سعاد صالح: كتابة الشخص أملاكه لابنته الوحيدة «حرام»
تاريخ النشر: 30th, March 2024 GMT
ردت الدكتورة سعاد صالح، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر الشريف، على سؤال هل يجوز للشخص أن يكتب أمواله وميراثه كله لابنته الوحيدة، حتى لا يرث أحد أشقائه في ميراثه".
وقالت أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر الشريف، إن هذا الأمر "حرام.. حرام. حرام.. وأن الله حدد الميراث، ولا يجوز لأحد أن يخالف كلام الله، والله قال:" آباؤكم وأبناؤكم لا تدرون أيهم أقرب لكم نفعا فريضة من الله إن الله كان عليما حكيما".
وأضافت أستاذ الفقه المقارن، خلال حوارها لبرنامج «أصعب سؤال»، تقديم الإعلامي مصعب العباسي، أن الشخص قبل الوفاة من الممكن أن يرى هذا الشخص ضار، ولكن بعد الوفاة يكون هو من يقف بجوار أولاد الشخص الميت.
ولفتت إلى أن الشخص من الممكن أن يهب كل ثروته لابنته الوحيدة في حياته، ولكن يعاقب في الآخرة، وهناك اختلاف بين الميراث والهبة، فالميراث تمليك من الله للعباد، والشخص يحرم من الميراث إذا كان قاتل، أو إذا كان هناك اختلاف في الدين.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: أستاذ الفقه الميراث جامعة الأزهر الشريف سعاد صالح
إقرأ أيضاً:
كيف يمكن للذكاء الاصطناعي إعادة كتابة الإنترنت؟
تبنت شركات تكنولوجية كبرى الذكاء الاصطناعي من خلال نماذجها مثل "كوبايلوت" من مايكروسوفت و"جيميني" من غوغل و"شات جي بي تي" من "أوبن إيه آي"، وتعمل هذه الشركات على جعل نماذجها متاحة للجمهور على الإنترنت بعد أن كانت محصورة في مختبرات الاختبار.
ولعل أغلب المستخدمين يتساءلون: كيف تعمل هذه النماذج؟ وعند سؤال "جي بي تي 3" (GPT-3) عن هذا، أجاب أن الذكاء الاصطناعي يستخدم تقنية متخصصة في الإكمال التلقائي المتطور، وبدلا من مجرد اقتراح الكلمة التالية تحلل هذه النماذج العلاقات الإحصائية بين الكلمات في كميات ضخمة من النصوص لتتمكن من تخمين الجملة أو الفقرة التالية بناء على ما كتبه المستخدم سابقا.
وقال جيمس فينسنت من موقع "ذا فيرج" معلقا "هذه الأدوات الذكية ليست أكثر من أنظمة إكمال تلقائي ضخمة تعمل على التنبؤ بالكلمة التالية في أي جملة، أي إنها ليس لديها قاعدة بيانات مشفرة من الحقائق للاعتماد عليها، فهي تمتلك فقط القدرة على كتابة بيانات تبدو معقولة، وهذا يعني أن لديها ميلا لتقديم معلومات خاطئة على أنها حقائق، فالمعلومة التي تبدو معقولة ليس شرطا أن تكون حقيقية".
ولعل أحد أهم الطرق التي يعمل بها الذكاء الاصطناعي لإعادة كتابة الإنترنت هي إنشاء المحتوى وهي عملية تتطلب من الكتاب والمحررين والمصممين إنشاء مقالات ومدونات ومواد تسويقية وغيرها، ولكن أدوات الذكاء الاصطناعي قادرة على إنجاز كل هذا وبوقت قياسي.
إعلانوهناك كثير من الشركات والمواقع اعتمدت الذكاء الاصطناعي في إنشاء ملخصات الأخبار ووصف المنتجات وحتى كتابة مقالات كاملة، وهذا ما أعطى فرصة في التوسع من خلال نشر كميات كبيرة من المحتوى الموجه، مما يتيح للمواقع نشر كميات هائلة من المحتوى لجمهور مختلف ومجالات مختلفة.
ولكن هل يمكن الوثوق بالذكاء الاصطناعي في كتابة محتوى حقيقي ومؤثر؟ يثير هذا التحول تساؤلات عن مستقبل إنشاء المحتوى. فمع زيادة قدرة الذكاء الاصطناعي تزداد المخاوف حول الأصالة والمصداقية وإمكانية التضليل. فعلى سبيل المثال، أثار التزييف العميق المُنشأ بالذكاء الاصطناعي والمقالات المضللة نقاشات حول الاستخدام الأخلاقي للذكاء الاصطناعي في وسائل الإعلام، وقد تعهدت شركات مثل "أوبن إيه آي" وغوغل بتنفيذ إرشادات وأدوات أكثر صرامة للكشف عن هذه المخاطر والتخفيف منها، ولكن التحدي لا يزال كبيرا.
ولأن الإنترنت يبدأ من بحث غوغل على الأغلب، فمن المهم معرفة أن عملية البحث التقليدية تعتمد على الكلمات الرئيسية والخوارزميات لتقديم النتائج، بينما نماذج الذكاء الاصطناعي مثل "جيميني" تفعل أكثر من ذلك، فهي قادرة على فهم سياق الجملة ومعرفة الغاية وراء استفسار المستخدمين ولهذا تقدم نتائج مخصصة أكثر دقة وملاءمة.
إن تأثير الذكاء الاصطناعي على وسائل التواصل والمجتمعات الإلكترونية عميق جدا، إذ تستخدم منصات مثل فيسبوك وإنستغرام وإكس الذكاء الاصطناعي لتنسيق المحتوى وتوصية الأصدقاء وحتى اكتشاف السلوك الضار مثل التنمر أو خطاب الكراهية أو حتى التعرف على الصور المسيئة، وهذا جعل وسائل التواصل أكثر جاذبية، ولكنها في الوقت نفسه أثارت مخاوف بشأن ما يُعرف "بغرف الصدى" وهي مكان افتراضي يتعرض فيه المستخدمون للمحتوى الذي يعزز معتقداتهم فقط.
إعلانويثير الاستخدام المتزايد للذكاء الاصطناعي في وسائل التواصل تساؤلات مهمة عن الخصوصية والانحياز وإمكانية التلاعب. ومع ازدياد كفاءة خوارزميات الذكاء الاصطناعي في التنبؤ بالسلوك البشري وتأثيره، تزداد المخاوف حول كيفية استخدام هذه السلطة.
وتواجه منصات التواصل ضغوطا متزايدة لضمان شفافية أدوات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها ونزاهتها، لا سيما في ما يتعلق بمسائل مثل خصوصية البيانات والتحيز الخوارزمي.
مستقبل الويب في عصر الذكاء الاصطناعيمع استمرار تقدم الذكاء الاصطناعي، فإن تأثيره على الإنترنت سوف يتعمق أكثر، ونحن نتوجه نحو مستقبل حيث لا يكون الذكاء الاصطناعي مجرد أداة أو مساعد بل جزءا أساسيا في البنية التحتية للويب، حيث يشكل كل شيء من كيفية العثور على المعلومات إلى طريقة تفاعل المستخدمين مع بعضهم على الإنترنت.
ونماذج الذكاء الاصطناعي مثل "شات جي بي تي" و"جيميني" تُبشّر بعصر جديد من استخدام الإنترنت تتلاشى فيه الحدود بين المحتوى البشري والمحتوى المُنشأ بالذكاء الاصطناعي، وتبدو فرص الابتكار لا حصر لها. ومع ذلك، فإن هذا التطور يأتي مصحوبا بتحديات يجب معالجتها مثل ضمان الاستخدام الأخلاقي للذكاء الاصطناعي وحتى إدارة تأثيره على الوظائف والمجتمع ككل.
وفي ظل هذا المشهد المُتغير، يُعيد الذكاء الاصطناعي كتابة الإنترنت الذي نعرفه، مُغيرا ليس فقط كيفية استخدامنا له، بل ماهيته وما يمكن أن يُصبح عليه. ومع احتضان هذه التغييرات يمكن تسخير قوة الذكاء الاصطناعي بطرق تُعزز الإبداع البشري والتواصل والفهم مع مراعاة الآثار الأخلاقية والمجتمعية المُصاحبة له.