بكل طلة يطل فيها السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي _حفظه الله ونصره _ نتشرب من عباراته ومفرداته الكثير من القيم الوطنية والدينية والروحية التي تعبر عن نقاء الروح وصفاء النفس واتساع الرؤية، كما تعكس محاضراته الرمضانية أبعاد ودلالات وأهداف المسيرة القرآنية التي يفترض أن يقف الجميع أمام تلك الطروحات الإيمانية التي تجسد أصالة الهوية ومتانة الانتماء ليس للوطن وحسب، بل للهوية الإسلامية بكل أبعادها الروحية والنفسية، ما يطرحه السيد القائد في كل إطلالة يطل بها علينا وعلى العالم عبر الشاشة يجب أن نستوعبها ونترجمها إلى أفكار وخطط ومشاريع ننهض بها في واقعنا وتحولاتنا الحضارية ونغترف منها ما يمكن اعتباره السلاح الأمضى والأقدر لانتشالنا من واقعنا المادي الملوث برغباتنا الذاتية وبأطماع نفوسنا الأمارة بالسوء.
أن انتصارنا الحضاري والتاريخي وتحولاتنا الحضارية بحاجة إلى أن نسترشد بهدي القائد وبتعاليمه وبمنهجه الروحاني وان نتجرد من ضغائن ورغبات دنيوية نجتر بها مظالم وظلمات الماضي وظواهره السلبية التي كانت دافعا للثورة والتغير، وكانت احد اهم مقومات الانتصار الذي تحقق لشعبنا والذي يضعنا أمام مسؤوليات جسام أبرزها وأهمها كيفية ترجمة رؤى وتعاليم السيد القائد وتحويلها إلى خطط وطنية وبرامج عمل ننهض بها ومن خلالها بواقعنا الحضاري وأن نلحق الشعوب والأمم المتقدمة معتمدين على قدراتنا الذاتية وعلى هدي من توجيهات السيد القائد الذي بعثه الله ومكنه لكي يدحض عنا كل غبار التخلف والجهل والتبعية والارتهان للآخر الحضاري.
إن رؤى السيد القائد _حفظه الله _ تحمل ما يتكفل بتحقيق أهدافنا وتطلعاتنا الدنيوية وفيها أيضا الكثير مما يحقق أحلامنا في الحياة الأبدية، أي أن التزامنا بنهج وتعاليم السيد القائد يحقق نجاحنا في الدنيا والآخرة وهذا يتطلب أن يرتقي الجميع إلى مستوى فكر القائد ورؤيته وما يدعونا إليه، بعيدا عن الازدواجية في المواقف، وبمعزل عن ملذات الدنيا التي تقود بعضنا ليس إلى النجاح والتملك والتكسب بل تقودنا إلى الهلاك.
إن طروحات السيد القائد تأتي لترجمة قوله تعالى (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار) .
والمؤسف أن فينا من يتظاهر انه مع المسيرة القرآنية وخلف السيد القائد ولكنه ممن ينطبق عليهم قول الله تعالى (ربنا آتنا في الدنيا وما له في الآخرة من خَلاق) وهؤلاء هم عاهات المسيرة الذين نسأل الله أن يحبط أعمالهم ويفضحهم بالدنيا والآخرة..
أسأل الله أن يوفق السيد القائد ويمكنه من كشف عصبة (المنافقين) قبل أن يلوثوا قيمه ويلطخوا بعارهم وفسادهم وعبثهم صورة المسيرة التي أعادت للوطن كرامته وسيادته وللشعب حريته وهويته.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: السید القائد
إقرأ أيضاً:
صمت الغربة.. مغربي يودع الدنيا في وحدة تامة داخل شقة بالإيجار بسوهاج
لم يكن يعلم "هشام مستمد"، المغربي الذي تجاوز الخمسين من عمره، أن غربته في شقة صغيرة بالطابق الرابع من أحد عقارات مركز دار السلام بسوهاج، ستكون آخر محطاته في الحياة.
كان هشام يعيش وحيدًا، بلا زوجة تؤنسه، ولا أولاد يسندونه، ولا أهل يطرقون بابه، كل ما كان يملكه هو سرير بسيط، وموتور مروحة في الزاوية، وذكريات يحملها من وطنه البعيد.
صاحب المنزل، "عاطف"، كان يزوره من حين لآخر ليطمئن عليه، ويملأ عليه فراغ الوحدة بكلمة طيبة، يقول: "كنت بدخل عليه ألاقيه ساكت.. دايمًا ساكت.. بيضحك من قلبه لما يشوفني، كأنه نسي الدنيا كلها في اللحظة دي".
وفي ساعات مبكرة من صباح اليوم، لم يرد هشام على طرقات الباب، ولم يُسمع له صوت، فتح عاطف الباب، ودخل، ليجد هشام راقدًا بلا حراك، وجهه هادئ كأنه نائم، لكن قلبه كان قد توقف إلى الأبد.
السرير الذي اعتاد أن يسند عليه جسده المتعب، كان شاهده الأخير، لا آثار مقاومة، ولا علامات ألم، فقط هدوء الموت وصمت الوحدة.
جاء تقرير مفتش الصحة ليؤكد أن الوفاة طبيعية، نتيجة أزمة قلبية حادة، لكن ما لا تقوله التقارير هو أن هشام لم يمت بأزمة في القلب فقط، بل مات وحيدًا بلا يد تمسك يده، ولا دعاء يهمس له في اللحظات الأخيرة.
تم نقل الجثمان إلى المشرحة في صمت، كأن الحياة نفسها تحترم هذه النهاية الصامتة لرجل عاش ومات دون ضجيج.