صحيفة الاتحاد:
2024-07-02@11:41:48 GMT

«العيالة» و«العازي».. أهازيج متوارثة

تاريخ النشر: 30th, March 2024 GMT

تامر عبد الحميد (أبوظبي)

أخبار ذات صلة راكان.. من «الفيديو كليب» إلى السينما والتلفزيون حديقة «أم الإمارات».. ترفيه وتجارة الاتحاد الرمضاني تابع التغطية كاملة

تشكّل فنون الأداء التقليدية المحلية، جزءاً من ثقافة وتاريخ الإمارات، وتتخذ الفرق الشعبية من المهرجانات الثقافية والتراثية والفنية، منصة لاستعراض هذه الفنون بين الفلكلور والأهازيج التراثية والموروثات القديمة التي تتمثل في الأداء الشعبي الرصين، وتضيء على جزء من ملامح الثقافة الإماراتية بهدف الحفاظ على موروث الأجداد ونقله إلى الأجيال ضمن مشهدية حيّة تنمي الفخر والاعتزاز بالجذور العميقة، وتحفظ الموروث وتؤكد قيمته وأهميته لدى الأجيال، وتأثيره على الحياة المعاصرة.

«العيالة» و«العازي» يُعتبران من أبرز فنون الأداء التقليدية الإماراتية الأصيلة، التي تمثل تراث الآباء والأجداد، وتحضر بصفة مستمرة في المحافل الوطنية والمهرجانات الثقافية والمناسبات الخاصة.

استدامة الموروث
مبارك العتيبة، عضو جمعية أبوظبي للفنون الشعبية، ورئيس فرقة «عيالة جمعية أبوظبي»، يتحدث عن فن «العيالة» وأهمية نقل هذا الموروث إلى الأجيال، قائلاً: «العيالة» من الفنون الإماراتية الأصيلة الحاضرة في الاحتفالات الرسمية الوطنية والخاصة، وتنقسم إلى نوعين «برية» و«ساحلية»، ويأتي الفارق بينهما في إيقاعات الطبول والشلّات والرزيف، ودائماً نتخذ من مهرجانات الدولة والمنصات الثقافية والفنية منبراً للتعبير عن التراث.

ملحمة 
فن «العيالة»، الذي أُدرِج عام 2014 ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية في «اليونسكو»، هو ملحمة حرب كاملة، بحسب ما أكده العتيبة. وقال: يواجه المؤدون بعضهم في صفَّين متقابلين، يؤدون فن «العيالة» في لوحة أدائية رمزية تحاكي مشهد معركة، حاملين عِصِي الخيزران الرفيعة التي ترمز إلى الرماح والسيوف، ويتناوب أفراد كل صف متلاصقين، جنباً إلى جنب، الحركات المتناغمة برؤوسهم وأكتافهم وأذرعهم الممتدة وعِصِيهم. ويتم استخدام عدد من الآلات التي ترمز إلى الملحمة الحربية، فـ «التخامير» وهي نوع من أنواع الطبول تعني إيقاع الحرب، والراس يمثل قائد المعركة، وأصوات الساجات ترمز إلى السيوف، والدفوف تمثل حركة الخيول في المعركة، وذلك لتجسيد معاني القوة والفروسية والتلاحم. 

«اليوّيلة»
وأكد أن «العيالة» من أكثر العروض الفنية انتشاراً في الدولة، فهي أداء فني ثقافي تقليدي معبّر يجمع الرجال والصبية الذين يحملون عِصِي الخيزران الرفيعة، ويتحركون بانسجام على إيقاع منتظم رصين صادر من الطبول. وتتضمن عروض العيالة فقرات لفنون الاستعراض الشعبي والشعر والطبول، ويتحرك ضمن العرض مجموعة من الرجال يُطلق عليهم «اليوّيلة»، في دائرة واسعة وبخطى متناغمة على إيقاعات الطبول.

صون التراث
أكد مبارك العتيبة، أن مهرجانات الإمارات، وأبرزها «مهرجان الحصن» تتميز بدعم الفرق الشعبية والتراثية، وصون فنون الأداء التقليدية، بتقديم العروض الحية والاستعراضات التراثية، ليتعرف الآخر على الفنون والعادات والتقاليد الإماراتية، ضمن برامج المهرجان وفعالياته اليومية الداعمة للفنون الأصيلة.

إرث ثقافي
لفت مبارك العتيبة، إلى أن فن «العيالة» يعكس الإرث الثقافي الثري لدولة الإمارات، وروح المروءة والشهامة التي تتميز بها حياة البادية، كما تعزز إعلاء قيم الكرامة، منوهاً إلى أن هذا الفن أصبح رمزاً لهوية الدولة ووحدتها، لأنه يجسد التراث والقيم الأصيلة للثقافة المحلية.

«العازي»
«العازي»، الذي أُدرِج عام 2017 ضمن قائمة «اليونسكو» للتراث الثقافي غير المادي، يتميز شعره بالصوت الجهوري القوي للشاعر الذي يصدح بأبيات الشعر ويرددها جواباً فريق منشدين يحملون بنادق رمزية متكاتفين في صفوف خلف الشاعر الذي يحمل بدوره سيفاً. وتنقل طريقة إلقاء شعر «العازي» بأسلوب النداء من الشاعر والجواب من المنشدين شعوراً عاماً بالتكاتف والتضامن، بينما تؤكد الأسلحة الرمزية التي يحملونها على معاني الشجاعة.

إحياء الفنون
مصبح خلفان، مدير فرقة «شباب العين»، شدد على أهمية إعادة إحياء فنون الأداء التقليدية. وقال: تحض عروض أداء فن «العازي» على التلاحم وتعزز الأواصر المجتمعية، وهو من الوسائل المهمة لنقل التقاليد والمعارف في فن التأقلم مع البيئة والطبيعة المحيطة.
وأضاف: بين الأهازيج التراثية، وإيقاعات الفنون التقليدية، بمصاحبة آلات موسيقية متنوعة، تعمل الفرقة على تأدية لوحتين على إيقاع «العيالة البرية» و«العازي»، باستخدام آلات الكاسر والرحماني والسماع والساجات.

فن جماعي
لفت خلفان إلى أن «العيالة» فن جماعي يمزج بين القرع على الطبول والدفوف والطويسات، ويبدأ الاستعراض الذي يظهر معاني القوة والفروسية المستمدة من حياة البداوة والصحراء، حينما يعطي قائد الفرقة إشارة البدء، وفي هذه اللحظة يضرب القارعون بشدة على طبولهم، ويبدأ الصفان بتأدية حركة إيمائية بالعصا وتستمر لفترة طويلة، وأثناء الاستعراض يتحرك حملة الطبول باتجاه الصف المواجه بينما يتحرك المؤدون في الاتجاه المعاكس. أما «العازي» وهو الشاعر الذي يمتاز بجمال الصوت، فيلقي قصائد فخر وحماسة وأشعار وطنية وأغنيات تراثية وشعبية، ويرددها المؤدون بجمل شعرية معروفة بأنغام مختلفة.

احتفاء بالتراث
أشاد مصبح خلفان بالدور الكبير الذي تلعبه مهرجانات الإمارات، في الحفاظ على الموروث، وصون الفنون الشعبية القديمة، وإعادة إحيائها من خلال مشاركة الفرق الشعبية التي تستعرض هذه الفنون الأصيلة احتفاءً بالتراث، وصون فنون الأداء التقليدية، وإظهار العادات والتقاليد الإماراتية الأصيلة.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الإمارات الفنون الشعبية التراث التراث الإماراتي التراث الثقافي الموروث الإماراتي الموروث الشعبي

إقرأ أيضاً:

تفاصيل وموعد حفل فرقة "نظرة" للإنشاد الديني

تستعد فرقة نظرة، لاحياء حفل إنشاد ديني يساقية عبدالمنعم الصاوي، في الثامنة مساء يوم الاثنين 8 يوليو الجاري، بقاعة الحكمة، وسعر التذكرة 150 جنيه.

ومن المقرر أن تقدم الفرقة، خلال الحفل مجموعة متنوعة من أجمل الأناشيد الدينية التي يحبها ويتفاعل معها الجمهور على خشبة المسرح.

أنشطة ساقية عبدالمنعم الصاوي


أنشأ الساقية محمد الصاوي، نجل الأديب المصري عبدالمنعم الصاوي، في عام 2005، واستقى الاسم من خماسية الساقية، التي تعتبر العمل الأشهر لوالده، فبدأ يفكر في خلق مركز ثقافي إبداعي يشمل جميع أنواع الفنون والآداب يجذب طبقات مختلفة من العامة.
وقام محمد الصاوي بتصميم المشروع والشروع في بنائه ووضع التصورات حول أساليب الوصول التي وضعها للمركز بمعاونة زملاء آخرين، بدأ المركز  بعمل الحفلات الموسيقية لاجتذاب الجمهور على اعتبار أن الموسيقى والغناء أوسع الفنون انتشارًا بين الناس.
وكان بها تنوع واختلاف عن السائد من الموسيقى وقتها، فكان من أبرز نجوم هذه الحفلات فرق موسيقى الجاز والموسيقى الغجرية والراب وأخرى تعرض ثقافات مختلفة من أنحاء العالم.
تم بعد ذلك إدخال الكثير من الأنشطة الأخرى على المركز، ثم بدأ تقديم الأمسيات الشعرية من خلال الحفلات الغنائية ثم تقديمها منفردة في أمسيات خاصة، قامت الساقية حديثًا بتنظيم مهرجان مستوحى من فكرة سوق عكاظ للشعر تحت اسم "عكاظ الشعر" وشارك فيه شعراء من مختلف محافظات مصر واستمر لثلاثة أيام.
يقوم المركز بتقديم العروض الفنية المسرحية والسينمائية والموسيقية، وتنظيم المعارض التشكيلية سواء لكبار الفنانين التشكيليين أو للشباب.

وتحتوي الساقية على مكتبة تنقسم إلى أربعة أقسام: مكتبة عامة، مكتبة للطفل، مكتبة إلكترونية ومكتبة موسيقية، وتحتوي أقسامًا لتعليم المبادئ الأساسية لأنواع عدة من الفنون؛ مثل: الرسم، تستضيف الساقية الندوات وورش العمل في قاعاتها وهذا على المستويين الأدبي والعلمي، إضافة إلى تقديم العروض المسرحية، يقوم المركز بتنظيم المسابقات في المجال المسرحي.

مقالات مشابهة

  • سعيد الشحري: اللاعبون قدموا مستويات جيدة والنتائج السلبية لا تعكس الأداء الفني
  • الساقية تستضيف حفل لـ كورال حكايتنا هذا الموعد
  • موعد ومكان حفل فرقة "نهاوند" المقبل
  • «رِداء» بـ15 ألف جنيه.. مشروع تخرُّج يحذر من مرض القلوب
  • تفاصيل وموعد حفل فرقة "نظرة" للإنشاد الديني
  • بعد الأداء الرائع.. ثنائي اسبانيا يقتحمان سباق المنافسة على أفضل لاعب باليورو
  • 53% تقدمًا في الأداء العام لبرنامج التحول الرقمي الحكومي.. ورقمنة 1545 خدمة بنهاية ديسمبر 2023
  • إلغاء إجازات الخريف والشتاء بالمدارس «منخفضة الأداء»
  • السعودية تلغي إجازتي الخريف والشتاء في المدارس منخفضة الأداء
  • ماريان فهمي تنضم لأبطال «حكايات تاء مربوطة»