لبنان ٢٤:
2025-02-02@09:02:22 GMT
منسوب التخوف من اجتياح إسرائيلي للبنان يرتفع
تاريخ النشر: 30th, March 2024 GMT
لن يرّف للإسرائيلي الذي قتل الأطفال والنساء والعجّز في قطاع غزة ولم يُبقِ فيه حجرًا على حجر جفن إن هو ارتكب المجازر في لبنان. فبعد مجزرة الهبارية كانت طيرحرفا هدفًا لمجزرة مماثلة وبعدهما جاء دور الناقورة، وقد يكون الآتي أعظم، لأن الدم يستسقي دمًا آخر؛ وهكذا دواليك حتى تبلغ تل أبيب غاياتها العدوانية، مع ما يعني ذلك من ارتفاع منسوب التوقعات باجتياح لبنان، الذي لم يعد توقيته بعيدًا، وفق مصادر ديبلوماسية غربية نقلًا عن مسؤولين في وزارة خارجية دولة غربية سبق لهم أن زاروا تل أبيب مؤخرًا.
في المقابل كان الردّ الصاروخي لـ "حزب الله" على المواقع الإسرائيلية المتقدمة موجعًا، الامر الذي أعاد خلط الأوراق ورسم حدودًا إضافية لإمكانية الانزلاق نحو مواجهات واسعة يصعب معها الركون طويلًا الى أي معطيات لا تزال تستبعد وقوع حرب كبيرة في لبنان، على رغم المساعي التي لا تزال تبذل في الداخل اللبناني وفي الخارج من خلال حركة الاتصالات التي يقوم بها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، الذي لا يزال يراهن على إمكانية تجنيب لبنان ما لا قدرة له على احتماله. ولا تخفي أوساط ديبلوماسية ارتفاع منسوب القلق الشديد حيال الوضع على الجبهة اللبنانية - الإسرائيلية بعدما أسقطت إسرائيل تقريبًا قرار وقف النار الفوري في غزة الذي اتخذه مجلس الأمن الدولي وتزامن ذلك مع التصعيد العنيف على الجبهة اللبنانية. وهو أمر لم يكن مجرد صدفة، بل هو إجراء متعمد، ويهدف الى توسيع رقعة التصعيد في اتجاه لبنان أيضا بما يقطع الطريق على الرهانات التي قامت حول هدنة لأسبوعين متبقيين من شهر رمضان كان يمكن خلالهما تبريد الجبهة الجنوبية.
ويُنقل عن هذه المصادر الديبلوماسية الغربية بأنّ الوضع الميداني على الجبهة اللبنانية – الإسرائيلية "خطير جداً"، وقالت: إنّ كل ما تجمّع من معلومات ومعطيات تفيد بأنّ حكومة بنيامين نتنياهو ذاهبة الى توسيع الحرب على لبنان، ومن دون خطوط حمر ولا قواعد اشتباك.
وما عزز المخاوف الديبلوماسية التي تقاطعت على أنّ ما ينتظر لبنان هو توسيع الحرب الإسرائيلية، وليس دخولاً في هدنة ما نقلته "القناة 13" العبرية عن قائد القيادة الشمالية أوري غوردين الذي قال: "نحن في حالة حرب. نحن مستعدون لمواصلة مهاجمة "حزب الله" بشكل كبير وتغيير الوضع الأمني". وأضاف: "نحن نشنّ هجمات كبيرة جداً جداً ضد "حزب الله" وسنستمر. وسنكون عدوانيين من أجل إيذائه وإلحاق الضرر به بشكل كبير". وكرّر القول إنّ الجيش الاسرائيلي مصمم على "تغيير الوضع الأمني في الشمال حتى يتمكن السكان من العودة بأمن وشعور بالأمان. ونحن، من ناحية أخرى، نهاجم "حزب الله" بقوة، وإذا أدركنا أنه سيتعين علينا التحرك - سنتحرك والاستعداد موجود"
من ناحيته يقرأ "حزب الله" عودة إسرائيل إلى التصعيد على أنه فشل للمساعي الأميركية للجم حكومة الحرب الإسرائيلية، التي تحاول فرض قواعد اشتباك جديدة تتوهم بأن ذلك قد يؤهلها لتكون لها الكلمة الفصل في الميدان. وعلى غرار ضربات كريات شمونة رداً على مجزرة الهبارية، وميرون والجولان رداً على اعتداءات العدو في البقاع، وخصوصاً قصف القاعدة ميرون التي تبعد نحو عشرة كيلومترات عن الحدود بهذا النوع من الصواريخ وما يحمله من دلالات في حسابات العدو، يستعد "حزب الله" لمواجهة أي توسيع إسرائيلي للتصعيد من خلال نوعية الأهداف والذخائر التي سيستخدمها في إطار متصاعد مرتبط بمستوى التوسيع الإسرائيلي.
فالاتصالات الجارية من أجل حل ديبلوماسي لتطورات جبهة الجنوب تنتظر ما قد تسفر عنه هدنة غزة، خصوصًا أن العدوان الإسرائيلي الأخير على مواقع في سوريا ووصوله إلى حلب وانزال خسائر بشرية كبيرة، ومن بين شهداء الغارة الإسرائيلية عناصر تابعة لـ "حزب الله"، قد نسف كل الجسور الديبلوماسية.
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
تصعيد غير مسبوق منذ الاتفاق.. هل تشتعل الجبهة الجنوبية من جديد؟!
على رغم تمديد اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل حتى 18 شباط المقبل، تشهد الجبهة الجنوبية منذ يوم الأحد تصعيدًا قد يكون غير مسبوق منذ التوصّل إلى الاتفاق في أواخر شهر تشرين الثاني الماضي، على وقع الحراك "السلميّ" الذي بدأه أهالي القرى الجنوبية يوم الأحد، حين قرّروا الدخول إلى بلداتهم، لتسجيل موقف رافض لتحويل احتلالها من قبل القوات الإسرائيلية إلى "أمر واقع".
وفي ما يشبه "الانتقام" من المشهد، الذي وصفه كثيرون بـ"عرس التحرير"، وقارنه آخرون بتحرير الجنوب من الاحتلال في العام 2000، رفعت إسرائيل من وتيرة تصعيدها وخروقاتها، بل عادت إلى أساليب كانت قد أحجمت عنها في المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، فلجأت مثلاً إلى الغارات الجوية التي استهدفت مناطق عدّة، حتى في شمال الليطاني، كغارة النبطية، في وقتٍ رُصِدت مسيّراتها في العاصمة بيروت من جديد.
وفي وقتٍ حافظ "حزب الله" على موقف "مبهم" من تمديد الهدنة، على وقع وجهتي نظر عبّر عنها مسؤولوه، بين رمي الكرة في ملعب الدولة، وبين اعتبار القوات الإسرائيلية قوات احتلال، والاحتفاظ بالحقّ في مواجهة وفق ما تراه المقاومة مناسبًا، جاء إعلان الجيش الإسرائيلي في الساعات الماضية عن إسقاط مسيّرة لجمع المعلومات أطلقها "حزب الله" من جنوب لبنان، ليطرح علامات الاستفهام، فهل "تشتعل" الجبهة من جديد؟!
إسرائيل "تنتقم"
صحيح أنّ الخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار، مستمرّة منذ تاريخ التوقيع عليه في 27 تشرين الثاني، حيث "تعمّدت" إسرائيل منذ ذلك الوقت أن تكرّس لنفسها ما أطلق عليه "حرية التصرف"، إلا أنّ الصحيح أيضًا أنّ هذه الخروقات بلغت مستوى جديدًا في الأيام القليلة الماضية، أو ربما انتقلت إلى مرحلة "متقدّمة"، ولا سيما أنها لم تعد تقتصر على تفجيرات ونسف منازل، في بعض القرى الأمامية التي تتواجد فيها القوات الإسرائيلية.
لعلّ "ذروة" هذا المستوى الجديد برزت من خلال العودة إلى استخدام سلاح الطيران في مناطق عدّة، وتحديدًا مع الغارتين الجويتين اللتين استهدفت من خلالهما إسرائيل شمال الليطاني، ولا سيما في النبطية، فضلاً عن تحليق المسيّرات في بيروت، وهو ما يعزوه العارفون إلى وجود رغبة إسرائيلية بـ"الانتقام" من الجنوبيين بعد مشهد الأحد، الذي أثار غضب المسؤولين في إسرائيل، خصوصًا بعدما وصلت أصداؤه إلى عواصم غربية عدّة.
ويشدّد العارفون على أنّ إسرائيل توجّه من خلال تصعيدها المستجدّ هذا أكثر من رسالة، سواء في اتجاه الدولة اللبنانية، أو في اتجاه "حزب الله"، مفادها أنّها جاهزة للتصعيد العسكري، بل للعودة إلى الحرب في حال اضطرها الأمر، وأنّها تصرّ على تنفيذ الاتفاق، وفق مفهومها وتفسيرها الخاص له، بل هي تقول في مكانٍ ما إنّها "جاهزة" لأخذ زمام المبادرة من جديد، وضرب أيّ تحرّكات لـ"حزب الله"، في حال شعرت بأيّ "تقاعس" في هذا الجانب.
موقف "حزب الله"
في مقابل رسائل إسرائيل العسكرية، بين "الانتقام" من مشهديّة الأحد التي تواصلت بصورة أو بأخرى في أيام الأسبوع، و"الجاهزية" لخوض المواجهة العسكرية مهما بلغ حجمها، ثمّة علامات استفهام تُطرَح عن موقف "حزب الله"، خصوصًا مع إعلان الجيش الإسرائيلي إسقاط مسيّرة استطلاعية تابعة له أطلقت من جنوب لبنان، في تطوّر هو الأول من نوعه منذ اتفاق وقف إطلاق النار، ولو أنّ أيّ تبنّ رسميّ للعملية لم يصدر عن الحزب.
وقد ولّد هذا الأمر انطباعًا لدى كثيرين بأن الحزب يمهّد للانتقال بدوره إلى مرحلة مختلفة من التعامل مع اتفاق وقف إطلاق النار، خصوصًا بعد خطاب أمينه العام الشيخ نعيم قاسم الأخير، والذي أوحى فيه بأنّ الحزب ليس مؤيّدًا للتمديد للاتفاق، وإنما يعتبر أنّ ما كان ساريًا في المرحلة الأولى لا يسري بالضرورة في المرحلة الحالية، ولو لم يكن "حازمًا" بالقول إنّ المقاومة ستردّ في الوقت الحالي، بل اكتفى بترك "هامش" للمقاومة في هذا الإطار.
إلا أنّ العارفين يستبعدون أن يكون "حزب الله" في وارد الذهاب إلى التصعيد فعلاً، ولو أوحى بمعارضته لتمديد وقف إطلاق النار، بدليل أنّ خطواته لا تزال "مضبوطة"، حتى لو صحّ أنّه أطلق طائرة "استطلاعية"، في عملية قد يكون الهدف منها "ردع" العدو عن المضيّ في تصعيده، على غرار ما كان يفعل بسلسلة عمليات "الهدهد" في وقت سابق، علمًا أنّ أولوية الحزب ليست الدخول في حرب جديدة، بل مراجعة ما حصل، على طريقة المصارحة التي قام بها الشيخ قاسم.
يرى كثيرون أنّ التصعيد يبقى مُستبعَدًا في الوقت الحالي، ولو تصاعدت وتيرة التصعيد، وربما الخروقات، وربما الاستفزازات، خصوصًا من الجانب الإسرائيلي، ويعزون ذلك إلى انتفاء المصلحة لدى الطرفين من إعادة عقارب الساعة إلى الوراء، فـ"حزب الله" مثلاً ليس جاهزًا لمعركة جديدة، وهو يفضّل أن يحافظ على تموضعه الجديد، خلف الدولة، وربما خلف الناس، على طريقة "المقاومة الشعبية" التي سطّرها أهالي القرى الجنوبية... المصدر: خاص "لبنان 24"