رغم اتفاقهما على أهداف الحرب في قطاع غزة فإن الولايات المتحدة وإسرائيل تختلفان بشأن طريقة إدارة هذه الحرب، وهو ما أكد عليه ضيفا برنامج "غزة.. ماذا بعد؟" غير مستبعدين أن تأخذ واشنطن زمام المبادرة مستقبلا في هذه المسألة.

ويرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية الدكتور حسن أيوب أن الولايات المتحدة تحاول تعريف أهداف الحرب في غزة بطريقة قابلة للتطبيق، في حين يتمسك رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو بموقفه القاضي بضرورة القضاء على المقاومة الفلسطينية في غزة.

وبشأن علاقة واشنطن وتل أبيب، قال أيوب في حديثه لحلقة (2024/3/29) من برنامج "غزة.. ماذا بعد؟" إن الضرر قد حصل بدليل أن أسئلة كبرى تطرح في الولايات المتحدة بشأن ما إذا كانت إسرائيل تشكل ذخرا إستراتيجيا لهم.

وتوقع أن تكون آثار التوترات بين الجانبين بعيدة المدى، موضحا أنه لهذا السبب لجأت إدارة الرئيس جو بايدن إلى استعمال العصا والجزرة مع نتنياهو، فمن جهة تعرض عليه جزرة استمرار مشروع التطبيع ضمن مشروع إقليمي أميركي وإدخال السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة من البوابة الإنسانية.

ومن جهة أخرى، فقد كشرت الولايات المتحدة عن أنيابها قليلا لكي تستعيد زمام المبادرة، وفي الوقت نفسه تستمر في دعم إسرائيل كما يقول أيوب الذي أشار أيضا إلى أن تصادم نتنياهو مع الإدارات الأميركية المتعاقبة سببه موقفه من الفلسطينيين، حيث إنه انتخب على أساس أنه الشخص الذي سينهي اتفاقية أوسلو ولا يريد أن يعترف أبدا بإمكانية قيام دولة فلسطينية مستقلة.

ويستقوي نتنياهو -يواصل أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية- بحلفائه داخل الكونغرس الأميركي، لكن مبالغته في تحدي إدارة بايدن ألّبت ضده حتى المشرعين من أصدقاء إسرائيل، مؤكدا أن رئيس وزراء إسرائيل لم يستطع هذه المرة أن يحصل على فرصة مخاطبة الكونغرس الأميركي، حيث رفض طلبه.

سوء تفاهم

ومن وجهة نظر الباحث الأول في مركز الجزيرة للدراسات الدكتور لقاء مكي فإنه لا مشكلة في العلاقة الجوهرية والعضوية بين الولايات المتحدة وإسرائيل، والذي حصل هو مجرد سوء تفاهم بينهما، مؤكدا أنهما تتفقان على هدف الحرب في غزة، وهو تدمير المقاومة الفلسطينية في القطاع.

ووفق مكي، فقد حصل سوء التفاهم بين واشنطن وتل أبيب لأن نتنياهو يقود الحرب بطريقة سببت للحليف الأميركي حرجا أخلاقيا، بالإضافة إلى أن التدمير الذي مارسه جيش الاحتلال في غزة لم يؤد إلى القضاء على المقاومة الفلسطينية التي أظهرت الكثير من القوة وتمكنت من صد الهجمات الإسرائيلية.

ويشير الباحث الأول في مركز الجزيرة للدراسات إلى قضية رفح التي شكلت -حسب رأيه- خلافا بين نتنياهو وإدارة الرئيس الأميركي بايدن، ويقول إن إسرائيل تريد الاجتياح، لكن الولايات المتحدة ترفض ذلك.

وبعد قرار مجلس الأمن الدولي الأخير والداعي إلى وقف إطلاق النار في غزة قدمت واشنطن مقترحا يقضي بأن تقتصر العمليات الإسرائيلية في رفح على ضرب نوعي لقيادات حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في رفح وليس هجوما شاملا، مؤكدا أن نتنياهو قرر بعد ذلك أن يرسل مباشرة وفده إلى واشنطن والذي كان قد منعه من الذهاب، مرجحا أن واشنطن قد تأخذ زمام المبادرة مستقبلا بشأن إدارة الحرب في غزة.

وتحدث مكي عن مرحلة ما بعد الحرب مع تشكيل حكومة فلسطينية والتي قال رئيسها المعين الاقتصادي محمد مصطفى إنها ستقوم بإدارة غزة، وهي من تقوم بالإعمار وتوزيع المساعدات وأن يكون لها شرطة وجيش وبدعم دولي وربما عربي، يضيف مكي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات الولایات المتحدة زمام المبادرة الحرب فی فی غزة

إقرأ أيضاً:

عاجل - محام بـ"الجنائية الدولية": الولايات المتحدة لا يمكنها حجب مذكرات اعتقال نتنياهو

أكد الدكتور مايكل كارنافاس المحامى لدى المحكمة الجنائية الدولية، أن الولايات المتحدة لديها مخاوف لكنها ليست عضوا فى الجنائية الدولية، ولا يمكنها حجب مذكرات الاعتقال ولا أى شيئ يصدر من الجنائية الدولية بشكل مباشر.

وقال كارنافاس - فى مداخلة لقناة القاهرة الإخبارية اليوم - "إن الولايات المتحدة ستحاول بشكل غير مباشر محاولات مضنية من أجل إعاقة هذه القرارات وتنفيذها على أرض الواقع، حيث ستضع الكثير من العراقيل أمام الجنائية الدولية لضمان تحقيق أهدافها وعدم المساس بنتنياهو أو جالانت أو أى شخص أخر داخل اسرائيل وملاحقته من جانب الجنائية الدولية".

وأضاف أن تلك هى سياسة الولايات المتحدة وإدارة بايدن على وجه الخصوص وإدارة ترامب المتوقعة، وسيفعلون ذلك باستمرار من خلال فرض عقوبات على الجنائية الدولية أو أى أحد يعمل مع الجنائية الدولية وسيتم تهديده وتوقيع العقوبات عليه؛ وبهذا الشكل ستكون هناك صعوبات كبيرة للعمل من جانب الجنائية الدولية.

وفيما يتعلق بنتفيذ مذكرات الاعتقال، أوضح أن الجنائية الدولية ليس لديها قوة شرطية، وبالتالى إذا ما قام نتنياهو وجالانت بتسليم أنفسهم إلى كوبنهاجن لن يكون هناك فرصة أو سبيل لاعتقالهم، منوها بأن الجنائية الدولية لديها 120 عضوا معظمها سيلتزم بتعهداتها بشأن مذكرات الاعتقال وستعمل هذه الدول على الحد من سفر نتنياهو وجالانت إليها، مؤكدا أن الدول الأعضاء فى الجنائية الدولية ستمتثل إلى تعهداتهم فى هذا السياق.

وقال الدكتور مايكل كارنافاس المحامى لدى المحكمة الجنائية الدولية إن دعوة عدد من أعضاء الكونجرس الأمريكى لفرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية؛ "أمر خطير جدا"، مشددا على أن مذكرات الاعتقال التى أصدرتها الجنائية الدولية ليس لها أى رابط عنصرى أو عرقى أو دينى أو حتى بمعاداة السامية، مؤكدا أن البراهين لإصدار المحكمة لمذكرات الاعتقال قانونية تماما ولها أسس راسخة.

وأضاف ركارنافاس، أن النظم الأمريكية تتفهم هذا الأمر لكنها تحاول بكل الجهود التلاعب بهذه الصورة، مؤكدا أن اسرائيل ليست لديها رخصة لارتكابها كل الجرائم ضد الانسانية وملاحقة حماس بكل هذا العنف وفرض واستخدام الجوع كأداة فى حربها على قطاع غزة؛ لذلك لا بد أن يكون هناك عمليات نيابية وجنائية لاتخاذ أركان العمليات القانونية لمحاسبة إسرائيل على جرائمها.

وتابع إن الجنائية الدولية سوف تجد وتلتمس كل السبل من أجل تحقيق العدالة لكن هناك عوائق كبيرة، "نعتمد بشكل كبيرعلى كل الجوانب القانونية ونحاول تنفيذ كل الإجراءات ونبذل كل ما بوسعنا".

وأوضح أن الجنائية الدولية تعمل على تحقيق العدالة ولكن إسرائيل من إحدى الدول غير الراغبة فى تنفيذ القرارات الصادرة من الجنائية الدولية وهو أمر مهم وعامل حاسم فى تفعيل كل القرارات، لذلك إسرائيل ستضع كل العراقيل أمام المحكمة للافلات من العقاب.

وشدد على أنه لا يوجد أى آلية لاعتقال هؤلاء المسئولين وكل ما يمكن أن نفعله هو أن نوفر بعض الأطر النظرية بشأن ما يمكن أن نفعله على أرض الواقع، مشيرا إلى أن الجنائية الدولية هى جهة سياسية وتوقيع الإعتقال هى آلية ومسألة سياسية ومعقدة لأننا نتعامل مع دولة اسرائيل المدعومة من الولايات المتحدة والتى ستبذل كل ما لديها وستضع كل العراقيل حتى لا يتم تنفيذ مذكرات الاعتقال.

مقالات مشابهة

  • “آسيا تايمز”: الولايات المتحدة و”إسرائيل” تفشلان في إيقاف هجمات أنصار الله اليمنية 
  • أستاذ علاقات دولية: الولايات المتحدة الأمريكية راضية عن مسار نتنياهو
  • إسرائيل.. المصادقة على تعيين سفير جديد إلى الولايات المتحدة
  • روسيا تكشر عن أنيابها.. تهديدات بتصعيد حرب هجينة ضد الغرب
  • هوكشتاين إلى واشنطن...نتنياهو لا يريد وقف الحرب إلا بشروطه
  • عاجل - محام بـ"الجنائية الدولية": الولايات المتحدة لا يمكنها حجب مذكرات اعتقال نتنياهو
  • “إسرائيل اليوم وأميركا غدا”.. لهذا تخشى واشنطن مذكرتي توقيف نتنياهو وغالانت
  • بيان جماهيري من المبادرة السودانية ضد الحرب بالمملكة المتحدة
  • إسرائيل اليوم وأميركا غدا.. لهذا تخشى واشنطن مذكرتي توقيف نتنياهو وغالانت
  • نيويورك تايمز: مذكرة الاعتقال ضد نتنياهو تشير إلى تورط الولايات المتحدة