مصدر لـعربي21: العليمي ينقلب على اتفاق الرياض.. تقارب مع الانتقالي
تاريخ النشر: 30th, March 2024 GMT
كشف مصدر حكومي يمني الجمعة، أن رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي يتجه إلى تمكين المجلس الانتقالي الجنوبي المنادي بانفصال جنوب البلاد عن شماله، والمدعوم من الإمارات من المزيد من المواقع الحكومية وتعميقه حضورها في مراكز القرار في انقلاب واضح على اتفاق الرياض الذي رعته السعودية 2022.
وقال المصدر الحكومي في تصريح لـ"عربي21" طالبا عدم الإفصاح عن اسمه، أن العليمي بصدد إجراء تعديل وزاري لعدد من الحقائب الوزارية في الحكومة التي يرأسها، أحمد عوض بن مبارك بينها وزارة الإعلام والثقافة والسياحة ووزارة الاتصالات وتقنية المعلومات، مؤكدا أن أبرز المرشحين في التعديل المرتقب ينتمون للمجلس الانتقالي الجنوبي، وهو أمر يتجاوز مبدأ الشراكة بين الشمال والجنوب الذي نص عليه اتفاق الرياض في التركيبة الحكومية والمواقع الأخرى.
وتمّ التوصل إلى "اتفاق الرياض" برعاية سعودية في تشرين الثاني/نوفمبر 2019 بعد استيلاء الانفصاليين بدعم من أبوظبي على مدينة عدن، المقر الرئيسي للحكومة المعترف بها دوليا.
فيما أشار إلى أن قرارات رئيس مجلس القيادة الرئاسي التي صدرت مؤخرا، تتركز في "أسماء وشخصيات من منطقة جغرافية محددة وتحديدا "محافظة الضالع التي ينتمي إليها رئيس المجلس الانتقالي وعضو المجلس الرئاسي، عيدروس الزبيدي وإزاحة مناطق يمنية أخرى شمالا وجنوبا".
وكان العليمي قد أصدر مؤخرا، قرارا بتعيين شائع الزنداني وزيرا للخارجية وشؤون المغتربين، والذي كان يشغل منصب سفير اليمن لدى السعودية، حيث ينحدر من مسقط رأس الزبيدي، زعيم الانفصاليين المدعومين من أبوظبي.
وحسب المصدر الحكومي فإن هناك احتقانا واستياءا شديدين يسود محافظتي أبين وشبوة ( جنوب وشرق اليمن) بسبب إزاحتها من عدد من المواقع الرسمية "مدنية وعسكرية" لمصلحة الموالين للمجلس الانتقالي الانفصالي، ومحافظة الضالع التي ينحدر منها الزبيدي.
وأكد المصدر أن العليمي يتعمد إبعاد "الشخصيات والأسماء المنتمية إلى محافظتي أبين وشبوة" سعيا منه إلى احتواء المجلس الانتقالي الانفصالي والمنتمين لمحافظة الضالع ومدينة يافع التي تتبع إداريا محافظة لحج، جنوبي البلاد.
وقال المصدر الحكومي إن العليمي يستند على رؤية مفادها "أن الضالع ( مسقط رأس زعيم الانفصاليين الجنوبيين، الزبيدي) لابد من أن تأخذ حقها في الشراكة بالسلطة، مثلما أخذت محافظتي أبين وشبوة هذا الحق في السلطة منذ الفترة التي أعقبت حرب صيف 1994 التي اندلعت بين قوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح وعلي سالم البيض، بعد إعلان الأخير الانفصال عن الشمال وهزيمة قواتها بعد ذلك".
وتابع المصدر أن رؤية العليمي تشير أيضا إلى أن الضالع كانت جزء من منظومة الحكم قبل وبعد تحقيق الوحدة 1990، إلا أنها أزيحت بعد حرب الانفصال وحلت مكانها محافظة أبين، مسقط رأس الرئيس السابق، عبدربه منصور هادي، لافتا إلى أن العليمي لديه قناعة أن أبين قد أخذت حقها في الشراكة والسلطة بموقفها المؤيد للوحدة اليمنية والوقوف في صف الشرعية بقيادة هادي.
ووفق المصدر فإن رئيس المجلس الرئاسي يعتقد أن مزيدا من الشراكة والتمكين للمنتمين للمجلس الانتقالي الانفصالي ومحافظة الضالع في مواقع السلطة يمكن أن يفضي إلى التراجع عن مطلب انفصال جنوب البلاد عن شماله.
وحذر المصدر ذاته من تبعات خطيرة لهذا التوجه من قبل العليمي المبني على صبغة مناطقية كارثية، قد تدفع المحافظات الذين تم إبعاد وإزاحة أبناءهم من المواقع الحكومية إلى خيارات أخرى.
وتشكل المجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي بدعم إماراتي أوساط العام 2017، وقد نجحت أبوظبي في تمكين القوات التابعة للمجلس في السيطرة على العاصمة المؤقتة، عدن و محافظتي أبين وشبوة، بعد معارك مع القوات الحكومية الذي تعرضت لعمليات قصف جوي إماراتي مهد الطريق أمام قوات الانتقالي.
وبات الانتقالي الجنوبي يشارك في عدد من الحقائب الوزارية المهمة في الحكومة اليمنية المعترف بها منذ تشكيلها بموجب إعلان نقل السلطة من الرئيس عبدربه منصور هادي لصالح مجلس رئاسي مكون من 8 أعضاء بقيادة رشاد العليمي في إبريل/ نيسان 2022.
ورغم هذه الشراكة، لم يتخل المجلس الانتقالي عن مطالبه في الانفصال واستعادة دولة الجنوب سابقا، ولم تتوقف مساعيه في التلويح بضم المناطق التي لم يسيطر عليها حتى الآن في حضرموت والمهرة، شرق البلاد.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية العليمي المجلس الانتقالي الإمارات اليمن اليمن الإمارات المجلس الانتقالي العليمي المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الانتقالی الجنوبی المجلس الانتقالی اتفاق الریاض
إقرأ أيضاً:
تعذيب حتى النزيف.. سجين في إب يواجه الموت وسط تواطؤ أمني حوثي
كشف مصدر حقوقي عن تعرض أحد السجناء في محافظة إب، الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي، لتعذيب وحشي أدى إلى دخوله في حالة صحية حرجة، وسط استمرار الانتهاكات الممنهجة بحق المعتقلين.
وأكد مصدر وكالة خبر، أن القيادي الحوثي صدام القحفة، مدير البحث الجنائي في مديرية العدين، أقدم على تعذيب السجين عيسى المساوى، يوم الخميس الماضي، مستغلًا غياب الرقابة، حيث استخدم وسائل تعذيب قاسية، ما تسبب في إصابته بإصابات خطيرة، يُعتقد أنها نزيف داخلي.
وأضاف المصدر، إن إدارة أمن العدين لم تسمح لأهله بزيارته أو الاطمئنان على حالته إلا بعد توجيهات عليا بعد متابعة أسرته، حيث نُقل لاحقًا تحت حراسة عناصر تابعة للحوثيين إلى مستشفى الثورة العام في المدينة لتلقي العلاج.
وأشار المصدر الحقوقي إلى أن هذه ليست الحادثة الأولى، إذ يُتهم القحفة بممارسة التعذيب الممنهج ضد المعتقلين في سجون المديرية، وسط غياب أي مساءلة قانونية، وهو ما يتوافق مع تقارير حقوقية وثّقت عددًا من حالات التعذيب والوفاة داخل سجون الحوثيين خلال السنوات الماضية.
ودعا المصدر المنظمات الحقوقية الدولية إلى التحرك العاجل لوقف هذه الانتهاكات والضغط لمحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم، مؤكدًا أن استمرار الصمت الدولي يشجع على تصاعد جرائم التعذيب في سجون المليشيا.