أكدت مفوضية اللاجئين، وجود 4ملايين ونصف المليون نازح في اليمن، قرابة النصف منهم بدون دخل شهري، في الوقت الذي يقلل 48.2% من النازحين عدد الوجبات اليومية، في ظل تردي الأوضاع المعيشية والإقتصادية في البلاد.

 

وقالت المفوضية الأممية في تقرير لها بأن اليمن لا يزال من بين الأزمات الإنسانية الأكثر خطورة على مستوى العالم، حيث أدى ما يقرب من عشر سنوات من الصراع إلى خلق وتفاقم نقاط الضعف وتآكل القدرة على الصمود وقدرات عامة السكان على التكيف.

 

وأضافت بأن اليمن موطنًا لما يقدر بنحو 4.5 مليون نازح داخليًا وأكثر من 70 ألف لاجئ وطالب لجوء، مشيرة إلى أنهم معرضون للخطر بشكل خاص، مع انخفاض إمكانية الوصول إلى الخدمات الأساسية وسبل العيش، ويواجهون العديد من مخاطر الحماية.

 

وأشارت إلى أنه "ومع قلة الخيارات المتبقية، يلجأ الكثيرون إلى آليات التكيف الضارة من أجل البقاء، بما في ذلك تخطي وجبات الطعام، والتسرب من المدارس، وعمالة الأطفال، والحصول على القروض، والانتقال إلى مأوى أقل جودة، والزواج المبكر".

 

وأجرت المفوضية تقييمات للاحتياجات ونقاط الضعف للسكان النازحين داخلياً، بهدف رصد الاحتياجات وتوجيه استراتيجية الدولة واستجابتها، وتحديد الأشخاص الأكثر ضعفاً، وتحديد أهليتهم للحصول على المساعدة.

 

ولفت إلى أن التقييمات الشاملة التي تجريها المفوضية تقوم بجمع التركيبة السكانية للأسر ومعلومات النزوح والقدرة الاقتصادية ونقاط الضعف وظروف المأوى وبيانات التسجيل المدني والوثائق، حيث أجرت المفوضية في العام الماضي 136,913 تقييمًا للأسر، غطت 820,440 فردًا.

 

وبحسب المفوضية، فإن نتائج تلك التقييمات أشارت إلى مستويات عالية من نقاط الضعف الاجتماعية والاقتصادية بين الأسر النازحة، من حيث فرص كسب الدخل المحدودة وتتكون إلى حد كبير من وظائف غير رسمية وخطيرة.

 

وقالت المفوضية، بأن 48.6% من السكان لم يذكروا أي مصدر للدخل، و41.5% يبلغون عن دخل شهري أقل من 50 دولارًا أمريكيًا. ونتيجة لذلك، تكافح الأسر النازحة باستمرار لتلبية احتياجاتها الأساسية ويلجأ الكثيرون إلى آليات التكيف الضارة من أجل تدبر أمورهم.

 

وأظهرت تقييمات المفوضية أن 69.6% يعتمدون على الديون لتلبية احتياجاتهم الأساسية، و46.4% يخفضون الإنفاق على المواد غير الغذائية الأساسية، و41.1% يخفضون الإنفاق على الرعاية الصحية والأدوية، و10.8% يبيعون الأصول الإنتاجية، و11.9% من الأطفال يتسربون من المدارس.

 

وأردفت: "يستطيع 11% فقط من النازحين داخلياً الذين تم تقييمهم تلبية احتياجاتهم الغذائية اليومية. يشتري الأغلبية أطعمة أقل تفضيلاً أو أرخص، أو ذات جودة أقل (70%)، أو يقللون من أحجام الوجبات (52.7%)، أو يقللون عدد الوجبات يوميًا (48.2%)".

 

وأكدت أن المساعدات الإنسانية، بما في ذلك المساعدات الغذائية العينية والتحويلات النقدية بالنسبة لغالبية النازحين، تظل مصدرًا بالغ الأهمية للدعم المنقذ للحياة.

 

وأوضحت المفوضية أنها تستخدم العديد من التدخلات القائمة على النقد لتلبية الاحتياجات الأساسية الفورية والتخفيف من مخاوف الحماية وآليات التكيف الضارة بطريقة فعالة وكريمة.

 

ونوهت بأنها وفي عام 2023، وصلت إلى 83,618 أسرة (583,619 فردًا فريدًا) من خلال المساعدة النقدية متعددة الأغراض، والنقد مقابل المأوى، والنقد لفصل الشتاء، والمساعدة النقدية الطارئة.

 

وأكدت المفوضية وجود حاجة واضحة إلى الجمع بين المساعدة المنقذة للحياة والمشاريع التي تؤدي إلى حلول دائمة من أجل تعزيز سبل العيش وتعزيز الذات.


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: مفوضية اللاجئين اليمن نزوح مليشيا الحوثي الحرب في اليمن

إقرأ أيضاً:

العيسى في الأمم المتحدة: لا لربط الإرهاب بدين يعتنقه قرابة ملياري إنسان.. مواجهة “رهاب الإسلام” بترسيخ قيم التعايش السلمي

البلاد – جدة
أكد الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، رئيس هيئة علماء المسلمين، الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى، أن “رُهاب الإسلام” يأتي في مقدمة النماذج المُقلِقة لتصاعد خطاب الكراهية وممارساته الخطرة، وأنه لا يضر المسلمين وحدهم، بل يعزز التطرف والانقسامات داخل المجتمعات ذات التنوع الديني. وأشار العيسى إلى أن (رُهاب الإسلام) يُعد- وفق مفاهيم الكراهية- في طليعة مهدِّدات تحقيق المواطنة الشاملة، التي تنص عليها الدساتير المتحضرة والقوانين والمبادئ والأعراف الدولية، منبِّهًا إلى ما أدى إليه من أضرار وجرائم ضد المسلمين، لا تزال تمارس حتى اليوم بتصاعد مقلِق، وذلك وفق الإحصاءات الموثوقة، إضافة إلى عدد من حالات تهميش بعض المجتمعات المسلمة، وعرقلة اندماجها، أو منعها من الحصول على حقوقها الإنسانية. جاء ذلك في كلمة للدكتور محمد العيسى، خلال استضافته من الجمعية العامة للأمم المتحدة، في مقرّها بنيويورك الجمعة؛ ليكون متحدثًا رئيسًا لإحياء اليوم الدولي لمكافحة كراهية الإسلام. وعقد العيسى في إطار استضافته من قبل الجمعية، مباحثات ثنائية مع رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، السيد فيليمون يانغ، تناولت ما بات يعرف بـ “رُهاب الإسلام”، وعددًا من القضايا ذات الاهتمام المشترك. وتؤكد دعوة الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي للحضور، وإلقاء كلمة الشعوب الإسلامية “حضوريًا”، في مقرّ الأمم المتحدة، ثقلَ الرابطة الدولي، وما تحظى به من احترام في كبرى المنظمات في العالم، وتأتي الدعوة اعترافًا بتأثير الرابطة في مكافحة “الإسلاموفوبيا” وخطابات الكراهية عمومًا، وبجهودها وتحالفاتها الدولية الواسعة في هذا السياق. وفي كلمته الرئيسة تحدَّث العيسى بإسهاب عن أسباب نشوء “رُهاب الإسلام”، كما شدّد على أن المسلمين الذين يناهزون اليوم نحو ملياري نسمة، يمثلون الصورة الحقيقية للإسلام، وهم يتفاعلون بإيجابية مع ما حولهم من العالم بتنوعه الديني والإثني والحضاري، منطلِقين من نداء الإسلام الداعي للتعارف الإنساني، كما في القرآن الكريم؛ إذ يقول الله تعالى:” يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا”. وشدَّد على أن “رُهاب الإسلام” ليس قضية دينية فحسب، بل هو قضية إنسانية تهدّد التعايش والسلم المجتمعي العالمي، مضيفًا: “وعندما نتحدث من هذه المنصة الدولية لا ندافع عن الإسلام وحده، بل ندافع كذلك عن المبادئ الإنسانية”.
وأضاف العيسى:” ولذلك نقول:” لا لجعل أتباع الأديان في مرمى الكراهية والعنصرية والتصنيف والإقصاء، ولا للشعارات الانتخابية المؤجِّجة للكراهية، ولا لمن يزرع الخوف ليحصد الأصوات، ولا للسياسات التي تبني مستقبلها على الخوف والانقسام، ولا للإعلام الذي يغذي العنصرية، ولا للمنصات التي تروج للفتنة، ولا للأكاذيب التي تزور الحقائق، وأيضًا لا لربط الإرهاب بدين يعتنقه قرابة ملياري إنسان، ولا للمتطرفين الذين يخطفون الدين، والإرهابِ الذي يشوه حقيقة الدين، وفي المقابل لا لمن يرفض أن يرى الحقيقة”.
وتابَع:” كما نقول أيضًا:” لا” للخوف من الآخر لمجرد اختلافه معنا في دينه، أو عرقه، فمن يتفق معك في الدين أو العرق، قد تكون لديه مخاطر على مجتمعه الديني أو العرقي تفوق أوهامك حول الآخرين”.
وحمَّل الشيخ العيسى المجتمعَ الدوليَّ مسؤولية بناء عالم يسوده التسامح والمحبة، مؤكِّدًا في الوقت ذاته أن على مؤسساته التعليمية والثقافية، مسؤولية أداء دور حيوي وملموس في تعزيز الوعي حاضرًا ومستقبلًا، وبخاصة عقول الصغار والشباب.

مقالات مشابهة

  • سعرها اقترب من النصف مليون جنيه.. خطوات التزايد على لوحة سيارة مميزة
  • الشارقة الخيرية توزع نحو نصف مليون وجبة إفطار في النصف الأول من رمضان
  • العيسى في الأمم المتحدة: لا لربط الإرهاب بدين يعتنقه قرابة ملياري إنسان.. مواجهة “رهاب الإسلام” بترسيخ قيم التعايش السلمي
  • الذكاء الاصطناعي في يد الهاكرز.. ديب سيك R1 يمكنه تطوير برامج الفدية الخبيثة
  • الحرب تفاقم أوضاع أكثر من 90 ألف نازح بولاية النيل الأبيض
  • الغرياني: الأوروبيون ليس لديهم ذرة من الإنسانية في منعهم الأفارقة
  • الصندوق الكويتي يمنح 1.2 مليون دولار لدعم النازحين في اليمن
  • بعد تسريب 2.3 مليون بطاقة ائتمانية.. أخطر برامج سرقة البيانات وكيفية الحماية منها
  • وزير الكهرباء: 1.6 مليون شكوى وبلاغ خلال النصف الثاني من العام الماضي
  • الكويت تقدم منحة بقيمة 1. 2 مليون دولار لدعم النازحين في اليمن