تعرف على الثلاث مراحل في تأملات رتبة درب الصليب للبابا فرنسيس
تاريخ النشر: 30th, March 2024 GMT
قال البابا فرنسيس، أمس، باحتفالية درب الصليب أن المرحلة الأولى للجمعة العظيمة عندما حكم على يسوع بالموت.
فقامَ عظيمُ الكَهَنَةِ في وَسْطِ المَجلِسِ وسأَلَ يسوع: "أَما تُجيبُ بِشَيء؟ ما هذا الَّذي يَشهَدُ به هؤُلاءِ علَيكَ؟" فظَلَّ صامِتًا لا يُجيبُ بِشَيء. فسأَلَه بيلاطُسُ ثانِيَةً: "أَما تُجيبُ بِشَيء؟ أُنظُرْ ما أَكثَرَ ما يَشهَدونَ بِه علَيكَ".
يا يسوع، أنت الحياة وقد حكم عليك بالموت؛ أنت الحق وتتعرّض لمحاكمة زور. ولكن لماذا لا تشتكي؟ لماذا لا ترفع صوتك ولا تشرح أسبابك؟ لماذا لا تدحض المتعلمين والأقوياء كما فعلت دائمًا بنجاح؟ إنَّ ردت فعلك تفاجئنا يا يسوع: في اللحظة الحاسمة لا تتكلم بل تصمت. لأنه كلما كان الشر أقوى، كان ردُّك أكثر جذرية. وردُّك هو الصمت. لكن صمتك خصب: إنه صلاة، إنه وداعة، إنّه مغفرة، إنّه الدرب لكي تفتدي الشر، وتحوِّل ما يسبب لك الألم إلى عطيّة. يا يسوع، أنا أدرك أنني أعرفك قليلًا لأنني لا أعرف صمتك بما فيه الكفاية؛ لأنه في جنون الجري والعمل، إذ أنغمس في الأشياء، ويأخذني الخوف من الغرق أو هوس أن أضع نفسي في المحور، لا أجد الوقت لكي أتوقَّف وأمكثَ معك: لكي اسمح لك بأن تعمل، أنت كلمة الآب الذي يعمل في الصمت. يا يسوع، إنَّ صمتك يهزني: هو يعلمني أن الصلاة لا تولد من الشفاه التي تُتمتم، وإنما من قلب يعرف كيف يُصغي: لأن الصلاة هي أن أصبح مطيعًا لكلمتك، وأن أعبُدَ حضورك.
المرحـلة الثـانيـة يسوع يحمل صليبه
هو الَّذي حَمَلَ خَطايانا في جَسَدِه على الخَشَبة لِكَي نَموتَ عن خَطايانا فنَحْيا لِلبِرّ. وهو الَّذي بِجراحِه شُفيتم (١ بطرس ٢، ٢٤).
يا يسوع، نحن أيضًا نحمل صلبانًا، تكون أحيانًا ثقيلة جدًا: مرض، حادث، موت أحد الأحباء، خيبة أمل عاطفية، فقدان ابن، غياب العمل، جرح داخلي لا يلتئم، فشل مشروع، وانتظار آخر ذهب سدى... يا يسوع، كيف يمكننا أن نصلّي في هذه الحالات؟ ماذا أفعل عندما أشعر بأن الحياة تسحقني، وعندما يثقل كاهل قلبي، عندما أكون تحت الضغط ولم يعد لدي القوة للرد؟ إنَّ إجابتك تكمن في اقتراح: "تعالوا إليَّ جميعا أيها المرهقون المثقلون، وأنا أريحكم". أن نذهب إليك؛ أما أنا فأنغلق في نفسي: أبالغ في التفكير، وأُنبِّش، أشعر بالأسف على نفسي، وأغرق في دور الضحية، كبطل في السلبية. تعالوا إليَّ: لم تكتفي بأن تقوله لنا، لا بل ها أنت تأتي للقائنا وتحمل صليبنا على كتفيك، لكي ترفع عنا ثقله. أنت ترغب في هذا: أن نلقيَ فيك أتعابنا وهمومنا، لأنك تريدنا أن نشعر بأننا أحرار وبأنّك تحبّنا. شكرًا يا يسوع، أضم صليبي إلى صليبك، وأحمل لك تعبي وبؤسي، وألقي فيك كل ثقل قلبي.
المرحلة الثالثة يسوعُ يقع تحت الصليب للمرة الأولى
الحَقَّ الحَقَّ أَقولُ لَكم: إنَّ حَبَّةَ الحِنطَةِ الَّتي تَقَعُ في الأَرض إِن لَم تَمُتْ تَبقَ وَحدَها. وإذا ماتَت، أَخرَجَت ثَمَرًا كثيرًا (يوحنا ١٢، ٢٤).
لقد وقعتَ يا يسوع: بماذا تفكر، كيف تصلي ووجهك في التراب؟ ولكن بشكل خاص، ما الذي يمنحك القوة لكي تنهض مجدّدًا؟ بينما كان وجهك على الأرض ولم تكن ترى السماء، كنت أتخيلك تردد في قلبك: أيها الآب الذي في السماء. إن نظرة الآب المحبة التي تستقر عليك هي قوتك. لكنني أتخيَّلك أيضًا، بينما تقبِّل الأرض القاحلة والباردة، تفكر في الإنسان الذي أُخذ من الأرض، فينا، نحن الموجودين في محور قلبك؛ وتكرر كلمات وصيّتك: "هذا هو جسدي الذي يبذل من أجلكم". محبة الآب لك ومحبتك لنا: أيها الحب، هذا هو الدفع الذي يجعلك تنهض وتسير قدمًا. لأن من يحب لا يبقى على الأرض، بل يبدأ من جديد؛ من يحب لا يتعب بل يركض؛ ومن يحب يطير ويحلِّق. يا يسوع، أنا أطلب منك دائمًا أشياء كثيرة، لكني أحتاج إلى شيء واحد فقط: أن أعرف كيف أحب. سوف أقع في الحياة، لكن بالحب سأتمكن من أن أنهض مجدّدًا وأمضي قدمًا، كما فعلت أنت، أيها الخبير في السقوط. إن حياتك، في الواقع، كانت سقوطًا مستمرًا نحونا: من الله إلى الإنسان، ومن الإنسان إلى الخادم، ومن الخادم إلى المصلوب، وصولًا إلى القبر؛ لقد وقعتَ على الأرض مثل البذرة التي تموت، وقعتَ لكي ترفعنا من الأرض وتحملنا إلى السماء. أنت الذي تنهض من التراب وتعيد الرجاء إلى الحياة، أعطني القوة لكي أحب وأبدأ من جديد.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: أقباط البابا فرنسيس
إقرأ أيضاً:
أيها الجيش سلاماً .. يقودونك إلى طريق جهنم المتلفز، وما البراء إلا ارهابيين قتلة
أيها الجيش سلاماً .. يقودونك إلى طريق جهنم المتلفز، وما البراء إلا ارهابيين قتلة
ياسر عرمان
أشعر بأسف عميق من إنشغال الناس والمدنيين على وجه الخصوص بمماحكات فك الارتباط وهم يتركون القتلة وكتائب الارهاب المسماة زوراً وبهتاناً بكتائب البراء التي تستأسد على الابرياء وتهاجم جماعاتها مدنيين غير مسلحين وتقوم بقتل المئات وتوزع جرائمها المتلفزة على وسائل التواصل الإجتماعي في تطور غير مسبوق لجرائم الحرب في السودان.
يظن قادة الإسلاميين وقادة هذه الكتائب من أمثال أسامة عبدالله وأخواته وإخوته الممتلئين حقداً على ثورة ديسمبر، انهم بذلك سيقضون على كل اثر للمقاومة في نفوس الناس ويطوون ذكر وذاكرة الثورة وهم لا يدركون ان الثورة باقية ما بقي الشعب بل هي طريق الشعب نحو الحياة الكريمة، وعائدة ما عاد الناس إلى منازلهم والإيمان بها كالايمان بالله لا يتزعزع.
الإسلاميون لهم زواج مصلحة مع الفئة العليا من قادة الجيش، قائم على عهد السلطة واكتناز الثروة بلا مباديء أو ذكر لله أو الوطن، عهد غير مأذون ولم يوقع أمام مأذون.
الإسلاميون يعشقون امتطاء ظهر الجيش فهو الحبل السري نحو السلطة ولكنهم يخشون الجيش أيضُا وقد حاولوا حماية انفسهم من الجيش بتعددية جيوش ومليشيات مقابلة ومنافسة للقوات المسلحة وعلاقتهم ملتبسة بالجيش، وقد شهدنا ذلك عن قرب في الفترة الانتقالية في نيفاشا وفي فترة ما بعد ثورة ديسمبر ولديهم جوقة إعلامية للهجوم على قيادة الجيش متى ما استرابوا من امرهم، ومن مصلحتهم ان يظل الجيش على عداء تام مع بنات وابناء شعبه، وأكثر ما يفزعهم ان يقترب الجيش نحو الشعب أو ثورة ديسمبر على وجه الخصوص، ودفع الجيش ثمناً باهظًا في عهد الإنقاذ فصلاً وتشريداً مثله مثل كل مؤسسات الدولة المختطفة، ولم يخلو الجيش في اي وقت من الاوقات من مقاومة الاسلاميين ومحاولتهم لتحويله لجناح عسكري، ويحيطونه اليوم بكتائب الإجرام والارهاب في تحالف قابل للتصدع مثل ما شهد تصدعات في اكثر من محطة تاريخيّة.
الجيش يعاني من خلل بنيوي قديم وجديد ومتعاظم في تكونيه القومي فتركيبة الضباط لا تماثل تركيبة الجنود ولا تعكس التنوع السوداني، وازداد خلله بخوضه لحروب الريف لسنوات طويلة، من قبل شكلٍ الجنوبيين ٢١٪ من قوامه وترتب على ذهاب الجنوبيين بالسماحة والندى ازدياد خلله، ودار فور شكلت ٣٤٪ من قوامه وجبال النوبه ١٣٪ ، وهجر الكثيرون من ابناء هذه المناطق الجيش بحكم حروب الريف وعدم الاهتمام بالفئات الدنيا من منتسبيه، وازداد تشويه الجيش في فترة الإنقاذ التي اعتمدت مبدأ التسييس ومبدأ تعددية الجيوش والمليشيات، شهدت هذه الحرب شهادات ميلاد جديدة للمليشيات وآخرها أورطة كسلا المصنعة في الخارج.
الجيش ومؤسسات السيادة والأمن استحوذت على ٨٠٪ من ميزانية الدولة ولم يتبقى شيء ذو بال للتعليم والصحة والخدمات وتم تدمير الريف والطبقة الوسطى وازدادت أعداد الفقراء والمهمشين، والعطالة وسط الشباب الذين توجهوا نحو حمل السلاح وقد لخص ذلك بذكاء بليغ الراحل جلحة رحمة المهدي رحمة ( نحن ام باقة لا جواز لا بطاقة مكلفين الدولة فوق الطاقة، الميت شهيد والحي مستفيد) ان الدولة التي تهمل الريف وشبابه غير قابلة للحياة.
ان العقيدة العسكرية للجيش لا تقوم على ان السيادة للشعب وان مهمة الجيش هي الدفاع عن سلطة الشعب وسيادة البلاد وقامت العقيدة العسكرية على معادة الحكم المدني الديمقراطي. الحركة الاسلامية لا مصلحة لها في مهنية الجيش او اعادة بنائه، فهي تخشى الجيش المهني والقوي المنحاز للوطن ولا تخشى الله وتحتاج لجيش منحاز للتنظيم والجماعة.
ان تجفيف المقاومة امر مستحيل وقتل كتائب البراء المتلفز للأبرياء والمدنيين يضرب النسيج الاجتماعي في الصميم ويعظم الغبن الإثني والجغرافي ويمزق روابط البناء الوطني وروابط الوطنية السودانية ووحدة المجتمع ومؤسسات الدولة وعلى رأسها القوات المسلحة.
في اليوم التالي لاستعادة الجيش لمدينة ود مدني كتبت مقال بعنوان ( هل قادة الجيش على اعتاب تحويل نصر مدينة ود مدني لهزيمة؟ وهل يسعى الإسلاميون مجدداً لدفع الجيش لطريق لاهاي؟) ان الحركة الاسلامية التي يقودها مطلوبين للجنائية لا تريد لقيادة الجيش ان تبحث عن حلول خارج طريق جهنم الذي حددته وتريد ان تقودهم لطريق الجنائية، ظنًا منها ان المجتمع الدولي سيتصالح معها كما فعل مع بعض الجماعات التي صنفها كجماعات ارهابية مثل ما حدث في سوريا، وهنا يخطيء الإسلاميون في التدقيق في فوارق الجغرافيا السياسية والفرق بين دمشق والخرطوم حينما يتعلق الأمر بالمصالح الدولية.
امام القوات المسلحة فرصة للبحث عن سلام حقيقي ومعافاة وطنية لن تتحقق بمعادة ثورة ديسمبر، فالثورة أعمق وأرسخ من الحرب وأكبر من ارهاب البراء سيما انه ليس البراء ابن مالك الصحابي الجليل بل هو اسامة عبدالله! الحركة الإسلامية دفعت القوات المسلحة نحو الانقلاب وفشل الانقلاب ثم سعت نحو الحرب ودمرت المجتمع والدولة، والشعب يدرك ان الفترة الانتقالية المدنية كانت خيار أفضل من الانقلاب ومن الحرب وما ان يعود المجتمع والدولة إلا ويطال الإسلاميين غضب الشعب ومحاسبته رغم الأكاذيب والجعجعة والسلاح ومن لا يصدق ذلك فليسأل عمر البشير ورهطه، كيف انتهى به المقام حبيساً بدلاً من رئيساً.
الجرائم الواسعة والفظيعة المرتكبة من طرفي الحرب اتخذت عنفاً ممنهجاً ومنظماً وخلفها فكرة داعشية عند كتائب البراء، وعلى الإسلاميين السودانيين اصحاب الفكر الداعشي ان يسألوا أنفسهم اين داعش نفسها؟
من واجبنا القيام بعمل واسع ومنظم في الداخل والخارج يرصد ويوثق ويعمل مع المنظمات الوطنية والاقليمية والدولية لإعلان الحركة الإسلامية وجناحها العسكري في كتائب البراء جماعة ارهابية وعلى قادة الجيش ان يدركوا ان الجيش مؤسسة من مؤسسات الدولة وان تكون لديهم حساسية تجاه الجرائم المتلفزة التي لا تسقط بالتقادم وتفاقم الشقاق الوطني ودوامته مما يُصعب الاتفاق على امكانية بناء القوات المسلحة وفق برنامج وطني جديد متوافق عليه ويثير أسئلة إثنية وجغرافية حول قومية القوات المسلحة وهي أسئلة قديمة ومتجددة عمّقتها جراحات هذه الحرب، ان ما يجري لن يمر إقليمياً ودولياً دون مساءلة ومن مصلحة القوات المسلحة ان تفرز عيشها بعيداً عن عيش الإسلاميين ولو بالتدرج ونحن ندرك المصاعب في هذا الطريق وعلى قيادة الجيش ان تعترف بالجرائم ومعاقبة مرتكبيها.
على الحركات المسلحة المتحالفة مع القوات المسلحة رغم اختلافنا العميق مع توجهاتها، ان تقف ضد جرائم كتائب البراء وارهابها الذي تحكمه بوصلة ذات توجهات إثنية وضد قوى ثورة ديسمبر وستطال هذه الحركات نفسها يوماً ما، وحسناً فعلت حركة تحرير السودان مني مناوي بإدانة بعض هذه الجرائم علناً.
أخيراً نحن في القوى المدنية علينا ان نترك موضوع الحكومة الموازية وفك الارتباط خلفنا، فقد انفك الارتباط ولنرتبط بشعبنا ووطننا وبالثورة السودانية من ١٩٢٤ إلى ديسمبر ٢٠١٩.
*المجد لوحدة السودان وشعبه*
**الثورة أبقى من الحرب* *
*#نعم_لثورة_ديسمبر*
*#لا_لحرب_أبريل*
١ فبراير ٢٠٢٥*
الوسومإرهابيين الجيش كتائب البراء مدنيين ياسر عرمان