"المصريين الأحرار" يعقد المؤتمر العام السنوي ويستعرض تقريره المالي والحزبي
تاريخ النشر: 30th, March 2024 GMT
عقد حزب المصريين الأحرار بحضور ورئاسة النائب الدكتور عصام خليل، المؤتمر العام السنوي في دور الانعقاد العادي، وذلك بمقر الحزب الرئيسي بشارع العروبة، بعد اكتمال النصاب القانوني من الساعة الأولي.
وذلك بحضور الدكتورة هبة واصل الأمين العام، ونواب رئيس الحزب، وأعضاء المكتب السياسي وغالبية أعضاء الهيئة العليا والمؤتمر العام.
وناقش المؤتمر اعتماد التقارير السنوية للحزب، بعد عرض مراجع الحسابات الخارجية والميزانية العامة، وتفويض الهيئة العليا في الموضوعات العاجلة التي تنشأ في غير وقت انعقاد المؤتمر العام، علي أن تعرض قرارات الهيئة العليا ضمن تقرير رئيس الحزب في أول اجتماع تالي للمؤتمر العام.
وبدأت فاعليات المؤتمر بالسلام الوطني لجمهورية مصر العربية، رحّب النائب الدكتور عصام خليل رئيس الحزب بالحضور من كافة محافظات الجمهورية ونفخر بكل أعضاء أسرة المصريين الأحرار التى تعمل بكل جهد وقوة لخدمة بلادهم هادفين تحقيق الغاية الوصول لمصر اللى بنحلم بيها؛ وانتهز الفرصة حتى أهنئكم بشهر رمضان المعظم والصوم المقدس، وأشكركم على حرصكم الدائم الملتزم بمشاركة المؤتمر العام رغم مشقة السفر والصيام".
وأضاف رئيس حزب المصريين الأحرار فى كلمته، أن المؤتمر العام يأتي بعد فوز الرئيس بولاية جديدة وجميع أبناء الحزب عملوا على الأرض بصورة مقدرة وجهود طيبة للغاية خلال الحملة الانتخابية للرئيس وهذا النجاح الساحق لنا جميعًا، وعلينا مسؤوليات جسيمة للعمل بخطوات قوية على الأرض في ربوع الجمهورية شرقًا وغربًا.
وتابع: "أنتهز الفرصة الطيبة وأتقدم بأسمى آيات الشكر للثقة الغالية من الرئيس عبد الفتاح السيسي لصدور قراره بالتعيين في مجلس الشيوخ وهذا مقعد المصريين الأحرار وليس لشخصي، وعلينا جميعا أن نكون أهل للثقة قدرا للمسؤولية والمهام، ولدي يقين بان جموع أبناء الحزب سيبذل اقصي طاقة للعمل علي خدمة بلادنا العزيزة دون تأخير".
وأشار إلى أن الحزب يجري عملية تنظيمية شاملة بهدوء ورصانة بدأها بتأسيس وحدة العلاقات الخارجية ووحدة للتنظيم، بالإضافة لانضمام العديد من القامات والشخصيات العامة والرموز الوطنية من بينهم اللواء اشرف هلال والدكتور فتحى خضير والدكتور إسلام أبو يوسف وآخرون.
وأوضح، أن هناك جولات مكثفة ودورات تأهيلية وتدريبية لكافة المستويات التنظيمية سوف تتزايد خلال الفترة المقبلة وعلينا الاستعداد التام لكافة الاستحقاقات الانتخابية سوءا علي صعيد المجالس النيابية والمحلية أو الانتخابات الداخلية الفترة المقبلة، مؤكدا أن تقييم وقياس كل كيان سياسى سيكون بأيديهم وليس هناك محاباة أو تمييز ومن يعمل سوف يحصد والقرار بأيديكم.
ووجه الدكتور عصام خليل، الشكر لكافة أبناء المصريين الأحرار على الانتماء والثبات على المبدأ وتقديري الكامل لكافة الجهود المتميزة للعمل العام وخدمة المواطنين والتواصل الشعبي الفاعل والنزول للشارع خلال فترة الحملة الانتخابية منذ إعلان الحزب أن الرئيس عبد الفتاح السيسي مرشحنا الرئاسي، وإنني علي يقين بأن جميعنا يعمل لخدمة الوطن بعيدا عن المصالح الشخصية.
وجاءت كلمة المستشار القانوني للحزب محمد عثمان، وقال: "إنه من دواعي الفخر وجودنا تحت مظلة حزب يحترم الضوابط والقوانين ويحرص دائمًا على انعقاد الجمعية العمومية دون مواربة أو تأخير، وذلك المؤتمر له طابع خاص بعد فوز الرئيس عبد الفتاح السيسي بولاية جديدة، وأيضا ثقة القيادة السياسية اختيار رئيس حزب المصريين الأحرار الموقر عضوا بمجلس الشيوخ المصري".
وأضاف، أن حزب المصريين الأحرار يضرب النموذج والمثال في الالتزام والعمل الجاد وضوابط القوانين المصرية وتحقيق اللائحة الحزبية.
من جانبه،عرض المحاسب عاطف لمعي نائب رئيس الحزب للشئون المالية عرض التقرير المالي للحزب للسنة المالية 2023/2024، بكافة التفاصيل، ولم يبد أحد الأعضاء أسئلة أو اعتراض.
من جانبه هنأت الدكتورة هبة واصل، الأمين العام لحزب المصريين الأحرار، جموع الحضور بحلول شهر رمضان المبارك، وقالت:" أتوجه بجزيل الشكر للقائد ورئيس حزب المصريين الأحرار لمواقفه الوطنية الخاصة والتى دوما ما نتعلم منه القرار الصائب والتوقيت الهام والتحرك السريع واننا دوما ما نبادر بالخطوة لطالما كانت الرؤية صائبة وهادفة لخدمة مصر أولا وأخيرا، كما نتوجه بأسمى آيات الشكر لكل قيادة وعضو بالحزب بذل مجهودا لدعم مرشحه الرئاسي خلال فترة غاية الحساسية والصعوبة وكان المصريين الأحرار حقًا اسمًا على مسمى".
وأضاف، أن أبناء الحزب على اختلاف الأمانات والمحافظات يعملون على الأرض والتواصل المباشر مع الشارع في حملة شعبية لدعم الرئيس السيسي مرشحنا في انتخابات الرئاسة، ومن الواجب ان اشكر كل واحد باسمه ولكن لا يتسع المجال لذكر الأسماء.
وتابعت: "أن رئيس حزبنا ضحى ومازال من أجل كل فرد داخل الحزب كل الكلمات لا يمكن توفي حقه ولكن بفضل الله ومجهود كل فرد وعلى رأسه الدكتور عصام خليل هذه رسالة وصلت لكل من ينظر إلى الحزب فإننا نحب الكيان ونفديه بأرواحنا الحزب الوحيد الملتزم بتنفيذ اللائحة ".
وفندت تفاصيل نشاط وجهود الأمانات خلال الفترة السابقة وأشادت بجهود شباب الحزب الأمانات والعمل علي أرض الواقع، خلال الفترة الأخيرة عملنا علي أعادة هيكلة بعض الامانات وسنواصل حتي تغطية الجمهورية كلها بعد لقاءات وتدقيق وانتقاء أفضل الكوادر التي تحمل اسم حزبنا علما بأننا جميعا محل تقيم وتقويم بهدف تحقيق العمل المنشود وهو خدمة مصر.
أوضحت أن الحزب أبرم عدة بروتوكولات طبية وصحية سيتم إصدارها في شكل مجلد الكتروني لخدمة الأعضاء وذويهم، بالإضافة لعقد اتفاقيات مع جامعات دولية للتبادل الثقافي وأيضا توفير منح لشباب المصريين ودورات تدريبية لتعظيم قدرات الشباب ومنها جامعة تشينغداو الصينية.
وتابعت: "أنه على الصعيد الدولي أيضا يمثل الحزب الآن وفدا رفيع المستوى في دورة تطبيقية عن الحزام والطريق تنظمها جامعة بكين ويمثل مصر فيها 5 من أبناء المصريين الأحرار ضمن 25 شخصا حول العالم، وأيضا يلتقي الحزب عدة كوادر من المصريين بالخارج للانضمام، مع تأسيس الحزب وحدة العلاقات الخارجية لتعظيم سبل التواصل مع الأحزاب المماثلة حول العالم".
وشددت على أنه علينا أن نواصل جهودنا بصورة مكثفة على الأرض وأود اطلاعكم بأن الأمانة المركزية وبعد موافقة وتصديق رئيس الحزب سيتم إعلان وحدة تنظيم ومتابعة وتقييم لكل خطوة وتحرك، وأيضا الجميع مطالبين بإنهاء التشكيلات وصولا للشياخة والقرى والنجوع، وانتهاء تسليمها وتنظيم لقاءات معهم بالأمانة المركزية جميعا قبل يونيو المقبل.
واستطردت إنه هناك 3 استحقاقات انتخابية خلال العام المقبل وعلينا الجاهزية والجدية، كما يسعدنا أنه بدأت الأمانات القيام بدورها الفاعل في التواصل السياسي مع الجهات التنفيذية لحل مشاكل المواطنين والمطالب الهامة وعلي سبيل المثال موضوع رأس الحكمة التقي أمين الحزب بمطروح مع الجهات المختصة وتوصلوا لحلول عملية لكافة الإشكاليات وهذا نموذجا على سبيل المثال وهناك من يعمل ذلك بصورة منتظمة ودورية من الأمانات.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الدكتور عصام خليل انتخابات الرئاسة حزب المصريين الأحرار الرئيس عبد الفتاح السيسي جمهورية مصر العربية الخارجيه حزب المصریین الأحرار الدکتور عصام خلیل المؤتمر العام رئیس الحزب على الأرض رئیس حزب
إقرأ أيضاً:
الشورى في زمان الحرب.. من طبخّ السُم للملِك ليرثه من داخل المؤتمر الوطني؟
على نَحْوٍ مُفَاجِئٍ عادت سيرة المؤتمر الوطنيّ، مَرَّةٌ أُخْرَى، لِتَحتلّ مكانتها في نشرَات الأخبار، وتَعبُر خطوط مآسي الحرب، دون أَنْ تُغَطِّيَ عليها بالكامل، لكنها سِيرةٌ – على ما يبدو – مدفوعةً هذه المَرَّة بِتحدِّيات تَجْديد الِاسم والقيادة، وضبْط البوصَلة السياسية، وفقًا لمُرَاجعات (كُرَّاسَةُ سِجْنِ كُوبر)، أو ما سوفَ تُقرِّرُه الكوَادِر، عَلَى قول ستَالين.
مسرح اللامعقول
سحبت تلك البيانات المتواترة الخلافات إلى السطح أيضاً، إزاء شخصية الرئيس الجديد – القديم الذي سوف تعتمده هيئة الشورى، مع ذات الجدل القديم أو العقيم إن شئت، هل هى مُلزمة أم مُعلمة؟ وكيف يعالج الحزب الإسلامي خلافاته التنظيمية التي لم تَعُد مكتومة؟ ومَن الأحق بتولي مقود الحزب وهو يتهيأ لمرحلة جديدة، إبراهيم محمود أم أحمد هارون، أم كلاهما يؤدي دوره في مسرح اللامعقول؟ خصوصًا مع رشح التسريبات التي تتحدث عن مراكز قوى، لا زالت تتحرك بين يدي أبرز قيادات الحزب، الدكتور نافع علي نافع والشيخ علي كرتي، الأمين العام للحركة الإسلامية، أو مَن يقف خلف الستار يراقب ويدعم.
أكثر الناس تفاؤلاً يتحدثون عن مفاصلة جديدة، لحمتها وسداها ذات الحرس القديم، لكن الشيخ الترابي، الملهم الأول للتجربة، لم يعد موجوداً، فقد خَلّف لهم (منظومة خالفة) انبثقت من عِبرة المسير، فأين هى حالياً من الإعراب؟ وكيف انتقلت رئاسة الحزب من المشير البشير إلى أحمد هارون، ثم دلفت إلى عيادة بروف غندور الذي سلّم الراية إلى المهندس إبراهيم محمود، خلال سنوات عجاف، عاشتها قيادة الحزب ما بين سجين ومطلوب.
الخلاف المكتوم
بحماس دولفيني دخل القيادي في تنسيقية تقدم خالد عمر (سلك) إلى ملعب الصراع بين التيارات الإسلامية، وهو يميل كل الميل إلى أن انعقاد مجلس الشورى أخرج إلى العلن الخلاف المكتوم داخل طيات التنظيم لردح من الزمان، مشيراً إلا ما وصفه باختراق التنظيم للأجهزة الأمنية و”توظيف وجوده من أجل السلطة”، لكن خالد سلك بالضرورة لم ينطلق في ذلك الاهتمام بخلافات الوطني من خانة المشفق، وإنما صادفت تلك الأجواء هوى في نفسه، وهو تقريبًا أكثر ما يخشاه عودة الحزب – المحظور في نظره – لينازله بعد كل حفلات الشيطنة التي جرت أثناء سنوات الانتقال، فيا لها من منازلة لا يطيقها وربما لم تتصورها قوى الحرية والتغيير في أسوأ كوابيسها.
منتصف هذا الشهر حسم رئيس مجلس الشورى المكلف عثمان محمد يوسف كبر الجدل ببيان مُقتضب مفاده رفع جلسات المؤتمر في دورته التاسعة لوقت لاحق، حيث كلف هيئة مجلس الشورى بمواصلة مساعيها للتوفيق بين الأطراف المتنافسة، وذلك تقديراً للظروف التى تمر بها البلاد، وتتطلب وحدة الصف، كما جاء في البيان المقتضب.
وحملت الأخبار أيضاً عن اتفاق بين رئيس الشورى المكلف عثمان كبر والمهندس إبراهيم محمود حامد ومولانا أحمد محمد هارون على دخول اجتماع مجلس الشورى بروح وصفوها بالتوافقية والوثابة، وذلك لأجل وحدة صف الحزب وجمع كلمته وإبراز وتجسيد قيمة الاحترام المتبادل بين الإخوة الأشقاء، وأضاف البيان “تنعقد جلسة مجلس الشورى وفقاً للضرورة التي تقدر بقدرها حسب الموعد المحدد لها من قبل وربما يزيد ذلك التاريخ قليلاً أو ينقص قليلاً” دون أن يقدم ذلك البيان حيثيات ومداولات الحوار الذي جرى بين (هرون – محمود – كبر) في جلسات الأيام الثلاثة والالتزامات التي تم الإتفاق عليها.
لا صوت يعلو فوق معركة الكرامة
بالنسبة للمجموعات الإسلامية المقاتلة تحت قيادة الجيش فقد اختارت الصمت، أو التململ، لغةً للتعبير عن مواقفها، وبدا لسان حالها أقرب إلى تقدير الأمر بأن هذه فتنة عصم الله منها بنادقهم فليعصمموا منها ألسنتهم، إذ لا صوت يعلو فوق صوت معركة الكرامة.
لكن ظاهر الخلاف ليس طارئاً كما يبدو، خصوصاً وأن الجدل حول تغيير الإسم أو الاستغناء عن المؤتمر الوطني نهائياً باعتباره يعبر عن مرحلة انقضت، ولازال مسكوناً بـ(جرثومة الماضي) كان أقرب لرأي مجموعة علي كرتي، أو قيادة الحركة الإسلامية،، في الوقت الذي يرى فيه التيار الآخر بأن المؤتمر الوطني بمسماه القديم هو الأقرب إلى مزاج الجماهير، وأنه حزب عصي على النسيان، ولم تهز شجرته أيادي الثورة المصنوعة، وذلك منذ أن كان وعاءاً جامعاً يتغذى من المؤتمرات القاعدية، ويعتقد هذا التيار أن دعم قيام حزب حركة المستقبل للإصلاح والتنمية، هو جزء من محاولة قيادة الحركة لطمر المؤتمر الوطني.
مَن طبخ السُم للملك؟
بعد وفاة الشيخ الزبير أحمد الحسن آلت مقاليد أمانة الحركة الإسلامية إلى مولانا علي كرتي، وكان هو أحد النواب ممن لم يطالهم السجن، فكل الذين عرضت عليهم أمانة التكليف حينها رفضوا حملها وأشفقوا منها، لسبب أو لآخر، فحملها هو وانخرط في أول مهمة ذات طبيعة سياسية وتنظيمية، وهى تجنب المواجهة مع القوات النظامية والكتلة الثائرة حينها، من خلال السيطرة على المغامرين من عضوية الحركة، ممن لهم تواصل مع الأجهزة النظامية، إلى جانب العمل على توحيد الشتات الإسلامي، ليأخذ بعيد ذلك عنوان التيار الإسلامي العريض، وقد رافقته في خلوته السرية أشواق قديمة، كان يفتل على جديلتها الدكتور الترابي، أدواته الظاهرة تسجيلات صوتية مشفوعة بالصبر على المكاره والعودة للمجتمع كأصل في الدعوة وتربية الفرد ومن ثم تجديد البيعة، يرفع شعار “كلنا عطاء” ويتجنب طريق “من جماجمنا ترسى زواياه”، لكنه اصدم بحرب آل دقلو من جهة، وصحوة المجموعة الأخرى، الموسومة بالمكتب القيادي للمؤتمر الوطني، وهي مجموعة مؤثرة وتشعر بالغدر وأن ثمة من طبخ السُم للملك بقصد وراثته من داخل اللجنة الأمنية.
هذا وقد رشحت معلومات لم نتأكد من دقتها أن رئيس الحزب السابق عمر البشير خاطب جلسة الشورى الأخيرة (تتضارب المعلومات حول انعقادها من عدمه) برسالة صوتية مسجلة، والتي قيل أنها انعقدت بنسبة حضور بلغت 87% واعتمدت هارون رئيساً مفوضاً للحزب، الذي جدد دعمه للقوات المسلحة ووحدة البلاد، وانعقد الاجتماع بصورة سرية، وسط خلافات حادة تهدد بالانقسام.
قيادة جديد وفكر جديد
وبينما يرى عضو الحزب حاج ماجد سوار – الذي يؤيد رأيه قطاع واسع من عضوية الحزب والحركة – أن مرحلة ما بعد السقوط، وما بعد الحرب، تتطلب قيادة جديدة وفكر جديد، وكذلك الحركة، فهو يستحسن قرار تأجيل النظر في موضوع مشروعية رئيس الحزب بين أحمد محمد هارون وإبراهيم محمود حامد، وذلك حتى يتفرغ الجميع لحسم معركة الكرامة التي يخوضها كل الشعب السوداني مع قواته المسلحة ضد مليشيا آل دقلو الإرهابية، والتي قدمت فيها عضوية الحزب من الطلاب و الشباب والشيوخ أرتالاً من الشهداء و الجرحى والمفقودين، فيما لا يزال عشرات الآلاف منهم يخوضون المعارك في كافة الجبهات والمحاور.
وطالب سوار أيضًا بتنحي جميع القيادات السابقة، خاصة الذين كانوا يتولون قيادة الحزب والدولة لحظة سقوط النظام، والدفع بقيادة جديدة جُلَّها من الشباب (دون الأربعين)، إلا أن القيادي بالحزب والحركة أمين حسن عمر يبدو أقرب إلى دعم حسم هذا الخلاف وفقاً للوائح والنظم الداخلية، ما يعني أن خطوة انعقاد الشورى صحيحة، وقد رد أمين على الذين هاجموا هارون بقوله إنه رجل فِعال وليس بقوال، وأضاف أمين “مولانا أحمد هارون رجل فعال وليس بقوال والناس يخشون الأول ولا يأبهون بالآخر، لذلك تتناوشه أسهم العدو البعيد، وأحيانا أسهم الصديق القريب”.
احتراق طائر الفينيق
لدى الكاتب الصحفي محمد عثمان إبراهيم وجهة نظر مختلفة في تشريح الأزمة داخل حوش المؤتمر الوطني، تبدو أكثر تفاؤلاً، حيث كتب مو قائلًا: “أزمة المؤتمر الوطني الأخيرة أعادت للصراع السياسي وطنيته ونزاهته وبريقه” مشيراً إلى أنه لأول مرة منذ سنوات يحدث مثل هذا الإختلاف بين التكتلات والمؤسسات على خطوط اللوائح والبرامج والمواقف السياسية، دون أن يتدخل بين الأطراف السفير السعودي أو أي سفير آخر!
عموماً إذا كانت الشورى قد انعقدت واختارت أحمد هارون رئيساً، أو لم تنعقد للظروف المُشار إليها، فهى على كل حال قد أجّلت خلافتها دون أن تحسمها بالمرة، وهى مسألة يراها البعض طبيعية، ودليل عافية تنظيمية، بينما يراه البعض الأخر أزمة حقيقية ربما تعصف بوحدة الحزب، وعلى الأرجح أن الشورى الراتبة قد انعقدت في مكانٍ ما، واختارت هارون رئيساً بدعم من الرئيس السابق عمر البشير، ثم أجلت بقية الموضوعات، أو بالفعل نجحت في تجاوز حقل الألغام بالتوافق على خارطة الطريق، لكن الحقيقة بنت الجدل دائماً، في الغالب سوف تتكشف خلف سطور ما يمكن أن يصدُر من بيانات، لتشد على شعرة معاوية بين الأقطاب المتنافسة، والتي أخرجت الحزب الذي كان حاكماً، من رماد صمته كطائر الفينيق، ليتأهل مرة أخرى للنهائي، أو يخرس إلى الأبد.
المحقق – عزمي عبد الرازق
إنضم لقناة النيلين على واتساب