبرالية" أو ما يسمى بـ"تحالف الاستبداد الجديد" تزدهر في علاقات متشابكة والتي في مقدمتها العلاقات العسكرية.
هذه التحالفات، قد ينظر البعض إليها أنها تشبه التحالفات التي تجريها الولايات المتحدة، ولكن ما تعتمد عليه واشنطن عادة علاقات رسمية ذات طابع مؤسسي ترتبط بضمانات أمنية قائمة على الصداقة والثقة، والتي قد تخدم أغراضا عديدة وتتخذ أشكالا مختلفة.
واعتمدت الولايات المتحدة خلال العقود الماضية بشكل كبير على شبكة من التحالفات والتي استطاعت من خلالها تحقيق التهدئة والاستقرارا وتشكيل توازنات للقوى لصالح الديمقراطيات الغربية بحسب التحليل.
ويمكن أن تكون هذه التحالفات عبارة عن شراكات عسكرية أو اتفاقيات للتنسيق بين للدول، والتي يمكن أن تكون سرية أو علنية أو رسمية أو غير رسمية، والتي تهدف إلى الحفاظ على السلام أو التحريض على العدوان، فيما يشير التحليل إلى بعض التحالفات تسببت في حدوث زلازل جيوسياسية في الماضي.
ويعرف معد التحليل وهو أستاذ متخصص بالشؤون العالمية في جامعة جونز هوبكنز، هال براندر، التحالف بأنه "مجموعة من الدولي التي تسعى إلى تحقيق أهداف مشتركة".
وقد تمثل هذه التحالفات بين خصوم الولايات المتحدة "غامضة ومتناقضة" وتفتقر إلى "ضمانات الدفاع الرسمية"، لكنها لا تزال تزيد من القوة العسكرية التي تستطيع الدول حشدها وتقليل العزلة الاستراتيجية التي تواجهها.
وفي منتصف مارس الحالي أعلنت روسيا أن مجموعة من سفنها الحربية وصلت إلى إيران للمشاركة في تدريبات مع إيران والصين بحسب وكالة رويترز.
وذكرت وزارة الدفاع الروسية في بيان نقلته وسائل الإعلام الرسمية أن التدريبات المشتركة التي تحمل اسم "حزام الأمن البحري - 2024" ستشارك فيها سفن حربية وطائرات.
في السنوات القليلة الماضية أبدت الدول الغربية استعدادا متزايدا لكشف هجمات سيبرانية خبيثة، وتوجيه أصابع الاتهام إلى حكومات أجنبية، وخصوصا الصين وروسيا وكوريا الشمالية وإيران، وفقا لفرانس برس.
واتهمت كل من روسيا والصين باستخدام وكلاء أو مجموعات وهمية لتنفيذ هجمات إلكترونية، ما يجعل تحديد المصدر أكثر صعوبة.
من "تحالف الاستبداد" إلى "محور الشر"ويعيد هذا تحليل إلى الأذهان، المصطلح الذي استخدمه الرئيس الأميركي، جورج بوش في خطابه عن حالة الاتحاد لعام 2002، عندما تحدث عن "محور الشر" الذي يهدد العالم.
وبعد عقدين من الزمن لا يزال "محور الشر" صالحا لوصف ما يعتقد البعض أنه تحالف متزايد بين الصين وروسيا وإيران وكوريا الشمالية بحسب تحليل نشرته مجلة فورين بوليسي.
وفي حملتها الانتخابية، حاكمة ولاية ساوث كارولينا السابقة، نيكي هايلي، قالت في أواخر أغسطس الماضي "لا يمكننا أن نسمح لمحور الشر هذا أن يكتسب المزيد من الزخم".
وحذر زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ، ميتش ماكونيل، في مقابلة مع شبكة "سي بي أس نيوز" في أكتوبر أن واشنطن عليها أن تقف "في وجه محور الشر وليس محاولة التعامل معهم".
قالت أجهزة مخابرات أميركية قبل نحو أسبوعين إن الولايات المتحدة تواجه "نظاما عالميا هشا على نحو متزايد" وسط ضغوط سببها التنافس بين القوى الكبرى وتحديات عابرة للحدود وصراعات إقليمية.
جاء ذلك في تقرير أعدته أجهزة المخابرات قبل أن يدلي رؤساؤها بشهاداتهم في مجلس الشيوخ.
وقالت الأجهزة في التقرير السنوي لعام 2024 الذي تصدره لجنة من المخابرات الأميركية بشأن تقييم التهديدات "الصين الطموحة والقلقة وروسيا التي تميل إلى المواجهة وبعض القوى الإقليمية، مثل إيران، وجهات فاعلة غير حكومية بقدرات متزايدة كلها تمثل تحديا لقواعد النظام الدولي القائمة منذ فترة طويلة، فضلا عن تفوق الولايات المتحدة داخله".
تحذيرات من الخلل بالتوازن العالميولعل أبرز تطور يظهر قوة العلاقات داخل هذا التحالف استخدام روسيا، الخميس، للفيتو خلال التصويت على مشروع قرار لمجلس الأمن يجدد تفويض لجنة مكلفة مراقبة تطبيق العقوبات الدولية المفروضة على كوريا الشمالية على خلفية برنامجيها النووي والبالستي المحظورين.
ودافع الكرملين، الجمعة، عن استخدامه الفيتو وقال إن العقوبات الدولية على كوريا الشمالية تعيق الحوار والسلام في شبه الجزيرة الكورية ولم تساعد في تحسين الأمن الإقليمي.
وينتهي تفويض اللجنة في نهاية أبريل، وتخضع كوريا الشمالية منذ 2006 لعقوبات دولية مرتبطة خصوصا ببرنامجها النووي.
ومنذ عام 2019، تحاول روسيا والصين عبثا إقناع المجلس بتخفيف هذه العقوبات التي لم يحدد تاريخ نهايتها.
وقالت الصين الجمعة إنها تعارض "فرض عقوبات بشكل أعمى" على كوريا الشمالية وامتنعت عن التصويت على مشروع القرار الذي عطلته روسيا في مجلس الأمن.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الصيني لين جيان إن "الوضع الراهن في شبه الجزيرة الكورية ما زال متوترا، وفرض عقوبات بشكل أعمى لا يمكن أن يحل المشكلة".
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، إن "أفعال روسيا اليوم قوضت بشكل ساخر السلام والأمن الدوليين، وكل ذلك من أجل دفع الصفقة الفاسدة التي أبرمتها موسكو مع جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية".
بدورها، قالت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية في بيان إن سيول "تؤكد بوضوح أن روسيا، رغم وضعها كعضو دائم في مجلس الأمن الدولي، اتخذت قرارا غير مسؤول".
ويحذر تحليل فورين أفيرز من جهود هؤلاء الخصوم من خلل تبادل المزيد من تكنولوجيا الدفاع المتقدمة أو التعاون على نطاق أوسع في الأزمات والصراعات، بما قد يخل بـ"التوازن العالمي" بطرق أكثر إثارة للقلق، إذ لا يتطلب الأمر سوى نسخة "غير ليبرالية ومعدلة من حلف شمال الأطلسي لإحداث نوبة توتر بين قوى عظمى متمددة".
وتمنح التوترات المتزايدة أسبابا أقوى للدعم المتبادل بين هذه الدول، إذا أن العزلة التي فرضها الغرب على روسيا لم يجعل أمامها سوى خيار الدخول في شراكات مع الصين وإيران وكوريا الشمالية، ولكن واشنطن قد تكون قادرة على إبطاء هذا الأمر، مثلما فعلت عندما هددت الصين بفرض عقوبات قاسية إذا قدمت أسلحة فتاكة لروسيا لتستخدمها في أوكرانيا.
ويحث تحليل فورين أفيرز المسؤولين الأميركيين للتنبه إلى تطور هذه الشراكات بين المنافسين بطرق غير متوقعة، خاصة وأن تطورات الحرب في أوكرانيا دفعت إلى نضوج العلاقات الاستراتيجية بين موسكو وبيونغ يانغ وطهران، ناهيك عن العلاقات التي ترسخت على مدار عقود مع بكين.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الولایات المتحدة وکوریا الشمالیة کوریا الشمالیة محور الشر فی مجلس
إقرأ أيضاً:
بعد هجمات اليمن.. إيران غاضبة وروسيا تدعو لـ«وقف فوري لاستخدام القوّة»
دانت إيران الضربات التي شنتها الولايات المتحدة على أهداف “للحوثيين” في اليمن، وأسفرت عن مقتل 31 شخصا على الأقل.
ودان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي “بشدة” الضربات، معتبرا في بيان أنها “انتهاك سافر لميثاق الأمم المتحدة والقواعد الأساسية للقانون الدولي”.
وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، إن “الولايات المتحدة ليس لها الحق في إملاء” سياسة بلاده الخارجية”.
وكتب عراقجي على منصة “إكس”: “الحكومة الأمريكية ليس لديها سلطة ولا حق في إملاء سياسة إيران الخارجية”، داعيا إلى “وقف قتل الشعب اليمني”.
في السياق، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في اتصال هاتفي مع نظيره الأمريكي ماركو روبيو، “على ضرورة الوقف الفوري لاستخدام القوة ضد “الحوثيين” في اليمن”.
وأضاف لافروف، إنه “من المهم لجميع الأطراف الانخراط في حوار سياسي، من أجل إيجاد حل لتجنب المزيد من إراقة الدماء”.
هذا “وقتل ما لا يقل عن 31 شخصا، بعد أن شنت الولايات المتحدة ضربات عسكرية واسعة النطاق على جماعة “الحوثي” في اليمن، وشملت الغارات الأميركية 6 محافظات يمنية”.
وكشفت مصادر يمنية لقناة”سكاي نيوز عربية”، أن “الغارات الأميركية استهدفت منازل قياديين في جماعة “الحوثي”، ففي صنعاء طالت غارة منزل حسن عبد القادر شرف الدين، المسؤول عن المخلصات المالية لتجارة النفط والغاز لدى “الحوثيين”، كما استهدفت غارة منزل علي فاضل، وهو أحد قيادات الملاحة البحرية في غرف العمليات الحوثية، وكان منزل فاضل، في السابق مقرا لقناة “المسيرة” التلفزيونية الناطقة باسم “الحوثيين”.
ووفق المعلومات، “استهدف غارة أخرى منزل عبد الملك الشرفي، وهو من القيادات الأمنية التابعة لجهاز الاستخبارات العسكرية “للحوثيين”، وأفادت مصادر بمقتل أفراد أسرة الشرفي داخل المنزل، بينما لم ترد معلومات عن مصيره، كما استهدفت منازل قيادات حوثية أخرى في محافظة صعدة”.
إلى ذلك، كشف موقع “أكسيوس” الإخباري الأمريكي، أن “الولايات المتحدة أبلغت إسرائيل مسبقا بضرباتها على الحوثيين في اليمن”، ونقل الموقع عن مسؤول إسرائيلي بارز، قوله إنه “تم إخطار إسرائيل قبل الضربات”.
ووصف المكتب السياسي “للحوثيين”، الهجمات بأنها “جريمة حرب”، وقال إنها “امتدت أيضا إلى محافظة صعدة في الشمال”، وأشار سكان من صنعاء إلى أن “الغارات استهدفت مبنى في معقل لجماعة “الحوثي”، وقال أحد السكان، لـ”رويترز”، إن “الانفجارات كانت عنيفة وهزت الحي كما لو كانت زلزالا وروعت النساء والأطفال”.
آخر تحديث: 16 مارس 2025 - 10:17