صحيفة الاتحاد:
2025-03-16@07:32:41 GMT

«العيالة» و«العازي».. أهازيج متوارثة

تاريخ النشر: 30th, March 2024 GMT

تامر عبد الحميد (أبوظبي)

أخبار ذات صلة راكان.. من «الفيديو كليب» إلى السينما والتلفزيون حديقة «أم الإمارات».. ترفيه وتجارة الاتحاد الرمضاني تابع التغطية كاملة

تشكّل فنون الأداء التقليدية المحلية، جزءاً من ثقافة وتاريخ الإمارات، وتتخذ الفرق الشعبية من المهرجانات الثقافية والتراثية والفنية، منصة لاستعراض هذه الفنون بين الفلكلور والأهازيج التراثية والموروثات القديمة التي تتمثل في الأداء الشعبي الرصين، وتضيء على جزء من ملامح الثقافة الإماراتية بهدف الحفاظ على موروث الأجداد ونقله إلى الأجيال ضمن مشهدية حيّة تنمي الفخر والاعتزاز بالجذور العميقة، وتحفظ الموروث وتؤكد قيمته وأهميته لدى الأجيال، وتأثيره على الحياة المعاصرة.

«العيالة» و«العازي» يُعتبران من أبرز فنون الأداء التقليدية الإماراتية الأصيلة، التي تمثل تراث الآباء والأجداد، وتحضر بصفة مستمرة في المحافل الوطنية والمهرجانات الثقافية والمناسبات الخاصة.

استدامة الموروث
مبارك العتيبة، عضو جمعية أبوظبي للفنون الشعبية، ورئيس فرقة «عيالة جمعية أبوظبي»، يتحدث عن فن «العيالة» وأهمية نقل هذا الموروث إلى الأجيال، قائلاً: «العيالة» من الفنون الإماراتية الأصيلة الحاضرة في الاحتفالات الرسمية الوطنية والخاصة، وتنقسم إلى نوعين «برية» و«ساحلية»، ويأتي الفارق بينهما في إيقاعات الطبول والشلّات والرزيف، ودائماً نتخذ من مهرجانات الدولة والمنصات الثقافية والفنية منبراً للتعبير عن التراث.

ملحمة 
فن «العيالة»، الذي أُدرِج عام 2014 ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية في «اليونسكو»، هو ملحمة حرب كاملة، بحسب ما أكده العتيبة. وقال: يواجه المؤدون بعضهم في صفَّين متقابلين، يؤدون فن «العيالة» في لوحة أدائية رمزية تحاكي مشهد معركة، حاملين عِصِي الخيزران الرفيعة التي ترمز إلى الرماح والسيوف، ويتناوب أفراد كل صف متلاصقين، جنباً إلى جنب، الحركات المتناغمة برؤوسهم وأكتافهم وأذرعهم الممتدة وعِصِيهم. ويتم استخدام عدد من الآلات التي ترمز إلى الملحمة الحربية، فـ «التخامير» وهي نوع من أنواع الطبول تعني إيقاع الحرب، والراس يمثل قائد المعركة، وأصوات الساجات ترمز إلى السيوف، والدفوف تمثل حركة الخيول في المعركة، وذلك لتجسيد معاني القوة والفروسية والتلاحم. 

«اليوّيلة»
وأكد أن «العيالة» من أكثر العروض الفنية انتشاراً في الدولة، فهي أداء فني ثقافي تقليدي معبّر يجمع الرجال والصبية الذين يحملون عِصِي الخيزران الرفيعة، ويتحركون بانسجام على إيقاع منتظم رصين صادر من الطبول. وتتضمن عروض العيالة فقرات لفنون الاستعراض الشعبي والشعر والطبول، ويتحرك ضمن العرض مجموعة من الرجال يُطلق عليهم «اليوّيلة»، في دائرة واسعة وبخطى متناغمة على إيقاعات الطبول.

صون التراث
أكد مبارك العتيبة، أن مهرجانات الإمارات، وأبرزها «مهرجان الحصن» تتميز بدعم الفرق الشعبية والتراثية، وصون فنون الأداء التقليدية، بتقديم العروض الحية والاستعراضات التراثية، ليتعرف الآخر على الفنون والعادات والتقاليد الإماراتية، ضمن برامج المهرجان وفعالياته اليومية الداعمة للفنون الأصيلة.

إرث ثقافي
لفت مبارك العتيبة، إلى أن فن «العيالة» يعكس الإرث الثقافي الثري لدولة الإمارات، وروح المروءة والشهامة التي تتميز بها حياة البادية، كما تعزز إعلاء قيم الكرامة، منوهاً إلى أن هذا الفن أصبح رمزاً لهوية الدولة ووحدتها، لأنه يجسد التراث والقيم الأصيلة للثقافة المحلية.

«العازي»
«العازي»، الذي أُدرِج عام 2017 ضمن قائمة «اليونسكو» للتراث الثقافي غير المادي، يتميز شعره بالصوت الجهوري القوي للشاعر الذي يصدح بأبيات الشعر ويرددها جواباً فريق منشدين يحملون بنادق رمزية متكاتفين في صفوف خلف الشاعر الذي يحمل بدوره سيفاً. وتنقل طريقة إلقاء شعر «العازي» بأسلوب النداء من الشاعر والجواب من المنشدين شعوراً عاماً بالتكاتف والتضامن، بينما تؤكد الأسلحة الرمزية التي يحملونها على معاني الشجاعة.

إحياء الفنون
مصبح خلفان، مدير فرقة «شباب العين»، شدد على أهمية إعادة إحياء فنون الأداء التقليدية. وقال: تحض عروض أداء فن «العازي» على التلاحم وتعزز الأواصر المجتمعية، وهو من الوسائل المهمة لنقل التقاليد والمعارف في فن التأقلم مع البيئة والطبيعة المحيطة.
وأضاف: بين الأهازيج التراثية، وإيقاعات الفنون التقليدية، بمصاحبة آلات موسيقية متنوعة، تعمل الفرقة على تأدية لوحتين على إيقاع «العيالة البرية» و«العازي»، باستخدام آلات الكاسر والرحماني والسماع والساجات.

فن جماعي
لفت خلفان إلى أن «العيالة» فن جماعي يمزج بين القرع على الطبول والدفوف والطويسات، ويبدأ الاستعراض الذي يظهر معاني القوة والفروسية المستمدة من حياة البداوة والصحراء، حينما يعطي قائد الفرقة إشارة البدء، وفي هذه اللحظة يضرب القارعون بشدة على طبولهم، ويبدأ الصفان بتأدية حركة إيمائية بالعصا وتستمر لفترة طويلة، وأثناء الاستعراض يتحرك حملة الطبول باتجاه الصف المواجه بينما يتحرك المؤدون في الاتجاه المعاكس. أما «العازي» وهو الشاعر الذي يمتاز بجمال الصوت، فيلقي قصائد فخر وحماسة وأشعار وطنية وأغنيات تراثية وشعبية، ويرددها المؤدون بجمل شعرية معروفة بأنغام مختلفة.

احتفاء بالتراث
أشاد مصبح خلفان بالدور الكبير الذي تلعبه مهرجانات الإمارات، في الحفاظ على الموروث، وصون الفنون الشعبية القديمة، وإعادة إحيائها من خلال مشاركة الفرق الشعبية التي تستعرض هذه الفنون الأصيلة احتفاءً بالتراث، وصون فنون الأداء التقليدية، وإظهار العادات والتقاليد الإماراتية الأصيلة.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الإمارات الفنون الشعبية التراث التراث الإماراتي التراث الثقافي الموروث الإماراتي الموروث الشعبي

إقرأ أيضاً:

تواصل ندوات مبادرة "مجتمعاتنا أمانة" بجامعة الأقصر.. صور

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

واصل قطاع خدمة المجتمع وتنمية البيئة بجامعة الأقصر، اليوم السبت، تنظيم فعاليات الموسم الثاني من مبادرة "مجتمعاتنا أمانة" بجامعة الأقصر، تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، والدكتورة صابرين جابر عبد الجليل، رئيسة جامعة الأقصر، والدكتور محمد عبد الدايم الجندي الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية.

الندوات

وفي هذا السياق، أقيمت ندوة بكلية الفنون الجميلة بالأقصر، بعنوان "مجتمعاتنا أمانة" قدمها فضيلة الشيخ رمضان عبد الله، وبإشراف الدكتور أحمد محيي حمزة عميد كلية الفنون الجميلة، والدكتور رمضان عبد المعتمد وكيل الكلية لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، حيث شهدت الندوة حث الشباب على التمسك بالقيم الدينية والأخلاق الحميدة، وطاعة الوالدين، والوعي بخطورة الأفكار الهدامة التي تستهدف المجتمع وهويته، كما أكد المشاركون أن الالتزام بالأخلاق والقيم يعزز مقاومة الفكر المتطرف، ويقوي نسيج المجتمع.

جامعة الأقصر تطلق فعاليات "مبادرة مجتمعاتنا أمانة" لتعزيز الوعي الديني والمجتمعي

وكانت أولى فعاليات الموسم الثاني من مبادرة "مجتمعاتنا أمانة" بجامعة الأقصر، قد انطلقت بكلية الألسن تحت إشراف الدكتور محمود النوبي، عميد الكلية، وبحضور الدكتور محمود حمزة وكيل الكلية لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، والدكتور يوسف عباس وكيل الكلية للدراسات العليا، وحاضر في الفعالية فضيلة الشيخ الواعظ مصطفى كامل عبد القادر، الذي استعرض أهداف المبادرة، مشددًا على أهمية تعزيز التماسك الاجتماعي، وبناء جسور التواصل، وتشجيع العمل التطوعي بين الشباب، خاصة في هذا الشهر الكريم، حيث يسود الخير والتراحم والعمل الخيري الذي يحث عليه ديننا الإسلامي.

في السياق ذاته، أقيمت ندوة بكلية الآثار تحت إشراف الدكتور خالد عبد النعيم، عميد الكلية، وبحضور الدكتور عز عربي عرابي وكيل الكلية لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، وقدم الندوة الشيخ الواعظ أمير محمد أحمد عبادي، متحدثًا عن الأمانة بمفهومها الشامل، مؤكدًا أن صحة الإنسان النفسية والجسدية أمانة يجب الحفاظ عليها، خاصة في ظل انتشار المخدرات والمسكرات التي تؤدي إلى الإدمان وتداعياته السلبية على الأفراد والمجتمع.

نظم المبادرة قطاع خدمة المجتمع وتنمية البيئة بالجامعة، بإشراف الدكتورة هناء محمد حامد، وبالتعاون مع منطقة وعظ الأقصر الأزهرية، وبالتنسيق مع فضيلة الشيخ أمين عبد الستار الصادق مدير إدارة الدعوة بالمنطقة، وأشرف على تنفيذ المبادرة من الإدارة العامة لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة بالجامعة: زينب محمد، وكريمة محمود.

وأوضحت الدكتورة هناء محمد حامد، أن هذه الندوات تأتي في إطار الدور البارز لجامعة الأقصر في دعم الأنشطة الهادفة إلى مكافحة الأفكار المتطرفة وتعزيز التماسك الاجتماعي، من خلال التعاون المثمر بين الجامعة والأزهر الشريف في تنفيذ الموسم الثاني من المبادرة. 

وأضافت هناء، أن المبادرة تهدف إلى نشر الوعي الديني وتعزيز القيم الأخلاقية والحضارية بين طلاب الجامعة، بالإضافة إلى بناء جسور التواصل بين أفراد المجتمع وتعزيز روح التعاون والتكاتف، إلى جانب مكافحة الأفكار الهدامة والفكر المتطرف، من خلال إقامة مجموعة من الأنشطة والفعاليات، أبرزها محاضرات وندوات تناقش قضايا الشباب، المرأة، والأمن المجتمعي، كما تسعى المبادرة إلى خدمة المجتمع من خلال تقديم خدمات مجتمعية متنوعة تلبي احتياجات الأفراد وتساهم في تحقيق التنمية المستدامة.

ندوة كلية الآثار والألسن (1) ندوة كلية الآثار والألسن (2) ندوة كلية الآثار والألسن (3) ندوة كلية الآثار والألسن (4) ندوة كلية الآثار والألسن (5) ندوة كلية الآثار والألسن (6) ندوة كلية الآثار والألسن (7) ندوة كلية الآثار والألسن (8) ندوة كلية الآثار والألسن (9) ندوة كلية الآثار والألسن (10) ندوة كلية الآثار والألسن (11) ندوة كلية الفنون (1) ندوة كلية الفنون (2) ندوة كلية الفنون (3) ندوة كلية الفنون (4) ندوة كلية الفنون (5) ندوة كلية الفنون (6) ندوة كلية الفنون (7) ندوة كلية الفنون (8) ندوة كلية الفنون (9)

مقالات مشابهة

  • تحسُّن الأداء الحكومي الكُلي يرفع تصنيف عُمان على جميع المؤشرات الدولية
  • في ذكرى انطلاقة الثورة الرابعة عشرة.. أهازيج الفرح وسط ساحة الأمويين بدمشق تجوب أرجاء الوطن
  • في قلب دمشق.. أهازيج الحرية تصدح وفرحة الأهالي تعانق السماء
  • تواصل ندوات مبادرة "مجتمعاتنا أمانة" بجامعة الأقصر.. صور
  • «الويلية» الإماراتي.. فن الشجن والعاطفة
  • «الرزفة».. فن الحربية والفروسية
  • الصين تبني شريحة جديدة خالية من السيليكون تتفوق على الشرائح التقليدية
  • لماذا لم يتم تطوير «فن العرائس» حتى الآن؟.. ناصر عبد التواب يٌجيب
  • وزير الزراعة: نسعى إلى إعادة النظر في الأساليب التقليدية والتفكير خارج الصندوق
  • "القرقيعان".. عادة شعبية متوارثة تزين ليالي رمضان في الشرقية