زلزال كبير.. أزمة الحريديم تهدد حكومة نتانياهو
تاريخ النشر: 30th, March 2024 GMT
يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، أزمة في الائتلاف الحكومي بشأن تجنيد اليهود الأرثوذكس المتشددين في الجيش، وهي معركة صعبة بدأت بسبب احتياجات البلاد من الجنود في الحرب مع حماس.
وينقل تقرير من صحيفة "واشنطن بوست" أنه في قرار له تداعيات عميقة على المجتمع وعلى حكومة نتانياهو، أمرت المحكمة العليا الإسرائيلية الخميس بتعليق الدعم الحكومي لليهود الأرثوذكس المتشددين الذين يدرسون في المدارس الدينية ويرفضون الخدمة العسكرية.
وقال جلعاد ملاخ، خبير في شؤون الأرثوذكس المتشددين في المعهد الإسرائيلي للديمقراطية، وهو مركز أبحاث في القدس "هناك احتمال أن يكون هذا أول تصدع في جدار الائتلاف".
وقال إن الزعماء الأرثوذكس المتشددين يرون في الحكم خيانة لوعود نتانياهو، حيث يحصلون على المساعدات المالية والإعفاءات العسكرية مقابل دعمهم السياسي.
ويعود تاريخ الإعفاءات العسكرية إلى الأيام الأولى للدولة الإسرائيلية، عندما منح ديفيد بن غوريون، مؤسس البلاد، في عام 1949 إعفاءات لـ 400 طالب ديني في سن التجنيد.
ولكن منذ ذلك الحين، ازداد عدد المؤهلين للإعفاء، ويشكل اليهود الأرثوذكس المتشددون 13٪ من السكان. وكانت أحزابهم السياسية أعضاء رئيسيين في حكومات نتانياهو المتعاقبة. والآن، يتوقف بقاءه السياسي على ما إذا كان بإمكانه استرضاؤهم.
ويتعين عليه أن يفعل ذلك و أن يوازن أيضا بين مطالب الأعضاء الآخرين في حكومته، الذين يصرون على أن جميع أفراد المجتمع يجب أن يساهموا على قدم المساواة في حرب إسرائيل ضد حماس.
ويسلط النزاع الضوء على توتر مركزي في إسرائيل الحديثة، وهو توتر أصبح حادا بشكل متزايد مع استمرار قتال الجنود الإسرائيليين وموتهم في الحرب المستمرة منذ أكثر من خمسة أشهر في غزة.
ويرى كثير من الأرثوذكس المتشددين، المعروفين أيضا باسم الحريديم في إسرائيل، أن التجنيد العسكري يشكل تهديدا لوجودهم، مما يضع شبابهم المنعزلين عادة على اتصال بالحياة العلمانية.
لكن عددا متزايدا من الإسرائيليين يشعرون بالاستياء منهم لعدم قيامهم بواجبهم. ويؤيد 70٪ من اليهود الإسرائيليين إنهاء الإعفاءات العسكرية الشاملة، وفقا لاستطلاع أجراه المعهد الإسرائيلي للديمقراطية.
وغرد أرييه درعي، زعيم حزب شاس، وهو حزب سياسي أرثوذكسي متشدد في الائتلاف الحاكم أن قرار المحكمة "يدمر أساس الهوية اليهودية لدولة إسرائيل".
وأضاف "شعب إسرائيل منخرط في حرب وجود على عدة جبهات وقضاة المحكمة العليا فعلوا كل شيء الليلة لخلق حرب بين الإخوة".
وإذا انسحبت الأحزاب الأرثوذكسية المتشددة من الائتلاف احتجاجا، فإن ذلك سيدفع إسرائيل إلى إجراء انتخابات في وقت لا يحظى نتانياهو بشعبية كبيرة، وقد تحطمت أوراق اعتماده الأمنية بسبب هجوم حماس في 7 أكتوبر.
ووصفها ملاخ بأنها "هزة" أخرى للتحالف. ويأتي ذلك في الوقت الذي يهدد وقف إطلاق النار المحتمل مع حماس أيضا دعم نتانياهو من شركائه اليمينيين المتشددين.
وقال: "لدينا المزيد من الإشارات القوية بأن السفينة تهتز".
وطلب نتانياهو في رسالة وجهها الخميس إلى المحكمة العليا، تأجيلا لمدة ثلاثين يوما، مشيرا إلى "ظروف تتعلق بجهود الحرب"، وفقا لبيان صادر عن مكتبه.
ورغم أن ذلك لم ينجح، ترك المدعي العام غالي باهاراف-ميارا الخميس الطريق مفتوحا لفترة انتقالية يتم فيها تجميد العقوبات المالية. وقال بعض المحللين إن ذلك سيسمح باتخاذ قرار أبعد في المستقبل.
وكتب يونا جيريمي بوب في تحليل على صحيفة جيروزاليم بوست "في محاولة لإرضاء كل من المحكمة وغالبية سكان البلاد الذين يريدون زيادة كبيرة في مساهمة الحريديم في الجيش الإسرائيلي أو الخدمة الوطنية ما بعد 7 أكتوبر، وكذلك إرضاء نتانياهو والحريديم والحكومة بشكل مؤقت، سيتم تأجيل القضية برمتها بشكل أساسي لعدة أشهر.
هذه المهلة هي ما يبقي الحكومة متماسكة في الوقت الحالي، كما قالت تسيبي ياروم ديسكيند، مراسلة صحيفة ميشباشا الحريدية. وقالت إن التمويل، الذي يمكن أن تعوضه المدارس الدينية من التبرعات، هو أقل أهمية من جوهر حكم المحكمة.
وقالت إن فكرة أن تعلن دولة إسرائيل أنها لن تدعم بعد الآن أولئك الذين يتعلمون التوراة "زلزال كبير". ومثل غيرها من اليهود المتشددين، ترى أن دراسة التوراة لا تقل أهمية عن الخدمة في الجيش.
وتابعت: "لا يمكن للمرء أن يعيش في إسرائيل دون الاعتراف بحقيقة أن التوراة هي التي منحتنا ميزة العيش هنا، وأولئك الذين يحافظون على التوراة يحمون حقنا في العيش هنا".
وأشارت إلى أنه خلف الكواليس، لا تزال الأحزاب الحريدية تأمل في التوصل إلى اتفاق بشأن هذه القضية، مضيفة: "إذا لم يكن الأمر كذلك، ستتجه البلاد إلى الانتخابات".
وتستمر الخدمة العسكرية 32 شهرا للرجال وسنتين للنساء وهي إلزامية للشباب الإسرائيليين، لكن جميع اليهود المتشددين تقريبا معفيون منها، وذلك بفضل اتفاق يتيح للشباب الدراسة بدوام كامل في المدارس التلمودية لتأجيل خدمتهم العسكرية كل عام. وتعفى النساء المتدينات الشابات تلقائيا.
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تزعم اغتيال قيادي كبير في حزب الله.. من هو؟
زعمت وسائل إعلام إسرائيلية أن قوات جيش الاحتلال تمكنت من اغتيال قيادي كبير في حزب الله اللبناني اليوم الاثنين، خلال غارة جوية استهدفته قرب الحدود مع سوريا، وكانت تلك الغارة ضمن هجمات أخرى نفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
قائد كبير في حزب اللهوحسب ما نشرته الصحيفة الإسرائيلية «معاريف»، شنت طائرات الجيش الإسرائيلي صباح اليوم غارة جوية على سيارة في مدينة الحرمل شرقي لبنان، قرب الحدود مع سوريا، استهدفت فيها قائداً من قوات حزب الله اللبناني يدعى مهران نصر الدين، مشيرة إلى أن الغارة الإسرائيلية كانت تستهدفه تحديداً، وأشارت التقارير إلى أن مهران نصر الدين كان قيادياً كبيراً في الحزب اللبناني، ولم تنشر أي معلومات أخرى عن سيرته الذاتية حتى الآن.
تهديد خطير للمستوطنينوكانت تلك الغارة ضمن هجمات أخرى نفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية في لبنان وسوريا، حيث أعلن الجيش الليلة الماضية أنه هاجم أهدافاً عسكرية في جنوب سوريا، بما في ذلك مقرات ومواقع لتخزين الأسلحة، وصرح مكتب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن تواجد القوات والوسائل العسكرية في جنوب سوريا يشكل تهديداً خطيراً للمستوطنين، مشيراً إلى أن الجيش سيواصل العمل لإزالة أي تهديد.