القدس.. طوائف مسيحية تحيي الجمعة العظيمة بحزن
تاريخ النشر: 30th, March 2024 GMT
بينما يستعد المسيحيون في جميع أنحاء العالم للاحتفال بعيد الفصح يواجه الفلسطينيون في الأرض التي ولد فيها هذا الدين قيودا صارمة على دخول البلدة القديمة في القدس للاحتفال بهذه المناسبة، بالتزامن مع عدوان مدمر على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وأحيت الطوائف المسيحية الفلسطينية التابعة للتقويم الغربي ما تعرف بـ"الجمعة العظيمة" في مدينة القدس المحتلة، وسط قيود وإجراءات عسكرية إسرائيلية مشددة على الحواجز المحيطة بالمدينة وفي محيط البلدة القديمة.
وشارك المئات من المصلين في مسيرة "درب الصليب" في "طريق الآلام" بالبلدة القديمة وصولا إلى كنيسة القيامة، مرددين الصلوات والتراتيل الدينية.
وتمنع سلطات الاحتلال الفلسطينيين المسيحيين من سكان الضفة الغربية من الوصول إلى القدس إلا بتصاريح خاصة وبأعداد محدودة، فيما يتجنب السياح الأجانب الوصول إلى المنطقة جراء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وترأس بطريرك القدس للاتين الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا قداسا في كنيسة القيامة داخل أسوار البلدة القديمة بمعاونة لفيف من المطارنة والكهنة والشمامسة والرهبان والراهبات وبمشاركة مسيحيين -أغلبيتهم من مدينة القدس وأراضي الـ48- بعد أن حرم الاحتلال الإسرائيلي الآلاف من مسيحيي الضفة الغربية من الوصول إلى القدس.
وقال الكاردينال بيتسابالا "إن الحرب مع كل ما تحمله من عنف وكراهية ومعاناة وموت تجعل الاحتفال بالعيد صعبا".
وأضاف في عظة الخميس "وفي واقع الأمر ليس عيد الفصح سهلا أبدا ما لم نرغب في أن نحصره بشعائر قديمة أو أن نعتبره عيدا كسائر الأعياد".
وتابع "إذا كان المقصود من الاحتفال الاستراحة من العمل فقط وقضاء وقت ممتع يجعل الحياة اليومية أسهل فإنه بالتأكيد لا يوجد مجال كبير هذا العام للمرح والترفيه، بل بالحري للألم والدموع".
من جهته، قال مراسل الجزيرة في القدس المحتلة إنه تم منح ما لا يقل عن 200 شخصية مسيحية من الضفة الغربية المحتلة تصاريح لدخول المدينة.
وذكر المراسل أن القيود "غير مسبوقة" فيما سار موكب من المصلين أصغر بكثير من حشود "الجمعة العظيمة" المعتادة عبر طريق الآلام، وهو الطريق الذي يقال إن يسوع اتبعه في طريقه إلى صلبه منذ أكثر من ألفي عام.
بدوره، قال القس منذر إسحاق متحدثا لقناة الجزيرة من بيت لحم بالضفة الغربية "هذه أيام مظلمة للغاية، أيام صعبة للغاية"، مشيرا إلى أن "القيود هذا العام زادت بالتأكيد، حتى بالنسبة لنا هنا في بيت لحم القدس تبعد 20 دقيقة حرفيا عن هنا، لكن ليست لدينا إمكانية الوصول".
وتابع "هذا جزء من حياتنا اليومية في ظل الاحتلال، لقد زادت الحرب من آلامنا لحجم الموت والقتل".
من جهته، قال فايز الدقاق -وهو صاحب متجر عائلي لبيع الهدايا التذكارية الدينية- إنه لا يتوقع حصول أي مبيعات.
وأضاف "إذا كنت تمر بأي بوابة -سواء كانت بوابة العامود، البوابة الجديدة، بوابة يافا- وشعر ضابط الشرطة أو الجندي أنك لست إسرائيليا يتم إيقافك ويتم تفتيشك".
وتابع "في حين يقوم بعض أفراد قوات الأمن بالتحقق بشكل مباشر من بطاقات الهوية فإن آخرين أكثر "عنفا".
ومع احتدام الحرب لم تصل حشود من أنحاء العالم إلى مدينة القدس لزيارة كنيسة القيامة التي تعود إلى القرن الـ12، وهو الموقع الذي يُعتقد أن المسيح قد صلب ودُفن وقام فيه.
عنف المستوطنينبدوره، قال رافي منسق الشباب المسيحيين في القدس إن المستوطنين الإسرائيليين جعلوا من البلدة القديمة "منطقة محظورة تقريبا"، مشيرا إلى أنه "حتى قبل بدء الحرب رأينا المستوطنين يهاجمون الكنائس وحتى المقابر المسيحية".
وحتى قبل الحرب كان على المسيحي الفلسطيني أن يطلب إذنا لزيارة البلدة القديمة قبل فترة طويلة من الاحتفالات.
والعام الماضي، انتقدت الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية ما وصفتها بـ"القيود الصارمة" التي تفرضها إسرائيل على حرية العبادة خلال عيد الفصح، فيما قالت الشرطة الإسرائيلية إن القيود ضرورية من أجل السلامة أثناء ذلك.
وتحتفل الكنائس المسيحية الغربية بالعشية الفصحية يوم السبت المقدس الذي يسبق الاحتفال بعيد الفصح المجيد يوم الأحد.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات البلدة القدیمة الجمعة العظیمة
إقرأ أيضاً:
“العمل الإسلامي” يدين العدوان الصهيوني على سوريا وجرائم الحرب والتهجير في الضفة الغربية
#سواليف
أكد أن ما يجري في #الضفة ومخيماتها من #تهجير هو إعلان #حرب على #الأردن ودعا لإجراءات فعلية لتمتين الجبهة الداخلية ومواجهة التهديدات حذر من مخاطر الأتمتة الكلية للانتخابات على سلامتها ونزاهتها ودعا لحوار مع #الأحزاب حول هذا الملف-طالب بالإفراج عن #المعتقلين على خلفية أنشطة دعم الأهل في غزة والمقاومة
أكد ضرورة وجود جهة مختصة موثوقة لفحص معايير السلامة والأمان لاسطوانات الغاز البلاستيكيةبيان صادر عن المكتب التنفيذي لحزب #جبهة_العمل_الإسلامي :
عقد المكتب التنفيذي لحزب جبهة العمل الإسلامي جلسته الدورية يوم أمس وناقش عدداً من الملفات وعلى رأسها التطورات على الساحة المحلية والعربية وأكد على ما يلي :
مقالات ذات صلةالعدوان الصهيوني على سوريا
يدين حزب جبهة العمل الإسلامي بشدة العدوان الصهيوني السافر ضد سوريا عبر تنفيذ غارات جوية في جنوب دمشق والتوغل البري في ريفي درعا والقنيطرة، والتدخل في شؤونها الداخلية واللعب على وتر التنوع الطائفي والعرقي فيها، ما يمثل اعتداءً صارخاً على السيادة السورية، ويعكس عقلية الإجرام لدى الكيان الصهيوني وممارساته العدوانية التي تهدد سوريا والأردن والأمة بأجمعها.
ويؤكد الحزب على ضرورة التحرك العربي الرسمي والدولي في مواجهة الاعتداءات الصهيونية التي تسعى لإشعال المنطقة والتغطية على فشله العسكري في معركة طوفان الأقصى، ووقف استباحة العدو الصهيوني لسيادة الدول العربية التي لن تكون في منأى عن مثل هذه الاعتداءات مستقبلاً في حال استمرار حالة الصمت تجاه هذه الاعتداءات والانتهاكات للقانون الدولي.
جرائم التهجير في الضفة الغربية
كما يدين حزب جبهة العمل الإسلامي جرائم الحرب التي يرتكبها الكيان الصهيوني في عدوانه الإجرامي ضد الشعب الفلسطيني في مدن الضفة ومخيماتها وممارسة التطهير العرقي والتهجير لعشرات الآلاف من سكان المخيمات لا سيما في جنين وطولكرم ونابلس ضمن مخطط التهجير في الضفة الغربية الذي يمثل إعلان حرب صارخ وتهديد وجودي ضد الأردن في ظل صمت عربي رسمي ودولي فاضح تجاه هذه الممارسات العدوانية.
ويرى الحزب أن استمرار العدوان الصهيوني في الضفة الغربية وتدمير مئات المنازل ومقومات الحياة في المخيمات، وإدخال الدبابات إلى مدن الضفة للمرة الأولى منذ أكثر من عشرين عاماً يكشف حجم المخطط الصهيوني لتصفية القضية الفلسطينية، مما يتطلب إجراءات أردنية رسمية فاعلة وعاجلة لمواجهة هذا العدوان وقطع كافة العلاقات مع العدو الصهيوني وإعلان التعبئة العسكرية والمجتمعية وتمتين الجبهة الداخلية ودعم المقاومة التي تمثل سداً منيعاً في مواجهة المشروع التوسعي الصهيوني.
أتمتة الانتخابات
يحذر الحزب من المخاطر المحيطة بعملية أتمتة عملية الانتخابات المقبلة بشكل كامل واعتماد الهوية الالكترونية بديلاً عن البطاقة الشخصية للمواطن، مما قد يفتح الباب أمام إمكانية التلاعب بالانتخابات لا سيما فيما يتعلق بالهوية الرقمية والمس بسلامة العملية الانتخابية ونزاهتها خاصة في ظل التطور التكنولوجي وتفاقم عمليات القرصنة والاختراق السيبراني مما دفع العديد من الدول المتقدمة في هذا المجال لاعتماد هذه الآلية بشكل جزئي فقط في بعض إجراءات الانتخابات.
ويتساءل الحزب في هذا الصدد عن تجاهل الهيئة المستقلة للانتخابات للأحزاب السياسية في عملية مناقشة مثل هذه التعديلات على العملية الانتخابية لا سيما في ظل الحديث عن مسار التحديث السياسي الذي تشكل الأحزاب العنصر الرئيس فيه، إضافة إلى ما صدر من تصريحات سابقة للهيئة حول عدم الذهاب باتجاه الأتمتة الكلية للانتخابات بما سيفاقم من حالة العزوف وعدم الثقة الشعبية تجاه إجراءات سلامة ونزاهة الانتخابات.
اسطوانات الغاز
تابع حزب جبهة العمل الإسلامي الجدل الواسع حول اسطوانات الغاز البلاستيكية في ظل التوجه لطرحها في الأسواق كبديل عن الاسطوانات المعدنية، مما يؤكد ضرورة وجود جهة مختصة موثوقة لفحص هذه الاسطوانات والتأكد من معايير السلامة والأمان فيها، كما نطالب الحكومة بتقديم إجابات عن التساؤلات التي تثار حول الجهة المستفيدة من فروقات السعر بين الاسطوانات البلاستيكية والمعدنية في حال استبدالها.
ملف المعتقلين
يستنكر الحزب استمرار نهج الاعتقالات التعسفية بحق عدد من الشباب والمواطنين على خلفية أنشطة تتعلق بالحراك الداعم لصمود الشعب الفلسطيني في غزة ودعم المقاومة وتوقيفهم لمدة تصل إلى أكثر من شهرين بلا تهم، وما رافق عمليات الاعتقال من انتهاكات صارخة للقانون عبر انتهاك حرمة المنازل وتفتيشها بلا مبرر قانوني والإساءة لذوي المعتقلين خلال عمليات المداهمة، ومنع المعتقلين من التواصل مع ذويهم والتحقيق معهم بدون وجود محامي الدفاع عنهم.
ويرى الحزب أن هذه الممارسات تتناقض مع التصريحات الرسمية والمطالبات الوطنية بتمتين الجبهة الداخلية في وقت الوطن أحوج ما يكون فيه لوحدة الصف في مواجهة مخططات التهجير والتهديدات الصهيونية ضد الأردن، مما يتطلب الإفراج عن هؤلاء المعتقلين وكافة معتقلي الرأي والمعتقلين السياسيين، وتعديل كافة القوانين المقيدة للحريات التي كفلها القانون والدستور.
المكتب التنفيذي لحزب جبهة العمل الإسلامي
عمان 26-2-2025