السومرية نيوز-دوليات

بعد سنوات من حكم فلسطين بحكومة من الضفة الغربية قريبة من حركة فتح الإسلامية، وبشكل مستقل عن حماس في غزة، تستعد فلسطين لاستقبال حكومة جديدة ستؤدي اليمين القانونية الاحد المقبل، لكنها هذه المرة بعيدة عن جميع فصائل المقاومة الفلسطينية، وشكلت على عجالة دون توافق وتواصل بين منظمات وحركات هيئة التحرير الفلسطينية.

وتم تشكيل الحكومة الجديدة من وزراء غالبيتهم مستقلون واختصاصيون، لتكون حكومة تكنوقراط، بعيدة عن شكل الحكومة الفصائلية والحزبية التي عادة ما تشكلت منها الحكومات الفلسطينية المتعاقبة.

تجاهل حماس

ونقلت تقارير محلية وعربية، ان مفاوضات تشكيل الحكومة تمت بشكل سريع ودون أي تواصل مع حركة حماس التي كانت تحكم قطاع غزة بشكل منفرد، في ظل الانقسام الفلسطيني، فيما اشارت التقارير الى ان رئيس الحكومة محمد مصطفى، فضّل أن تكون الحكومة الجديدة حكومة مهنية بعيدة عن المحاصصة الحزبية لضمان كفاءتها وقدرتها على أن تكون جزءًا من حل الأزمات المركبة، التي خلّفتها الحرب في غزة.

وأوضحت التقارير ان سؤولين أمريكيين بارزين، كانوا على إطلاع بخطوات ومشاورات تشكيل الحكومة الجديدة، مبينة ن رئيس الوزراء المكلف حرص على أن تكون الحكومة الجديدة مقبولة دوليًّا، وهو ما أدى لتجاهل إجراء أي اتصالات مع حركة حماس حول تشكيلها، خاصة أن الحركة لم تعد الجهة المسيطرة على غزة بفعل الأمر الواقع الذي فرضه اجتياح الجيش الإسرائيلي للقطاع.

وقالت إن تولي رئيس الحكومة لملف وزارة الخارجية جاء بسبب رغبته المباشرة في أن يكون ملف العلاقات الدولية للحكومة الأولوية القصوى لها، لتكثيف الضغط من أجل إنهاء الحرب في غزة، وحشد الدعم الدولي لملفات ما بعد الحرب، خاصة ملف إعادة الإعمار.

بدوره، أكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، رمزي رباح، أن "الاتصالات والحوارات متوقفة بين جميع الفصائل الفلسطينية منذ اللقاء الذي جمعها في العاصمة الروسية موسكو نهاية شهر فبراير/شباط الماضي".

وقال رباح، إن "الفصائل اتفقت في موسكو على عقد سلسلة من الحوارات من أجل التوافق على تشكيل حكومة وحدة وطنية، إلا أنه لم يتم عقد أي حوار بين الفصائل"، داعيًا لحوار شامل وعاجل يضم كافة الأطراف الفلسطينية.

وأوضح رباح، أن "تشكيل الحكومة الفلسطينية الجديدة كان متسرعًا، وأنه كان يتوجّب أن يتم تشكيلها بتوافق وطني، وبحوار يقوم على أساس ما تم الاتفاق عليه في لقاء موسكو"، مبيناً أن اللقاء أسّس لمرحلة فلسطينية جديدة.

وأضاف: "كان بالإمكان مواصلة الحوارات الفلسطينية لتشكيل حكومة توافق وطني، إلا أن ذلك لم يتحقق للأسف"، محمّلاً طرفي الانقسام، حركتي فتح وحماس، المسؤولية الكاملة عن عدم البدء بحوار تشكيل حكومة توافقية.

وتابع: "المفترض أن تكون هناك حكومة توافق فلسطينية، يتحمل الجميع فيها مسؤولياته كاملة، وتكون لها قدرة على العمل في الضفة الغربية وقطاع غزة"، مستدركاً: "على الرغم من عدم التوافق الفصائلي على الحكومة الجديدة، إلا أنه يجب العمل على تذليل العقبات أمام عملها في الضفة وغزة".

وشدّد القيادي الفلسطيني، على "ضرورة استئناف الحوار الداخلي الفلسطيني بين جميع الفصائل"، قائلاً: "سنعمل خلال الفترة المقبلة على إطلاق حوار شامل للتوافق على المرحلة الجديدة، خاصة ما يتعلق بالحرب على غزة وإعادة الإعمار".

المصدر: السومرية العراقية

كلمات دلالية: الحکومة الجدیدة تشکیل الحکومة تشکیل حکومة بعیدة عن أن تکون

إقرأ أيضاً:

حماس: تلقينا دعوة للقاء وطني شامل بالصين

أعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تلقيها دعوة من الصين للمشاركة في لقاء وطني شامل وموسع بالعاصمة بكين، يضم مختلف الفصائل الفلسطينية، بما فيها حركة فتح يومي 21 و22 يوليو/تموز الجاري، في حين أكدت الصين استعدادها لتيسير المصالحة بين فتح وحماس.

ونقلت وكالة الأناضول عن عضو المكتب السياسي لحركة حماس حسام بدران قوله إن اللقاء المرتقب في الصين "وطني شامل يضم مختلف الفصائل الفلسطينية"، لافتا إلى عدم وجود "ترتيبات للقاءات ثنائية".

وجدد القيادي في حماس تأكيد حركته "استعدادها الكامل للمشاركة في هذا اللقاء الوطني وكافة اللقاءات الأخرى بروح إيجابية، سعيا لتحقيق الوحدة الوطنية"، لافتا إلى أن حركته "ستبقى الأحرص على مصالح شعبنا وتطلعاته للحرية والتحرير".

وأضاف "تعاملت الحركة بروح إيجابية ومسؤولية وطنية مع هذه الدعوة، حرصا على تحقيق وحدة وطنية تليق بشعبنا الفلسطيني وتتناسب مع تضحياته وبطولاته، خاصة في ظل معركة طوفان الأقصى".

وبخصوص ما سيتم بحثه خلال اللقاء، قال بدران "نعتقد أنه يمكن البناء على مخرجات اللقاء السابق الذي عُقد ببكين في أبريل/نيسان الماضي، ونأمل من الآخرين ألا يتراجعوا عنها"، وفق تعبيره.

وفي وقت سابق، قال الناطق باسم مفوضية التعبئة والتنظيم لحركة فتح عبد الفتاح دولة، إن "الصين تستضيف لقاء يضم كافة الفصائل الفلسطينية ضمن الجهود المبذولة لإنهاء الانقسام الداخلي يسبقه لقاء يضم حركتي فتح وحماس".

لقاء سابق لوفد من حركة حماس برئاسة موسى أبو مرزوق (يسار) ووفد من حركة فتح يترأسه عزام الأحمد (رويترز) استعداد صيني

من جهته، أكّد المتحدث باسم الخارجية الصينية لين جيان، الثلاثاء، استعداد بلاده لتيسير "المصالحة بين الأطراف الفلسطينية".

وأضاف لين "تدعم الصين كل الأطراف الفلسطينية في هدف تحقيق المصالحة والوحدة عن طريق الحوار والتفاوض"، مشيرا إلى أن بكين مستعدة لتوفير الفرص لتحقيق هذا الهدف.

وكان من المفترض أن يعقد في يونيو الماضي لقاء موسع بين الفصائل الفلسطينية في الصين، إلا أن اعتذار الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن الحضور حال دون ذلك.

وتعاني الساحة الفلسطينية انقساما سياسيا وجغرافيا منذ عام 2007، حيث تسيطر حماس وحكومة شكلتها على قطاع غزة، في حين تدير الضفة الغربية حكومة شكلتها حركة فتح بزعامة الرئيس عباس.

وعلى مدى سنوات طويلة عُقدت لقاءات عدة بين الفصائل الفلسطينية من أجل إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية، كان آخرها اجتماعات الجزائر في أكتوبر/تشرين الأول 2022، ولقاء بمدينة العلمين المصرية في 30 يونيو 2023، دون أن تُسفر عن خطوات عملية جادّة تحقق هدفها.

وتأتي المحادثات الجديدة على وقع الحرب الإسرائيلية المتواصلة على غزة منذ 7 أكتوبر 2023، أسفرت عن أكثر من 127 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.

مقالات مشابهة

  • أعضاء مجلسي النواب والدولة يتفقون على تشكيل حكومة جديدة واحدة
  • ضياء الدين داوود يرفض حكومة مدبولي: سببت معاناة المصريين
  • سجالات سياسية تسبق تشكيل حكومة جديدة في فرنسا
  • ظريف: حكومة بزشكيان لن تكون ائتلافية
  • رئيس «قوى النواب»: برنامج الحكومة.. صفحة جديدة في العلاقة مع المواطن (حوار)
  • حماس: تلقينا دعوة للقاء وطني شامل بالصين
  • أبرزها الإيجار القديم.. ما التوصيات التي أوصت بها لجنة إسكان النواب لبرنامج الحكومة؟
  • فرنسا.. ماكرون يقبل استقالة الحكومة ويكلفها بتصريف الأعمال
  • فرنسا بدون حكومة.. ماكرون يقبل استقالة الحكومة لتتولى تصريف الأعمال
  • الصين: مستعدون للعمل من أجل تحقيق المصالحة بين الفصائل الفلسطينية