صندوق النقد الدولي يكمل مراجعتي اقتصاد مصر ويوصي بصرف عاجل ل 820 مليون دولار أمريكي
تاريخ النشر: 30th, March 2024 GMT
أكمل المجلس التنفيذي لصندوق النقد الدولي المراجعة الأولى والثانية لترتيبات "تسهيل الصندوق الممدد" مع مصر، ووافق على زيادة البرنامج الأصلي بنحو 5 مليارات دولار (3.76 مليار وحدة حقوق سحب خاصة).
وقال صندوق النقد الدولي عبر موقعه الرسمي، إن ذلك يمكن مصر من سحب حوالي 820 مليون دولار أمريكي على الفور، من القرض الذي تمت الموافقة عليه لمصر على أجل 46 شهرًا في 16 ديسمبر 2022.
وتابع صندوق النقد الدولي، عند استكمال المراجعة، قيم المجلس التنفيذي أنه تم تحقيق جميع أهداف الأداء الكمي لنهاية يونيو 2023 باستثناء هدف واحد، ووافق المجلس على طلب السلطات للحصول على إعفاء لعدم مراعاة معيار الأداء لشهر يونيو بشأن صافي الاحتياطيات الدولية على أساس الإجراءات التصحيحية.
وكانت ظروف الاقتصاد الكلي منذ الموافقة على البرنامج صعبة، مع ارتفاع التضخم ونقص النقد الأجنبي وارتفاع مستويات الديون والاحتياجات التمويلية، وتفاقمت البيئة الخارجية الصعبة التي ولدتها الحرب الروسية في أوكرانيا في وقت لاحق بسبب الصراع في غزة وإسرائيل، فضلاً عن التوترات في البحر الأحمر، وزادت هذه التطورات من تعقيد تحديات الاقتصاد الكلي ودعت إلى اتخاذ إجراءات حاسمة على صعيد السياسات المحلية تدعمها حزمة تمويل خارجية أكثر قوة، بما في ذلك من صندوق النقد الدولي.
وضاف صندوق النقد، أثرت الصدمات الخارجية وتأخر تعديل السياسات على النشاط الاقتصادي، وتباطأ النمو إلى 3.8% في السنة المالية 2022/2023 بسبب ضعف الثقة ونقص النقد الأجنبي، ومن المتوقع أن يتباطأ أكثر إلى 3% في السنة المالية 2023/2024 قبل أن يتعافى إلى حوالي 4.5% في السنة المالية 24/25، مشيرًا إلى أن معدلات التضخم لا تزال مرتفعه ولكن من المتوقع أن يتراجع على المدى المتوسط مع استمرار تشديد السياسة.
وتابع، أدت الصفقة الاستثمارية التي تم الإعلان عنها مؤخرًا بقيمة 35 مليار دولار أمريكي من الشركة القابضة ومقرها أبو ظبي في رأس الحكمة إلى تخفيف الضغوط على ميزان المدفوعات على المدى القريب، وإذا تم استخدامها بحكمة، فإنها ستساعد مصر على إعادة بناء هوامش الأمان للتعامل مع الصدمات المستقبلية، ومع ذلك، يظل التنفيذ الثابت للسياسات الاقتصادية في إطار البرنامج أمرًا بالغ الأهمية للتصدي بشكل مستدام لتحديات الاقتصاد الكلي التي تواجهها مصر، وكذلك التنفيذ القوي للإصلاحات الهيكلية للسماح للقطاع الخاص بأن يصبح محرك النمو.
وفي ختام مناقشة المجلس التنفيذي، أدلت كريستالينا جورجييفا، المديرة العامة ورئيسة المجلس، بالبيان التالي:
"تواجه مصر تحديات اقتصادية كلية كبيرة أصبحت إدارتها أكثر تعقيدا نظرا لتداعيات الصراع الأخير في غزة وإسرائيل، كما تؤدي الاضطرابات في البحر الأحمر إلى انخفاض إيرادات قناة السويس، التي تعد مصدرًا مهمًا لتدفقات النقد الأجنبي والإيرادات المالية."
وأضافت، "لقد عززت السلطات بشكل كبير حزمة الإصلاحات التي يقوم عليها ترتيبات تسهيل الصندوق الممدد، مدعومة بزيادة إمكانية الوصول. وكانت التدابير الأخيرة الرامية إلى تصحيح اختلالات الاقتصاد الكلي، بما في ذلك توحيد سعر الصرف، وتسوية الطلب المتراكم على النقد الأجنبي، وتشديد السياسات النقدية والمالية بشكل كبير، صعبة، ولكنها خطوات حاسمة إلى الأمام، وينبغي مواصلة الجهود للمضي قدما، ومن الحكمة التزام السلطات باستخدام جزء كبير من التمويل الجديد من اتفاق رأس الحكمة لتحسين مستوى الاحتياطيات، وتسريع تصفية الديون المتراكمة والمتأخرات بالعملة الأجنبية، وخفض الديون الحكومية مقدما."
وأكملت، "إن سياسات السلطات محسوبة بشكل جيد لترسيخ استقرار الاقتصاد الكلي مع حماية الفئات الضعيفة. إن تصميم البنك المركزي المصري على التركيز بشكل مباشر على خفض التضخم وزيادة تشديد السياسة النقدية، إذا لزم الأمر، هو أمر أساسي لمنع المزيد من تآكل القوة الشرائية للأسر، ومن شأن تنفيذ الإطار المنشأ حديثا لرصد ومراقبة الاستثمار العام أن يساعد في إدارة الطلب الزائد.إن السعي إلى ضبط أوضاع المالية العامة على أساس الإيرادات من شأنه أن يضع الدين بقوة على مسار هبوطي ويوفر الموارد اللازمة لتوسيع شبكة الأمان الاجتماعي، وفي هذا الصدد، يظل من الضروري استبدال دعم الوقود غير المستهدف بالإنفاق الاجتماعي الموجه كجزء من حزمة تعديل مستدامة لأسعار الوقود."
"ومع تطبيق السياسات الرامية إلى استعادة استقرار الاقتصاد الكلي، أصبح المسرح مهيأ لتسريع تنفيذ أجندة الإصلاح الهيكلي التي تهدف إلى تحقيق نمو شامل ومستدام، أنن انسحاب الدولة والجيش من النشاط الاقتصادي وتكافؤ الفرص بين القطاعين العام والخاص هو أمر أساسي لجذب الاستثمارات الخاصة الأجنبية والمحلية إلى مصر."
"أن تحقيق هذه الأهداف يخضع للمخاطر، وعلى الصعيد الخارجي، لا تزال حالة عدم اليقين مرتفعة. وعلى الصعيد المحلي، سيكون الحفاظ على التحول إلى نظام صرف أجنبي حر، والحفاظ على سياسات نقدية ومالية متشددة، ودمج الاستثمار الشفاف من خارج الميزانية في عملية صنع القرار بشأن سياسة الاقتصاد الكلي، أمرا بالغ الأهمية، وستكون إدارة استئناف تدفقات رأس المال بحكمة أمرًا مهمًا لاحتواء الضغوط التضخمية والحد من مخاطر الضغوط الخارجية المستقبلية."
اقرأ أيضاًمديرة صندوق النقد الدولي: مصر تنفذ خطة قوية لتحقيق الاستقرار الاقتصادى ودعم القطاع الخاص
صندوق النقد الدولي يوافق نهائيا على قرض مصر بقيمة 8 مليارات دولار
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: مصر صندوق النقد الدولي الاقتصاد المصري قرض صندوق النقد الدولي صندوق النقد الدولی الاقتصاد الکلی النقد الأجنبی
إقرأ أيضاً:
كيف يؤثر وقف إطلاق النار في غزة على اقتصاد مصر؟
توقع خبراء اقتصاديون، أن تتلاشى التداعيات الاقتصادية التي أثرت على مصر ودول الشرق الأوسط، بعد إتمام اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، الأمر الذي معه سيكون لذلك الاتفاق تأثير إيجابي على حركة الملاحة بقناة السويس.
اتفاق وقف إطلاق النار في غزةودخل اتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة حيز التنفيذ اليوم الأحد، بعدما أعلنت حركة حماس أنها سلمت الوسطاء أسماء المحتجزات الإسرائيليات الثلاث، التي قررت الإفراج عنهن في اليوم الأول للاتفاق.
تقول حنان رمسيس، خبيرة اقتصادية، إن الظروف الجيوسياسية والحرب في غزة، خلقت تداعيات اقتصادية أثرت على مصر ودول الشرق الأوسط، وتعد مصر من دول الجوار التي تأثر اقتصادها بهذه الحرب، إذ أدت الأحداث في غزة إلى تراجع العائد من قناة السويس على الاقتصاد المصري، بسبب انخفاض إيرادات القناة.
قناة السويسوأضافت رمسيس، في تصريحات خاصة لـ«الوطن»، أن دخول اتفاق وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ اليوم، من المتوقع أن يكون له تأثير إيجابي على الاقتصاد المصري، وتحديدًا قناة السويس، من خلال زيادة حركة الملاحة بالقناة، وقد يستغرق هذا بعض الوقت حتى تعود الملاحة لمعدلاتها السابقة قبل التوترات التي شهدتها المنطقة.
ويرى حسام عيد، الخبير الاقتصادي، أنه بعد الاتفاق على وقف إطلاق النار في غزة، ودخول الاتفاقية حيز التنفيذ، يعود الهدوء الحذر تدريجياً إلى منطقة الشرق الأوسط، والتي شهدت تحديات سياسية واقتصادية كبيرة مع ارتفاع حدة الصراع وتفاقم الأزمة.
التدفقات النقدية الأجنبيةوأضاف عيد، في تصريحات خاصة لـ«الوطن»، أنه من المتوقع أن تشهد مؤشرات الاقتصاد المصري تعافيا، وبعد أن شهدت إيرادات قناة السويس تراجعًا بنحو 60% متأثرة بالأزمات الجيوسياسية بالمنطقة، سيكون لاتفاق وقف إطلاق النار، مردود إيجابي على حركة الملاحة بالقناة، وتعود إلى طبيعتها بشكل تدريجي، مما ينعكس ذلك إيجاباً على التدفقات النقدية الأجنبية.
الاستثمار المباشروتابع عيد، مع تحسن حركة الملاحة في قناة السويس، نتوقع أيضًا زيادة في الاستثمار المباشر في الاقتصاد المصري بمختلف القطاعات الاقتصادية، ما يترتب عليه تحسن مؤشرات الاقتصاد الكلي وتحقيق معدلات نمو مرتفعة خلال الفترة المقبلة.