كيف تغير الوحدة شخصية الإنسان إلى الأسوأ؟
تاريخ النشر: 30th, March 2024 GMT
درس علماء من جامعة كيميونغ في كوريا الجنوبية التأثير طويل المدى للوحدة على سمات الشخصية البشرية.
إقرأ المزيد الشعور بالوحدة يزيد من خطر الموت المبكروتشير مجلة Personality and Individual Differences إلى أن الباحثين استخدموا في دراستهم بيانات من مشروع دراسة الصحة وحياة الأشخاص المقيمين في الولايات المتحدة الذين تزيد أعمارهم عن 50 عاما، شملت 9671 مشاركا سجلت في أعوام 2012 و2016 و2020.
واتضح للباحثين من استخدامهم منهجا إحصائيا متطورا ومعقدا، لتحديد العلاقات بين هذه المتغيرات مع مرور الوقت. أن الشعور بالوحدة يتنبأ بانخفاض ثلاث سمات شخصية رئيسية- الانطواء والانفتاح، وحسن النية. ويعني هذا أن الوحدة يمكن أن تدمر تدريجيا الانفتاح الاجتماعي وصداقتنا والانضباط الذي نتعامل به في حياتنا اليومية.
وبالإضافة إلى ذلك، أظهرت الدراسة الدور الكبير للمشاعر السلبية في هذه الديناميكيات. وقد اتضح أن التأثير السلبي - للمشاعر السلبية مثل الحزن أو الغضب - هو نتيجة للوحدة والعصابية. وهذا يعني أن الشعور بالتوعك لا يمكن أن يؤدي فقط إلى الشعور بالوحدة، بل يجعلنا أيضا أكثر عرضة للشعور بالتوعك في المستقبل، ما يخلق دورة معقدة من الإجهاد العاطفي والعزلة.
ويشير الباحثون إلى أن الدراسات المستقبلية يمكنها توسيع هذه النتائج من خلال دراسة تدابير تخفف من الشعور بالوحدة وتعزز تنمية الشخصية الإيجابية.
المصدر: gazeta.ru
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: اكتشافات دراسات علمية معلومات عامة الشعور بالوحدة
إقرأ أيضاً:
الأسوأ قادم
لست من المتفائلين بعودة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، وأختلف مع الكثيرين الذين يرون فى إعادة انتخابه فرصة لتسوية الحروب والأزمات التى تجتاح العالم.
بل أنى أذهب إلى أبعد من هذا وأتفق مع القلائل الذين رددوا مقولة قد تكون أكثر واقعية وهى أن «الوضع الآن أسوأ من أى وقت منذ إنشاء دولة الكيان الصهيونى فى المنطقة عام 1948».. يذكر أن الدكتور محمد البرادعى أول من أطلق هذه العبارة التى باتت تعبر بصدق عن الوضع الراهن فى ظل إعادة انتخاب ترامب.
«صقور.. لا حمائم».. هكذا جاءت اختيارات ترامب خاصة للمسئولين عن السياسة الخارجية والشرق الأوسط.
لم يختلف ترامب عن الذين سبقوه من الجمهوريين وكان آخرهم جورج بوش الابن.. سياستهم هى الحروب والهدم والتخريب وتكسير العظام وتحقيق الأهداف حتى لو كان ذلك على جثث الأبرياء.. إنهم يفعلون ما يؤمنون به بصرف النظر عن العواقب وردود الأفعال.. الإنسانية والعدل والحق.. كلها معانٍ غائبة ليس لها وجود عندهم.. كلهم صقور ليس بينهم حمائم.
من هذا المنطلق جاءت اختيارات الرئيس ترامب.. لم يضيع الرجل الوقت وأعلن عن المرشحين لتولى المناصب المختلفة فى إدارته وجميعهم من أصحاب المواقف المعادية للدول العربية والإسلامية.. جميعهم من المساندين والمؤيدين والداعمين لإسرائيل.. جميعهم ينتمون إلى اللوبى الصهيونى الذى يفعل كل ما يستطيع من أجل أمن إسرائيل.
أجمع السياسيون والمحللون على أن الشخصيات التى تم ترشيحها لتولى ملف السياسة الخارجية عامة والشرق الأوسط خاصة فى الإدارة الأمريكية الجديدة هى شخصيات منحازة بالكامل للسياسات الإسرائيلية الحالية التى تهدف إلى تصفية ما تبقى من القضية الفلسطينية.
فمثلا رشح ترامب مايك هاكابى ليكون سفيرا للولايات المتحدة فى إسرائيل، وهو شخصية متطرفة لا يؤمن بحل الدولتين ولا يؤمن بحق الفلسطينيين أصحاب الأرض فى الوجود.. ولذلك فإن أغلب التحليلات تقول إن الصراع خلال العامين القادمين لن يكون على إقامة دولة فلسطينية.. بل سيكون على ضم إسرائيل لما تبقى من الأراضى.. خاصة أن السفير الجديد الذى يملك جينات إجرامية قال فى تصريحات لإذاعة جيش الاحتلال إن ضم الضفة الغربية لإسرائيل محتمل بالطبع فى ولاية ترامب الثانية.
وأخطر ما فى «هاكابى» أنه يتحدث من أرضية دينية ومعتقدات توراتية.. فقد سبق له الإدلاء بتصريحات عام 2017 لشبكة سى إن إن الاخبارية قال فيها «لا يوجد شىء اسمه الضفة الغربية، إنها يهودا والسامرة، وهو مصطلح توراتى للضفة».
الغريب أن ترشيحات ترامب هذه جاءت بعد 48 ساعة فقط من إعلان مسئولين إسرائيليين بارزين عن خطة لضم الضفة الغربية فى الولاية الثانية لترامب.
إذا كان هذا هو أقل المرشحين وزنا.. فهو فى النهاية سفير.. فما بالنا بباقى الترشيحات التى سنتناولها بالتحليل فيما بعد.
إننى أتفق مع البروفيسور فواز جرجس أستاذ العلاقات الدولية فى كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية الذى لخّص المشهد فى أربع كلمات «يجب أن نستعد للأسوأ».. لقد أصاب الرجل فيما قال وعلينا أن نستعد لما هو قادم.