بايدن يتحدث عن ألم الأميركيين العرب بسبب الحرب على غزة
تاريخ النشر: 30th, March 2024 GMT
قال الرئيس الأميركي، جو بايدن، الجمعة، إن هناك شعورا "بالألم يحس به" كثيرون من العرب الأميركيين بسبب الحرب في غزة، وبسبب الدعم الأميركي لإسرائيل وهجومها العسكري الذي أثار غضب العرب والمسلمين والناشطين المناهضين للحرب.
وحث كثيرون من المسلمين والعرب في الولايات المتحدة الرئيس الديمقراطي على الدعوة إلى وقف دائم لإطلاق النار، ووقف بيع الأسلحة لإسرائيل، واستخدام نفوذها لحماية أرواح المدنيين مع تكشف أزمة إنسانية في غزة.
وقال بايدن في إعلان أصدره البيت الأبيض بمناسبة شهر التراث العربي الأميركي "يتعين علينا التوقف أيضا للتفكير في الألم الذي يشعر به كثيرون من أفراد الجالية الأميركية العربية بسبب الحرب في غزة". وأضاف أنه ينتابه شعور "بالحزن الشديد" بسبب المعاناة.
لكن بعد ساعات من بيان بايدن، الجمعة، جاء في تقرير لصحيفة واشنطن بوست أن إدارته أجازت إرسال قذائف وطائرات حربية إضافية لإسرائيل في الأيام القليلة الماضية بمليارات الدولارات.
وإسرائيل هي المتلقي الرئيسي للمساعدات الخارجية الأميركية، واستخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد عدد من مشروعات القرارات في الأمم المتحدة تدعو إلى وقف إطلاق النار في الهجوم على غزة، قبل أن تمتنع واشنطن عن التصويت على مشروع قرار قبل أيام قليلة.
وتصدر إدارة بايدن بيانات منذ عام 2021 قبيل شهر أبريل باعتباره شهر التراث العربي الأميركي. وجاء إعلان هذا العام أطول من سابقيه بسبب تصريحات بايدن بشأن غزة.
ونظمت احتجاجات في مدن أميركية كثيرة في الأشهر القليلة الماضية للمطالبة بوقف إطلاق النار في غزة، وكان من بينها احتجاجات بالقرب من المطارات والجسور في مدينتي نيويورك ولوس أنجليس ووقفات احتجاجية ليلية خارج البيت الأبيض ومسيرات في واشنطن.
ودأب محتجون على مقاطعة فعاليات وخطب حملة بايدن، بما في ذلك حملة رفيعة المستوى لجمع التبرعات في مدينة نيويورك أمس الخميس.
ويطلبون من بايدن تلبية مطالبهم أو المغامرة بفقد دعمهم في انتخابات نوفمبر. ولا يرجح أن يدعم الأميركيون العرب والمسلمون منافس بايدن، الرئيس الجمهوري السابق، دونالد ترامب، لكن المراقبين يقولون إنهم قد يغيبون عن الانتخابات ويحرمون بايدن من أصوات حاسمة. وقد دعموا بايدن بأغلبية ساحقة في عام 2020.
وقال بايدن، الجمعة، إنه يعمل على تعزيز المساعدات الإنسانية لغزة وإطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حركة حماس والتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار يستمر ستة أسابيع على الأقل.
وأضاف بايدن أيضا أن الأميركيين العرب كانوا هدفا لجرائم الكراهية، وأشار إلى حادث الطعن الذي أودى بحياة الطفل الأميركي الفلسطيني، وديع الفيومي، البالغ من العمر ستة أعوام في إيلينوي في أكتوبر، وإطلاق نار في نوفمبر على ثلاثة طلاب من أصل فلسطيني في فيرمونت، وتعرض رجل أميركي من أصل فلسطيني للطعن في فبراير في ولاية تكساس.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: فی غزة
إقرأ أيضاً:
حيرة العرب بين «الفيل» و«الحمار»
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يذكرنى بعض العرب فى السلطة وخارجها، ممن ينتظرون بلهفة نتائج الانتخابات الأمريكية التى تجرى بين الديمقراطية «كامالا هاريس» والجمهورى «دونالد ترامب» آملاً فى أن تحمل تلك النتائج بعض أوجه التغيير فى منطقتنا المنكوبة بالحروب والكوارث والمآسى، بالمثل الشعبى القائل «يامستنى السمنة من بطن النملة لا أنت طابخ ولا قالى». وبرغم التحذير الذى ينطوى عليه المثل لمن يبالغون فى توقعاتهم، وينتظرون شيئاً سوف يأتى، لكنه لا ياتى وغير قابل أصلاً للمجئ، وأيضاً السخرية من جهلهم بخصائص النملة وطبيعتها، فالمثل يتضمن كذلك استهانة بعناصرالقوة التى يمتلكها هذا الكائن الضئيل والهش.
بدأت «كمالا هاريس» مرشحة الحزب الديمقراطى، الذى يتخذ منذ نهاية القرن التاسع عشر من الحمار رمزاً له، حملتها الانتخابية، التى قادتها الصدف لخوضها، بإبداء التعاطف مع الفلسطينيين فى غزة والدعوة لوقف الحرب. ثم ما لبثت أن تراجعت ورفعت الشعار المجرم الذى يقول بمناسبة وبغيرها، إن من حق إسرائيل الدفاع عن النفس. وكان بايدن قد اتخذ هو وإدارته الصهيونية، من هذا الشعار، مبرراً لمنح إسرائيل الضوء الأخضر لشن حرب إبادة جماعية وتهجير قسرى ضد الشعب الفلسطينى. بالإضافة لتشجعيها على تجاهل كل القوانين والمؤسسات الدولية، التى تحمى سيادة الدول وتؤمن أعرافاً وقوانين لإدارة الحروب، بالحرب المستمرة على لبنان. ولولا الدعم العسكرى واللوجستى والمخابراتى غير المسبوق فى تاريخ العلاقات بين الطرفين، الذى عزز هوس نتنياهو كمجرم حرب تطارده العدالة الجنائية، بسفك الدماء، لتوقفت الحرب .
والتضارب فى التصريحات والتقلب فى المواقف هى من طبيعة الانتخابات التنافسية. وبطبيعة الحال تسعى «هاريس» لكسب أصوات اليهود، حيث يبلغ عددهم نحو 6 ملايين من بين تعداد السكان البالغ 337 ملايين نسمة بنسبة تصويت تصل إلى 2.4%من أعداد المصوتين الذين يصل عددهم إلى 186 مليون ناخب.. وبرغم أنها نسبة تبدو ضئيلة، إلا أن قوتها لا تكمن فى عددها، بل فى تنظيمها كقوة ضغط توجهها وتديرها لجنة الشئون العامة الأمريكية -الإسرائيلية المعروفة إعلاميا باسم «أيباك». هذا فضلاً عن أن عدداً كبيراً من المراقبين للسباق الانتخابى بين الديمقراطيين والجمهوريين، يؤكدون أن السياسة الخارجية لا تشغل بال الناخبين، بقدر اهتمامهم بالقضايا الاقتصادية والداخلية، لاسيما قضايا الهجرة والحق فى الإجهاض، التى تلقى بظلالها على الحياة اليومية لمعظم الشعب الأمريكى وتتحكم فى مسارها وتساهم فى تأرجحها بين الجودة والرداءة .
لكن هذا التوجه سوف يصطدم بحقيقة تلعب دوراً مهماً فى النتائج التى ستسفر عنها الانتخابات، وهى أن 49% ممن يصوتون هم من الشباب الذى قاد أعداد منهم، لا يستهان بها مظاهرات عارمة فى كبرى الجامعات الأمريكية ضد موقف إدارة بايدن من غزة، وللمطالبة بوقف الحرب .
فى خطابه للجاليات الأمريكية من أصل عربى التى يبلغ عددها نحو 3.7 ملايين مواطن، تعهد المرشح الجمهورى دونالد ترامب بوقف الحرب فى الشرق الأوسط، لكنه فى بداية الحملة، وربما تيمناً برمز الفيل الضخم الذى يتخذه الجمهوريون شعاراً لهم، قال نصاً «إن مساحة إسرائيل تبدو على الخريطة صغيرة، ولطالما فكرت كيف يمكن توسيعها». وكما بات معروفاً فقد كان هو من أمر بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، واعتبر الجولان السورية المحتلة جزءاً من دولة إسرائيل .
خلاصة القول إن الفروق تبدو طفيفة فى الموقف من قضايا المنطقة بين المرشحين الجمهورى والديمقرطى. فكلا المرشحين يدعمان تسيد إسرائيل على دول الشرق الأوسط بالقوة وبالبلطجة بإعانتها بكل عناصر القوة والتفوق، وبمحاولات إضعاف محيطها العربى، حتى لو كان ذلك ضد رغبة حكامها وشعوبها، وحتى بتجاهل الاعتراضات المتصاعدة فى المجتمع الأمريكى على الدور الذى باتت إسرائيل تلعبه فى السياسة الخارجية الأمريكية. وعلينا أن ندرك أنه لا سمنة سوف تأتى من بطن النملة، ولا حلول خارجية منتظرة لمشاكل المنطقة، ما لم تتشكل إرادة سياسية تسعى عبرها دولها، لتغيير موازين القوى لصالحها، والعمل الجاد والشاق للبحث الجماعى عن حلول لتلك المشاكل من داخلها .
وإذا كان لنا أن نستخلص بعض حكمة النمل، فهو يمتلك تنظيماً أسطورياً لصفوفه وحنكة لتوجيهها نحو أهدافها، يفتقد إليها أحيانا بعض البشر، فقد عجزت الجاليات العربية فى الولايات المتحدة أن تستلهم تلك الخبرة بحثاً عن نفوذ لها فى المجتمع الذى استوطنت به.. والنمل برغم هشاشته وعدم استطاعة رؤيته بالعين المجردة، يمتلك قدرة عالية على الإيذاء حين تلسع لدغاته وتؤرق من تستهدفه. وهو استطاع بفطنته أن يتحاشى دهس جنود النبى سليمان كما أرشدنا العلى القدير بقوله تعالى «وحين أتوا على واد النمل، قالت نملة يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم، لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون».
وبدلاً من انتظار «سمنة» من نتائج الانتخابات الأمريكية، استحضروا الإرادة الجماعية الغائبة، وتأملوا حكمة النمل وقدرته على تنظيم صفوفه وسعيه الذكى لتحاشى الأذى .