على مدار الأيام الماضيّة اشتعل الشارع في تل أبيب، بسبب أزمة تجنيد الحريديم أو اليهود المتدينين، وهو الأمر الذي أدي إلى انقسام وزراء حكومة الاحتلال ما بين مؤيد ومعارض، وسط مخاوف من تصاعد احتمالات انهيار الحكومة، وانتشار الفوضي.

المحكمة العليا الإسرائيلية تتحدى الحريديم

في قرار غير متوقع أصدر محكمة العدل الإسرائيلية، الأربعاء الماضي، قرار منع تمويل طلاب المدارس الدينية المقرر تجنيدهم بداية من 1 أبريل المقبل، بعدما قدمت السلطات الإسرائيلية ردها الرسمي للمحكمة بشأن الالتماسات ضد المعافين من التجنيد، والذي سيتم إلغاءه بدءًا من أبريل.

وقال المستشار القانوني لمحكمة إسرائيل العليا، إنه يلزم الاستعداد لتجنيد يهود الحراديم المتشددين في بداية الأسبوع المقبل، وإيقاف تمويل المدارس الدينية في الأيام القليلة المقبلة، القرار الذي تسبب في غضب الأحزاب المتطرفة.

ونقلت صحيفة «يدعوت إحرنوت» العبرية عن إذاعة «كول تشاي» التي أجرت حوارًا مع أرييه درعي عضو الكنيست قوله: «أتفهم المقاتلين الذين لا يريدون الخدمة الآن في جيش دولة تقاتل في عالم المدارس الدينية». وعلّق أيضًا درعي على حكم المحكمة: «حكم المحكمة العليا يدمر أسس الهوية اليهودية لدولة إسرائيل».

وفي إطار آخر، اتهم «درعي» قضاة المحكمة العليا بقطع أحد فروع الشعب اليهودي، وأنه لم يكن هناك فيما بعد من يسعى للتعتيم على هوية اليهود، متهمًا القضاة بأنهم فتحوا جبهة حرب أخرى بين شعب إسرائيل، في حال أن الدولة تواجه الحرب من كل الاتجاهات.

كما غضب الحاخام يتسحاق جولدكنوبف، رئيس حزب يهودية التوراة ووزير البناء والإسكان الإسرائيلي، ووصف حكم المحكمة العليا بأنه يهدف لألحاق الضرر الجسيم باليهود المتدينين: «دولة إسرائيل قامت لتكون وطن الشعب اليهودي، ولا توجد قوة في العالم تستطيع أن تفعل ذلك ولن نتنازل».

وعلّق الوزير بني جانتس على الضجة التي أحدثها قرار المحكمة: «نحن في حاجه لجنود خلال حرب شرسة، والمسألة ليس لها علاقة بمحكمة العدل الحرب التي دخلناها تحتاج لمشاركة الجميع، والمحكمة اتخذت القرار الأصوب، وقد حان وقت العمل وتنفيذ قرار المحكمة».

أزمة يهود الحريديم في تل أبيب

وبدأت ذروة الصراع مطلع مارس الجاري، بعد إعلان التصويت على قانون تجنيد اليهود المتدينين في الكنيست، وقد رد الحاخام الشرقي لإسرائيل يتسحاق يوسف بالتهديد أنه في حال إصدار قرارًا بإلزام اليهود المتطرفين على التجنيد وتأدية خدمتهم العسكرية، فأنهم سيتركون إسرائيل ويهاجرون.

وأشار إلى علم الحكومة، إلى أن صلوات ودراسة طلاب المعاهد اليهودية، هي السبب في حماية جيش الاحتلال.

يعد يهود الحريديم أكثر الفئات تشددًا بتعليم التوراة، بسبب رفضهم الخروج من المنزل في يوم السبت ويقومون بقطع الطرق بالحواجز لإعاقة حركة السيارات والمواصلات، كما أنهم يفرضون على المرأة اليهودية عدم الخروج من المنزل إلا بعد ارتداء الملابس الشرعية، والذي يتمثل في زي فضفاض لا يظهر مفاتنها، بالإضافة لرفضهم التام للتقدم التكنولوجي، خاصة استخدام الهواتف الذكية، وعدم استخراج تصاريح افتتاح المسارح أو البارات ويحرمون المطاعم والسينمات.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: يهود الحريديم اسرائيل ازمة يهود الحريديم دولة الاحتلال جيش الاحتلال المحکمة العلیا قرار ا

إقرأ أيضاً:

تل أبيب في مواجهة اللهيب.. حصيلة خسائر إسرائيل من حرائق الغابات

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أعلنت هيئة الإطفاء والإنقاذ الإسرائيلية، اليوم الخميس، أنها تمكنت من السيطرة على سلسلة من الحرائق الضخمة التي اندلعت منذ يوم الأربعاء في منطقة بيت شيمش الواقعة غرب مدينة القدس. 

ووفقاً لما نشرته صحيفة تايمز أوف إسرائيل، فقد التهمت الحرائق ما يقارب 7 كيلومترات مربعة من الغابات، ما أثار حالة استنفار قصوى لدى الجهات الرسمية.

وشاركت في جهود إخماد النيران أكثر من 100 فرقة إطفاء مدعومة بـ 8 طائرات مخصصة لإخماد الحرائق ومروحية واحدة، في واحدة من أكبر عمليات الإطفاء التي شهدتها البلاد خلال السنوات الأخيرة. وبالرغم من أن فرق الإنقاذ تمكنت من السيطرة على الحرائق، إلا أن سرعة انتشار اللهب، التي وصلت إلى 8 أمتار في الثانية، دفعت السلطات إلى تفعيل خطة طوارئ موسعة لمنع وصول الحرائق إلى المناطق السكنية.

وأوضحت الهيئة أن أطقم الإطفاء واصلت عملها طوال الليل لمنع تسلل النيران إلى التجمعات السكنية المحاذية. كما تم الإعلان عن إعادة فتح جميع الطرق التي أُغلقت خلال الأزمة، وعادت الحياة تدريجياً إلى البلدات المتضررة.
 

الإصابات البشرية والجهود الميدانية

رغم ضخامة الحريق، لم تُسجل إصابات في صفوف المدنيين، غير أن ثلاثة من رجال الإطفاء تعرضوا لإصابات نتيجة استنشاق الدخان، وأُصيبت شرطية بجروح متوسطة خلال عمليات الإجلاء والمساندة.
وفي الوقت نفسه، لم تكشف التحقيقات الأولية عن وجود شبهات جنائية أو أدلة على أن الحرائق اندلعت بفعل فاعل، إلا أن السلطات أكدت أنها ستبقى في حالة استعداد قصوى تحسباً لاحتمال اندلاع حرائق جديدة خلال فصل الصيف، خاصة مع استمرار موجات الحر.


إخلاء بلدات وتوقف حركة القطارات

تزامناً مع تصاعد ألسنة اللهب، أقدمت السلطات على إجلاء سكان عدد من البلدات في وسط إسرائيل، من بينها إشتاؤول وبيت مئير ومسيلات تسيون، التي تقع بين مدينتي القدس وتل أبيب. كما قامت الشرطة بإغلاق الطريق السريع رقم 38، وهو أحد الشرايين المرورية الأساسية المؤدية إلى القدس، ما تسبب في ارتباك مروري كبير.
أظهرت مشاهد متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي حشوداً من المواطنين وهم يغادرون سيراً على الأقدام الطرق المحيطة بمنطقة رحوفوت وسط سحب كثيفة من الدخان.


تدخل حكومي وتنسيق أمني

في ظل تفاقم الوضع، عقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اجتماعاً طارئاً لتقييم الموقف في مركز قيادة مكافحة الحرائق، بحضور مفوض الشرطة دانيال ليفي ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، اللذين شاركا في الاجتماع عبر الهاتف من الولايات المتحدة.
وأعلن نتنياهو أن إسرائيل بصدد دراسة إمكانية طلب مساعدات خارجية، مشيراً إلى فتح قنوات اتصال مع دول مثل اليونان للمساعدة في احتواء الأزمة في حال تصاعدت الأمور.
 

تعبئة عامة واستنفار كامل

وفي مؤشر على خطورة الوضع، أعلنت الشرطة الإسرائيلية حالة التعبئة العامة لجميع قوات الإطفاء في البلاد. وتم توجيه عناصر الشرطة للاستعداد لحلول الظلام، ومواصلة العمل على الطرق السريعة وفي التجمعات السكانية باستخدام المنظومة الجوية للشرطة وأنظمة المراقبة الحديثة.

وقالت صحيفة "معاريف" العبرية إن مفوض الشرطة أعطى أوامر واضحة بتكثيف العمليات الجوية والبرية لمنع اتساع رقعة النيران. كما أفادت هيئة الإطفاء بأن 11 طائرة و100 طاقم لا يزالون منتشرين في منطقة إشتاؤول وجبال القدس لمواصلة عمليات الإخماد.

إلى ذلك، شاركت وحدات من الجيش الإسرائيلي في عمليات الإطفاء، خاصة في المناطق الواقعة بين القدس وتل أبيب، التي تضررت بشدة نتيجة ارتفاع درجات الحرارة والرياح الجافة، ما ساهم في تسريع انتشار الحرائق.

مقالات مشابهة

  • توقيع بروتوكول تعاون بين المحكمة الدستورية العليا المصرية ونظيرتها التركية
  • توقيع بروتوكول تعاون قضائي بين المحكمة الدستورية العليا ونظيرتها التركية
  • أعراضه خطيرة .. فيروس قاتـ.ل يضرب تل أبيب في إسرائيل
  • فوق السلطة: يهود سيقتلون اليهود والإكثار من أكل البطيخ يدخل الجنة
  • الاحتلال يقصف نازحين ويهدد بتوسيع العدوان على غزة
  • أزمة الكهرباء تستمر في شبوه وسط تجاهل من “حكومة عدن”
  • ترامب يطالب المحكمة الأمريكية العليا بحظر المتحولين جنسيا في الجيش
  • خلافات كبيرة بين حكومة الاحتلال والأجهزة العسكرية.. أزمة داخلية تُهدد نتنياهو
  • تل أبيب في مواجهة اللهيب.. حصيلة خسائر إسرائيل من حرائق الغابات
  • المحكمة العليا في إسرائيل توافق على طلب نتنياهو تأجيل تقديم إفادته على شهادة رئيس الشاباك