مكسيم رودنسون.. نظرة منصفة إلى الإسلام وتأثيره الإيجابي
تاريخ النشر: 30th, March 2024 GMT
فاطمة عطفة (أبوظبي)
أخبار ذات صلة لورا فاغليري.. قراءة فكرية لجوهر الإسلام وشموليته «فيينا الإسلامي».. تصميم تاريخييمتاز المستعرب الفرنسي مكسيم رودنسون (1915-2004) بثقافة موسوعية وخبرة عميقة بشؤون العرب والإسلام لأنه أمضى خدمته العسكرية بين سوريا ولبنان خلال الحرب العالمية الثانية، ثم عمل في مصلحة الآثار في بيروت نحو سبع سنوات، وبنى علاقات جيدة مع نخبة من المثقفين.
وخلال عمله الأكاديمي أستاذاً للغة الإثيوبية القديمة واللغة الحميرية في معهد الدراسات العليا في السوربون، حافظ على استقلاله الفكري.
ونظرة رودنسون للإسلام وتأثيره الإيجابي الفعال في إحداث التحولات التاريخية، ومقالاته التي كتبها في هذا المجال جاءت في فترة تاريخية امتازت بنضال الشعوب في المشرق العربي وشمال أفريقيا للتحرر من الاستعمار وتصفيته. وفي منتصف الستينيات من القرن الماضي أصدر كتابه (الإسلام والرأسمالية)، مبيناً أن الغرب هو الذي صدّر الرأسمالية إلى البلاد العربية، وهي ليست من جوهر الإسلام.
وهو يؤكد أن الإسلام لا يتوافق مع الرأسمالية الغربية، لأن القرآن يدعو إلى تحريم الربا ويحض كثيراً على الأعمال الخيرية.. وفي مجال الفكر السياسي، يرى رودنسون أن العالم الإسلامي لم يشهد علمانية مماثلة لتلك التي عرفتها أوروبا الحديثة، لا لأن الإسلام منع ذلك التحول، ولكن السبب في رأيه ناتج عن تأخر التصنيع في العالم الإسلامي، وهو يبين أن الانتماء الديني يشكل سمة من سمات الانتماء المجتمعي.
وفي ضوء علم الاجتماع السياسي والعمل لتحقيق العدالة المثالية، رأى رودنسون أن تسييس الإسلام وصعود الأصولية الإسلامية كانا نتيجة حتمية لخضوع الدول الإسلامية لضغوط القوى الرأسمالية الأوروبية، وشكل ذلك عائقاً كبيراً للعلمنة، وكان ذلك حافزاً لنشوء أفكار التشدد في الأصولية الدينية ومحاولة تغيير المجتمع وبناء دول وفق أيديولوجيتها في تسسيس الدين. وهذا المفكر الملتزم بالعدالة لم يتنازل أبداً عن العقلانية التي اكتسبها من دراسة عصر التنوير الفرنسي، وهو يرى تشابهاً كبيراً بين تسييس الدين المسيحي وسيطرة الكنيسة في أوروبا خلال العصور الوسطى، وبين تسييس الإسلام لدى الحركات والأحزاب الأصولية المتشددة، وكانت النتيجة وخيمة حسب رأيه.
وحسب ما كتبه الكاتب والباحث هاشم صالح في مقال سابق له بجريدة «الاتحاد»: (يعتبر مكسيم رودنسون أحد كبار الاختصاصيين في الدراسات العربية والإسلامية واللغات السامية. وهو أحد كبار المستشرقين إضافة إلى لويس ماسينيون، وهنري كوربان، وجاك بيرك، وكلود كاهين، وروجيه أرنالديز، ومونتمغري واط، وسواهم. ولد في باريس في السادس عشر من يناير 1915 من والد روسي وأم بولندية. وعمل فى مطلع حياته كمستخدم جوال في أحد المكاتب. ونجح رودنسون العصامي في السابعة عشرة في مباراة الدخول إلى معهد اللغات الشرقية، ونجح لاحقاً في شهادة البكالوريا. وفي 1937، تزوج ودخل إلى المركز الوطني للبحوث العلمية وانتسب إلى الحزب الشيوعي. وأصدر قبيل موته عدة كتب نذكر من بينها: «الإسلام: السياسة والعقيدة»، كتاب «من فيثاغورث إلى لينين»، «مقالات عن الحركات الأيديولوجية»، ثم كتاب مقابلات بالتعاون مع الباحث اللبناني جيرار خوري بعنوان: «مكسيم رودنسون – بين الإسلام والغرب».
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الإسلام
إقرأ أيضاً:
الجهاد الإسلامي تتهم واشنطن بإدارة حرب الإبادة في غزة
يمانيون../
عبرت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، اليوم الأربعاء، عن إدانتها لاستخدام أمريكا حق الفيتو في مجلس الأمن لعرقلة مشروع قرار وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وقالت الحركة في بيان لها: “إن استخدام الفيتو الأمريكى فى مجلس الأمن ضد مشروع قرار لوقف إطلاق النار، يؤكد أنها تدير حرب الإبادة بحق شعبنا”.
واستخدمت الولايات المتحدة في وقت سابق اليوم، حق النقض “الفيتو” ضد قرار لمجلس الأمن، التابع للأمم المتحدة، يدعو إلى وقف إطلاق النار في حرب العدو الصهيوني على قطاع غزة، وهو ما اعتبرته فصائل المقاومة الفلسطينية شراكة في حرب الإبادة ضد القطاع.
وكان مشروع قرار وقف إطلاق النار في غزة، الذي أيدته 14 دولة وعارضته الولايات المتحدة فقط، يطالب “بوقف فوري وغير مشروط ودائم لإطلاق النار يجب أن تحترمه كل الأطراف”، و”الإفراج الفوري وغير المشروط عن كل الرهائن”.
وأكد المشروع المطالبة بامتثال الأطراف للالتزامات الواقعة على كاهلها بموجب القانون الدولي فيما يتعلق بالأشخاص الذين تحتجزهم، وبتمكين السكان المدنيين في قطاع غزة من الحصول فوراً على الخدمات الأساسية والمساعدات الإنسانية الضرورية لبقائهم على قيد الحياة.
ودعا مشروع قرار وقف إطلاق النار، جميع الأطراف إلى الامتثال التام للقانون الدولي، بما في ذلك القانون الدولي الإنساني، لا سيما أحكامه المتعلقة بحماية المدنيين، خصوصا النساء والأطفال والأشخاص العاجزين عن القتال، وكذلك أحكامه المتعلقة بحماية الأعيان المدنية.